تمثال!

11آذار/مارس

احتج مئات السوريين في مدينة درعا الأحد على إقامة تمثال جديد للرئيس حافظ الأسد، بعد ما يقرب من ثمانية أعوام على إسقاط التمثال الأصلي في بداية النزاع في سوريا.

 وقال متظاهرون وشهود إن السكان خرجوا إلى شوارع الحي القديم بالمدينة، الذي دمرته الحرب، داعين لإسقاط الأسد. وذلك في الوقت الذي أغلقت فيه قوات الأمن المنطقة لمنع انضمام سكان من مناطق أخرى بالمدينة للمظاهرة.

وكانت الحكومة قد أعلنت يوم الأحد عطلة لموظفيها ولتلاميذ المدارس لحضور تجمع موال للحكومة احتفالاً بتنصيب تمثال برونزي جديد لحافظ الأسد في نفس مكان التمثال السابق الذي أسقطه المحتجون. وقال شاهد إن هذ التجمع انفض بعد أن أثار إطلاق نار من مكان قريب من الميدان ذعراً بين الحضور. ورفعت مجموعة من الشبان يحتجون في الحي القديم في درعا لافتة تؤكد أن التمثال الجديد سيسقط لأنه ينتمي إلى الماضي وأنهم لا يرحبون بنصبه في هذا المكان.

وأعادت السلطات السورية نصب تماثيل ضخمة عديدة للأسد الأب بعد الانتصارات العسكرية التي أدت إلى استعادة الأسد الابن معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة قبل ذلك.

مساءلة مجرمي الحرب

8 آذار/مارس

قالت رئيسة لجنة تابعة للأمم المتحدة تتولى التحقيق في جرائم الحرب إن المحققين الدوليين يقتربون بدرجة أكبر من أي وقت مضى من تحقيق العدالة لضحايا أعمال وحشية في الحرب السورية الدائرة منذ ثمانية أعوام والتي أودت بحياة مئات الآلاف. وقالت القاضية الفرنسية السابقة كاترين ماركي أويل رئيسة الآلية الدولية المحايدة والمستقلة إن مكتبها تلقى 15 طلباً من هيئات قضائية وطنية للتعاون في قضايا مرتبطة بسوريا في خمس بلدان وجمعت مليون سجل في المجمل. وتأسست الآلية في عام 2016 للتحقيق والمساعدة في محاكمة مرتكبي أخطر الجرائم في الحرب السورية. وقالت ماركي أويل “نحن نحقق تقدماً، لا شك لدي في ذلك، نحن نمضي في الطريق الصحيح”.

وخلال الحرب، قتل عدد كبير في غارات جوية وعمليات قصف على المدن. وقد وثقت الأمم المتحدة هجمات متكررة بأسلحة كيماوية على مدنيين، ووقع عدد كبير من جرائم التعذيب والإعدام دون محاكمة والاختفاء.

وتبني ماركي أويل على أدلة جمعتها لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، وهي هيئة منفصلة تضم خبراء مستقلين ويقودها البرازيلي باولو بينيرو منذ عام 2011. وقالت “التفويض الممنوح لي هو التحقيق في أخطر الجرائم من جانب كل الأطراف والقيام بالعمل التحضيري كي يواجه معظم المسؤولين عن تلك الجرائم العدالة”. وأضافت “لا أوقع على أي لائحة اتهام. مع الفريق نتوقف عندما نعتبر قضية ما جاهزة (للتقاضي)، إن هذه الأمور تستغرق وقتاً طويلاً. وهذه ليست علامة سيئة، وإنما تعني أن السلطات تعمل بجدية”.

وفي الأردن قدم محامون يمثلون 28 لاجئاً سورياً طلباً قبل أيام للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الشأن السوري، قائلين إن المحكمة لها ولاية قضائية نظراً لأن الأردن قد وقع على نظام روما الأساسي. كما رفع تسعة ناجين من التعذيب شكوى جنائية في السويد ضد مسؤولين سوريين يوم 19 شباط /فبراير، مستندين إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية.

الجيب الأسود

5-11 آذار/مارس

شنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة هجوماً على آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا يوم الأحد بهدف القضاء على ما تبقى من الخلافة التي شملت ذات يوم ثلث مساحة كل من العراق وسوريا. ورغم أن الباغوز آخر منطقة سكانية تخضع لسيطرة التنظيم إلا أنه لا يزال يشكل تهديداً أمنياً كبيراً بنشاطه في مناطق أخرى نائية، وقدرته على شن هجمات تعتمد على أسلوب حرب العصابات. وكانت قوات سوريا الديمقراطية أوقفت أكثر من مرة تقدمها تجاه الجيب المحاصر في قرية الباغوز الواقعة قرب الحدود مع العراق للسماح بخروج المدنيين ومنهم زوجات وأطفال مقاتلين في التنظيم. وتقول القوات أن أكثر من 4000 من المتشددين استسلموا خلال الشهر الماضي، بينما جرى إجلاء عشرات الآلاف من المدنيين.

وقالت الأمم المتحدةالجمعة إن أكثر من 62 ألف نازح بسبب القتال حول الجيب الخاضع للتنظيم توافدوا إلى مخيم الهول مشيرة إلى أن 5200 شخص وصلوا إلى المخيم في الفترة بين الخامس والسابع من آذار/مارس وأن من المتوقع وصول آلاف آخرين.

وفي ظل طقس بارد وممطر يعاني النازحون في المخيم من نقص الخيام والإمدادات. وتوفي عشرات الأطفال وهم في الطريق إلى هناك. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية يوم الجمعة إن الهول “على شفا الانهيار”. ويعاني النازحون إلى الهول من “ظروف صحية سيئة للغاية” منها سوء التغذية والإسهال والأمراض الجلدية.

المنطقة الآمنة على نار باردة

6-8 آذار/مارس

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء إنه ليس بوسع تركيا أن تقبل تسليم السيطرة على منطقة آمنة مزمعة في شمال سوريا إلى أي جهة أخرى. وأضاف أردوغان إنه إذا لم تستطع الولايات المتحدة استعادة الأسلحة التي قدمتها لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا فعليها تسليمها لتركيا.

بالمقابل قالت السياسية الكردية فوزة يوسف إن السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا تريد نشر قوة متعددة الجنسيات على الحدود التركية، وترفض إقامة “منطقة آمنة” كبيرة تأمل تركيا في السيطرة عليها. وأوضحت أن السلطات التي يقودها الأكراد اقترحت الفكرة في محادثات مع مسؤولين أمريكيين مشيرة إلى أنها شددت على الحاجة لمواصلة الجهود المشتركة ضد تنظيم داعش الذي يوشك على خسارة آخر جيوبه في شرق سوريا.

وسارعت السلطات التي يقودها الأكراد، إلى رسم استراتيجية لحماية منطقتها من تركيا عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ في ديسمبر كانون الأول اعتزامه سحب كل القوات الأمريكية.

ومنذ ذلك الحين تراجعت الولايات المتحدة جزئياً عن القرار وتعتزم إبقاء 200 جندي في شمال سوريا للانضمام إلى قوة مشتركة مع حلفاء أوروبيين لمراقبة المنطقة الآمنة في شمال شرق البلاد يتوقع أن يبلغ قوامها ما بين 800 و1500 جندي.

في سياق متصل قال الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية يوم الخميس إنه لا يواجه أي ضغط لسحب القوات من سوريا في أي موعد محدد وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب معظم قواته من سوريا. وأضاف “ما يقود مسار الانسحاب هو مهمتنا المتمثلة في هزيمة تنظيم داعش، وهذا هو تركيزنا الأساسي والتأكد من أننا نحمي قواتنا وأننا لا ننسحب بطريقة تزيد الخطر على قواتنا”. وتابع قائلاً “لا أتعرض في الوقت الحالي لضغط للوفاء بموعد محدد”.

برود في التطبيع

4 آذار/مارس

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبيرالاثنين إن المملكة لن تعاود فتح سفارتها في سوريا دون إحراز تقدم في العملية السياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات مستبعداً في الوقت نفسه عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية. وقال الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الرياض “هذا الأمر (معاودة فتح السفارة) يتعلق بالتقدم الذي تحرزه العملية السياسية في سوريا”.

وفيما يتعلق بإعادة عضوية الجامعة العربية لسوريا قال الجبير “إعادة سوريا للجامعة العربية (مرتبط) بالتقدم الذي يتم إحرازه في العملية السياسية، وأعتقد إنه لا زال الموضوع مبكراً، وأعتقد أن هذه وجهة نظر الجامعة العربية بشكل عام”.

كما قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه بحث الشأن السوري والشأن الليبي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي يزور الدوحة في أول محطة من جولته بالخليج.وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف إن التوصل لحل سياسي في سوريا هو الخيار الوحيد للبلد الذي مزقته الحرب.

وعلقت الجامعة العربية أنشطة سوريا فيها قبل سبع سنوات. وقالت الجامعة في الآونة الأخيرة إن عودة سوريا تتطلب إجماع الدول الأعضاء.

ضامن العودة!

9 آذار/مارس

قال فيليبو جراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة إنه يتعين أن يكون للمفوضية وجود أكبر داخل سوريا لمتابعة اللاجئين ومساعدتهم على العودة من الخارج وكذلك النازحين داخل الدولة التي تعاني من الحرب.وبعد ثمانية أعوام تقريباً من القتال أصبح النظام السوري يسيطر على معظم أنحاء سوريا وتبدو خطوط الجبهة بين الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة ومنطقتين في الشمال والشرق، ما زالتا خارج سيطرة دمشق، دون أي تغيير في الوقت الراهن.

وقال جراندي في بيروت مع اقتراب حلول الذكرى الثامنة للحرب خلال أيام “من المهم أن يكون لمنظمات مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وجود في مناطق العودة وأن تتمكن من متابعة العودة والتواصل مع العائدين ومساعدتهم في معالجة بعض المشكلات التي يواجهونها”. وأضاف “بدون ذلك الوجود سيكون عنصر الثقة مفقودا في عودة الأشخاص”. وقال إن المفوضية تعمل مع الحكومة السورية وروسيا بشأن هذه القضايا.

وقال أليستر بيرت وزير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية يوم السبت إن الحكومة السورية لم تفعل حتى الأن ما يكفي لجعل سوريا مكانا آمنا للعائدين. وقال بيرت لهيئة الإذاعة البريطانية “من الواضح أنه (الأسد) لا يرغب في عودة الكثير من اللاجئين”. وأضاف “من المهم عدم تقديم أي دعم لإعادة الإعمار من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لحين التوصل إلى تسوية سياسية تساهم في تلبية احتياجات هؤلاء الأشخاص”.