قصة
يحمل آلته ويخرج. هي ضخمة، ثقيلة، هشة. حجمها لا يناسب المصاعد وصناديق السيارات. أبعادها، لا تتوافق مع أبعاد هذا العصر. يحملها على ظهره ويمضي في طريقه. الحر يعصف به من جهة وازدحام المدينة يعصف به من جهة أخرى. تجده يعزف في نوادٍٍِ ليلية، عزفه خلفية لاهتزاز أرداف راقصة، يعزف أربع ساعات كل مساء. يتقاضى أجره مياومة.
مرة في الأسبوع يعزف في مقهى بدلاًٍ من الملهى. الأجواء هنا أفضل بالتأكيد. نعم هناك انحطاط، ولكنه انحطاط من نوع آخر. أحد المشاكل هنا مثلاً هي عازف الجيتار. كل مرة تبدأ الفرقة بالعزف في انسجام وشيء من الذوق، ثم يبدأ عازف الجيتار هجومه.
أربعة ... ثلاثة ... اثنان ... واحد ... واحد...! واحد!!! واحــ ... أخيراً دخل الفظ. دخوله خطأ طبعاً، لا توقيته صحيح ولا نغمته صحيحة، ولكن هل يكترث؟ ها هو الفظ بنوتاته الكاملة ومؤثراته الصوتية والدستورشن وجيتاره الأسود اللامع بزوايا مثل الفأس. كم يقضي من الوقت أمام المرآة يتأمل وقفته متأبطاً الجيتار وكم فعلاً يعزف يا ترى؟ على كل حال، هو دخل متأخراً بضع ثوان، أما أنا فمتأخر ١٢٠ عاماً على الأقل. لم يكن هذا لإهمال مني، أو سوء تخطيط، أو عدم الأخذ بالحسبان الازدحام في الطريق، أو استعمال أطول من اللازم لأدوات تحديد النسل من والدتي. هو فقط سوء حظ. سوء حظ وظلم بالغ أن أولد في هذا الزمان.
انظر إليه الآن، نعم نعم، ها هي السويب، ها هو التابينج، أفرغت مما علمك اياه الفيديو؟ يصفق له الناس. أتبادل نظرات الإحتقان مع عازف الكمان. الفظ يستعمل كل تكنيك يمكن استخدامه وكأنه يعدّهم عداً. يفرح به المراهقون. أحياناً أترك لحني وأنضم إليه، أعزف ما يعزفه تماماً لأن توقعه سهل. يضايقه هذا كثيراً. أنظر إليه بابتسامة ويرمقني بنظرة يتطاير منها الشرر. أقول له بعيني، لا تقلق، فلا يكشف زيفك أحدٌ غيري. لا أحد يلاحظ العزف ولا الشرر. على كل حال، له شعبية، مع أن ما يفعله لا قيمة له، ولكننا في بلاد تهوى التقليد، وتكافئ مجرد المحاولة، وتحرّف الهواة، وتهوّي المحترفين. وأسمى ما تتطلع إليه في الفنان هو أن يشبه إلى حد ما يوجد على التلفاز. كل ما زاد الشبه، كل ما كان أفضل. وحذار، حذار أن تتجاوز الشبه. ها أنا ما زلت أحاكيه، أبريجياته بسيطة ووتنويعاته بدائية. ولكنهم مبهورون به. لِمَ يا ترى؟ إنه أمر سرعان ما أفهمه أدرك أني لا أفهمه. عقدة العربي مع الموسيقى الكلاسيكية فهمناها. كتائب عازفي الكمان والفلوت بجلستهم المنتصبة، يقودهم المايسترو بحركاته الدرامية كمن يقود جيشاً، والجيش يسير على أنغام قارع طبول. هي تجربة ملحمية كالحروب تماماً. والأثر المسرحي والتأليف والتوزيع أمور لا بد أن يقف المرء أمامها بانبهار. ولذا عقدة النقص هذه فهمناها، فالموسيقي العربي بجلسته المتواضعة، وألحانه التي مهما كانت معقدة وبليغة تبقى خجلة متوارية، وهدفها إرجاء النجومية للمطرب. ترضى بأن تبدو دون أهمية للأذن غير المدربة. ولذا فابتذال كل من يتباهى بمعرفة السيمفونية رقم خمسة، ويدعي أن كل موسيقى بعدها هي موسيٍقى هابطة أمر سئمنا منه، ولكن نفهمه.
ولكن لم هذا الفظ؟ ولم الانبهار بتكنيكه الفارغ الذي يفتقد أي معنى ولحن. أهو التكنيك من أجل التكنيك؟ أم هو الانصياع؟ آهه، انتهى الفظ. التصفيق الحاد. العودة إلى القانون الآن. هل أعزف حقاً أم أداريهم فقط. هم لا يفهمون قيمة الطرب. بل لا يفهمون معنى كلمة طرب. فهي ليس لها مقابل في اللغة الإنجليزية. هو مفهوم غير موجود في ثقافات أخرى. هذا أمر لم يعد يضايقني، ولا يشعرني بالنقص، بل النقص هو في البحث المستمر عن مقابل موجود أصلاً. إذن، ماذا أعزف، مهما عزفت لن يتذوقوه، سيلتهون وينشغلون بهواتفهم. ها أنا أعزف تلقائياً، كرجل آلي. ممل هذا حقاً. اللعنة. يكفي. سأعزف. سأعزف لنفسي وليذهبوا جميعاً إلى الجحيم.
الساعة الثانية صباحاً. هو وحده، في غرفته، هو والظلام والدخان والويسكي والقانون. جلسته أمام آلته، منتصب الظهر وذراعاه بجانب جذعه، كمن يحضر نفسه لترويض فرس عنيد. يعزف بلا هوادة لساعات. تنطلق أصابعه ذهاباً وإياباً على مدى القانون، تضرب الأوتار هنا وتقلب العُرب هناك وتكتم الصوت للحظة وتطلقه رناناً لحظة أخرى. منظره كمن هو منهمك بنسج أعظم بساط على الإطلاق. ولكن من يركب هذا البساط، من يتأمل جماله؟ من يضع غرفة جلوس فوقه قطعة قطعة؟ أليس لهذا السبب اسمه قانون؟ أليس لأنه يسن قانون النغم لجميع آلات الجوقة. يضع قانون أبعاد النغمات وتلتزم جميع آلات الفرقة بدوزانه وتبني فوق تقاسيمه؟ يستمر في العزف. فن يموت في الظلام، عظمة لا يسجلها مايكروفون ولا تسترجعها ذاكرة. يعزف حتى بزوغ الفجر، ثم ينهزم إلى النوم.
اتصل به مندوب عن السفارة البريطانية. يريدونه أن يظهر مرة في الأسبوع. الدفع مجزي والوقت ليس بطويل، وفرصة الالتقاء بفتاة كبيرة، والتخلص من فظ الجيتار حتمي. “زلمتك" قال لموظف السفارة. أفاق مبكراً ذاك اليوم. حلق ذقنه ولبس قميصاً مكوياً ذاك اليوم. أفطر لأول مرة منذ وقت طويل ذاك اليوم. حمل آلته وذهب إلى السفارة. كانت الحراسة مشددة وتم تفتيشه هو وآلته عدة مرات. فُتحت وقُلبت ورُفعت. لم يكن الحفل كبيراً ولكنه كان مليئاً بالشخصيات. وجد موظف السفارة وصافحه. "متى أبدأ؟ بعد نصف ساعة تقريباً - يمكنك أن تتفضل على البوفيه حتى ذلك الوقت”.
جلس في طرف القاعة وشاهد الحفل. هناك العديد من الفتيان والفتيات. الكثير منهم يحملون آلات موسيقية تحميها صناديق مبطنة بالمخمل. هم مثقفون موسيقياً ولا بد أنه حضور يتذوق الموسيقى. الأغلبية أجانب وهناك قلة من أبناء بلده. تفرقهم عن الأجانب بصعوبة. أحدهم كان موظف السفارة. سار نحوه ذاك وأخبره أنه التالي. صعد إلى المسرح.
فتح صندوق آلته وأخرج القانون. قانون عتيد هذا صنع في حلب. شهر كامل استلزم صنعه. دقة صنعه وجماله وتعقيده أبهر الحضور.78 وتراً، خمس عُرَب لكل وتر، خشب السيسم يتألق، وجلد السمك جاهز للرنين. جلس إليه. وضع الريشتين في سبابتيه، استقام ظهره، أرخى كتفيه، شد رقبته، ألزم ذراعيه جذعه، أخذ وقته في ضبط الدوزان، وبدأ. أولاً مقطوعة يعشقها لـمحمد عقاد الكبير، مقطوعة صعبة، طويلة، تتطلب الكثير من التركيز. لم يرفع عينيه عن القانون. انتهى. نظر حوله، وجد الحضور هائجين. تصفيق وبراڤو وصفير. “ممتاز، ممتاز" قال له الموظف. مقطوعة أخرى من تأليفه الآن، هي أيضاً تلاقي نجاحاً كبيراً. ابتسم ابتسامة حقيقية للمرة الأولى منذ وقت طويل. هذا أحسن حضور عزف أمامه على الإطلاق. بعد ثالث مقطوعة توجه له الموظف: “ممتاز حبيبي، براڤو. بتقدر تعزف إشي أقصر شوي. وإلبس هاد" ووضع على رأسه طربوشاً.
استمر صديقنا في العزف وكان اندماجه واضحاً. الحضور اندمج أيضاً وبدأ البعض من الاقتراب من المنصة. غريب هذا. هل سيرقصون على أنغام القانون؟ استمر. أنهى مقطوعة وبدأ أخرى. مقطوعته المفضلة الآن لابراهيم حجاج. مقطوعة صعبة وتحتاج للتركيز. يسمّر عينيه على آلته وينطلق. تذهب وتجيء أصابعه على الأوتار وتنطلق يده اليسرى نحو العُرب كل بضع ثوانٍ. يؤدي أداء لم يسمعه أحد من قبل. خزّن هذه المقطوعة لمن يقدّرها، شعر أن حضور الليلة هو الجمهور الموعود. يأخذ نفساً عميقاً ويبدأ. صمت وذهول. بعد أن يبلغ مقطع صاخب ذروته يصبح اللحن احتفالياً وبطيئاً فيه شيء من النشوة. فيه سلام عميق كالساعات الأولى بعد مذبحة. يرفع عينيه، يرى جمهوره. يلاحظ بجواره رجلاً. الرجل يقف قريباً، أقرب من اللازم. الرجل يبتسم، يبدو أنه يجد أمراً ما مسلياً. ينظر إلى الحضور مرة أخرى، يرى وجه زوجة الرجل تنيره ابتسامة حمقاء، تغطي نصفها كاميرا ضخمة. تأخذ صورة.
عزف لثوانٍٍ أخرى ثم توقف. لم تنته المقطوعه ولكنه توقف بحدة فاجأت الجميع. انتفض واقفاًِ بحيث قلبت ساقاه بانفرادهما الكرسي من ورائه بعنف. خلع الطربوش وضربه بالأرض. حمل آلته وخرج.
ينزل الدرج إلى غرفته الصغيرة المعتمة. الوقت متأخر وها هن جاراته خارجات في موعدهن وسيارة التكسي الهيونداي ذات الستائر المريبة والأضواء الزرقاء على محيطها تنتظرهن خارجاً. متى كانت آخر مرة تحدث إلى فتاة. فتاة مثل اللواتي كان يعرفهن في أيام مضت. منذ وقت طويل، أطول بكثير مما ينبغي. يدير المفتاح في الباب الحديدي ويدخل. يجد بانتظاره صديقه الطبال. تتوالى عليه الأخبار واحداً واحداً: صديقه الطبال سمح لنفسه بالدخول من النافذة. صديقه الطبال لم يجد شيئاً يصلح للأكل في ثلاجة العازف. صديقه الطبال اعتزل الموسيقى وباع طبلته. صديقه الطبال ينوي فتح محل شوربة. صديقه الطبال يحتاج المزيد من المال لفتح محل الشوربة. صديقه الطبال باع الاسطوانات والستيريو والقانون.
كان أول الخارجين من المطار. لا أمتعة ينتظرها على الحزام. لا شيء في جيبه سوى محفظته. جاء خفيفاً نظيفاً. لا أشياء يملكها لتملكه. لا شيء يملكه سوى ريش القانون. لم يمانع تأخر صديقه وجلس يدخن بعد أن عرض عليه أحدهم سيجارة. نظر حوله وأخذ يفكر أن الأمور هنا مختلفة. كل شيء يبدو قديماً، مهترءاً. كل شيء فيه نفحة الماضي. وصل صديقه. اعتذار. ترحيب. عناق. إلى السيارة. يسيرون في الزحام، ينظر حوله كل شيء قديم قديم قديم. فقط شاشات الإعلانات جديدة وبراقة. تغزو كل مساحة وكل مدى. يصلون الشقة. هو يذكرها منذ كان هنا في زيارة عائلية قبل ١٥ عاماً. كانت فارهة جميلة حينذاك. هي الآن شبح تلك الشقة. نفس التضاريس ونفس الحلة. الآن الحلة اهترأت، والتضاريس هرمت.
لكن البهجة ما زالت. هناك أصدقاء ورفاق وأعداء يتوافدون إلى الشقة. عازفون وكتاب وفهلويون. الحياة تدب هنا. هناك أحداث وسجال وضحك. ينزلون إلى المطعم. مجموعة كبيرة. فول مدمس وطحينية. يجري الحديث، يسألونه عن عمله. عازف قانون. يحضر نفسه لصمت غير مريح، يغوص في ياقة قميصه ويواري وجهه. ولكن الواقعة تمر بسلام. بل هناك عازف آخر في المجموعة. عازف قانون آخر! الفول فعلاً لذيذ، والشاي بسكر، والسكر ليس دايت.
عالم كامل يتفتح أمامه الآن. عالم مترهل. ملئ بالمصائب، ولكنه بالرغم من هذا يشمخ بأصالته وتاريخه الممتد. كأن ترهله إنما هو إصرار على التعلق بماضٍ حقيقي بدلاً من حاضر مزيف. لا بأس بالترهل. بل مرحباً بالترهل. فهو سطحي. في عمق البشرة، وتحته جسد نابض نشط يتفجر حياة. يتفجر ألحاناً وموسيقى وغناء.
هذه أول مرة أعزف القانون منذ شهرين. وهذه أول مرة أنقطع عن العزف أكثر من يوم أو يومين. أدائي صدئ بعض الشيء، ولكن سأعود إلى مستواي في وقت قصير. أنا أسكن بالمجان، كل ما علي عمله هو إعطاء دروس لمجموعة من الأطفال. تصور! أطفال ومراهقون يريدون تعلم القانون. على أية حال. أُتي لي بقانون مستعمل لكنه في وضع ممتاز. بالمجان أيضاً. قالوا لي أنه هدية، "لإننا سمعنا عن موهبتك". أعزف طيلة اليوم، ووقت العشاء أنزل أنا وصديقي والأصحاب لوجبة عشاء. أحدهم عازف جيتار، ولكنه ليس فظاً. نتحدث عن التقاسيم وسكينة حسن ومادڤيلان. أحياناً نعود مرة أخرى إلى الشقة ونستمع إلى الموسيقى ونعزف ونغني. يالها من مدينة، المدينة الأولى.
لطالما اعتقدت أنني آخر عازف قانون. لطالما اعتقدت أن القانون آلة ستنقرض خلال سنوات. فأنا، في حياتي في الإمارة، تعلمت أن كل شيء يسير وفق نـظرية العرض والطلب. وأن الطلب على القانون يتلاشى، ومعه سيتلاشى القانون نفسه. هي مسألة وقت لا أكثر. لم يعن لي هذا شيئاً. فأنا بكل بساطة أحببت آلة موسيقية وأردت أن أتعلمها. فُجعت أمي عندما تركت دروس البيانو لأتعلم القانون. فهي دفعت أموالاً طائلة لا نملكها لأتعلم البيانو وأحوز على شهادات. كانت مجرد خطوة ضمن برامج أمي ومخططها لجعلي شخصاً قابلاً للتوظيف. لا لأجلس بجوار اسطوانات أبي الراحل وأعزف موسيقى شرقية. كنت منبوذاً منذ تلك اللحظة إلى أن حررتني واقعة الشوربة.
والآن أنا في عداد الأحياء. وجودي هنا له معنى وقانوني له مستمعون. للمرة الأولى منذ وقت طويل أشعر بالفخر، وللمرة الأولى في حياتي أشعر بالانتماء. هاأنا الآن في مدينة من عصر آخر، عصر لا يضيق بوجود القانون. وها هي الأرض تهتز من تحتنا، وها هي القشرة الهرمة تتفتق، وينبثق عنها مارد مستحيل. وها هي المدينة الأولى، وها هو القانون، وها هو فجر جديد.
لكن، بين الحين والآخر، يراودني كابوس. هذا الكابوس بسيط ولكنه مستمر ومتنوع. في الكابوس، أجد نفسي مثبتاً بحائط أبيض ضخم جداً. لا يُرى له بداية ولا نهاية، وفي منتصف هذا الحائط، وعند أسفله توجد فتحة على ارتفاع حوالي نصف متر، يخرج منها رأسي. أنا مثبت تماماً بحيث لا أستطيع سحب رأسي، كل ما أستطيع فعله هو تحريكه بعض الشئ إلى الأعلى لأرى من أمامي. تبدأ الآن قرعة عشوائية تماماً، حيث أُنقل أنا في هذا الوضع ومع حائطي من مكان إلى آخر حول العالم. وفي كل مرة أجدني في مكان ما أمام شخص ما. هذا الشخص لم يتوقع قدومي ولم يسمع بهذا الأمر كله من قبل، ومع ذلك فهو فور وجودي يستوعب مباشرة وتماماً ما يجري. كأن الأمر غريزي. ما يفهمه تواً هو التالى: أنا موجود عنده لدقيقتين على الأكثر، وأنا تماماً تحت رحمته. يستحسن به أن يتصرف كما يشاء قبل أن تأخذني القرعة إلى شخص آخر. تستمر القرعة طوال الليل وأرى أهوالاً ومصائب. بعضهم ينقض على رأسي ركلاً ولكماً، وبعضهم يكتفي بضربة واحدة كتجربة، وبعضهم يخلع قميصه ليمسح عن وجهي الدم، وبعضهم لا أرغب في ذكر ما يفعلون. وعندما تشارف الليلة على الإنتهاء، وبعد كل ما جرى علي من ركل وصفع وإهانات وأمور لا أرغب بذكرها، عندها يكون وجهي مدمّى، فكي مكسوراً أو مخلوعاً، شعري مبللاً وأسناني قد استقرت في حلقي وتحت لساني. أكون بقايا إنسان، بقايا تستحق القتل الرحيم. وعندها، ما يحدث عادة أن من شاءت أن تكون رفيقتي لتلك الليلة تهز كتفي أو تداعب شعري أو تقبل خدي. وعندها أصحو، وأدرك أن الطريق طويل.