في ٦ فبراير عن "لجنة إلغاء ديون العالم الثالث"
قررت ”لجنة إلغاء ديون العالم الثالث“ (CADTM) خفض تصنيف صندوق النقد الدولي وذلك بسبب مسؤوليته والدور الذي لعبه في تدهور مستوى معيشة الشعوب في بلدان تخضع لسياسات تقشف فرضها صندوق النقد الدولي بشكل واضح أو أملاها من وراء الكواليس. وشهدت الدول التي إتبعت توصيات الصندوق، إرتفاع نسب البطالة وتفاقم الأزمة الإقتصادية وزيادة الدين العام . ونتيجة لهذه التوصيات غير المثمرة وغير العادلة خفضت لجنة إلغاء ديون العالم الثالث تصنيف صندوق النقد الدولي من NNN إلى -NO مع توقعات سلبية للغاية.
كان صندوق النقد الدولي نشط للغاية في نصف الكرة الجنوبي، منذ الثمانينات من القرن العشرين وحتى بدايات الألفية الثالثة، وذلك من خلال فرض خطط إصلاحات هيكلية تصب في مصلحة الجهات الدائنة وتضمنت: خفض هائل في الإنفاق الاجتماعي وعمليات خصخصة مكثفة وإزالة الرقابة على الاقتصادات والأسواق المحلية مع إعطاء أفضلية للمنتجين متعددي الجنسيات على المنتجين المحليين. وكانت نتائج هذه التوصيات سيئة للغاية.
وجد الصندوق نفسه، ما بين عامي 2007 و 2008، مشرفاً على الإفلاس نتيجة لفقدانه شرعيته كلياً بسبب فشل حلوله الاجتماعية المسمومة، حيث قام أغلب كبار المدينين بإعادة سداد مسبقة لديونهم بغية تحرير أنفسهم من إشراف الصندوق الذي يثقل كاهلهم.
وأدت الأزمات الإقتصادية التي تشهدها دول الإتحاد الأوربي إلى عودة الصندوق للساحة الأوربية. وساعدت قمم مجموعة العشرين (G20) بهذه العودة مما أدى إلى مضاعفة إقراضه لكل من اليونان وأيرلندا والبرتغال، وذلك نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها هذه الدول مما إضطرها لتطبيق إجراءات التقشف العنيد وغير العادل من أجل التعويض.
وتؤدى هذه الأسباب إلى نفس النتائج. وتأثرت أوربا بذلك، لكن ومن حسن الحظ أن الشعوب لا تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث. وعلى الرغم من محاولة صندوق النقد الدولي الإستفادة من تجربة ثلاثين عاماً قام خلالها بحماية المصالح المالية الخاصة، بصورة لا نظير لها وعلى حساب الشعوب، إلا أن ظهور لجان شعبية في عدة دول، تقوم بمراجعة هذه الخطط والديون، أدى لأن تقوم ”لجنة إلغاء ديون العالم الثالث“ بخفض تصنيف الصندوق وإصدار تحذير جاد بحقه.
ونتمنى أن يؤدي تشكيل لجان المقاومة الشعبية، ضد هذه المؤسسة، التي تزداد سمعتها سوءً وتفقد شرعيتها، على حثنا في أقرب وقت ممكن على خفض تصنيفها بصورة اكبر.
وتصر ”لجنة إلغاء ديون العالم الثالث“ على الإلغاء الفوري لصندوق النقد الدولي واستبداله بمؤسسة تختلف عنه بصورة جذرية، بحيث تركز المؤسسة الجديدة على الوفاء وتوفير الإحتياجات الإنسانية الأساسية.
[البيان نشر بالإنجليزية لأول مرة على صفحات جدلية وترجمته إلى العربية رباب زين الدين.]