كُتبت هذه المادة على هامش ورشة بحثية فنية عن موضوعة أصوات المدينة، تتناول المدن التالية: القاهرة، رام الله، نابلس، دمشق، مسقط وأخيرًا عمّان.
-
-
يولّا وأخواته": قراءة نقديّة في سيرورة الجسد والمدينة"
ليست الكتابة عمليّة محايدة، وافتراض عكس ذلك يتجاوز مفهوم الكتابة بصفته مفهومًا وجوديًّا للشيء/ الذات. يقول جان جاك لوسركل في كتابه "عنف اللغة"، إنّ "هناك رابطة طبيعية تسلسلية بين القراءة والكتابة والفعل والتدمير". فالعنف في الكتابة، متمثّلًا في "التدمير"، "عنف جسدي كما هو لغوي – عنف دمار العالم، عنف نهاية الوجود"، كما يصفه لوسكرل. "فالتدمير المذكور مصدر ألم ومعافاة في الوقت نفسه، إنّه علاج مؤلم، كما اللغ..
-
آخر أيّام المدينة - الجزء الثاني
في كتابه "المُجتمعات المُتخيّلة" (1983) يناقش "بندكت أندرسن" (1936 - 2015) فكرة الدولة القوميّة باعتبارها ظاهرة حداثيّة، ويرى "الأمّة" فضاءً مُتخيّلًا لأنّ جميع أفرادها غير قادرين/قادرات على خلق تواصل مباشر وعميق في ما بينهم/ن من خلال عمليّة "التخيُّل" ومضامينها ومُحرّكاتها، باعتبارها ما يوحدهم/ن، لتُرسم بناءً على ذلك حدودُ الدولة. عبر المُمارسات اليوميّة –الفرديّة والجمعيّة- يُخلق تسلسل زمني/كرونولوجي يصوغ سرديّة المجتمع ويجعل منها حبكة متما..
-
آخر أيّام المدينة - الجزء الاول
بدأ حضور "المدينة" في السينما المصريّة يأخذ شكلًا مميزًا خلال السبعينيات كنتيجة للفترة الساداتيّة التي وُعدت ووعَدت بـ"الانفتاح" كثمن للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومن بعدها الفترة المباركيّة على نفس النهج، مع التركيز على سياسات الدولة القُطريّة والخصخصة. فكان هذا التناول الفني ظاهرة مصاحبة للتحوّلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية في مصر.
-
عن المعرفة والمأسسة والتعليم
استهلال مفاهيمي
لا تزال أحد أهم الأفكار التي أضاءها الحراك الثوري (المستمر، والمتراكم إلى الآن) في بلادنا، وفي بنية العقل العربي، في شأن المسافة بين المجتمع والدولة/ المؤسسة، هي أنّ تغوُّل وتنامي حجم المؤسسة وثقافتها لا يمكن مقاربته إلا باعتباره ردة لفعل، أيّ أنّ المجتمع (والفرد/ المواطن في قلبه) هما دومًا "الفعل". وبقدر زخم هذا ا.. -
تأملات في صناعة صورة الموت؛ اغتيال السفير
فكرة "الذات" الفلسفيّة، هي فكرة حديثة، جاءت مع عصر التنوير الأوروبي والنزعة الإنسانيّة، فالذات المفكرة والواعيّة تجد تعبيرها الوجودي الميلادي الأول في بيان ديكارت الشهير: "أنا أفكر، إذن أنا موجود"، أو ماعُرف بـ"الكوجيطو"، وبالتالي فوجودية الذات تتحدد بكونها "ذاتًا" ذات تصور ابستمولوجي، أي بوصفها ذاتًا "مفكرة عارفة"، في مقابل "موضوع" معروف ومحكوم، فيما نسميه ازدواجيّة/ثنائيّة "الذات والموضوع". وإذا كان النقد..
-
-
-
الجسد والسلطة في السينما
لا ينج الحديث عن الثقافة والأدب والفنون، باعتبارهم "تعابير" ثقافية عن مجتمعاتها من سؤال "الجسد"، فإذا كان الفن يُنظر إليه "على أنه مرآة للقدرات البشرية في مرحلة تاريخية معينة، بوصفه الشكل المتفوق الذي تُعرف فيه ثقافة ما عن نفسها"، وجب علينا تناول تمثلات الجسد في كل هذه الأجناس الثقافية، باعتبارها أنماطًا خطابية، تعكس موضعه –الجسد- في ..
-
تأملات في الصوت الأول
للحياة صوت، فالحضارة صوت، والفنون صوت، والإنسان صوت، والحيوان صوت، والله صوت، والدين صوت، و الثقافة صوت، والحرب صوت، و السلم صوت، والإنتاج صوت، فالحياة كلها صوت، ولا صمت إلا الموت (والصمت تأويل للصوت). ولولا غرق الإنسان في إدراك الحياة بعينه لا بأذنه، لأمكنه أن يُغير مفهومه لوجوده كذات وموضوع معًا ويمتلك حرية أكبر فيما يتعلق بهما، بالإستناد لكل..
-
تأملات في الجمالية والخطاب والتفاحة
يعزو البعض تأثير البروباغندا باعتبارها تمظهرًا خطابيًا لمفهوم "الجمالية" إلى تخوم القرنين الثامن والتاسع عشر، تلك المرحلة المركبة، إذ كانت الثورة الفرنسية (1789 – 1794) هي التي شكلت ملامحها الرئيسية لما كان للطباعة من أثر رئيس في ذلك التعبير المادي عن فكرة الحرية، أما بالنسبة لإنجلترا فكان ثمة أهمية خاصة..
-
-
غزة في أعمال الفنانة الفلسطينية رنا بشارة
[ هذا المقال جزء من ”أصوات من أجل غزة" وهو ملف خاص تنشره جدلية على مدار شهر كامل. للإطلاع على بقية المقالات اضغط/ي..
-
تأملات في الجسد
لأجسادنا وجهان/جلدان، وجه/جلد على العالم الخارجي، في الـ"هناك" البعيد القريب، حيث يتماس "الآخر" مع سطحه، فنعرف به ذواتنا وحدوده، ووجه/جلد على ذواتنا يطل في الـ"هنا"، هو الوجه القريب للمسافة البعيدة التي تهجس فيها أرواحنا بما يضج فيها وبها، هي المسافة الرمزية للأنا، فهيها –مثلًا- يرتع "إسمنا" بما يحمل لنا من خارجنا إلى داخلنا والعكس، .. -