الشجرةُ ساعةُ الله
رباعياتُ حُبّ 
 

 

جلستُ في حديقةٍ قربَ شيخٍ،
مدَّ الربيعُ يدَ الوقت لكلينا.
سترينه عندما تعبرين المكان،
سيأويكِ عندما تبكين عليّ.
***
لا أعرفُ كيف تكون السعادة؟
ولا أرى غير ظلالٍ داخل رأسي.
ربما تكون غيمةً،
ربما تكون شجرة.
***
وجهُكِ رحلةُ أبيكِ إلى قلبه،
وجهي مرآة لعينكِ تحبُّ وجهَكِ.
لا أفكّر حين أراكِ،
أحلمُ، فقط أحلمُ.
***  
قفي هنا أمام البحر،
مثلما وقفَ مسافرٌ مجهول.
ثمة من يرسمُكِ،
ثمة من يقلّد الأطفال.
***
الآن يفكّر بكِ،
ساهماً في شارع صيفي مخمور.
الشمسُ عسلُ ليلة زرقاء،
شمسُ خطواتكِ إليه كلّ يوم.
*** 
تركتِ فمَكِ على اسمِ من تحبيّن،
ليكون صوتُكِ لونَ عينيه.
لكنكِ وحيدة،
مثل أغنية، مثل صرخة!
***
كنتِ نائمة، كنتِ نائمة،
والفجرُ وحده يرى تَخْتَكِ.
لي عينٌ داخل قلبك،
أليست عينَكِ؟
*** 
طرفُ إصبعك يلمسُ بابَ الخروج،
وكتفُكِ تحملُ ظلَّ قلبكِ.
من لم يغنّ اليوم،
لن يسمعَ صوته في الغد.
***
أيتها المخدّة، 
يا موضعَ رأسِ الرأس. 
أيتها الضيافة، 
يا ملاذَ كلّ رحلةٍ. 
***
أضفْتُ الأخضرَ إلى الأحمر، 
أضفتُ الأسودَ إلى قلبي.
لأنه لكِ، 
لأنه أبيض. 
***
أخذَتْنا عُشبةٌ إلى فمِ النهر،
هناك يرقد الحجرُ الوحيد. 
الحجرُ الكبير، 
الحجرُ الصغير. 
***   
يأسُكُ مني كاحتقاركِ إياي،
كلاهما ندىً أغلقَ فمي. 
غيمة الجراح ابتسمَتْ حول قدميكِ،
ألم تهمس في أذنُكِ بعد؟ 
*** 
لم نسمع كلماتِ الغيوم،
منذ ألفي سنة، لم نسمع كلمة. 
حجرٌ يؤاخي حجراً، 
أسفل ريح العالم العمياء.
*** 
حشدُ كلابٍ – ملوكٍ مستعدّة،
ما أضعفَها، ما أشرسَها!
حليبٌ يُراق على السّيوف،
سيوف كانت رمادَ الفجر. 
*** 
لمسةُ عينكِ أضاءت حيرةَ وجهي،
يدكِ كلمة أخرى عن صمتكِ.
نرتبكُ، نرتبكُ، نرتبكُ،
لأنّ الكلماتِ صعبة، لأنها مهجورةٌ. 
*** 
نهاراتٌ ونهاراتٌ بعدها،
تمضي داخل الكهوف تمضي. 
إنها تخضرُّ وتتعانقُ،
أتراها تزهرُ أم تتعفّنُ؟ 
***
خصلاتُ شعرِكِ، 
خصلاتُ شعرِكِ.
أنادي ضوءَ النّهار،
أنادي ظلالَ المساء. 
*** 
الشّجرةُ ساعةُ الله،
إذا كان من داعٍ للسّاعة.
ساعةُ قلبِكَ،
متى تزهرُ، متى تثمرُ؟ 
***  
يا وقتَ الحنينَ، ويا وقتَ المرض، 
يا لمسةً لا ترى! 
يا للكلمةِ تموجُ على يدكِ،
ترسمُ فمَكِ، ترسمُ فمي. 
*** 
في دمي شجرة صوتي،
تخضرُّ وتذبلُ. 
داخل عينكِ،
يلمع بيتُ الصباح. 
*** 

أنتَ هنا، أنتِ هنا.
صمتُ اللّسان يعاقبُ سكونَ اليد. 
أكرّرُ ما تحسّين به،
ما يحدثُ إثركِ وأنتِ بعيدة. 
*** 
عينها ظلٌّ لعينها،
شفتاها من فجرٍ من غروب. 
ألا ترى، ألا تعرفُ 
اللّيلَ، الليلَ والنَّهار. 
***
ارتفعتْ ابتسامتُها فوق عينها،
مثلما ترتفعُ زهرةٌ عن المياه. 
كنتُ ظلَّ تلك الابتسامة،
كنتِ العطرَ الذي يتلاشى كالغيوم.
*** 
وحيدةً تلهثُ وتلهثُ،
لا أحد يجنيها سوى خوفها.
ثمة لعنةٌ تشبه النجاة،
ثمة خنقٌ كالرحيق! 
***  
ربما تحدّثْنا عن حبّة كرزٍ،
عن لونٍ صامتٍ يضيء وجه التّعبِ. 
لكننا نزحفُ مُثقَلين بقيود الخزي،
أسفل قمرٍ عمرُهُ ألفُ عام.
***