الإيروس في تحولاته: من عصر الحب إلى عصر الاستهلاك

الإيروس في تحولاته: من عصر الحب إلى عصر الاستهلاك

الإيروس في تحولاته: من عصر الحب إلى عصر الاستهلاك

By : Tadween Editors

ناظم مهنا*

الإيروس في كل مكان:

درجت العادة أن يخوض في هذا الميدان، المتخصصون والمحللون الأكاديميون! وبما أن المسألة تخصنا جميعاً، أقدم، بتردد، بعض الإشارات والآراء، على ضوء التجربة والتأمل وبعض القراءات.

عندما يبدأ الإنسان باكتشاف جسده، في سن مبكرة من الطفولة، تبدأ المحرمات والقيود بأشكال مختلفة! وفي هذه الحلكة، تتكون فينا ذوات سريّة، تجعلنا نسترق النظر، نتلصص، لاقتناص لحظة الاختبار! ثمّ ،لا يلبث أن يستفيق الآباء، والأبناء متلبسين بالشبهة، ثم يستفيق المعلمون، والمشايخ، وتبدأ آلية الرقابة، ليقدم الأبناء في نهاية المطاف، للمجتمع، كائنات متكيفة، خجولة، مطواعة..  

إن الطبيعة تقدم للكائن، مائدة وافرة من الثقافة الجنسية، وهي كتاب صريح، لا يقوى آدمي على طمسه!  ففي الطبيعة وفرة  إيروسيّة ، وفيها ما يعزز شهوة الحياة وشبقها! ففي البيئة القرويّة، المفتوحة على الأفق، يمكن أن تكون وجهاً لوجه، مع هيجانات الطبيعة، وتسمع بلذة، إذا كنت تجيد الإصغاء، النداءات الصريحة والغامضة للكون وهو يتفتح، ويتلاقح، وينتشي! الحيوانات، الطيور،  البشر، الشجر، الأرض.. كلها تتخصب، ولها لذتها وألمها، ولادتها وموتها! إذاً، وأنت تكتشف جسدك، تكتشف أسراراً أخرى، في فضائك القريب، لم  تتمكن  شرطة الحشمة الكونية من حجبها عن النظر! ويزداد فضولك لحظة بعد لحظة، في منطقة العيب والمحرمات! وما تكاد تعي الأمر، حتى تصطدم بالجدران الأخلاقية!

على المستوى الشخصي، خبرت هذه الطبيعة، وماحكتها، وتمعنت في هذه الشهوة (الملعونة) وكان هذا تمرداً أولياً على الحياء والعفة والتهيب.. رأيت الطيور تتسافد: الحمام، والدجاج، والعصافير، ورأيت الأفاعي، والحمير، والقطط، والكلاب، والماعز، والبقر، قبل أن أرى جماع البشر! 

وفي الطبيعة أيضاً ما لا حصر له من الثنائيات، التي تعزز الانطباع والشعور بالإيروس: الرجل /المرأة، الليل /النهار،  الشمس/ القمر، السماء/ الأرض.. كل طرف من هذه الثنائيات، يطابق: (الذكر/ الأنثى) وفي التصورات الشعبية، بعض الحيوانات القبيحة والمذمومة تكون ذكراً وأنثى معاً، وبعضها لا ذكور لها، تستدين من حيوانات أخرى من أجل التناسل!

كما تقدم لنا الحياة القروية، حالات"دون جوانية" عفوية وشاعرية، و رومنتيكيات  قبل  التلفزيون، كانت القرى تزخر بالعشاق، وبنساء شبقات، غاويات، وبعض الزانيات (المتأبلسات) حكم عليهن المجتمع بالرجم المعنوي! والريف أكثر حرية من المدن عندنا! ورغم الانفتاح النسبي المتاح بين الجنسين في القرى، فقد عاصرت في صباي، بعض الجرائم، على الأرجح، كانت دوافعها جنسية! فالكبت في مجتمعاتنا وفي ثقافتنا، أمر مركب، ومعقد!

إن ثقافتنا، ثقافة قمع، ثقافة  قضيبية، على الرجل فيها أن يخضع لسلطة الأب أو الزعيم، كما على المرأة أن تخضع لهذا الرجل المهان، المصفد بالقناعات الأخلاقية، التي تجعل منه عبداً يمتطي عبدة! كلاهما مستهدف، خاضع للمراقبة والعقاب! وتمثل أجهزة القمع السلطوية، حالة ذكورة، ممركزة القوة، والفحولة، تفرض إيحاءاتها حتى على الرجال ( القبضايات) في القرى والأحياء! 

في هذه الثقافة، الفحولة مقدرة، لا يملكها إلا الأقوياء من الذكور الذين يملكون النفوذ، وأدوات ديمومته. أول مرة أسمع كلمة فحل، كنت في مدارج الصبا، وفي المراعي، ثم فيما بعد نلاقيها في نقد الشعر الجاهلي:" طبقات فحول الشعراء"!  تطلق صفة الفحل، على ذكر الماعز المميز، والمخصص لتخصيب العنزات، وباقي الذكور، من الماعز تخصى، وتسمّن للذبح! كذلك  الأمر في جماعة البقر، الفحل المخصص للتلقيح، يسمى في مناطقنا( طيسون) لا أعرف مصدر هذه الكلمة، يكون رشيقاً قوياً، كبير الخصيتين، باقي الذكور، تخصى، وتفرد لحرث الأرض، ثم للذبح، والطيسون يلاقي المصير ذاته حينما يقصر في الأداء! والمؤلم هنا، أن الحيوانات المخصية، لا تفقد الرغبة، وهي تحاول أن تأخذ حقها من اللذة، لكن دون جدوى. إنها تخفق في الوصول! من جراء هذه الجريمة، دون أي عقاب يطال الفاعلين!

من بين كائنات الطبيعة، يستأثر الإنسان بحصة أكبر من الجنس، ومع ذلك، لا يتوانى وبكل دهاء وخسة، من وصف الجنس بأنه فعل بهيمي!

تحوّل الايروس:

نستطيع أن نلحظ اليوم في حياتنا اليومية، جنسنة سافرة عند الشباب،عند الشابات المحجبات والسافرات، وكان الإعلام الإيديولوجي المحلي والعالمي، يروج عندنا لإسلام تركي! يبدو أنه من إنجازات الانفجار التواصلي في القرن الواحد والعشرين! لكن، هل هذا يعني أنهم تحرروا من الكبت أو القمع؟! أعتقد، أنها من تحولات الإيروسية، تحت وطأة القمع وقيادته الماكرة! القمع يُقنّع اليوم بدهاء، وهذه الجنسنة من تعبيرات هذا القمع. إن الثقافة التي نتكوّن داخلها، قائمة على السفور والأقنعة، على الظاهر والباطن، والتصريح والترميز، تفضي كلها إلى القهر والاستلاب! وهذه الثقافة، رغم تقنعها بالأخلاق والفضيلة والتعفف، هي ثقافة جنسية، عدوانية بامتياز! والسلطة التي تخدمها هذه الثقافة، ترفد قوتها من فائض القيمة الغرائزية، المسروقة من الأفراد والجماعات المضطهَدة عبر التاريخ! 

معظم الحكايات والقصص والأشعار، والأحاجي، والألغاز، تحمل مضامين، وإشارات جنسية مقنّعة، مثل:( قصة ليلى والذئب) والأغاني التي تتحدث عن الحب والأشواق، والإشارات إلى الخيانات الزوجية، والغيرة، والتغزل بالجسد عبر الإشارات إلى أشياء أخرى، تكون بمثابة كنايات، كالتغزل بالرمان، إشارة إلى صدر المرأة! والتغزل بالورد الجوري، وسهام العيون...إن الكبت يفرض لغة رمزيّة، تتحوّل إلى صور واستعارات جمالية! وللعضو الجنسي، تسميات ارتجالية متغيرة، وتستخدم حسب المناطق، من السهل أن تدرك من السياق، كأن يشار إلى العضو الأنثوي باسم: "أبو مسعود" أو " الآغا" وهذا الأخير للمذكر والمؤنث!

أعتقد، أن هذه اللغة الرمزية نتاج عملية التكيّف التي طرأت على الفرد، وجعلته يراعي الجو العام أو الأنا الأعلى بالمزيد من الرموز والأقنعة، التي هي طبقات متراكمة، تنطوي فيها الثقافة اللاشعورية، أو المكبوتة! هذا على مستوى الأفراد. أما الجماعات، فالأقنعة تتمظهر في الأعراس، والاحتفالات، والطقوس، والأعياد، والأحزان أيضاً، كإشارات أولية إلى الكبت المتوارث. حتى فترة قريبة، كانت قرى الساحل السوري، تحيي سنوياً، في مطلع الربيع، عيداً كرنفالياً (دينوسيوسياً) أعتقد أنه امتداد للاحتفالات الأورفيّة التي عرفتها المنطقة منذ القدم، وهو من الاختراقات القديمة ( ما قبل الإبراهيمية) يسفح فيه الخمر، واللعب والرقص، و السكر، والمجون، والوجه الظاهر له، إنه عيد حب، وتعارف ، وتواصل، وتزاوج، وإنجاب. ولهذا الوجه بالذات، اكتسب هذا الطقس الوثني، بعداً دينياً! والدين ابن بار لثقافة الموت، وهو الحارس الأمين للمحرمات، والسلطة شرطتها الصارمة! فالجسد في نظر دعاة الزهد وفلسفة البؤس، سجن نتن مآله إلى الدود! وفي هذا السياق، يقول رجل دين هندي لأتباعه من الشبان: "تذكروا دائماً أن المرأة مجرد دم، وماء، وغضاريف"!

أما محبو الحياة من الدينيين، فالمرأة حرث لزوجها، يبذر فيها! والمال والبنون زينة!

في كثير من مجالس العزاء الإسلامية، تتلى سورة يوسف، أو يستمع إليها مسجلة، ويتم التعليق بانبهار على العفّة وكيد النساء! ولا أدري، أهي تعويذة ضد الموت! أم ضد الغرائز؟!

أما الجسد في نظر السلطة، فهو هدية للوطن في السلم والحرب! وعند الرأسمالي للاستثمار في العمل والاستهلاك! ويتواطأ الجميع من أجل إعداد الإنسان ليكون صالحاً في الدنيا والآخرة، أن يتعبد، ويعمل، ويبني العائلة المقدسة! المطلوب دائماً، أن يكون الإنسان متعففاً، يزدري طبيعته، ويدوس على أشواقه! وأن يحب الله، والناس وأولي الأمر! هذا هو الإنسان الخيّر، المدجّن (المطبوخ)! الذي تتم صناعته وإعداده منذ الانتعاظ الأول! 

الإيروس الموءود: 

أعتقد، أن الدين يشكل منظومة شاملة للكبت، والديانة الإبراهيمية، بفروعها المتعددة، أشد الديانات تكريساً للبطريركيّة، ونكراناً للغرائز، ووصمها بالبهيميّة، وأكثرها صراحة في الصراع بين الأب والابن، الصراع من أجل الاستحواذ على النساء وعلى الزعامة، وعلى الوجود، وأعتقد أن فرويد استمد فكرة (الطوطم والتابو) وزعيم الرهط البدائي، من هذه الديانة، التي هو ابن لها! وبكل الأحوال، وبما أنها ديانة ندم، وصراع، فهي ديانة ثقافة، ولا أعرف إذا كان من حسن الحظ أم من سوئه، أن منطقتنا تعيش تحت وطأة هذه الديانة، التي أعاد الغرب إنتاجها لنا ولنفسه، بشكل أكثر قسوة وجشعاً! وصارت بامتياز ديانة الرأسمالية والإمبريالية، وديانة البؤساء أيضاً! ونحن العرب والمسلمين من الفرع الأشد بؤساً وقمعاً في خريطة هذه الديانة الواسعة!

في هذا الفرع  الخاص بنا، يتكرس مجتمع الطاعة والرضوخ والترويض. ترى الأديان أن الإنسان يتنازعه الله وإبليس! الأول يدعوه إلى الطاعة والعبادة والخير، والثاني يدعوه إلى العصيان والتمرد والحرية، و بالتالي( الشر). إن الدين، وفق رؤيته، يسمح بما منحه الله للإنسان، وهو في هبوطه إلى الأرض، ينفذ عقوبة، ارتكبها الأب والأم الأولان! لقد سمح الله ووكلاؤه على الأرض، بالتناسل المشروع والمشروط بما يسمى: "عقد الزواج" وهو عقد شبه مقدس، لا يزال حتى الآن، وفي أغلب الزيجات، يتم تحت وصاية ومباركة الدين! وما هو خارج فهو محرم، ومن وحي الشيطان! وحين يتم التحالف الحتمي بين الدين والسلطة، يتحول هذا المحرم إلى فعل يعاقب عليه! ويغدو الكبت نفسياً وجسدياً، يصل إلى حد الإخصاء! يفقد الذكر شعوره بذاته، كما تفقد الأنثى وهجها، لتكون كائناً مغتصباً، محكوماً بتلبية لذة الرجل المقوننة! وتتبدد لذة الحب، لتغدو العملية وظيفية، الغاية منها التناسل، وتحقيق  متعة الأمومة للمرأة! أي تلبية غريزة حفظ الذات، وهذه الغريزة التي يرى فرويد أنها تتضمن الشبق والتدمير معاً! وهي أرض خصبة للخوف والكبت والعدوان والتعصب! ويؤكد الباحثون الاجتماعيون أن المجتمع المكبوت يشكل مستنقعاً حاضناً للعدوانية والإجرام والتعصب وغرابة الأطوار ونزعة الشبق التخيلي المتشدد، الذي يظهر في الأدب الجنسي، الذي يقدم تصورات لأشكال الجماع الجنسي الانحرافيّة، والمبالغ فيها، كممارسات السادية والمازوشية! ويكثر اليوم هذا النوع من الكتابات عند كتاب وكاتبات عرب!

لقد وضع التحليل النفسي الفرويدي، الإيروس(غريزة الحياة) في مواجهة (السانتوس) غريزة الموت. وأشار فرويد إلى علاقة التأمل بالموت، باعتبار أن قلق الموت هو نقطة انطلاق كل تأمل! والدين يدعونا للتفكر في الموت والحساب،  ويعدنا بالتعويض الأخروي، الفردوسي! ويقدم للبشر صورة لسعادة أبدية مملة، رغم أنها تأخذ  بألباب الملايين عبر العصور، وفي الشرق والغرب.                                      

إن طبيعة الإنسان الداخلية أو الذاتية، تتكون من الدوافع والغرائز الأولى، والحواس التي هي أساس عقلانية الإنسان، وواقعيته، وتجربته، هذه الطبيعة إذا ما فشلت في التكيف مع الأنا الأعلى، تكون قد وقعت بالانحراف، ويفرض عليها المجتمع المراقبة والعقاب. ويرى فرويد أن الجوهر العميق للطبيعة الإنسانية، يقوم على الغرائز الأولية، التي هي مشتركة بين جميع الناس، والتي تهدف إلى إشباع حاجات أولية معينة، تمر هذه الغرائز البدائية بعملية نمو طويلة، قبل أن يسمح لها بأن تصبح نشطة لدى الكائن البالغ، فهي تقمع وتوجه نحو أهداف متحولة ومتناقضة. هذه الغرائز المكبوتة، التي ينتج عنها القلق أو التسامي، وعلاقة ذلك بالنشاط الثقافي والفني عبر ما يعرف بالتصعيد. 


إيروسيّة عصر الإعلانات:

دين جديد:

الإيروس المنطلق على سجيته، حبّ ولذّة، وغريزة الحياة، ليست فاعلية إيجابية محضة، فالغرائز الأولى لا تزول مع الزمن، ومع ثقافة الحضارات المكتسبة. إن الغرائز تكبت، وتنحصر، وتتحول أو تتسامى!
ونزعة الافتراس والعدوان والتدمير، من النزعات الأولية المتأصلة في الإنسان، والثقافات تصقلها وتهذبها، ولا تستطيع أن تمحوها، وفي بعض الأحيان تحتاج القوى الأنانية المتحكمة إلى أن تستنهض هذه الحيّات النائمات من محاجرها! فالغرائز مملوكة، كما الجسد والروح، لقوى غير خفيّة! ونحن نعيش في عصر قوى التحكم، والإيديولوجيا السائدة، هي إيديولوجيا المصالح (البرغماتية) التي تبرر لنفسها أن تغتصب الطبيعة والإنسان وكل شيء، إذا كان في ذلك نفع مادي! إنه عصر التسليع، عصر تأليه السلعة، والمحرك الحيوي لهذا العصر هو الاستهلاك، فالفحول الكبار هم الذين يملكون السلعة، ويليهم في المرتبة، الفحول الذين يستهلكونها! أما المخصيون، فهم الذين لا يملكون متعة الاستهلاك! إن قيمة الإنسان اليوم تكمن في مقدرته على الاستهلاك! الدين اليوم،        كما عبر العصور، دوره وظيفي. ولكنه أقل أهمية مما مضى، في ظل الديانة الجديدة! فرجال الدين والكهنوت الجدد، هم: الخبراء في صناعة الصورة، والإعلان، والبارعون في الترويج، هم الإعلاميون الذين يجيدون التنميق والكذب، وفنانو الواجهات، والسرديون التافهون الذين ينضوون في الموجة! في هذا الدين الجديد، لا قيمة للشعر، ولا للشعراء الخرافيين، الذين لا يزالون يعتقدون أن ثمة معنى خارج هذا الوثن الذي له ألف صورة، ومضمون واحد! إنه الإله الجديد، الأكثر شمولية وضراوة، والذي استطاع عبر أدواته وكهنته الجدد أن يمتد ليصل إلى أقصى الأصقاع، وأن يدخل القصور والأكواخ! إنه ما يسمونه، وأرجو أن تقرأ بحروف منفوخة: ( العولمة!) ! الجالسة على عرش علمي مذهب، يحفّ به منظروه من الليبراليين الجدد، الذين يشبهون هدهد سليمان! وأسجل هنا محبتي وإعجابي بالهدهد، واعتذاري منه على هذا التشبيه! 

كائنات هذا الشرق، رغم أنفهم، يقفون اليوم عراة، أمام مستويين عدوانيين من الثقافة القامعة: مستوى محلي، ومستوى كوني، وحالنا كشعوب مستلبة ومنتهكة الإرادة، يشبه حال المرأة عندنا، نخضع جميعاً لقمع مركب ومتضافر، إنه ألعبان القوة الناعمة والفولاذية، حسب المقتضيات!

عبر أبو نواس في العصر العباسي عن رغبة السلطة( الخليفة) الجامع للسلطة الدينية والدنيوية في خصي الناس، يقول أبو نواس:

احمدوا الله جميعاً             يا جميع المسلمينا

ثم قولوا لا تملوا               ربنا ابق الأمينا

صير الخصيان حتى           صير التعنين دينا

فاقتدى الناس جميعاً              بأمير المؤمينا

وفي العصر الحديث، جعلنا الطغاة" موتى ! كما يقول بدوي الجبل:

"نحن موتى! وشر ما ابتدع الطغيان           موتى على الدروب تسير!..

 نحن موتى، يسرّ جار لجار                    مستريباً: متى يكون النشور؟!"   

 وعلى ضوء ذلك القهر التاريخي المتجدد، لا أعتقد بإمكانية الإصلاح، ولا أمل عندي بثورة المخصيين، التي حسب المنطق لن تصل إلى ذروة، بل إلى مزيد من الانكسار، والتدمير الذاتي. مع وجود أحزاب شائخة، فاقدة للكبرياء.

 إن الإيروسية في تحولاتها وأقنعتها الجديدة، ووفق منطق التسليع، حيث الإنسان عموماً، والمرأة بشكل خاص، سلعة وأداة استهلاك للسلعة، في الآن ذاته، ومادة للترويج والربح! هذه الإيروسية الجديدة، تعمق المأزق بين من يستحوذون على الفحولة، أي القادرين على الشراء، والذين لا يملكون الحد الأدنى من هذه الطاقة (القضيبية) وفي ظل ذلك، إلى المزيد من الأزمات الاقتصادية والحروب والجرائم.. ومن غير المعروف كم ستنفع الفياغرا في الحد من هذا الجنوح؟


*قاصّ سوريّ صدر له أربع مجموعات قصصية    

 

  • ALSO BY THIS AUTHOR

    • Now Available at Tadween Publishing in Partnership with Tadamun: "Planning [in] Justice العدالة في التخطيط"

      Now Available at Tadween Publishing in Partnership with Tadamun: "Planning [in] Justice العدالة في التخطيط"

      Tadamun launched the Planning [in] Justice project to study and raise awareness about spatial inequality in the distribution of public resources among various urban areas, and to highlight the institutional causes that reinforce the current conditions in Egypt, especially in the GCR. The Planning [in] Justice project compiled publicly-available data, and data available by request, and utilized Geographic Information Systems (GIS) software to map a variety of indicators—poverty and education levels, access to healthcare facilities, public schools, population density, among other variables—at the neighborhood level. Whereas previous studies on similar poverty and development measures in the CGR have largely been limited to the district level, Planning [in] Justice captures variations in these indicators at the shiyakha—or neighborhood—level. The project also aims to explore the possibilities for developing urban areas, to analyze the cost and return on public investment in underserved urban areas, and to compare this return with investment in new cities and affluent neighborhoods. We have previously published specific articles and briefs about spatial inequality, but in this document we present a more comprehensive analysis of the topic, drawing from our previous more specific publications. It is our hope that the Planning [in] Justice project will provide decision-makers and the general public with a necessary tool to advocate for, develop, and implement more effective and targeted urban policies and programs.

    • Announcing JadMag Issue 7.3 (Jadaliyya in Print)

      Announcing JadMag Issue 7.3 (Jadaliyya in Print)

      In the essay "Beyond Paralyzing Terror: The 'Dark Decade' in the Algerian Hirak, Elizabeth Perego discusses allusions to the "archived past" of the 1990s during the mass mobilizations that began in the country in 2019 and have continued into this year. In this issue's second center-piece essay, Ebshoy Magdy examines narratives around poverty in Egypt in relation to the country's two cash support programs, Takaful and Karama. Additionally, this issue features a bundle of essays contextualizing the Lebanese and Iranian uprisings.

    • Announcing the Syria Quarterly Report (January / February / March 2019) Issue

      Announcing the Syria Quarterly Report (January / February / March 2019) Issue

      Tadween Publishing is excited to announce the newest issue of its project: the Syria Quarterly Report Issue 5 (July/August/September 2019)!

Summer Readings from NEWTON

The New Texts Out Now (NEWTON) page has greatly expanded over the past year, in large part thanks to the recommendations and contributions from many of Jadaliyya’s readers. We would like to provide you with ample summer reading material by reminding you of several new texts that we have featured in recent months. This compilation of works spans a wide range of topics and disciplines by prominent authors in the field of Middle East studies.

We hope this list will be pedagogically useful for readers preparing syllabi for the fall semester, as well as those hoping to learn about new and unique perspectives on the region. To stay up to date with ongoing discussions by scholars and instructors in the field, check out Jadaliyya’s sister organization, Tadween Publishing.

Highlights

NEWTON in Focus: Thinking Through Gender and Sex

NEWTON in Focus: Egypt

NEWTON Author Nergis Ertürk Receives MLA First Book Prize

NEWTON 2012 in Review

This Year’s NEWTONs

New Texts Out Now: Mark Fathi Massoud, Law`s Fragile State: Colonial, Authoritarian, and Humanitarian Legacies in Sudan

New Texts Out Now: Ayça Çubukçu, The Responsibility to Protect: Libya and the Problem of Transnational Solidarity

New Texts Out Now: Louise Cainkar, Global Arab World Migrations and Diasporas

New Texts Out Now: Maya Mikdashi, What is Settler Colonialism? and Sherene Seikaly, Return to the Present

New Texts Out Now: Joel Beinin, Mixing, Separation, and Violence in Urban Spaces and the Rural Frontier in Palestine

New Texts Out Now: Wendy Pearlman, Emigration and the Resilience of Politics in Lebanon

New Texts Out Now: Simon Jackson, Diaspora Politics and Developmental Empire: The Syro-Lebanese at the League of Nations

New Texts Out Now: Charles Tripp, The Power and the People: Paths of Resistance in the Middle East

New Texts Out Now: Chouki El Hamel, Black Morocco: A History of Slavery, Race, and Islam

New Texts Out Now: Adel Iskandar and Bassam Haddad, Mediating the Arab Uprisings

New Texts Out Now: David McMurray and Amanda Ufheil-Somers, The Arab Revolts

New Texts Out Now: Esam Al-Amin, The Arab Awakening Unveiled

New Texts Out Now: Rashid Khalidi, Brokers of Deceit: How the US Has Undermined Peace in the Middle East

New Texts Out Now: Vijay Prashad, The Poorer Nations: A Possible History of the Global South

New Texts Out Now: Paul Aarts and Francesco Cavatorta, Civil Society in Syria and Iran

New Texts Out Now: Amr Adly, State Reform and Development in the Middle East: Turkey and Egypt in the Post-Liberalization Era

New Texts Out Now: Rachel Beckles Willson, Orientalism and Musical Mission: Palestine and the West

New Texts Out Now: Ilana Feldman, The Challenge of Categories: UNRWA and the Definition of a "Palestine Refugee"

New Texts Out Now: Jeannie Sowers, Environmental Politics in Egypt: Activists, Experts, and the State

New Texts Out Now: Dina Rizk Khoury, Iraq in Wartime: Soldiering, Martyrdom, and Remembrance

New Texts Out Now: Na`eem Jeenah, Pretending Democracy: Israel, An Ethnocratic State

New Texts Out Now: Sally K. Gallagher, Making Do in Damascus

New Texts Out Now: Natalya Vince, Saintly Grandmothers: Youth Reception and Reinterpretation of the National Past in Contemporary Algeria

New Texts Out Now: January 2013 Back to School Edition

New Texts Out Now: John M. Willis, Unmaking North and South: Cartographies of the Yemeni Past, 1857-1934

New Texts Out Now: Paolo Gerbaudo, Tweets and the Streets: Social Media and Contemporary Activism

New Texts Out Now: Madawi Al-Rasheed, A Most Masculine State: Gender, Politics, and Religion in Saudi Arabia

New Texts Out Now: Noga Efrati, Women in Iraq: Past Meets Present

New Texts Out Now: Nicola Pratt, The Gender Logics of Resistance to the "War on Terror"

New Texts Out Now: Lisa Hajjar, Torture: A Sociology of Violence and Human Rights

New Texts Out Now: Orit Bashkin, New Babylonians: A History of Jews in Modern Iraq

New Texts Out Now: Marwan M. Kraidy, The Revolutionary Body Politic