الكنغرُ جابي الضّرائب في الغابة يملكُ جراباً يغلّ فيه المكوس
لذا تراه يقفز بحماسٍ
كعريس يوم الزّفاف
يقف على ساقيه كسنجاب
أو
يجلس على ذيله الكبير كالإنسان
مجادلاً ومشوّحاً بيديه
عندما تنقصه حيلة الكلام.
الكنغرُ جابي الضرائب في عالم الحيوان
ولولا سوء الحظّ
لاتخذه المسيح تلميذاً
كما فعل مع متى العشّار.
***
الجملُ وادٍ
غير ذي زرع
والجبلُ هودجٌ على الجّمل
وكما
يعقرُ الغيابُ قلبَ امرئ القيس
تقصمُ القشّةُ
ظهرَ الجمل؛
لذا هام الجملُ في الصّحراء
استبدلَ حوافرَه بأخفافٍ
علّه
لا يكسرُ قلبَ الرّمل.
***
في اﻷصلِ
الزرافةُ شجرة
حتى أنّك تلمح عصفوراً
ينقر بين قرنيها.
الزرافة خرساء
ككلّ الشجر
لكنّها بلا زهر
ومع ذلك
يسقط وليدها من العلو
كأنّه كلمة.
الزّرافة حصان الجّان
وهم يتطاولون
لاستراق السّمع من ثقوب السّماء.
لا أحد يعرف لِمَ خلقت الطبيعة الزرافة
لكن من الممكن التخمين
أنّها مهرّج حزين
في بلاط أعشاب السافانا.
***
وحيدُ القرن ليس ثوراً
فلا يحمل الكرة اﻷرضية بين قرنيه
ولم يكن كزيوس؛ فيخطف قارة أوروبا على ظهره.
وحيد القرن من القارة السّمراء
لذا استبعد من مجاز السّماء
رغم أنّ قرنه فردٌ صمد
كاﻹله.
وحيد القرن كبقرة بني إسرائيل
لا ذلولاً
لا شيّة فيها
إلا أنّه ليس أصفر كالشمس
ولا أبيض كالنجم
ولا رماديا كالقمر
له لون التراب
قبل أن يعجن منه آدم
وينبت فيه عشب الغيرة
فذبْحَه لا يكشف قاتلاً
ولا يَفدي مذبوحاً
***
رأيتُ في المنام
أنّي فيل
والناس تصرخُ : الفيل يا ملك الزّمان.
أيّها النّاس مالي ومالكم
لكم ملكٌ
ولي أذنان كبيرتان
كمروحة العبد في قاعة العرش
تحركان الهواء.
كان المَلك قبلَ أن أساق كالأسير
وسيبقى المَلكُ بعد أن يقتلني الصّياد ويسرق أنياب العاج.
تقول اللغة :إنّ الفيل يعني الكذب والنفاق
كيف تصدقون ذلك
أنا مجرد كائن بخرطوم طويل
تروضّه حبةُ فول سوداني
ويرعبه فأرٌ صغير
***
ليس على كتفي الثّور
من يمين وشمال
منكرٌ ونكير
بل نير ٌ
يجرّ محراثَ السنين.
يموتُ الثّور
في الحقل
واﻷرض ليست لمن يعمل فيها.
يموت الثّور بلا جنازة
أو بخورٍ
أو قبرٍ،
فالموت لدى الثّور شأن الطبيعة
لا شأن السّماء.
ومع ذلك يبكي الفلاح
الثّوَر
كأنّه فلذة كبده
***
الخنزير شتيمة كثيرة الدّسم
وإلا لما مَسخ الله بعض البشر خنازيراً
ووجد علم التشريح درسه الأول في لحمه المملوء بالديدان.
الخنزير إله سلبي
يقف في مواجهة أدونيس الإيجابي
ليصنعا قطبي الوجود.
الخنزير فداء
هكذا يُخرج المسيح من الفتاة الممسوسة جحفلاً كثيراً من الشياطين
ويَهبهم أجساد الخنازير في الحظيرة.
الخنزير البنك الأول للرأسمالية
المال يمشي على أربعة أرجل
سياسة الطفل الأولى في كنز النقود
ومع ذلك
لا يُدرك الخنزير كل ما سبق
وهو يجزّ بنابيه أعواد الذّرة
تتبعه الغنانيص الصغيرة الجميلة.
***
على أسطر السّافانا
يربض الفهد الصيّاد
كبوذا
منتظراً تحت شجرة الغزلان
أن تحدث الاستنارة،
في جملة كقيد الأوابد
تقع المطاردة
كتفاحة نيوتن
تلفظ الغزالة نظرتها الأخيرة،
في السّهل الإلهي
يقف القطيع
كشجر من الرهبان
يرتلون الصّلاة.