حبيبتي
رُغم أننا في نفس القارب
نهاياتُ القصصِ أخذتْ تختلف
أسبقُكِ ربما
أو نُواصلُ معا
طرقٌ يتحسّسُ الجسدُ فيه
المزيدَ من الجسد
قصدتُ الأرميني العجوز في مدينتنا
علّهُ يفكّر معي بهدية مبتكَرةٍ لكِ
لا تشغلُ من الوزن المسموح
إلا بضعة أونصات
نقشةٌ مثلاً لذاكرةٍ مرحة
تعيدُ إليكِ
من لهفةِ الطفولةِ المجهولةِ
خدشٌ
أو قضمةٌ حلوةٌ من حياة
ذاته مَنْ صاغَ خاتمَ زواج أمي
يقودَهُ الحفيدُ اليوم كل صباح
بسعادةٍ غائمةٍ من الماضي
يُجلسْه على المقعد في محلّه
ساعتين أو ثلاث
قبل أن يقفلَ عائدا به
عبر الطريق الوفي مثل ظلٍ
بين تهاويل النارِ والذهب
صائغٌ حرفيٌ قديم
دَرَجَ في حياته على الهمهمةِ
الموتُ أهون...
يتعرّف على معدنِ الناسِ بيديه
ضريرٌ
يتشمّم مثل أذكى الكلابِ البوليسية
روائحَ مَنْ مِنّا على سَفَر
صرتُ أخشى فقدان علاماتي
أن يقشطَ أحدُهم قزحية عيني
أن يمسحَ الملحُ الوشمةَ من ظهري
أن أصرخَ في الكابوس ويختفي صوتي
يتيبسَ فمي وينشفَ لعابي
أن تسقطَ أذني
مِن البرد
أن..
أن يعدني بقطعةٍ صغيرة ناعمة
لا يحزّ سلسالُها رقبتَكِ
كما حزّت سلسلةُ الكلبِ اللامعةِ
سنيناً عُمري
حليةٌ ما مِن معدنٍ ذكي
تحملُ شيئا مني
يتعرّفُ عليه جِلدُكِ
عند التماس
يوماً
إن أفْلتكِ
لِمحلِّهِ مَلْمَحُ زمنٍ لا مَلْمَح فيه لشيء
عدا الموتُ أهون
دمدمةُ الأرميني الأخير
مثلُ رعدٍ
... ولكن مِن ماذا؟
مِن عكازات شجرِ المدينة- وهي تغرق على مهل
من خزينةِ ذهبٍ فارغة
أم ذراعِ حفيدٍ أعزل!
تمتدّ يداه
يتحسّسُ بأطراف أصابعِه العشرةِ
جلدَ إبهامي
يُعدُّ طبعةً طينيةً - في وقتٍ ضائع
يضيفُها متلمّسا مِفتاح القفلِ
إلى خزينتِهِ
في قاعِها
تجد بصماتِ أصابعِ خواتم المدينة التي صاغَها
كلَّها
-رُغم أننا بزعمِ الكثيرين جميعا متشابهون
ألا ترى... يقولُها ثانيةً
أقرب إلى التوبيخ
-الموتُ أهون
من مهمةٍ شاقةٍ كهذه