شعرائي المفضلون
شعرائي المفضلون
لم يلتقوا أبداً
عاشوا في بلدان وأزمان مختلفة
يحيطهم العاديّ
بشر طيبون وسيئون
عاشوا حياة بسيطة
مثل تفاحة في بستان
أحبوا الغيوم
يرفعون رؤوسهم
فيمر فوقها أسطول كبير
من الضوء والظل
هناك فيلم يعرض
ولم ينته بعد
لحظات المرارة
مرّت بسرعة
ولحظات الفرح أيضاً
أحياناً كانوا يعرفون
ما هو العالم
فكتبوا كلمات خشنة
على ورق ناعم
وأحياناً لم يعرفوا أي شيء
وكانوا كأطفال
في ساحة المدرسة
حين تسقط أول قطرة مطر دافئة
ليل، بحر
البحر مظلم وكئيب في الليل
يهمس بصوت أبحّ
وهكذا نكتشف
سرّه المشين:
إنه يلتمع بضوء معكوس
في الليل هو فقير مثلنا
أسود، يتيم
ينتظر بصبر
عودة الشمس
الشعراء فلاسفة ما قبل سقراط
الشعراء ما قبل سقراطيون
لا يفهمون شيئاً
يصغون إلى همسات الأنهار العريضة في الوهاد
يُعجبون بالطيور المحلّقة
وبالحدائق الهادئة في الضواحي
والقطارات السريعة التي تلهث قُدماً
تستوقفهم رائحة الخبز الساخن المنبعثة من مخبز
وكأنهم تذكروا للتو شيئاً بالغ الأهميّة
جدولٌ جبلي يتمتم، فيلسوف ينحني للماء الجيّاش
فتيات صغيرات يلعبن بالدمى
قطة سوداء تنتظر بضجر
السكون فوق حقول آب، حين تطير السنونوات بعيداً
للمدن أحلامها هي الأخرى
يتجوّل الشعراء في طرق ترابية
ولا ينتهي الطريق.
أحياناً ينتصرون، فيتوقّف كل شيء،
لكن عهدهم قصير
يظهر قوس قزح، ويختفي الخوف
لا يعرفون أي شيء، يسطّرون استعارات منفردة
يودّعون الموتى، تتحرك شفاههم
يراقبون الأوراق الخضراء تحتلّ الأشجار القديمة
يصمتون طويلاً
ثم يغنون
ويغنون
حتى تنفجر حناجرهم.
[ترجمها عن الإنكليزية سنان أنطون]