أنا هنا
أنا هُنا
عِندَ الأكفانِ المصطفة
بجانبِ بعضها
أصبحتُ كفناً
. . .
أنا هُنا
عِندَ السماء الصافية
أصبحتُ غيماً
.....
أنا هُنا
عند منحدراتِ التِلالْ
أصبحتُ حفرة
تقع فيها دموع السماء
أنا هُنا
عند الأنهار الجارية
أصبحتْ زورقاً
يجوبُ الأنهار
بحثاً عن التراب
كما أبحث عنك
بين البشر
أنا هُنا
عند القبورِ
أصبحتُ وردةً
مغروسةٌ في قبر وحدتي
أنا هُنا
عند وحدتي
أصبحتُ فكرةً في رأسي
أنا هُنا
عند الحُبْ
أصبحتُ نسخة عنكِ
لا أقبل أن تتم إعادتي
لما كنته قبلك
..
أنا هُنا ، عند الحزن
أصبحتُ دمعةً
مسجونة في عين الرب
لا أسقط
أنا هُنا
عند الأشجار
أصبحتُ جذعاً يتكئ عليّ ألمي
أنا هُنا
عند الغناءِ
أصبحتُ مقطوعة لشوپان
اسمعيني
أنا هُنا
عند نفسي
أصبحتُ أنتِ
ولكنني
نسيت عيني في شعركِ
فارجعيها لي
أنا هُنا
حينَ يسألني الناس
عن هويتي
أكتفي بالقول لهم
إنني احبكِ
موت
موتٌ صغير
موتٌ كبير
عينٌ دُفِنَت في المقبرة
تُسَلِمُ على صورةٍ مؤطّرةٍ
لكلبٍ أليفٍ مات
لأنه خرج يبحثُ عن مالكه
مات موتاً صغيراً
قصيدةٌ تجلِسُ القرفصاء
وتمسحُ دموعها
بمنديلٍ قُطنيٍ
كلمةٌ تهربُ
وأخرى جاثية على حرفِ الياءِ
تربتُ على كتفِ القصيدةِ
وتواسيها
على موتِ الشاعرِ
موتاً كبيراً
امرأةٌ تجثو على ركبتيها
تركعُ للسماءِ
طلباً للرحمة والرِّفقِ
بأبنها
فيقول لها أحد الواقفين :
فليرحمه الله
ماتَ
موتاً صغيراً
تدورُ الكرةُ الأرضيةُ
حولَ الشمسِ
تبحثُ عن معنى
فيموتُ الوقتُ
موتاً كبيراً
يجلسُ سنجاريٌ
على عتبةِ المنزلِ الطيني
يحسبُ الجثث المرمية
واحدة
عشر
خمسٌ وثلاثون
أربعون جثة
غير معروفة
ماتت الهوية
موتاً صغيراً
يجلسُ طفلٌ
تحتَ شجرةِ تفاحٍ
لا يؤمِن بالجاذبية
فأحلامه تطير
لا تجذبها الأرض
وبيته طارَ بانفجارٍ
لم تجذبه الأرض
وابتسامته ماتت
موتاً كبيراً