حوار مع الصحفي والباحث العراقي الكردي في شؤون البيئة خالد سليمان
(الجزء الأول)
بمناسبة صدور كتابه الجديد ”حراس المياه- الجفاف والتغير المناخي في العراق“، عن دار المدى في بغداد، أجرينا الحوار التالي مع الصحفي والباحث في شؤون البيئة خالد سليمان، نظراً لأهمية الكتاب وصدوره في وقت تتصاعد فيه الأخطار التي تهدد العراق والدول العربية الأخرى كالأوبئة والجفاف والتصحر وشح المياه والفياضانات والسيول، هذه الأخطار التي تغفلها الحكومات العربية، التي لا تقوم بأية أفعال حقيقية لدرئها وبناء مستقبل آمن للأجيال القادمة. خالد سليمان مسرحي وصحفي وباحث عراقي كردي مقيم في كندا، وله كثير من الدراسات المنشورة في الصحف العربية والعالمية، وهو في هذا الحوار يلقي الضوء على الوضع البيئي المزري في العراق وفي المنطقة العربية بشكل عام ويقترح حلولاً مستمدة من قلب التجربة الجمعية تاريخياً في المنطقة.
[المؤلف خالد سليمان]
ما الذي دفعك إلى تأليف كتاب ”حراس المياه- الجفاف والتغير المناخي في العراق“، الذي صدر مؤخراً عن دار ”المدى“، ومتى بدأ اهتمامك بهذه المواضيع؟
قصتي مع المياه والبيئة تعود الى قرية ولدت وكبرت فيها، كانت الحياة فيها على رغم بساطتها، صعبة للغاية، لأننا كنا نعتمد على الأمطار الموسمية لإدامة حياتنا، ولو ندر الهطول المطري لفصل واحد، لجفت الآبار وتعرضنا نحن سكانها لمشقات كثيرة. رغم أنني هجرت تلك القرية ودرست المسرح في المدينة ومن ثم دخلت عالم الصحافة، إنما لم تتركني صورة الماء وإيقاع الماء ورائحة الماء. كنت أشم رائحة الماء في شتلات ريحان تزرعها عمتي في إحدى زوايا بيت جدي الكبير. حكايتي مع المياه، هي في الحقيقة حكاية أكثر من مليار إنسان يتأقلم مع العطش اليوم، ولها صلة مباشرة بالطبيعة البشرية فيما يخص العلاقة بين الإنسان وبيئته وسبل تنظيمها، أي أنها جزء من تلك الحلول التي نبحث عنها اليوم لتفادي العطش والجوع. الحكاية ببساطة شديدة كما أرويها في الكتاب، هي علاقة رجل كُردي بشجرة توت داخل بيته الصغير بعدما تزوج واستقل عن بيت الأبوين الكبير؛ وهي بشكل آخر علاقة تستمد حلولها من الطبيعة ومواردها.
فتحت عيني في البيت الصغير ذاك، ورأيت فيه شجرة توت جاء بها والدي، من قرية أخرى وزرعها في البيت الجديد، وحفر إلى جانبها بئراً لم نشرب منها قط، كما لم تشرب منه الشجرة؛ لأن الماء لم ينبع منها وتم ردمها حين كبرنا وكبرت معنا شجرة التوت. لم يعلمنا أحد في تلك القرية المعزولة عن العالم، كيف نوازن بين احتياجنا للمياه وبين ندرتها. كانت إدارة المياه تتم من خلال علاقة عضوية وحسية بين السكان وتلك الطبيعة الجافة التي اختارها أجدادنا للعيش. وكان لكل عائلة بئر، كما أصبح مألوفاً أن تزرع أشجار التوت بالقرب من آبار المياه، وكانت تسعدنا نحن الأطفال بتوت أبيض حلو في الصيف. كانت العلاقة بين المياه الجوفية التي كنا نحصل عليها بعد عناء طويل وبين ظمئنا، قائمة على معرفة فطرية بالأشجار واحتياجها للمياه.
لم تنعم بئرنا في ذلك البيت بالصغير بالماء، إنما كبرت التوتة واجتاز طولها وأغصانها جدران الحوش، أو أرض الدار التي كبرت أيضاً ولم تبق صغيرة. اعتاد والدي أن يسقي الشجرة بكميات الماء التي كان يتوضأ بها مرات في كل يوم. لم أره يوماً يهدر الماء المستخدم للوضوء، وكان يقوم تالياً بإعادة تدويره ويسقي به شجرتنا الجميلة التي كانت تستقطب أعداداً كثيرة من العصافير وتحول بيتنا إلى حاضنة مناسبة لها. وعلى خطاه، تعلمنا نحن أطفاله أن نحافظ على الماء، نقوم بإعادة تدويره للسقي أو استخدامات أخرى غير الشرب أو إحضار الطعام. وكان أهل القرية يعيدون استخدام المياه المتبقية في الجداول المخصصة للمواشي لسقي حدائق صغيرة كانت تشبه واحات خضراء في قريتنا خلال فصل الصيف.
كان ذلك سبب اهتمامي بالمياه والبيئة، إنما السبب المباشر لهذا الكتاب فهو احتكاكي المباشر بمشكلات العراق المائية والكتابة عنها لسنوات في الصحف العربية والكُردية. كنت أفكر دائماً بالمساحة الشاسعة التي تفصل بين المؤتمرات والمنتديات وبين الواقع اليومي للناس. يكتب الصحفيون قصة أو تقريراً صحفياً عن قضايا المياه اعتماداً على كلام الخبراء والرسميين، ولم أحبذ هذا الأسلوب شخصياً ولا يمكنني الاعتماد على كلام خبير دولي أو محلي حول المياه وتغير المناخ قبل معايشة قصص الناس اليومية.
يعتمد الكتاب في فصوله على أسلوب الرواية الصحفية والابتعاد عن اللغة النظرية، ما السبب في اعتمادك لهذا الأسلوب السردي الشيق والذي يبدو كما لو أنه رواية عن مأساة أخرى يعاني منها العراق والمنطقة؟
تتسلط الأرقام والبيانات الحكومية والاتفاقات الإقليمية والدولية على الكتابة الأكاديمية والنظرية عن المياه والمناخ، وهي ضرورية لرسم السياسات وعمل الباحثين، ويكتفي الكثير من الصحفيين بتلك الأرقام والبيانات الرسمية كما ذكرت في جوابي السابق. شخصياً، لا أميل الى أسلوب مختلف فقط، بل أميل إلى فلسفة مختلفة أيضاً، ومن شأنها إعلام الناس ما يحدث حولهم فيما يخص ندرة المياه، وذلك من خلال الرواية الصحفية التي تبحث عن المشترك الإنساني (Human Interest)؛ والماء هو المشترك الإنساني بين الجميع. حين أروي قصة عن عطش قرية عراقية في الجنوب، لا يسأل القارئ أثناء قراءتها عن طبيعة السياسة في العراق، بل يتضامن مع الحالة الإنسانية. إضافة الى ذلك، أريد القول بأن إيجاد الحلول للأزمات البيئية والجفاف في العراق والمنطقة، يقتضي إشراك المجتمعات المحلية وذلك بسبب خبرتها وفطرتها في التعامل مع بيئاتها والموارد الطبيعية، إنما تحتاج هذه المجتمعات إلى فهم المتغيرات وما يحدث في المستقبل مثل تغير المناخ، التنوع الأحيائي، تأثير العمران على الزراعة والموارد المائية، الازدياد السكاني وارتفاع درجات الحرارة.. الخ. لا يمكن في هذه الحالة تحليل ما يجري من تغير المناخ والجفاف بناء على أرقام العلماء في علوم الفيزياء والكيمياء، لأن السكان المحليين بحاجة الى لغة بسيطة يفهمونها. من هنا تفرض القصة الصحفية نفسها وتصبح البيانات العلمية جزءا من منها، أي تبسيط اللغة الأكاديمية النظرية حول أسباب الجفاف والتغير المناخي وتحويلها الى لغة يفهمها الجميع، تحديداً بين المجتمعات المحلية التي تعاني من المتغيرات.
يعد منهج الحلول القائمة على القصة الصحفية منهجاً ناجحاً اليوم في الصحافة العالمية، ذلك أنه يعتمد السرد المعلوماتي من جانب واقتراح الحلول للمشكلة من جانب آخر. واعتماداً على هذا المنهج، شبعت شخصياً من قصص الشخصيات التي التقيت بهم لإنجاز الكتاب، استمعت لهم وتفاعلت مع قصصهم قبل الاهتمام بالمعلومة التي أردت الحصول عليها.
[منظر من هور الحبايش في محافظة ذي قار جنوب العراق - الصورة للمؤلف]
يبدأ كتابك بالأسطورة وصولاً إلى الأدب العراقي الحديث في نماذجه القصصية كما لدى محمد خضير، والمحادثات الشفوية، ويمكن القول إن الكتاب هو رحلة في الثقافة العراقية من خلال البحث في موضوع المياه، هل نستطيع التحدث عن قلق الجفاف وانعكاسه على الأدب والثقافة في العراق؟
للمياه حضور كبير في الآداب والفنون والثقافة في العراق، في الأساطير كما في العصور الإسلامية وفي الأدب الحديث بطبيعة الحال. وحتى قصة الخلق في الأساطير السومرية تبدأ من المياه، في ملحمة جلجامش، قصة الطوفان بنسختيها السومرية والبابلية، شريعة حمورابي، وفي الأدب العراقي الحديث، كما في الفنون والثقافة الشعبيتين، حتى في ثقافة الغذاء وأنواع من الحلوى، نرى حضورا كبيراً للمياه ورمزيتها. ولهذا السبب فرض عليّ عملي على هذا الكتاب العودة إلى نصوص وسجالات أدبية وأغان عراقية، أغنية (ميحانة ميحانة) الشهيرة لناظم الغزالي على سبيل المثال، وذلك من أجل فهم الدور الجوهري للمياه في الثقافة العراقية. ومن أجل إبقاء هذا الإرث الثقافي والفني في الذاكرة العراقية وإدامتها، ومن أجل حمايتها وعدم تحويلها إلى مجرد ذاكرة بعيدة، علينا الحديث والتفكير بصوت عال عما يمكن أن يحصل في حال إذا تطور الأمر واتسعت دائرة الجفاف. نعم، تموت الثقافة والفنون في غياب المياه.
قصة الكاتب العراقي محمد خضير ”جرافيتي ٢٠٤٢“ يمكن أن تُقرأ كإنذار مستقبلي، هي تتحدث عن الحياة في جوف الأرض هرباً من الحرارة، ما هو المستقبل الذي ينتظر العراق في ضوء هذه النظرة النبوئية التحذيرية؟ ما هو السيناريو المتخيل؟
كتب محمد خضير نصوصاً قصصية كثيرة عن البيئة الجنوبية في العراق وعلاقتها بالمياه والأهوار، ولكن ما أدهشني في قصة (جرافيتي ٢٠٤٢) التي يمكنني تصنيفها ضمن أدب تغير المناخ بامتياز، هو الولوج في المستقبل إذ ترتفع فيه درجات الحرارة بشكل لا يتحملها السكان، الأمر الذي يدفعهم إلى العيش في باطن الأرض، أو بناء مدينة "جوفية" إن جازت التسمية. ويمكن العودة في سياق هذا الحديث إلى قصة امرأة جنوبية فلاحة في محافظة الديوانية، حاورتها ووثقت قصتها مع ارتفاع درجات الحرارة. وتقدم هذه السيدة الجنوبية صورة واضحة عن ارتفاع الحرارة هذه الأيام، ذلك أنها تعمل في الأرض وتشعر بتفاصيل كل يوم تعيشه وهي تعمل تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف. كانت الأعمال الزراعية التي تقوم بها في شهر أيلول أثناء ثمانينات القرن المنصرم، تقوم بها اليوم في شهر تشرين الأول، تشرين الثاني أحياناً، وذلك بسبب ضعف الشتلات أمام الحرارة التي تستمر إلى (نوفمبر) الآن.
للقاص محمد خضير حساسية أدبية عالية تجاه المياه والمناخ، وتناولهما في أكثر من قصة، ناهيك عن مقالاته حول الموضوع ذاته، خاصة أنه يعيش في البصرة التي لا تعد مصباً للمياه والملوحة فقط، بل مصباً للحرارة أيضاً في العراق. لذلك لم أكتف بقراءة نصوصه فقط، بل ذهبت للبصرة للقاء به والحديث معه حول حضور المياه في الأدب العراقي. باختصار، إنه ينظر لحركة البشر من خلال حركة المياه. ولكن هناك نقطة مهمة تستوجب الإشارة في هذا السياق، وهي أن البصرة، رغم معاناة سكانها الكبيرة مع الحرارة، مهددة بالغرق أواسط القرن الحالي، وذلك بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن ذوبان الجليد في القطب الجنوبي وغرين لاند. طبعاً لا يتحدث أحد في العراق اليوم عن هذا التهديد، وقد حاولت أثناء علمي الحصول على المعلومات من الباحثين والمختصين عن هذه الكارثة المستقبلية؛ لا أحد يمتلك المعلومة، رغم صور رقمية حديثة من وكالات الفضاء والجامعات العالمية عنها.
لا يمكن بطبيعة الحال تخيل حياة الناس وسبل تأقلمهم مع الحر القائظ كما في قصة محمد خضير؛ ولا زالت هناك إمكانية التأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز نصف الغليان في الصيف، ولكن ماذا لو ارتفعت أكثر؟ لا يقتصر الجواب على حياة البشر إذ يمكنهم اللجوء إلى السراديب أو مدن جوفية، ولكن ماذا عن الحيوانات والحشرات والنباتات، هل يستطيع الإنسان أن يحيا من دون تنوع أحيائي، بالتأكيد لا. لكل هذه الأسباب يواجه العراق في المستقبل تحديات كبيرة، وعليه الاستعداد لمواجهتها.
قرر الإله إنليل، كما تقول في الكتاب، معاقبة البشر بسبب تكاثرهم وصخبهم وضجيجهم على الأرض وأرسل إليهم الطوفانات والجفاف، كما لو أن هذا يعكس وعياً قديماً بخطر انتهاك البيئة، الآن وفي ضوء التغير المناخي، هل هناك في العراق من يعبّر عن هذا الغضب؟
لقد عقد الإله البابلي إنليل العزم على التخلص من الناس بعدما كثر عددهم وعلا ضجيجهم في الأرض. وقد اختار إنليل إنزال الأوبئة والأمراض على الناس لتفتك بهم وتقضي عليهم. من هنا يتدخل بطل قصة الطوفان البابلية (اتراخاسيس)، وهو منقذ التنوع الأحيائي، إذ يحمي زوجاً من كل نوع من الحيوانات في سفينته، ويدعو إله الحكمة والمياه السفلية (أيا) أن ينقذ الناس من الوباء. استجاب أيا الى دعوات اتراخاسيس وأرشده في الوقت ذاته إلى طريقة يمكنه بواسطتها تخليص الناس من البلايا التي يعانون منها. يعود إنليل في فترة لاحقة إلى فرض الأوبئة على الناس من خلال القحط والجفاف، ذاك أن العلاقة بين عالم الآلهة والبشر تعود إلى سابقها إذ يزداد عدد البشر على نحو لا يتحمله إنليل.
لو عاد السياسيون والحكام في العراق لقراءة تاريخ بلادهم القديم، لربما استعانوا ببعض بالشرائع والقوانين التي تركوها لنا وللبشرية. لكن هيهات، هناك في عراق اليوم إشكاليات وأزمات غاية في التعقيد، نظام سياسي قائم على المحاصصة، الفساد في أوجه، نمو سكاني هائل، بنى تحتية قديمة ومتهالكة في المدن حيث تؤدي الأمطار الى حدوث فيضانات جوفية وتطفح المياه القذرة الى الخارج بعد دقائق من هطول الأمطار، انقطاع مستمر في التيار الكهربائي صيفاً وشتاءً وتلوث كبير في الهواء والتربة والماء. يمكن القول بأن الاحتجاجات الشعبية التي تستمر منذ تشرين الأول لهذا العام هي جزء من الغضب ولو بشكل غير مباشر. تصور الحياة في مدينة كبيرة مثل بغداد إذ يعيش فيها 9 ملايين إنسان في ظل الحرارة العالية وانقطاع التيار الكهربائي، وانعدام الخدمات كالمكتبات العامة والحدائق والمراكز الثقافية والاجتماعية، فإلى أين يتجه الناس؟ إلى الجامع والتقوقع حول الذات، أو ساحات الاحتجاج رغم الظروف البيئية القاسية. وهي من المفارقات الواضحة في عراق اليوم إذ تجد الخدمات في الجامع بينما تفتقد لها المدارس والمكتبات مثلاً. هناك مدارس في القرى والبلدات يتجه طلابها إلى الجوامع المحيطة بها للغسل وقضاء الحاجة، لأن مدارسهم تفتقد لتلك الخدمات.
أثناء الكتابة، كنت أسأل نفسي إذا كان هناك من يقدر على منع حدوث الكارثة في هذا العراق كما فعل إله الحكمة (أيا) في العراق القديم.
[امرأة عراقية جنوبية في الحقل- صورة للمؤلف]
بالإضافة إلى تخريب الأوطان بالمعنى السياسي والاقتصادي، يعمل السياسيون العرب الفاسدون على تخريب الأوطان بالمعنى البيئي، كيف تقوم المزارع الخاصة وبحيرات تربية الأسماك ومشاريع الاستثمار المحتكرة والمياه المسروقة والروافد المصطنعة لدعم مشاريع السياسيين الخاصة وأملاكهم بتخريب البيئة؟
ما يحصل في العراق من الفساد والسرقة يفوق الخيال، ما سمعته ووثقته، وما لم أوثقه بسبب عدم الحصول على مقابلات وبيانات كاملة، يشيب له شعر الرأس. نعم هناك سياسيون يسرقون المياه لمزارعهم الخاصة ولا قانون يحاسبهم، هناك أعضاء في الحكومات المحلية وأعضاء مجالس المحافظات والبرلمان لديهم المزارع وحقول لتربية الأسماك والجواميس على حساب المسطحات المائية والتنوع الأحيائي، وعلى حساب الناس بطبيعة الحال.
السياسيون في العراق، لا تهمهم بيئة بلادهم وتنوعها الحيوي ونظامها الطبيعي ومواردها الطبيعية، لقد حولوا البلاد إلى مستودعات لمنتجات غذائية تركية وإيرانية ولم تعد بلاد منتجة فيما كانت سلة غذاء في المنطقة في السابق. وقد رأينا كيف أصبحت الأحوال الاقتصادية صعبة حين هبط سعر النفط في الأسواق العالمية بسبب تفشي وباء كورونا. أثناء العمل والبحث حين كنت أسأل الناس عن أهمية حماية المياه والتنوع الأحيائي، كان يأتيني الرد بأن مثل هذا السؤال يوجه إلى السياسيين والحكام والمتنفذين، لأنهم هم من يعتدون على الطبيعة والتنوع الأحيائي والمياه.
المسألة ليست في استغلال المياه والموارد الطبيعية الأخرى من قبل المتنفذين والسياسيين فقط، بل عدم وجود قوانين وتشريعات تحمي بيئة العراق وتنوعها الحيوي والموارد الطبيعية من الانتهاكات اليومية. قال لي باحث في جنوب العراق بأن القتل يشمل كل كائن يتحرك وليس هناك قانون يمنع ذلك، أي أن النظام الطبيعي في العراق مباح للقتل والصيد الجائر، تالياً، تتحمل الحكومة ومؤسساتها مسؤولية ما وصلت إليه بيئة العراق اليوم من التخريب والتشويه.
[أجرى الحوار: أسامة إسبر]