فلسطين. “الضم الرسمي لن يغير شيئا على أرض الواقع”

فلسطين. “الضم الرسمي لن يغير شيئا على أرض الواقع”

فلسطين. “الضم الرسمي لن يغير شيئا على أرض الواقع”

By : Arabic Editors

سيلفان سيبيل وروبرت مالي

روبرت مالي مستشار باراك أوباما السابق للشرق الأوسط، يعبر في هذا الحوار عن شكوكه بشأن التغيير الذي سيتسبب فيه مشروع ضم غور الأردن الذي سيقدمه بنيامين ناتنياهو اليوم، الأول من يوليو/تموز. إذ يعتبر مالي أنه “تم ضم الأراضي الفلسطينية منذ عقود على أرض الواقع”. وإن كانت النقاشات الجارية في الولايات المتحدة الأمريكية في صفوف إدارة ترامب أو في صفوف الديمقراطيين تكشف عن انقسامات جديدة تجاه إسرائيل، فإن الاتحاد الأوروبي يبدو مترددا بين الاعتراف بدولة فلسطينية أو الإذعان إلى الأمر المقضي.

سيلفان سيبيل: يبدو الوضع أكثر تعقيدا مما كان منتظرا ونحن عشية الإعلان المحتمل لبنيامين ناتنياهو على “ضم” أراض من الضفة الغربية، ما سبب ذلك؟

روبرت مالي: هذا صحيح، إذ يرى شريكا ناتنياهو الجديدان في الحكومة -أي رئيسا الأركان القدامى بيني غانتس وغابي أشكنازي- أنه يجب ضم الأراضي بالتوافق مع بلدان المنطقة، وهو طبعا أمر مستحيل. كما يودان أن يرافق هذا الضم نوع من مبادرة السلام الإسرائيلية، مهما كانت متواضعة. في الحقيقة، لم تأت المعارضة الأكثر شراسة لنتانياهو من هذا الصف بل من اليمين المتطرف الذي يرى في أي عملية ضم -مهما كان حجمها- أمرا أسوأ من المحافظة على الوضع الحالي، في حال اقترن الضم بقبول ولو شكلي لدولة فلسطينية في المستقبل. فإسرائيل تتمتع في الوضع الحالي بسيادة عملية على كامل الأراضي الفلسطينية.

هم يقولون لماذا نقبل بدفع هذا الثمن؟ أما آخرون، فيعتبرون أنه يجب ضم جميع الأراضي التي تتحدث عنها “خطة ترامب”. لكن لا يجب المبالغة في حجم هذه الخلافات. أظن أن ناتنياهو سيضم أراضي الضفة لكي يبقى اسمه راسخا في تاريخ إسرائيل، فضلا عن كون ذلك يصب في مصلحته من الناحية السياسية.

س. س: يبدو البيت الأبيض منقسما بدوره بين من يدعمون ناتنياهو بقوة وبين آخرين -على غرار جاريد كوشنر- الذين يسعون إلى الحد من مشروع الضم للحفاظ على علاقتهم مع دول الخليج.

ر. م.: هذا الجدال بين أولئك الذين يمثلهم كوشنر والذي يظنون -ربما بسذاجة- أن باستطاعة خطة ترامب أن تعيد إحياء “عملية السلام”، وبين آخرين -على غرار السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان- الذين يرون أن الهدف من هذه الخطة هو في الحقيقة تعزيز الطموحات الإيديولوجية الخاصة بطبيعة الممسكين بالحكم في إسرائيل وتعديل المعادلة الإسرائيلية الفلسطينية، كان دائم الحضور وسط إدارة ترامب. ترى المجموعة الأولى أنه يجب مسايرة الحلفاء العرب للبيت الأبيض. أما الثانية -وقد عبر فريدمان عن ذلك بطريقة شبه مبينة-، فهي ترى أن على الفلسطينيين أن يفهموا أن هذه الأرض لن تعود أبدا إليهم وأن عليهم التخلي عن أوهامهم.

في الأخير، سيكون الحسم بيد دونالد ترامب. أظنه سيكون أكثر استماعا لحجج فريدمان، لما فيها له من ضمانات لدى قواعده الانتخابية، خاصة لدى الإنجيليين. لكن عادة ما يكون الميل للتسوية بين الفصائل هو الفائز في جميع الإدارات. إن أعلن ناتنياهو عن ضمه للمستوطنات الكبيرة فقط ولجزء من غور الأردن، قد يظن هو وترامب أن الرأي الدولي سيقبل بذلك مثلما كان الحال في الماضي، ففي جميع خطط السلام كان المطلوب أن تتمكن إسرائيل من ضم الجزء الأكبر من مستوطناتها. وهما يراهنان على أن تهديدات العرب ضد إسرائيل ستبقى مرة أخرى مجرد كلام.

س. س.: مهما كان حجم هذا الضم، هل يمكن أن يكون لهذا الموضوع ثقل في الانتخابات الأمريكية الرئاسية؟

ر. م.: هناك ملفان -من ضمن ملفات السياسة الخارجية التي ينوي ترامب استغلالها خلال حملته- يشملان الشرق الأوسط، وهما ضم غور الأردن والملف النووي الإيراني. إن قامت إسرائيل بضم الأراضي، فسيتهم ترامب الديمقراطيين بالتخاذل عن حليفهم، وسيقدم جو بايدن في صورة الصديق الكاذب لإسرائيل وكـشخص “واهن” بالنسبة للملف الإيراني. لكن هذا لن يجلب إليه صوتا يهوديا آخر ولن يكون له أثر كبير على الانتخابات.

س. س.: أعلن ترامب أنه لن يدعم سوى مشروع ضم يحظى بموافقة الحزبين الإسرائيليين الأساسيين -أي “ليكود” و“الأزرق أبيض”- بالنسبة لحجم الضم وطريقة تطبيقه. هل يمكن أن نتصور أنه في غياب توافق داخلي على هذا الموضوع في إسرائيل، سيعلن ترامب تنازله عن هذا الموضوع إلى حين إشعار آخر؟

ر. م.: لن يتنازل ترامب عن خطته التي تحظى في إسرائيل بدعم واسع، خاصة من طرف الحزبين المتشاركين في الحكم. لكنه قد يعلن أنه سينتظر حتى يتفق الحزبان. سنعرف ذلك سريعا، لكن في الحقيقة، ترامب لا يهتم كثيرا بالنقاشات الداخلية في إسرائيل. لكنه مقتنع أنه بفضل “خطة السلام” سيكتب اسمه في سجل التاريخ باعتباره الرجل الذي روج لرؤية مبتكرة. بيد أن الوضع الراهن يصب في مصلحة أنصار الضم. لو كان ترامب متأكدا من إعادة انتخابه، سيقول “سأنتظر”. لكن استطلاعات الرأي حاليا سلبية جدا وباتت رياح الذعر تهب في صفوف من حوله. إن كان ترامب يريد تدوين اسمه في سجل التاريخ، يجب عليه المصادقة على الضم قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.

س. س.: تقول الاستطلاعات اليوم أن ترامب سيخسر. إن حدث ذلك، ما الذي سيبقى للولايات المتحدة الأمريكية من سياسته في الشرق الأوسط؟

ر. م.: لنبدأ بطرح سؤال آخر: إن لم يتم ضم غور الأردن، ماذا سيحدث؟ في الوضع الراهن وقبل الإعلان عن الضم، لسنا قاب قوسين أو أدنى من حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فقد تم ضم الأراضي الفلسطينية منذ عقود على أرض الواقع دون أن يتم ذلك قانونيا. الضم الرسمي -مهما كان بعده- لن يغير شيئا على أرض الواقع أو في حياة الفلسطينيين. ما يجب تفاديه هو في حال عدم القيام بضم الأراضي، ألا نتنفس الصعداء ونرضى بالوضع السابق. لا يجب أن ننسى أن “حل الدولتين” يحتضر، وهذا قبل ضم الأراضي.

س. س.: ما الذي يمكن لجو بايدن فعله في هذا الملف، في حال تم انتخابه؟

ر. م.: معارضة بايدن لخطة ترامب واضحة، وقد أعلن أنه سيتراجع عن بعض القرارات التي اتخذت. لن يشمل ذلك قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكنه سيفتح القنصلية الأمريكية من الجانب الفلسطيني، كما سيحاول فتح مكتب تمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وسيجدد المساعدات المالية للفلسطينيين التي علقها ترامب. هل سيتراجع عن مشروع الضم؟ إن كان واسعا ويشمل كامل غور الأردن والأغلبية الساحقة من المستوطنات، فمن الوارد ألا تعترف به إدارة بايدن. لكن يجب أخذ عنصر رئيسي بعين الاعتبار، وهو أن القضية الفلسطينية لن تكون الأولوية في سياسة الشرق الأوسط لإدارة ديمقراطية. بايدن رجل واقعي قبل كل شيء، وقد اعتبر دائما أن الإسرائيليين والفلسطينيين -وهو قاس جدا تجاههم- بعيدون جدا عن أي توافق وألا جدوى من السعي ليتغلبوا عن خلافاتهم في الوضع الراهن. باستثناء حدث غير متوقع، لا أظن أن إدارته ستلتزم بمبادرات مهمة، فبايدن لا يؤمن بذلك.

س. س.: دعت أكثر من 120 منظمة أمريكية للدفاع عن حقوق الإنسان والحقوق المدنية جو بايدن لـ“مساندة المساواة بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. وقد أمضى ممثلون ديمقراطيون في الكونغرس مقربون جدا من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)1 مثل تاد دويتش وبراد شايدر عريضة ضد ضم الأراضي الفلسطينية. هل نحن أمام تطور جوهري لموقف الديمقراطيين من إسرائيل؟

لكن في الحقيقة، ترامب لا يهتم كثيرا بالنقاشات الداخلية في إسرائيل. لكنه مقتنع أنه بفضل “خطة السلام” سيكتب اسمه في سجل التاريخ باعتباره الرجل الذي روج لرؤية مبتكرة. بيد أن الوضع الراهن يصب في مصلحة أنصار الضم. لو كان ترامب متأكدا من إعادة انتخابه، سيقول “سأنتظر”.

ر. م.: أولا، يجب الإشارة إلى أن أهم معارضة سمعناها في الولايات المتحدة الأمريكية على ضم الأراضي الفلسطينية لم تأت من يسار الديمقراطيين بل من أشخاص مثل هؤلاء النواب الذين ذكرت وهم أنصار متحمسون لإسرائيل، أو من طرف شخص مثل روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى2. هؤلاء الأشخاص يعون جيدا أن هناك جدالا يتفاقم في صفوف الديمقراطيين حول ضرورة معاملة إسرائيل كأي بلد آخر، وحول كون إسرائيل تمارس سياسات تتعارض جذريا مع قيمهم ومع المصالح الأمريكية. بل ونجد حتى من بينهم من يقول إنه يجب أن نبدأ في الحد من المساعدة العسكرية لإسرائيل. هذا الخطاب جديد للغاية ولم يتعد الأقلية، لكن عددهم في ارتفاع.

كذلك، نشهد اليوم صعود جيل جديد في صفوف النواب، جيل يقول: “حذار! فضم الأراضي الفلسطينية يلغي القيم التي نؤمن بها وإمكانية وجود دولتين تعيشان بسلام الواحدة حذو الأخرى”. حتى لو كان الضم محدودا، فسيكشف ذلك القناع الذي كان يحمي إسرائيل. في الواقع، إن السؤال الذي يزعج هؤلاء هو: “لمَ تضم إسرائيل أراض وهي تتحكم فيها؟” وأضيف أنها لا تدفع مقابل ذلك أي ثمن سياسي. فضم الأراضي الفلسطينية يجعل المعادلة أكثر تعقيدا. بالنسبة لهؤلاء، فإن الوضع الحالي هو أفضل حل بالنسبة لإسرائيل، وهو ما يفسر خوف جزء منهم. إذ أن جزءا من اليسار الديمقراطي بدأ يرفع صوته قائلا: “ليضموا الأراضي الفلسطينية حتى ينكشف القناع ويرى الجميع الوجه الحقيقي لإسرائيل”. وهذا الخطاب كارثي بالنسبة لأنصار إسرائيل في صفوف الديمقراطيين، لذا تجد عددا أكبر فأكبر من المسؤولين الديمقراطيين -ومن بينهم من كان من الداعمين الكبار لإسرائيل- ينأون بأنفسهم عن سياستها. وقد يلعب هذا دورا لا سيما في إسرائيل، ليس في الوقت الراهن ولكن على المدى الطويل.

س. س.: هل يمكن للاتحاد الأوروبي أن يعاقب إسرائيل؟

ر. م.: بعض الأوروبيين يفكرون في الأمر، لكن لن يكون ذلك على صعيد الاتحاد الأوروبي بسبب غياب إجماع على الموضوع. قد تتخذ بعض البلدان عقوبات ضد إسرائيل، وقد يتبنى الاتحاد عقوبات في المجالات التي لا تحتاج إلى إجماع، مثل الاتفاقيات التجارية والتعاون الدولي. لكن فكرة أخرى بدأت تبرز حاليا، وهي الاعتراف القانوني بدولة فلسطينية من قبل أعضاء الاتحاد الأوروبي. إن جدّ ذلك، فإن سؤالا مهمّا سيطرح نفسه: هل سيتم الاعتراف -بطريقة مبهمة- بمبدأ الدولة، أم بدولة ذات سيادة على حدود يونيو/حزيران 1967، مع تعديلات طفيفة محتملة؟ إن الأوروبيين يتناقشون في الموضوع. أظن أن ناتنياهو يراهن أنهم سيذعنون إلى الأمر المقضي على المدى الطويل، كما كان الحال دائما إلى حد الآن. لكن غانتس وأشكنازي يتواصلان بدورهما مع الأوروبيين، وقد يكون للأمر أهمية، وفق ما سيفعله الاتحاد الأوروبي.

س. س.: يعتبر تشاك فرايليش مساعد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق أن ضم الأراضي الفلسطينية ستكون له عواقب وخيمة، من بينها فقدان تام لشرعية إسرائيل على الصعيد الدولي، وموجة عنف جديدة، وحرب قد يشارك فيها حزب الله، وتعزيز لـ“محور المقاومة” ضد إسرائيل، وأخيرا انقلاب الديبلوماسية الأمريكية على إسرائيل. ويختم قائلا إن “الحكماء لا يجازفون بمستقبل بلادهم وهم يلعبون الروليت الروسية”. في الجهة المقابلة، يرى الكثير من المعلقين الإسرائيليين أن ضم الأراضي الفلسطينية لن يواجَه بعداء يفوق القرارات السابقة التي اتخذها ترامب إلى حد الآن، نظرا لضعف السياسة الفلسطينية ونقص الاهتمام الدولي اليوم بهذا الصراع. ما رأيكم؟

ر. م.: تعودنا جميعا ردود فعل الدول العربية على سياسة الأمر المقضي الإسرائيلية والتي لا تسفر على شيء، لذلك نتخيل أن الأمر لن يكون مختلفا هذه المرة. ونصل هكذا إلى استنتاج أن إسرائيل انتصرت وأنه لا يمكننا القيام بالكثير. أتفهم ذلك جيدا، لكنني أظن أننا سنتبين خطأ هذه الرؤية عاجلا أم آجلا. متى سيتم رد الفعل وما الذي سيكون الدافع؟ هذا ما نجهله. لكن ما نعلمه هو أن منطق السياسة الإسرائيلية هو منطق تمديد إقليمي. فلم ستتوقف؟ شخصيا، لا أؤمن بحرب من قبل الدول العربية أو بهجوم من حزب الله ضد إسرائيل في القريب العاجل. لكن هذه المنطقة قابلة للالتهاب، وسيتسبب أمر ما في ذلك. للأسف، يمكننا أن نفهم المنطق الإسرائيلي، فإسرائيل تنتصر إلى حد الآن. وطالما لم تحدث كارثة، سيكون من الصعب إقناع الإسرائيليين أن ذلك قد يحدث.

[تنشر المقالة ضمن اتفاقية شراكة مع موقع اورينت] 

الصحافة العلمية ومساءلة السلطة: حوار مع الباحثة سارة إيفرتس

[سارة إيفرتس، أستاذة مساعدة في جامعة كارلتون، كلية الصحافة والإعلام. عملت سارة كصحفية علوم لأكثر من عقد في برلين. نشرت في الكثير من الصحف والمجلات المتخصصة في العلوم، كما حازت على عدة جوائز. تركّز اهتماماتها وبحوثها في تقاطعات الابتكارات العلمية والأنثروبولوجيا الثقافية. كما تهتم مؤخراً في مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على نشر المعلومات الصحيّة والعلميّة.] 

ع ع: لنبدأ بسؤال تقليدي، لماذا الصحافة مهمة؟

تعد الصحافة أداة مهمة للناس لمعرفة ما يدور حولهم وما يحدث مع أصحاب النفوذ في مجتمعاتهم. الصحافة طريقة لمساءلة السلطات والشخصيات ذات النفوذ عن الأشياء التي يقومون بها. في الديمقراطية، مثلاً، يحتاج الناس إلى معرفة ما يجري حتى يتمكنوا من تحديد من سيصوتون له. كذلك، عندما يريدون القيام بنشاط ضد شيء ما.

ع ع: كيف يمكن للعلم أن يلعب دورًا في كل هذا؟

هناك الكثير من القرارات المهمة التي يجب أن تتخذها الحكومة، حيث يجب أن تتخذ هذه القرارات بناءً على علم سليم. اللقاحات الصحيّة على سبيل المثال. لاعتماد اللقاح المناسب للأطفال، والمراحل العمرية المناسبة لتحصيل اللقاح، تحتاج الحكومة الاعتماد على بيانات ومعلومات صحية مدروسة. فمواعيد أخذ اللقاح وتوزيعها وتصنيفها مهمة جداً لصحة الأطفال والمجتمع. وبالتالي، من الواضح أن تلك القرارات التي تتخذها وكالات الصحة العامة الحكومية يجب أن تستند إلى البيانات التي يوفرها العلماء. وبالمثل في الاحتباس الحراري. فبينما يعاني العالم من ارتفاع درجات الحرارة، نحن بحاجة إلى إلقاء نظرة على العلم لنكتشف إن كان هذا حقاً ما يحدث في المقام الأول. الآن، هناك إجماع كبير من العلماء على أن العالم يزداد سخونة، ولكن هذه الحقيقة بحاجة إلى تأكيدها من قبل الآلاف من المقالات البحثية، ومئات العلماء الذين يعملون في هذا المجال. وبعد ذلك، بالطبع، يمكننا معرفة كيف نتعامل، وكيف نقيس محاولاتنا لخفض الكربون في الغلاف الجوي. نحتاج إلى العلماء لقياس ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أو قياس درجات الحرارة لنقول: أوه! نعم! درجات الحرارة لدينا لا تزال ترتفع. هكذا يلعب العلماء دوراً مهماً في تحديد ما على السلطات السياسية القيام به، ومن ناحية أخرى، يلعب الصحفيون العلميون دوراً مهماً في متابعة ووضع هذه السلطات محل المساءلة.

ع ع: ما هي العلاقة بين الصحافة العلمية وعامة الناس؟

هناك الكثير. في بادئ الأمر، على الأقل في كندا، وفي العديد من الدول الغربية والعديد من الديمقراطيات، يذهب جزء من الضرائب إلى تمويل البحوث. حيث يتقدم الباحثون والأكاديميون بطلباتهم إلى وكالات التمويل التي تمنحهم المال للقيام بالبحوث العلمية. وما الأموال التي تديرها وكالات التمويل سوى جزء من الضرائب التي دفعها الناس. هنا، يكون أحد أدوار الصحفيين العلميين شرح كيفية صرف هذه الأموال وشرح النتائج التي قدمتها هذه البحوث إلى العالم.  إضافة إلى ذلك، يعمل الصحفيون العلميون على مراقبة العلماء. فالعلماء مثل غيرهم من الأشخاص، مثل السياسيين، ومثل رجال الأعمال. فبعض من تدفع لهم الأموال قد تكون لديهم أهداف خاصة نابعة من الجشع. لذا يجب على الصحفيين العلميين مراقبة العلماء في ممارسة العلوم، والتأكد من قيامهم بعملهم بطرق أخلاقية وقانونية.

ع ع: إذاً، هل يمكننا القول إنّ الصحافة العلمية صحافة استقصائية؟

نعم بالتأكيد.

ع ع: حسناً، يحضرني هنا سؤال مهم لا يمكن تفاديه، هل نحن في صدد فقدان الصحافة الاستقصائية، والصحافة المتخصصة اليوم؟ خصوصاً أنّ جائحة إغلاق الصحف تجتاح العالم.

لا يظهر الضوء في الزوايا المظلمة، هذا أمر لا مفر منه. هناك أسباب تلعب دوراً رئيسياً في فقدان الصحافة المتخصصة من ناحية والصحافة الاستقصائية من ناحية أخرى. أحدها هو إهمال التخصص. على سبيل المثال، الصحفيون العلميون، بطريقة ما، استقصائيون في تخصصهم. اليوم، غالبًا ما يُطلب من الأشخاص الذين ليس لديهم دراية وليسوا خبراء في إعداد التقارير الصحفية العلمية الكتابة في المجالات التي لا يعرفون عنها شيئًا، وهذه مشكلة كبيرة بالتأكيد. أنا كمثال، كنت أغطي العلم لمدة 15 عامًا. عندما أقوم بالعمل على قصة أو تقرير صحفي، أعرف أين أتوجه وماذا عليّ أن أسأل عنه وما نوع الخبراء الذين عليّ التواصل معهم. إضافة إلى ذلك، أنا لدي خلفية علمية أكاديمية، ماجستير في الكيمياء، إضافة إلى خبرة سنوات من متابعة الصحافة العلمية وقراءة البحوث. لكن لو طلب مني تغطية بطولة رياضة الكريكت، فلن أستطيع القيام بذلك لفقداني المعرفة الأساسية لهذه الرياضة وتاريخها. 

كذلك، من الأسباب الرئيسية التي أثّرت على الصحافة بشكل عام، والصحافة المتخصصة بشكل خاص، صعود الإنترنت. لقد ساعدنا الانترنت بالقيام بأشياء رائعة، خصوصاً في القدرة على نقل المعلومات حول العالم. لكن من ناحية أخرى، أثّر على العمل الصحفي بشكل كبير، وسلبي. على سبيل المثال، إن كنت تريد تقديم صحافة احترافية، فأنت بحاجة إلى توظيف صحفي استقصائي، وصحفي علمي، وصحفي رياضي، وصحفي سياسي، وهذا بحاجة إلى المال. في السابق، كنت ستحصل على المال بطريقتين، الأولى من خلال اشتراكات القرّاء، والثانية من خلال إعلانات الشركات. اليوم قام الانترنت بتعطيل هاتين الطريقتين. فلم يعد معظم الناس يريدون الدفع للحصول على الأخبار، فحصولهم على الأخبار المجانية عن طريق الانترنت وسهولة الحصول على المعلومات ألغى أهمية الاشتراك والمتابعة. كما أنّ الشركات تستطيع التسويق والإعلان عن منتجاتها دون الحاجة إلى الصحف كما في السابق. وهذا سبّب انخفاضاً كبيراً في ميزانية ودخل شركات الصحافة والإعلام، مما أجبر الكثير من الحصف على الإغلاق وتسريح موظفيهم. كما أدّى من ناحية أخرى إلى تقليل عدد الموظفين، والذي أدّى إلى قيام الصحفي الواحد بعدة مهام، والكتابة بمجالات تحتاج إلى صحفيين متخصصين. فلم يعد بإمكان الكثير من الصحف اليوم توظيف صحفيين متخصصين، مما أثّر على عطاء الكثير من الصحفيين العاملين. كما ضيّق الخناق في عمل الصحافة الاستقصائية، لأنّ العمل الاستقصائي بحاجة إلى الجهد والوقت، مما يعني الحاجة إلى الكثير من الأموال.

ع ع: هل تلعب الحكومات دوراً فيما يحدث؟

هذه قضية مثيرة للجدل بشكل كبير. مثلاً في كندا، وعدت الحكومة الليبرالية بتقديم أموال لوكالات الأنباء للمساعدة في إنقاذها. نوعاً ما، فكرة مماثلة لما حدث في الأزمة الاقتصادية الأخيرة عندما انهارت البنوك. من وجهة نظري يمكن أن يكون ذلك منحدرًا زلقًا وخطيرًا. أولاً، وقبل كل شيء، من الذي ستعطيه الحكومة الدعم؟  هل ستقدم الأموال للصحف المعروفة والسائدة فقط، أم سيعطونها للشركات الناشئة الرقمية التي ربما تحتاج إلى مساعدة؟ كذلك لمن الحق في تقرير من يتلقّى الدعم ومن يبث الأخبار؟ هل تقرر الحكومة ذلك؟ لأن هذا أمر خطير بعض الشيء. ماذا لو قامت بعض الشركات الناشئة في الوسائط الرقمية بمعارضة جاستن ترودو. هل تقلق، هذه الشركات، وتتردّد في نشر المقالة المعارضة لأنّها قد لا تحصل على مبلغ الدعم من الحكومة؟  هناك قلق عندما تقدّم الحكومة أموالاً للمؤسسات الإخبارية، لأنّ في ذلك تضارباً في المصالح متأصّلاً. فهي تشتري وكالات الأنباء بشكل فعّال. لذا، بينما أشعر أننا بحاجة إلى دعم وسائل الإعلام، أشعر بعدم الارتياح بشأن خطة الإنقاذ الحكومية لأنها تخلق تضاربًا في المصالح. وهذا يعيدنا إلى مشكلة تمويل الصحافة الاستقصائية الجيدة.

إضافة إلى ذلك، تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي إحدى الأسباب المؤثّرة على تمويل الصحافة ومدخولها. لنأخذ على سبيل المثال الفيسبوك. كثير من الناس يحصلون على أخبارهم من الفيسبوك، ولا يذهبون مثلاً إلى موقع Globe and Mail أو موقع New York Times الرئيسي. كذلك، يفرض الفيسبوك على المعلنين رسوماً أقل. وما يهم في هذا الخصوص هو عدد الأشخاص الذين شاهدوا الإعلان أو زاروا الموقع، لأنّها الطريقة التي تحاسب بها الإعلانات في المواقع الرقمية. هكذا تخسر مواقع الأخبار عدد زوارها من جهة، وتخسر المعلنين من جهة أخرى. فالأموال التي كان من المفترض أن تذهب إلى صحيفة ما، يكسبها الفيسبوك. فإذا كانت الحكومات تريد حقاً دعم الإعلام، فعليها فرض لوائح وقوانين تحمي المواقع والشركات الإخبارية وتمنع موقع الفيسبوك، مثلاً، من تجاوز هذه اللوائح.

تعد الصحافة أداة مهمة للناس لمعرفة ما يدور حولهم وما يحدث مع أصحاب النفوذ في مجتمعاتهم. الصحافة طريقة لمساءلة السلطات والشخصيات ذات النفوذ عن الأشياء التي يقومون بها.

ع ع: دائماً ما تحضرني أسئلة حول كيف غيرت مواقع التواصل الاجتماعي تعاملنا مع الأخبار والمعلومات. بما أنّكِ تطرقت لها في سياق دعم الصحافة، ألم تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على كيفية تلقي الأخبار والتأكّد من مصداقيتها؟ وهذا يعيدنا مرة أخرى إلى الصحافة الاستقصائية.

لقد غيّرت وسائل التواصل الاجتماعي نموذج نشر المعلومات المعروف مسبقاً. كما غيّرت طريقة التعامل مع المعلومات. فعند دخولنا مواقع التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك أو تويتر مثلاً، فنحن لا نرى ما نشر أحد الأصدقاء من مقالة تحليل سياسي فقط، بل نرى ما لدى الأصدقاء على وجبات الإفطار مثلاً، ونعرف ما يحدث لهم بشكل يومي، وحالاتهم وأوضاعهم الاجتماعية. كل هذا يجذبنا بطريقة ما كمخلوقات اجتماعية، ولكنه يستنزف الكثير من الوقت. فبدلاً من قراءة الأخبار والمقالات الجيدة من مصادر جيدة، غيّرت طريقة مواقع التواصل الاجتماعي ذلك. 

ع ع : أعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي أثّرت على الصحفيين وتعاملهم مع المعلومات أيضاً. في السابق، يخرج الصحفيين من مكاتبهم ويتسابقون لتحصيل الأخبار. أما اليوم، فكثير من الصحفيين يترقبون الأخبار خلف شاشاتهم.

بالطبع، وستحصل على الكثير عندما تذهب إلى مكان ما وترى بأم عينيك بدلاً من كتابة الخبر سريعاً في تغريدات على تويتر. ولكن لا ننسى أن رفض الناس للدفع مقابل تحصيل الأخبار له تأثير أيضاً في ذلك. هناك أموال أقل لتوظيف الصحفيين، وبالتالي، ليس لديك الوقت للخروج وإعداد التقارير بشكل مثالي. لأنّ على الصحفيين في هذه الحالة مضاعفة عملهم وكتابة أكثر من مقالة أو خبر، كما عليهم مراقبة ما يحدث. فربّما يكون هناك حريق في أوتاوا، ولكن أيضًا قرار سياسي عاجل في تورونتو. بالإضافة إلى ذلك، هناك أحداث دولية ورياضية وعلمية تحدث كلها في وقت واحد. كل هذا يحد من ممارسة الصحافة الجيدة والتواجد في مواقع الأحداث في ظروف الصحافة الاقتصادية اليوم.

ع ع: هنا يحضرني الدور الذي تلعبه صحافة المواطن ومالها وما عليها من آثار إيجابية من نواحي ما، وسلبية من نواحي أخرى.

لدي مشاعر مختلطة حول صحافة المواطن. تعود السلبية إلى ما ذكرته في البداية. ليس فقط لأنّك ترى شيئًا وتخبر الجميع عن ذلك يعني أنّ لديك سياق القصة أو أنّك متمكن من نشر الأخبار مثل الصحفي المتمرس والمتخصص في هذا المجال لمدة 15 عاماً على سبيل المثال. بالتأكيد، يمكن لأي مواطن أن يقول رأيه فيما يرى، هذا حقّه. ولكن كصحفي محترف ومتخصص، على الأقل، لديك السياق لمعرفة ما كان يحدث خلال السنوات الماضية، ولديك أيضًا التدريب والخبرة اللازمة لمعرفة كيفية الحصول على معلومات وتحريرها والتحقق منها، لأنّك تعلم أن ّمجرد رؤية شيء ما يحدث ليس القصة كاملة. من المهم كصحفي أن تفهم الموقف، وتتحدث مع الأشخاص المناسبين للقصة أو الحدث. على سبيل المثال لو حدث انفجار في مصنع ما. أعتقد أنّه من الرائع أن يتمكّن المواطنون من الاتصال بالإنترنت والتحدث عن الانفجار حين حدوثه. ولكن كصحفي، من المهم أن تكون قادرًا على معرفة ما جرى وما يجري للتحقق من حقيقة ما يحدث. فهل هذه الشركة لديها انفجارات سابقة. هل هناك مجال لإطلاق النار. هل هناك مواد معيّنة أو أعطال معلنة مسبقاً لها علاقة في الانفجار الحالي. هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تلعب دورًا في سياق الحدث، وتحتاج إلى صحفي جيّد يستقصي الأخبار ويتحقق مما يجري ويحاول الحصول على مزيد من الأدلّة. بينما أعتقد أنّه من الرائع أن يكون الصحفيون المواطنون على الأرض، في كثير من الأحيان لا تحصل على القصة الكاملة أو لا تحصل على سياق تعرف من خلاله ما جرى وما يجري بالضبط.

 المشكلة الأخرى التي يواجهها الصحفيون المواطنون، عدم وجود الشفافية. ليس لديهم سمعة مهنيّة بالضرورة للتمسك بها والقيام بالعمل بشكل صحيح. لذلك هناك الكثير من المتصيّدين الذين سيقومون بنشر أشياء غير صحيحة. مما سيؤدي ذلك إلى نشر مقاطع فيديو عمرها سنوات، لم يأخذوها بأنفسهم، ويزعمون أنها تحدث الآن في الشارع. وهذا حدث كثيراً وما يزال يحدث اليوم. صحافة المواطن لها دور تلعبه ولكنّها تفتقد إلى عاملي التحقّق والاستقصاء. ولهذا السبب نحن بحاجة إلى الصحفيين المحترفين.

ع ع : هنا، هل يمكننا القول بأن الطريقة الصحفية التقليدية ما زالت فعالة.؟

نعم، بكل تأكيد. لدي وجهة نظر متفائلة بشأن مستقبل الصحافة. فنحن ما زلنا بحاجة إلى الصحفيين. نحتاج إلى أشخاص مدربين لتقدير الأحداث، لمعرفة كيفية طرح الأسئلة الصحيحة، ولمعرفة كيفيّة اكتشاف أفضل طرق للتواصل والنشر، والكتابة بوضوح. نحن بحاجة إلى صحفيين قادرين على شرح مواضيع معقّدة بسلاسة. لكن، ليس لأنّ هناك خللاً كبيراً بسبب الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة يعني أننا لن نتعلم طرقاً جديدة لدعم الصحافة الجيدة. وهذا لا يعني أيضاً أنّنا لا يجب أنّ نعلّم الناس كيف يكونوا صحفيين جيدين. هذه هي الأشياء الأكثر جوهرية للطريقة التي يتم بها توصيل الأخبار بشكل صحيح. لذا أشعر أن هذه المبادئ الأساسية لا تزال مهمة، وكانت مهمة، وستظل مهمة. إنّ الطريقة التي يتم بها توصيل الأخبار وتعبئتها واستهلاكها هي ما يتغيّر.

ع ع : لنعد مرة أخرى إلى الصحافة العلميّة وأود التطرق هنا إلى موضوع الاحتباس الحراري والبيئة. بشكل ما تحول هذا الموضوع مؤخراً إلى إيديولوجيا يحاكم من خلالها الناس والسياسيون. وكأنّ مساءلة الأمر والحديث عنه حجة هجوم مبطنة أحياناً. كذلك، تعاطي بعض الصحفيين مع الموضوع وملاحقة السياسيين من خلاله.

أحد الأشياء التي تزعجني حقًا في هذا الموضوع عندما أقرأ بعض الصحفيين يتساءلون عنه في سياق سياسي. على سبيل المثال، هل الشخصية السياسية تؤمن أو لا تؤمن بحقيقة الاحتباس الحراري. بالنسبة لي هذا سؤال غبي. إنها نقاشات لا طائل منها. فالسياسي ليس عليه أن يفهم الكيفيّة العلمية للاحتباس الحراري. علماء البيئة والمتخصصون والمتابعون لتغيّر المناخ لا يخترعون البيانات بل يجمعونها ويدرسونها ويحلّلونها ويقدمونها بمنهجية علميّة. كونك تصدّق أو لا تصدّق هذا لا يلغي الحقيقة العلمية. إنّه مثل، هل تعتقد أن هذا القلم الموجود على الطاولة، موجود على الطاولة؟ ولتعتقد ذلك، هل عليك معرفة كيفيّة صناعة القلم وآليته ولماذا وجد هنا، أو أنّه هنا؟ وهكذا. عندما يُقدّم الصحفيون أو صنّاع القرار أو السياسيون أو أي من أصحاب المصلحة كونهم مع حقيقة الاحتباس الحراري أو ضده، فإنه من غير العقلاني أن يكون لذلك مغزى أو معنى باختيار التصديق أو عدم التصديق. علميّة الاحتباس الحراري واضحة جداً. لقد شاهدنا ارتفاع درجات الحرارة. هناك بيانات تظهر أنّ ثاني أكسيد الكربون يرتفع منذ الثورة الصناعية وبسرعة تتزايد. المسألة هنا مشابهة تقريبًا لمن يؤمنون بأنّ الأرض مسطحة. الأفكار المجنونة ستكون موجودة دائماً. أشعر بالتعب من تكرار كل هذا. مثلاً، إذا سأل شخص ما سياسيًا، هل تصدق بأنّ الأرض كروية؟ أعني بالنسبة لي، عندما يركّز الصحفيون على ما إذا كان هذا السياسي أو ذاك يؤمن أو لا يؤمن بالاحتباس الحراري، واستخدام كل هذا لمهاجمته سياسياً. هذا نوع من الغباء.

ع ع: هل يمكننا القول إن هناك مزيجًا كبيرًا بين الصحفي والناشط في قضية الاحتباس الحراري؟

لا أبداً. لأنني لو كنت سأقول، أعتقد أن الأرض كروية، فهل هذا يجعلني ناشطًا؟ لا، فالأرض كروية. كذلك أعتقد بالاحتباس الحراري لأن البيانات والدلائل العلمية موجودة. لا يكون المرء ناشطاً لمجرد تحدثه عن الحقيقة.