يلخّص سعد الله ونّوس، في كتابه البديع عن الذاكرة والموت، معادلة الوجود في عبارة بسيطة: «من الظلام جئت وإلى الظلام أعود». لعلّ ونّوس أراد بهذه العبارة تلخيص وجوده وحده، إذ تختتم العبارة نصَّه الذي دوَّن فيه تجربته الفريدة في عالم غرائبيّ حُلُميّ بسبب جرعة زائدة من العلاج الكيماويّ. يحمل النصّ ذاته عنوانًا موحيًا: «رحلة في مجاهل موت عابر»؛ إذ أوشك ونّوس على الموت بسبب جرعة العلاج تلك؛ أوشك على الموت بفعل العلاج لا بفعل المرض. ومن هذه المفارقة بدأ تدوين النص. انتهى النص بالوجود الظلاميّ المزدوج، ولكنّ المفارقة التصقت بونّوس، إذ سيكون ذلك الموت العابر مقدّمة للموت الدائم القادم بسبب السرطان هذه المرة. ونّوس أذكى من أن تفوته المفارقة تلك، حيث انتهز فرصة نجاته الموقّتة من ذلك الموت العابر ليجعل تلك المفارقة آخر أعماله، وليدوّن تاريخ حياته وحياتنا، وجوده ووجودنا. أليست حيواتنا كلّنا تبدأ بظلمة وتنتهي بأخرى؟ ثمّة نكتة متداولة بأنّ السبب الأول للطلاق هو الزواج. ليست نكتة سمجة في واقع الحال، برغم بساطتها المضحكة، فالسبب الأول للموت هو الولادة، على بساطة المقارنة ودقّتها الجارحة. الولادة لا الحياة؛ فحياتنا – كما تعلّمنا الحياة الكبرى دومًا – أتفه من أن تدخل في معادلات وجوديّة، إذ هي محور صراع تعريفات عديدة لا نكاد نجد فيها تقاربًا بين تعريفين، بينما الاتّفاق كلّه سيكون للظلمتين تلك: الولادة والموت.
بات الحديث عن دموع الولادة كليشيه مكرورًا ساذجًا، ولكنّنا لا نملّ من تكراره كلّما أحدقت بنا مصيبة أو فاجعة. ولدنا لنبكي، ونعيش لنجفّف تلك الدموع، ونموت فنلقى – لو كنّا محظوظين – دموعًا أخرى. المفارقة اللافتة هي أنّ هذا الكليشيه حديث، إذ لا تكترث الميثولوجيات للدموع بل تتحدّث عن دم وتراب. خُلقنا من دم أُضحية قرّرتها آلهة، أو من تراب مزجته آلهة، فصرنا. ولكنّنا لن نعدم حضور الدم حتّى في ميثولوجيات التراب. فالأرض شرهة للدم، لا كي تشربه بل لتحرّضه كي يصرخ شاهدًا على فاجعة قتل الأخ للأخ، من دون أن يتّضح هدف هذا الصراخ. لمن يصرخ الدم إنْ كانت الآلهة قد أنهت مهمّتها بعد الخلق؟ لا يمنحنا التاريخ قصصًا عن بشر سمعوا صراخ ذلك الدم، ولكنّنا نقرأ في قصة مقتل الحسين أنّ الدم صبغ أفق السماء، مانحًا إياه هذه الحُمرة التي نراها اليوم، ولم تكن موجودة قبل قتله. تقول لنا هذه الحادثة ضمنيًا أنّ دم الحسين لفظته الأرض ومنحته بعدًا سماويًا أسمى، وكأنّها تحاول تعمية أعيننا عن حقيقة أنّه مات وحيدًا أثناء استراحة الله الذي لم ينقذه. نسخر من فكرة استراحة الله في اليوم السابع، لأنّ إلهنا أرقى من يهوه. لمَ كانت تلك الفاجعة إذن؟ ولم كانت الفواجع التي قبلها؟ ولمَ ستكون الفواجع اللاحقة التي عشناها ونعيشها وسيعيشها أولادنا؟ لا يفضّل المتديّنون الدخول في هذه المعمعة، بل يواصلون كلامًا أحمق عن إله يعمل طوال الوقت بلا استراحات، وتحت جميع الضغوط؛ إله تحلم به أقسام الموارد البشريّة في العالم بأسره. ولكنْ حتّى هذا الإله يتغافل عن خلقه، إذ ينقل لنا البخاريّ حديثًا نبويًا يقول: «يُقبَض الصالحون الأول فالأول، حتّى يبقى من الناس حثالة كحثالة التمر والشعير لا يبالي الله بهم». لا أحد يعرف هؤلاء الصالحين الذين اكترث الله لهم، ولعلّهم حظوا بموت هادئ لا فاجعة فيه. ولا نعلم ما إذا كنّا حثالة حقًا أم لا، ولكنّ أيامنا وليالينا وحياتنا (هل قلت حياتنا؟) وموتنا ولحظاتنا كلّها تنبئنا كلّنا بأنّ الله لا يبالي بنا، بل يراقبنا ونحن نُتقاذَف كالكرة من فاجعة إلى أخرى، وكأنّنا نعيش في ذلك اليوم السابع الذي هو ألف يوم، أو ألف سنة، أو ألف ألفيّة ممّا نعدّ. يتّسع معنى عدم الاكتراث ليشمل كلّ شيء، ولكنّه يدلّ تحديدًا على عدم الاكتراث حيال الموت، موتنا. لن يدرك المتديّنون هذه اللحظة إلا حين يباغتهم الموت، موتهم أو موت من يحبّون. هم ليسوا أفضل من أنبيائهم الذين عاشوا الفاجعة وعرفوا معنى أن تكون بشريًا وحيدًا لا تُغْني نبّوتك عنك شيئًا.
يصرخ يسوع فلا يجد إلهه ولا حواريّيه، بل يموت متوجّعًا وحيدًا باستثناء النّساء اللواتي أحببنه لأنّه الابن والحبيب لا لأنّه نبيّ يضرب الله به الأمثال للناس، وكأنّ الناس غافلة عن تلك الأمثال التي يعيشونها يوميًا. يمنّ الله على أنبيائه بغيبيّات لا تظهر إلا بعد الموت تكريمًا لهم، أما البعد البشريّ فيتّضح ويترسّخ مُقصيًا كلّ ما عداه في لحظة الفاجعة بحد ذاتها. فالفاجعة والبشريّ صنوان. تتّضح تلك النقطة أكثر حين نقرأ سيرة محمّد التي تتقلّب بين المعجزات والكرامات والخوارق إلا في حالة واحدة: الفاجعة. عاش النبيّ الفاجعةَ مرتين، عُوِّض في أولاهما برحلة خوارقيّة بعد موت خديجة وعمّه، فاستعاد البشريّ قناع النبوّة. ولكنّ تلك الرحلة لا تتكرّر حتّى لو كانت لنبيّ. ولذا لا نستشعر البعد البشريّ في شخصيّته إلا في فاجعته الثانية عند مقتل حمزة بن عبد المطّلب. لن نجد هنا أدنى بعد خوارقيّ كالذي نراه في تفاصيل حياته كلّها من المضاجعة إلى الفراسة إلى التنبّؤ إلى البركة إلى شفاء المرضى وإبراء الجروح. هنا بالذات يُترَك محمّد بشريًا وحيدًا ضعيفًا يشبهنا. وكأنّ البشر لا يتطابقون إلا في الفاجعة. تتّفق الروايات في تفاصيل وتختلف في تفاصيل أخرى، ولكنّها تشير جميعها إلى أنّ حمزة شخصيّة مميّزة لا تشبه غيرها لدى محمّد. فهو عمّه الذي يقاربه في السن (هناك من يقول إنّهما أخوان بالرضاعة)، وهو «أسد الله وأسد رسوله» الذي نصرَ النبيّ في لحظات انكسار عديدة. تتضاعف الفاجعة لأنّ حمزة لم يمت موتًا عاديًا، بل قُتل قتلًا شنيعًا ومُثِّل بجثّته. وتتعاظم الفاجعة أكثر وأكثر لأنّ القتل كان في أكبر معركة بشريّة خاضها محمّد من دون أدنى عون إلهيّ: غزوة أُحد التي انكسر فيها جيش المسلمين كما لم ينكسر قبلها أو بعدها. تجتمع الفاجعة مع الهزيمة، وكأنّ البعد البشريّ لا يكون إلا حين يُهزَم النبيّ، أو بالأحرى حين يُهزَم البعد النبويّ في شخصيّته المزدوجة. ظنَّ النبيّ أنّ خسارته اقتصرت على الجراح وعلى الدماء التي سالت منه، وعلى الرعب الذي عاشه. لم يعش النبي حالة الرعب هذه قبل معركة أُحد إلا حين تلقّي الوحي في المرات الأولى، حين حاول أن يرمي بنفسه من الجبال مرات عديدة، وحين تشكَّك بنفسه مرات عديدة. كان الرعب الأول رعب البشريّ الذي سينتقل إلى مرحلة أخرى، مرحلة مجهولة بالمطلق، مغوية ومخيفة في آن. أما الرعب الثاني فرعب أقسى لأنّه رعب النبيّ الذي ظنَّ أنّه بات أسمى من البشر الطبيعيّين، فكان الانكسار مضاعفًا؛ انكسار جسديّ حين أعاد اكتشاف جسده البشريّ غير الخوارقيّ، وانكسار روحيّ حين فُجِع بحمزة. غفل محمّد أو كاد عن بعده النبويّ حين رأى جثّة حمزة، وقال عبارته التي لم يركّز عليها المؤرّخون لأنّهم ظنّوا أنّ النبيّ كتلةٌ مصمتةٌ لا ينبغي أن تظهر إلا في أقصى لحظات قوّتها بلا انكسار. تنقل لنا بعض الروايات أنّ النبيّ لم يبكِ ولم يشهق إلا حين رأى جثّة حمزة، ثم قال: «لولا لأنْ تحزن صفيّة أو تكون سنّة من بعدي ما غيَّبتُه، ولَتَرَكْتُه حتّى يكون في بطون السّباع وحواصل الطّير. ولئن أظهرني الله على قريش في موطن لأمثِّلَنَّ بثلاثين رجلًا منهم». العبارة مهمّة بسبب التباسها: إذ هي تتعارض من جهة مع جميع طقوس الدّفن الإسلاميّ، وتبدو أقرب إلى طقوس الدفن القديمة أيّام الحضارات الوثنيّة متعدّدة الآلهة؛ وتتلاقى من جهة أخرى مع فكرة أنّ الجسد يعود إلى أصله الفعليّ، لا في التراب، بل في الدم. وكأنّ الجسد بعد الفاجعة الكبرى سينقسم إلى بعدين: أرضيّ وسماويّ؛ تبتلع الأرض الدماء النازفة وتصرخ طلبًا للانتقام، وتستقبل السماء ما تبقّى من الجسد حين يعود مسار الطبيعة إلى مجراه، ويتّحد الجسد مع عناصر الطبيعة الأخرى. ولكنّ الجانب المهم هنا هو الجانب الانتقاميّ البشريّ الذي حرّضته الفاجعة في النبيّ الذي يودّ لو انتقم لموت حمزة بما لا يقل عن ثلاثين رجلًا، يقتلهم ويُمثِّل بجثثهم. يلفتنا أكثر أنّ صفيّة (عمّة النبيّ وأخت حمزة) - التي خشي محمّد من ردّ فعلها - استقبلت الخبر وتعاملت مع الجثّة باتّساق تام مع الطقوس الإسلاميّة، بينما كان هو مَنْ حطّمته الفاجعة. وحتّى بعد محاولته العبثيّة لامتصاص الفاجعة، واستعادة البعد النبويّ، أرغمته الفاجعة مرة أخرى على التحسّر حين سمع تفجُّع النساء على قتلاهنّ، فقال عبارته الموجعة: «ولكنّ حمزة لا بواكي له». عبارة تلخّص آلامنا كلّنا حين تلطمنا الفاجعة. لا بواكي لنا، لأنّ كلَّ إنسان سينشغل بفاجعته. ولن يغفل أحدٌ عن فاجعته وينشغل بفاجعة سواه إلا حين تكون الفاجعة شاملة تلطم الجميع بالتّساوي.
غير أن التّساوي مستحيل. لا نحظى بولادة متساوية، ولا بموتٍ متساوٍ، ولن نحظى بفاجعة متساوية. تلك طبائع الأمور التي لا بدّ لنا من تقبُّلها. لا يحس بالفاجعة إلا من يتذوّقها، أما الآخرون فشهود حياديّون. أي أنّ الفاجعة لا تكون فاجعة إلا مع حضور شهود وشهداء؛ التباس المعنى وتشاركه بين المفردتين ليس محض مصادفة على الإطلاق. يلفتنا في حالة حمزة أنّ النبيّ لم يُسبغ عليه مكانةً فردوسيّة كما هي الحال مع باقي ضحايا المسلمين إلا في عبارةٍ باهتة تشير إلى أنّه «سيّد الشّهداء». وكأنّ النبيّ أدرك عبثيّة اللغة في التّعامل مع فاجعة صاعقة لا يكون فيها شاهدًا حياديًا، كما كان في الفواجع السابقة واللاحقة. نستشعر عبثيّة العبارة حين نقارن حمزة بغيره من المقرّبين للنبيّ: لن يكون له جناحان كجعفر بن أبي طالب، ولن يهتزّ لموته عرشُ الله كسعد بن معاذ, ما اهتزَّ حقيقةً هو لوعة البشريّ التي تدرك أنّ الفقد قد تمَّ ولن يعوّضه شيء، بصرف النّظر عن مدى الإيمان بحياةٍ آخرة خالدة أم لا. هو سيّد الشّهداء الذين سيتساقطون فاجعة إثر فاجعة، وسنراقب سقوطهم فاجعة إثر فاجعة، وستخوننا اللغة في الإحاطة بهم فاجعة إثر فاجعة. وستتضاعف عبثيّة اللغة حين يدرك الإنسان، نبيًا كان أم لا، أنّ خصمه غير المًعلَن أو غير المعترف به هو ذلك الإله الذي استراح.
نتذكّر الطوفان الرافديّ الذي كان أوتناپشته الناجي الوحيد منه في ملحمة گلگامش. لا نجد أدنى تفجُّع لدى أوتناپشته على الضحايا الذين لا حصر لهم الذين ابتلعهم الطوفان؛ طوفان الآلهة المُسلَّط على البشر الصاخبين الذين عكّروا سكون استراحة الآلهة. لا يعرف أوتناپشته الفاجعة لأنّه بات إلهًا هو الآخر، له أن يستريح ويترك الفاجعة للبشر فقط. لا فوارق بين الآلهة إلا في مدى القسوة: ندرك أنّ إنليل الذي سلَّط الطوفان كان الإله الرحيم حين لم يُبْقِ أحدًا، بينما كان أيا هو الأقسى بالرغم من تقديمه دومًا بكونه صديق البشر الذي أنقذهم من الإبادة التامة. ولكنّه صديق أوتناپشته وحده، صديق صديق الآلهة الذي سيُمنَح خلودًا بهذه العلاقة المتعدّية. يلوم أيا إنليل على إيادة البشر في الطوفان ويقترح عليه حلولًا «أرحم»:
فبدلًا من أن تُحدِث الطوفان
لو أنّ أسدًا وثبَ على النّاس ليقلِّل عددهم ...
لو أنّ ذئبًا وثبَ على النّاس ليقلّل عددهم ...
لو أنّ مجاعةً حدثت لتفتك بالبلاد ...
لو أنّ إِرّا [إله الوباء والطاعون] وثبَ ليفتك بالبلاد
يبدو اعتراض أيا استرحامًا للوهلة الأولى، ولكنّه عقاب أقسى في واقع الحال؛ إذ يطلب حضور شهود على الفاجعة كي تتضاعف اللوعة ويتضاعف الرعب. يتوق أيا إلى عقابٍ ذكيّ لا يدمِّر الجميع جسديًا، بل يُحرِّض في مخيّلتهم مدى الرعب الذي كان سيحلّ عليهم. لم يكن أيا يعرف الصواريخ الذكيّة ولا البراميل المتفجّرة ولا السيّارات المفخّخة ولا نترات الأمونيوم، ولذا لم يقترحها، بل تركها لآلهة قادمة توحي بها لأشباه آلهة قادمين. ولكنّ الفاجعة هي الفاجعة على اختلاف تفاصيلها.
لا بدّ لعجّة الكون من بيضٍ يُكسَر كي تنضج وتلذّ. سيأتي دور كسرنا لا محالة، وكلّ ما علينا هو تخفيف وطأة الفاجعة حين نستعيد الأنانيّة ونفرح بالنّجاة الموقّتة. نتلذّذ بمراقبة الفاجعة كما لو كانت فيلم رعب نبقى متأكّدين طوال مشاهدته بأنّنا في أمان. أن تكون شاهدًا يعني أن تكون بأمان من الفاجعة، وأن تكون بعيدًا من شظاياها القاتلة. سنبقى معزولين عن التفجُّع ومعزولين عن الموت. بيننا وبينه شاشة كبيرة تَهِبنا الأمان، بل تهبنا لذّة مضاعفة حين نراقب فاجعة الشّهود على الفاجعة الأولى. نعيد المشاهد، ونُقرِّب الصورة، أو نبطئ السرعة ونحن نترقّب موت الشّهود الممتع أكثر من الموت الجماعيّ الأول. ننسى أو نتناسى أنْ لا بواكي لنا نحن أيضًا، ولذا نستمرئ دور الشّهود الذين قد تغمرهم اللوعة أو الرعب أو الراحة أو الفرح أو الحزن. ليس هذا مهمًا، فالمهمّ أنّنا الشّهود وحسب. لسنا كساندرا التي تتفجّع على نفسها وعلى الآخرين، ولسنا أخاها هكتور الذي يمضي إلى الفاجعة برضا. بل نحن أقرب إلى نساء طروادة الأخريات اللواتي أدركن دنوّ الفاجعة، ولكنّهنّ واصلنَ مخاتلة الوقت إلى تنغلق دائرة الفاجعة انغلاقًا تامًا، فاكتفين بالمؤاساة، وبالحلم العبثيّ بغدٍ يحمل فاجعةً أخفّ. لم تصبنا الفاجعة بعد، ولذا نستمتع بالمراقبة، ونتلذّذ بالاستراحة برغم سُحُب الحزن التي قد تُخيِّم علينا قليلًا قبل أن تبدّدها نشوة النّجاة الخادعة. خلقتنا الآلهة على صورتها، ولا مفرّ من التّماهي. نغفل أو نتغافل عن أنّ الفاجعة قادمة لا محالة فنخاتلها نحن أيضًا؛ نغفل عن أنّنا لسنا من أولئك الصالحين الأسطوريّين الذين حظوا بموت هادئ. لعلّنا لسنا حثالة، ولكنّ الأكيد أنّ دورنا لم يحن بعد ما دمنا نراقب وننجو إلى حين.