أليكسندر بوزي (1873- 1908) شاعر أميركي ينحدر من قبيلة للسكان الأصليين تدعى موسكوجي كريك في ولاية أوكلاهوما. كان شاعراً وصحفياً أسّس أول صحيفة يومية للسكان الأصليين في أميركا اسمها (إيوفاولا إنديان جورنال).
بعد وفاته قامت زوجته بجمع أشعاره وترتيبها وإصدارها في مجلد بعنوان "قصائد أليكسندر بوزي" صدر عن دار "كرين برينترز" في 1910.
خريف
في صمت الأصيل الحالم
نُسجَ حريرٌ ذهبي
فوق الغابة والمروج.
انحدرَ طائر أبو زريق،
منذ قليل، من السماء
ووزّع تحيات دافئة
وامتلأ الجو
بأوراق قرمزية،
وبعد أن سقطت
نهضت ثانية،
كما يحدث دوماً
وتنهدت بلا فائدة
من أجل الراحة:
إنه الخريف.
طمأنينة
إذا كان الجو مظلما أو مضاءً
إذا كان هناك ألم أو راحة
إذا كان هناك خطأ أو صواب
فإن هذا من أجل الأفضل.
لا بد أن خيراً ما
ينتظرنا في مكان ما،
وأحياناً يجب أن تتوقف المتعة والألم عن التعاقب
وإلا فإن حياتنا ستكون بلا طائل.
إلى زوجتي
تأملتُ جمال الوردة
أصغيتُ إلى موسيقى الطائر
منحتُ صوتاً لمتعتي
سعيتُ وراء أشكال تأتي في الحلم
ومددتُ يدي باحثاً ومتلهفاً
كي أشبكهما فارغتين على صدري.
أنتِ كل ما أسعى إليه
أنتِ الحب والجمال والأحلام
ولقد وقفتِ معي
في السرّاء والضراء،
صادقةً وصامتةً رغم إهمالي.
يوماً ما
يوماً ما سيتوقّف
بحثنا المحموم
يوماً ما، نعم،
ستستريحُ قلوبنا
وترقد مطمئنة.
أحياناً،
بل في غالب الأحيان،
أشعر تقريباً بالهدوء
ينساب في حواسي بنعومة،
ولا أسمع إلا حفيف
الأوراق الميتة قربي
وأشعر بالراحة والانسجام معها
رغم أنني أشاهد
الأغصان الرمادية
تتأرجح جيئة وذهاباً،
ونوعاً ما أعرف
على نحو مبهم فحسب
أن الريح وقحةٌ وباردة.
قطرة الندى والطائر
ثمة بهاءٌ في قطرة ندى
لا يتوهج إلا لمدة ساعة
أعظم من مجد ملوك الأرض الكبار
في أوج قوتهم.
ثمة عذوبة في تغريدة واحدة
تخرج من حنجرة طائر بري،
عشوائياً في أعماق الغابة المنعزلة
أكثر مما تحتويه جميع أناشيد الشعراء
التي سبق أن كُتبت.
لكن الرجال، نعم،
يتذكرون أسماء القياصرة
وينسون بهاء قطرة الندى
يمدحون ملحمة هوميروس،
ويتركون أنشودة
القبرة تسقط غير مسموعة
من الزرقة.
نداء البراري
ترهقني الكآبة
داخل غرفة بأربعة جدران
أتنهد بقلب منهك
من أجل السماء المفتوحة
وعزلة الغابة الخضراء
حيث تنادي الطيور المغردة الزرقاء
وتنحدر أشعة الشمس
مغوية أزهار الأقحوان
كي تصبح أكثر نقاء.
أنا متعب من الحياة
من طرق الإجهاد والكفاح
بقلب منهك أتوق
لأنشودة النهر
وخرير الجداول الصغيرة
بين التلال التي تهب عليها النسائم
حيث يعيش الرجل البدائي
ويدخّن غليونه
بينما يتكسّر الصمت المتوهّج
قرب البحيرات النائمة.
تموز
أُصيبَ الجوّ في الخارج بالحمّى
شعرتُ بوجيبه بسرعة
التوتْ الأوراقُ في شجرة القيقب
وأتى الخريف مبكراً إلى حقل الذرة
تعلقت الفراشة المنهكة منتظرة
نَفَساً كي يرفعهاً هناك
ويباركها بلمسة،
لكنها سقطت كحقيقة مهملة
بين الأعشاب المغبرة ونبات الخطمي.
الجوّ في الخارج يعمي من الغبار
شعرتُ ببرودة النسائم في الأسفل،
ورأيتُ ضوء الشمس،
المحتشد على الشرفة،
يخفّ ويمتصّه الظل،
دخلتْ التلال الزرقاء البعيدة
في لون رمادي
وتريّثَ الشفق في الغابات بينها
فيما كنت أسمع المطر يتراقص
في حقل الذرة وبين الأعشاب.
[المصدر: The Poems of Alexander Lawrence Posey: Alex Posey, The Creek Indian Poet Paperback – September 10, 2010]
[ترجمها عن الإنجليزية: أسامة إسبر]