كل هذا الألم
المتوفّر دائماً، ومجّاناً، في كل مكان، (مع أنّه لا يوزّع بعدالة)
من أين يأتي؟
. . .
لا أذكر أنّهم علّمونا شيئاً في المدارس عن دورة الألم في الطبيعة. بحثتُ في غوغل عن تفسير علمي، ولم أجد شيئاً.
ما فائدة العلم، وجوائز نوبل كلّها، إذا؟
لماذا يخفون هذه الأشياء عنّا؟
ألكي يستمر الماراثون اليومي؟
يخدروننا بجرعات من الأمل في محطّات استراحة على الطريق، لنستحمله؟
. . .
كل هذا الألم
من أين يأتي؟
. . .
هل هناك مصانع هائلة تنتجه على مدار الساعة؟ آلات ضخمة تلفظه، وتغلّفه، ليصدّر بشكل سرّي إلى العالم؟
ولكن كيف يستخلصونه؟
وممّ؟
من أجساد الضحايا في زنازين التعذيب؟ من صرخات الأمّهات والجيّاع؟
من ركام المدن المدمّرة؟
من الأقمار الصناعية وملايين الكاميرات التي تراقب البشر وهم يتألمّون؟
هل هناك مناجم للألم؟
أو بحار من الصرخات والآهات الجوفيّة، مدفونة تحت الأرض؟
أهي آلام الذين سبقونا؟ أم أنّها آلامنا نفسها، يعاد تدويرها؟
هل الألم سائل أم صلب؟ أم أنّه بين المنزلتين؟
وهل يشعر العمال في تلك المصانع بالألم حين يصنعونه؟
أم أنّهم يرتدون أقنعة وبزّات واقية؟
ومن أين آتي بواحدة منها؟
اليوم بالذات.
كي أستقبل الألم
حين يأتي
كعادته.
شباط، ٢٠٢٠