العام هو 1916. شابٌّ ببشرةٍ زيتونية، وشارب أنيق يجلس بهيبةٍ على كرسيّ مرتفع في السودان. يرتدي طقماً أبيض بربطة عنق سوداء. ظهره مستقيم، ومتربّع في جلسته. يداه مطويتان في حضنه. رجلان سودانيان يقفان صامتيْن ومستعديْن على مسافةٍ محتشمة منه. يضع أحدهما عمامة، ويعتمر الآخر طربوشاً. تتوجُ خوذةٌ واقية من الشمس، مصنوعة من القش، شكل الشاب. إنها رمز، يكتسب إيحاءات عنصرية، لافتقاده الحصانة للمناخ ”الاستوائي" وأمراضه.. خلف الرجال الثلاثة المستشفى المدني الذي يعملون فيه. إن الرجل الجالس على الكرسي، والواثق من تفوقه الحضاري والعرقي، هو نعيم قطران (1877-1961). كان نعيم والد جدي.
بعد قرابة ثلاثة عقود من جلوسه أمام الكاميرا لهذه الصورة، قامت السلطات الاستعمارية البريطانية التي اقتدى بها بإخضاعه وتجريده من أملاكه. لكن لنبق في عام 1916، الآن.
من هو نعيم، هذا الشاب الذي يعمل في مستشفى في أم درمان؟ إنه شريك أصغر في الاستعمار البريطاني والمصري للسودان.
أصبح السودان مستعمرة مصرية في بداية 1821. واحتل البريطانيون مصر في 1882 وبعد سبع سنوات، غزتْ القوات البريطانية السودان وضمته لمصر، وأبرمتْ اتفاقيةً لترتيب هذا الأمر دُعيتْ اتفاقية "السيادة المشتركة الإنجليزية المصرية". وأدار موظفو الاستعمار البريطانيون البلدين لعقود.2 ومنذ بداية الحكم البريطاني، خططتْ السلطات الاستعمارية لنظام طبي مدني مستقل وموسّع كالسكك الحديدية التي بنتْها من وادي حلفا إلى الخرطوم ومن نهر النيل إلى البحر الأحمر. وفي مطلع 1901، بدأت الإدارة الطبية السودانية، التي سُميت فيما بعد مصلحة الخدمات الطبية السودانية، تلعب دوراً أساسياً في تصنيف ورسم خرائط السودان وضبطه كدولة عرقية يسود فيها حكم البيض. 3
أين كان موقع نعيم في هذا النظام؟ حصل على شهادته في الطب من جامعة مريلاند في بالتيمور في 1901. وسافر إلى السودان مع كثير من المسيحيين العرب من سوريا الكبرى، والتي هي اليوم لبنان وسوريا والأردن وفلسطين. تدرب معظم هؤلاء الأطباء في بيروت في الكلية البروتستانتية السورية (جامعة بيروت الأميركية) أو جامعة القديس يوسف. وحتى 1925، فاق عددهم نظراءهم البريطانيين والمصريين في مصلحة الخدمات الطبية السودانية.4
[ نعيم قطران في السودان، ١٩١٦]
كان الحاكم الاستعماري لمصر، لورد كرومر (1883-1907) يعتبر المسيحيين السوريين متفوقين على أخوتهم المسلمين، وقال إن المسيحي السوري "حقاً متحضر"، و"من وجهة نظر أخلاقية، اجتماعية أو فكرية... يقف على مستوى عال متفرد".5 وتبنى المسؤولون البريطانيون في السودان هذا المنطق، حتى حين كان المصريون ينادون بتقرير المصير. وافترض أولئك المسؤولون أن أطباء مثل نعيم خنوعون وغير مسيسين، ومجارون للبيض.6 كانوا مجنّدين مثاليين لمحاولات الإدارة الطبية العسكرية والقسرية لمكافحة الأمراض الهاجعة في جنوب السودان.7 في البداية، رأى نعيم في الإدارة الطبية السودانية مصدراً للتسلق الاجتماعي ومراكمة رأس المال. ففي صورة 1916، يجلس نعيم مسلحاً بخبرة غربية، ويتوسط بين الشعب السوداني ومستعمريه، ويسكن طليعة زمنية استعمارية تتقدم فيها الحضارة الغربية من خلال الغزو. لكنه، حتى في السودان، بدأ يواجه بعض الحقائق الاستعمارية. لقد أدى الأطباء المسيحيون السوريون المهمات الطبية نفسها على غرار نظرائهم الإنجليز والأسكتلنديين والإيرلنديين لكنهم كانوا "دوماً خاضعين...لرؤسائهم البريطانيين".8 وكشف هذا الموقع الثانوي في التراتبية الطبية حدود الامتياز الديني والطائفي والطبقي والبشرة البيضاء الذي غذى حياة نعيم. وهكذا أصبح من المستحيل النظر إلى الحياة البريطانية كنموذج للتقليد والإعجاب لدى بعض المسيحيين في القرن التاسع عشر، وخاصة نعيم.
[ نعيم وأنيسة قطران، فلسطين ١٩٣٠]
في أعقاب الحرب العالمية الأولى، اعتُبر الناس في سوريا الكبرى والعراق، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهوداً، مرضى سياسيين بحاجة إلى "علاج حضاري". 9 وفي تصنيفها وتأكيدها للسيطرة على غنائم الحرب من الأراضي، عرّفتْ عصبةُ الأمم المناطق العربية، التي كانت خاضعة للإمبراطورية العثمانية السابقة، كمناطق ”ألف". كان سكانها "فقراء" و“بحاجة" إلى العناية لتحقيق استقلالهم الاقتصادي والسياسي.10 وعلى عكس سكان أراضي "باء" و"سين" (المستعمرات الألمانية السابقة في أفريقيا ومنطقة المحيط الهادي) اعتبرت عصبة الأمم السكان العرب "شبه متحضرين" وقادرين في نهاية المطاف على الحكم الذاتي.11 لكن هذه الإمكانية مشروطة بلون البشرة، والتي هي نفسها مرتبطة بأفكار حول "البدائي". ومع تشكل حقل دولي جديد بعد انحلال الإمبراطورية العثمانية، تدخلتْ تكنلوجيا حكومة الانتداب في "أوجه خاصة ودقيقة من الحياة الاجتماعية". 12 واستندت قوانين الانتداب وأنظمته على تاريخ طويل من استهداف العادات والتقاليد وأنماط حياة والبنى النفسية لـ "السكان الأصليين" كأهداف للهندسة الاجتماعية. وكان المرض وعدم القدرة على مقاومته مؤشراً على "التخلف". وجاء على لسان اتفاقية عصبة الأمم الخاصة بالرق، أنه "حتى في مقاومة المرض... يختلف السكان الأصليون اختلافاً جذرياً عن الأوربيين... ولن يتمكنوا من التكيف إلا.... بعد فترة طويلة من التطور". 13
شغل نعيم في السودان منصب طبيب "متفوق" بالرغم من أنه كان طبيباً من الدرجة الثانية يعالج المحليين "المتخلفين". وبعد عودته إلى فلسطين كي يُشرع بمزاولة مهنته الطبية الخاصة في أوائل العشرينيات واجه صيغاً جديدة. ذلك أن نعيم، في منطق عصبة الأمم، هو الآن أحد الرعايا "المتخلفين" الذين يزحفون من "حاضر بدائي" نحو "مستقبل حديث".14 وسعى "الأوصياء" الأوربيون المسلحون بأدوات اجتماعية وتقنية وقانونية جديدة، إلى تحقيق الفائدة و"رفاه المحليين" في آن واحد معاً، وقالوا إنهم سيدربون رعيتهم الزاحفة على الوقوف منتصبة. وكان من المستحيل معرفة إلى متى يمكن أن تستمر الوصاية، أو متى يمكن أن تنتهي، وتعذر العثور على جواب حول ذلك في أي مكان في خطط تحقيق "الثقة المقدسة للحضارة".15 فقد أدخل نظامُ الانتداب في القانون الدولي زمنية التأجيل: كل من هم تحت حكم الانتداب محجوزون في "غرفة انتظار التاريخ".16
استخدم العراقيون والسوريون واللبنانيون وسكان شرق الأردن مؤسسات الانتداب وقاوموها كي يتخيلوا مستقبلات سياسية متنوعة. لكن في فلسطين، اكتشف نعيم أن المسؤولين البريطانيين الذين قلّدهم سابقاً "يحكمون لكنهم لا يديرون".17 ولم يُمْنح الفلسطينيون، على عكس نظرائهم اللبنانيين والسوريين وسكان شرق الأردن والعراقيين تحت نظام الانتداب، الحق في المؤسسات التمثيلية والبنى التحتية التنموية. وكفلسطيني، أدرك نعيم في الحال، أنه لا يستحق "العلاج". وقدّم وعد بلفور الصادر عام 1917 (والذي أصبح عموداً قانونياً لحكم الانتداب البريطاني) للمسلمين والمسيحيين حقوقاً دينية ومدنية لكنه حرمهم من الحقوق السياسية. وعرّف الوعد والانتداب المسلمين والمسيحيين بما ليسوا هم، ناعتاً إياهم بـ "غير اليهود". 18 واقتضى هذا التعريف تقسيماً للأراضي وانقساماً قومياً وإثنياً بين جماعات فلسطين اليهودية الصغيرة (نحو 5٪ من سكان فلسطين سنة 1917) وأخوتهم المسيحيين والمسلمين. وصار المسلمون والمسيحيون الفلسطينيون "سكاناً أصليين" بلا جذور، ولا يستحقون تقرير المصير.19 واستخدم الانتداب البريطاني اسم "السكان الأصليين"، وامتنع عن منح اسم سياسي وأرض لهم". وظل نعيم كأنه شبح، حاضر غائب. تصور الانتداب البريطاني في فلسطين مستقبلاً للأرض لكن ليس لأهلها. ومن وجهة نظر لجنة الانتداب الدائم، أبقى أولئك الفلسطينيون البلاد في حالة ركود، 20 وهي بحاجة إلى شعب "قادر ويمتلك طاقة" لتسهيل وصولها إلى زمنية حديثة.21 لقد عُلِّقَ مستقبلُ نعيم. لم يكن في زمنية تأجيل بل زمنية تعليق.22 وسعى المسؤولون البريطانيون إلى الحفاظ على الوضع القائم للمسلمين والمسيحيين الفلسطينيين: لا تنمية ولا استثمار ولا تمويل. ونظراً لالتزام الانتداب البريطاني بسياسة الوطن القومي لليهود، لم يُعامل الفلسطينيون أبداً كرعايا يحتاجون إلى تنمية. ولاحقاً، بعد الحرب العالمية الثانية، كانت الثورة الكبرى في 1936-1939، هي التي أجبرتْ البريطانيين على الاستثمار في شكل من التنمية الفلسطينية .23 كان الحكم البريطاني شحيحاً جداً، لكن تدفق رؤوس الأموال الجديدة بسبب الحرب ساعد في إنقاذ الفلسطينيين من المديونية، وقامت الكثير من القرى بتعبيد الطرقات وبناء المدارس. لم يواجه فلسطينيو الطبقات الوسطى والعليا المدينية هذه المشاكل. واستطاعت عائلات كعائلتي الاعتماد على شبكة واسعة من بنى التعليم التبشيريّة. وصارع فلسطينيون من جميع الطبقات من أجل حاضرهم وعزّزوا رؤى مختلفة للمستقبل، لكن قدراتهم حُجمتْ وقيدت بصورة متزايدة. لو كان نعيم لبنانياً أو سورياً أو عراقياً، أو من سكان شرق الأردن، لحقق استقلالاً في نهاية المطاف، حتى لو كان شكلياً، لكن نعيم، مثله مثل جميع الفلسطينيين الآخرين، جُرد من أملاكه وقُطّعت أوصال وطنه. وستسمُ أوضاع الحاضر\الغائب والتعليق الزمني نعيم حتى وفاته. ويعتقد الباحثون أن هذه الظاهرة بدأت بعد 1948 مع الوضع المؤقت المتواصل لحياة اللاجئين وقانون الطوارئ الإسرائيلي لعام 1948 الذي اعتبر الفلسطيني حاضراً في الأرض و"غائباً" في القانون.24 لم يبدأ هذه الشكل من الزمنية، أو هذا الشكل من الحضور، في 1948. كان الانتداب البريطاني ودعمه للصهيونية هو الذي استهل القيود على الرعايا وفرض القيود الزمنية. وعززت الولادة المضطربة لدولة إسرائيل وتزامنها مع وضع اللاجئ الفلسطيني هذه القيود. وحين نشبت الحرب بين العرب واليهود في 1948، هرب أولاد نعيم وأحفاده إلى مصر ولبنان. وقاوم نعيم وزوجته أنيسة (1866-1978) كي يبقيا أثناء النكبة. أكد نعيم إيمانه بالبيروقراطية، وكان واثقاً ويعرف القواعد، وفهم أهمية الأدلة، وجمع طيلة أربع سنوات الشهادات والوثائق والخرائط للأراضي التي امتلكها في قرية نهر النابعة التي تبعد ثمانية أميال عن عكا، مصراً بصورة متكررة أن هذه الأراضي "ملكيتي الخاصة“. 25 قدم التماساً واستأنف لكن جداراً قوياً من البيروقراطية كان يصدّه عند كل منعطف.26 وبين حزيران وتشرين الثاني 1949 وجد نعيم وأنيسة أن بساتينهما أحرقت 27. وبعد عامين انضما إلى عائلتهما في المنفى، فقيرين ومهزومين.
تغير الزمن. وصار معلقاً بين الأزمة والركود. قال نعيم: "إن مسألة الوقت عامل مهم جداً، خاصة بالنسبة لنا نحن اللاجئين".28 عاش بين حالات الطوارئ الفورية والتشرد طويل الأمد.29 وفي المنفى وسط آلام نكبة متواصلة، أكد إيمانه بالقوانين وباستعادة حقوقه. "أنا لاجئ فلسطيني من مدينة عكا. أنا عجوز... لدي أسرة كي أعيلها".30 كتب نعيم التماساً تلو آخر منذ 1951 حتى وفاته، بعد عقد. جمع وسمّى ونظّم جرداً بمحاولات فاشلة لضمان استرداد 660 ليرة إسرائيلية أودعها في مصرف "ليومي" في حيفا قبل رحيله إلى المنفى.31 قدم التماساً كي يشتري الوقت الذي لم يعد له. قدم التماساً لاسترداد الحقوق. واصل تقديم الالتماسات إلى أن وافته المنية. أتساءل أحياناً إن كان قد واصل تقديم التماساته حتى للموت.
عثرتُ في الآونة الأخيرة على بعض الأوراق التي خلّفها نعيم، وهي أرشيف مليء بالتفاصيل وحالات الصمت. لم يكن نعيم لاجئاً فحسب. كان ذلك الرجل الواثق الجالس على الكرسي في السودان، والمتمسك بالتطلعات الإمبريالية وبمفاهيم التفوق. وكان في أوقات مختلفة طبيباً، ومالك أراضي، ومالك لعبد ومسؤولاً استعمارياً. كان الانتداب لحظة في مسيرة التضييق على ذواته. أدركتُ وأنا أقرأ أوراقه أن شبح نعيم يلاحقني منذ عقدين على الأقل. ألفتُ كتاباً عنه دون أن أعرف ذلك. إنه اليوم الشبح الملقّن، يشرح لي دروساً حول العلاقة بين الذات والتاريخ وعن التقاطع بين التاريخ والحاضر المعيش. كان جانياً وضحية. كان موظفّاً استعمارياً ومواطناً مُسْتَعْمَراً. غير أن تموضعات ذاته المتعددة تبدو متناقضة اليوم. إنها دعوة للتخلّص من نظريات المعرفة الاستعمارية والمعرفة القومية. عاش نعيم بعد 1948 في حالة متواصلة من عدم الاستمرارية. ظلّ معلّقاً بين الكارثة والتعطيل. واليوم ما زال هناك من يشك بقدرة الفلسطينيين على الحكم الذاتي.32 ولا يخطط الفلسطينيون للمستقبل لكن بالرغم منه 33. ونظراً للكوارث البيئية الوشيكة، فإن أهمية مسألة الوقت والإصرار على التخطيط بالرغم من المستقبل قد تكون درساً مفيداً لنا جميعاً.34
[ ترجمة: أسامة إسبر. نُشرت المقالة بالانكليزية في”أميركان هيستوريكال ريفيو" المجلد ١٢٤، العدد ٥، ٢٠١٩]
هوامش
1.هناك روايات متناقضة عن ولادة نعيم قطران. زعم أن عمره كان 77 في 1948 مما يجعل تاريخ ولادته 1877.
2.Eve M. Troutt Powell, A Different Shade of Colonialism: Egypt, Great Britain, and the Mastery of the Sudan (University of California Press, 2003).
3.David Theo Goldberg, The Racial State (Wiley-Blackwell, 2001).
4.Heather Bell, Frontiers of Medicine in the Anglo-Egyptian Sudan, 1899–1940 (Clarendon, 1991)، p. 41.
5.Evelyn Baring, Earl of Cromer, Modern Egypt, vol. 2 (Franklin Classics, 1908)، p. 218.
6.Sarah M. A. Gualtieri, Between Arab and White: Race and Ethnicity in the Early Syrian American Diaspora (University of California Press, 2009).
7. كما يبين هيثر بيل، استمر التأثير العسكري في الطب المدني في السودان حتى العشرينيات.. وكجزء من الحملة ضد الأمراض الهاجعة في جنوب السودان أُخضع الناس لتفتيش مزعج ونقل إجباري من المكان، وأُحرقت قرى بأكملها. "تواصل الحجز في معسكرات الأمراض الهاجعة...لسنوات وانتهى مراراً بالموت". حدود الطب في السودان الأنجلو مصرية (كلارندون، 1999). ص 153.
8.Ibid., p. 41.
9. Antony Anghie, Imperialism, Sovereignty, and the Making of International Law (Cambridge University Press, 2004)، p. 135.
10.J. C. Smuts, “The League of Nations: A Practical Suggestion,” reprinted as Document 5, “The Smuts Plan,” in David Hunter Miller, The Drafting of the Covenant (G. P. Putnam’s Sons, 1928)، p. 26.
11.Cyrus Schayegh and Andrew Arsan, The Routledge Handbook of the History of the Middle East Mandates (Routledge, 2015). Julia Elyachar draws on this concept of the semi-civilized in international law in her book Semiotic Political Economy: Social Infrastructure, Phatic Labor, and the Semi-Civilized (forthcoming from Duke University Press), analyzing the place of the semi-civilized in the Western imaginary of the civilized/primitive divide. See also Umut Özsu, “The Ottoman Empire, the Origins of Extraterritoriality, and International Legal Theory,” in The Oxford Handbook of the Theory of International Law, edited by Anne Orford and Florian Hoffmann, Oxford Handbooks Online.
12.Anghie, Imperialism, Sovereignty and the Making of International Law, p. 156.
13.“Draft Convention on Slavery Recommended by the Sixth Assembly,” League of Nations Official Journal, vol. 7, no. 11 (1926)، p. 1541.
14.Frederick Cooper, “Modernizing Bureaucrats, Backward Africans, and the Development Concept,” in International Development and the Social Sciences: Essays on the History and Politics of Knowledge, edited by Frederick Cooper and Randall Packard (University of California Press, 1998).
15.Susan Pedersen, The Guardians: The League of Nations and the Crisis of Empire (Oxford University Press, 2017)، p. 1.
16.Dipesh Chakrabarty, Provincializing Europe: Postcolonial Thought and Historical Difference (Princeton University Press, 2000)، p. 8.
17.These are the words of a group of textile merchants in Palestine in the 1940s. See Sherene Seikaly, Men of Capital: Scarcity and Economy in Mandate Palestine (Stanford University Press, 2016)، p. 91.
18. وعد بلفور الذي نقل برسالة من آرثر جيمس بلفور إلى اللورد روتشيلد في 2 تشرين الثاني 1917، يقول: "حكومة جلالته تنظر بعين الاستحسان إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وستستخدم مساعيها الأفضل لتسهيل تحقيق هذا الهدف، لقد فهم بوضوح أنه لا شيء سيفعل من شأنه المساس بالحقوق المدنية والدينية للجماعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين، أو حقوق والوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
19.Michelle U. Campos, Ottoman Brothers: Muslims, Christians, and Jews in Early Twentieth-Century Palestine (Stanford University Press, 2010)، p. 12.
20.“Permanent Mandates Commission Minutes, vol. 188,” as cited in Quincy Wright, Mandates under the League of Nations (Chicago University Press, 1930)، p. 232.
21.Ibid.
22.Ilana Feldman, Governing Gaza: Bureaucracy, Authority, and the Work of Rule, 1917–1967 (Duke University Press, 2008).
23.Charles Anderson, “From Petition to Confrontation: The Palestinian National Movement and the Rise of Mass Politics, 1929–1939” (PhD diss., New York University, 2013) ; Seikaly, Men of Capital.
24. في كانون الأول 1948 أصدرت إسرائيل "قوانين طوارئ حول ملكية الغائبين". الغائب هو أي شخص يملك ملكية في إسرائيل والذي، في أو بعد 29 تشرين الثاني 1947، سافر خارج إسرائيل..وكما يظهر جيريمي فورمان وألكسندر (ساندي) كيدار، كان هذا القانون واسعاً جداً بحيث أنه تضمن تقنياً الجميع لكن كان الفلسطينيون هم الذين كانوا غائبين الآن.. See Forman and Kedar, “From Arab Land to ‘Israel Lands’: The Legal Dispossession of the Palestinians Displaced by Israel in the Wake of 1948,” Environment and Planning D: Society and Space, vol. 22, no. 6 (2004). For Naim’s struggle with this regulation, see Sherene Seikaly, “How I Met My Great-Grandfather: Archives and the Writing of History,” Comparative Studies of South Asia, Africa, and the Middle East, vol. 38, no. 1 (2018). هناك مسألتان على المحك في فئة "الغائب الحالي". إن القوانين الإسرائيلية، التي تجسدت فيما بعد في القانون، سهلت الاستيلاء على أملاك اللاجئين خارج الجزء من فلسطين الذي أصبح إسرائيل. كان "الغائبون الحاليون" موجودين مادياً في ذلك الجزء من فلسطين الذي أصبح إسرائيل لكن اعتبروا بأنهم فقدوا حقوق ملكيتهم، لأنه زُعم أنهم ليسوا في المكان المناسب في الوقت المناسب.
25.Naim Cotran to Sir Boyer, Custodian of Arab Property, Acre, January 5, 1949 (handwritten draft)، in the author’s possession.
26.Julie Peteet, “Closure’s Temporality: The Cultural Politics of Time and Waiting,” South Atlantic Quarterly, vol. 117, no. 1 (2018).
27.It is not clear who set the fire. See Seikaly, “How I Met My Great-Grandfather.”
28.Naim Cotran to United Nations Palestine Reconciliation Commission (UNPRC)، February 1, 1957, in the author’s possession.
29.Ilana Feldman, Life Lived in Relief: Humanitarian Predicaments and Palestinian Refugee Politics (University of California Press, 2018).
30.Naim Cotran to UNPRC, January 10, 1956, torn, second page, not dated, in the author’s possession.
31. كانت العملة الإسرائيلية تدعى الليرة الإسرائيلية حتى 1980. حين أصدر مصرف إسرائيل الشيكل الإسرائيلي الجديد.. For the story of Palestinian bank accounts after 1948 and the economic and monetary dimensions of statelessness, see Sreemati Mitter, “A History of Money in Palestine: From 1900s to the Present” (PhD diss., Harvard University, 2014).
32.Rashid Khalidi, “The Neocolonial Arrogance of the Kushner Plan,” New York Review of Books, June 12, 2019. See also Jonathan Swan’s interview with Jared Kushner on Axios, which aired on HBO on June 2, 2019.
33.Karem Rabie, Palestine Is Throwing a Party and the Whole World Is Invited: Private Development and State Building in the West Bank (forthcoming from Duke University Press, 2021).
34.Naomi Klein, “Let Them Drown: The Violence of Othering in a Warming World,” London Review of Books, vol. 38, no. 11 (2016)، and Andreas Malm, “The Walls of the Tank: On Palestinian Resistance,” Salvage, May 1, 2017.