دوامة الخيل
ما كنتَ وما
عشته كُله
قد أصابني مسبقًا.
من مستقبلي أرتحلُ إلى ماضيكَ
كي أنزع جذوري. البداية. ما هي البداية؟
وأين؟ كان هنالك ثقب في الجدار
وكنت أنا الجمل الذي انسل منه.
بحدبةٍ أم اثنتين؟
الإجابات خارجة عن يدِ أسئلتي
فأنا لا أدفع سوى بالأسئلةِ
التي تعود بإجاباتٍ أُصدقها.
لقد رأيتُ العالمَ خالٍ منكَ،
والأمرُ ليسَ كما تظُن.
في المستقبل ستراني وقد أمرتُكَ
أن تُخربَ ماضيّ.
ستبدو فظيعًا في ماضيّ
ولن تشفع لكَ براءتُكَ.
نوبة أخرى
Oh No، حين قلتُ إنّ في دورِ الطبيبِ عنفًا
لم أقصد لنظرتك الشاخصة
أن تراني كرجلٍ غاضب.
أي مريض انجليزي أنت
في حضرةِ فلسطينيٍ يتعلمُ صنعته؟
كيف غاب عنا أن عيناي
على جيوبك تقعان،
وها جسدك وقد خولتني أمره،
أذني تحوم فوق بطنك،
المطرقة المطاطية،
أطراف أصابعي وهي تعجن عُريك.
كل شيء يستحيل إلى إبر وإشعاعات
من قبل أول Hello
وبعد موعدك القادم.
Oh Yes، إنه عنف، الرحمةُ
في خدمةِ جسمٍ ذليلٍ
أعز من غيره.
في غزة، طفلة وأخوها
أنقذا سمكةً من ركامِ القصف.
معجزةٌ كيف عاش حوضُ السمكةِ الصغير.
وهناك، الأطباء –العام منهم والمتخصص–
يستحيلون رمادًا، بينما هنا،
الزبون دومًا على حق.
لسنا جميعًا أطباء، لكن الكل سيفشل
-الآن أو لاحقًا- في الشفاء.
لو لم تحلق الصواريخ
لسنا بحاجة للحلم لنصاب بالكمال
لسنا بحاجة للكمال
في وجه الوحش
حتى يكتشف الوحش أن له قلبًا
بـ لوعات ونياط،
حتى لا يأكلنا
بغضبه العارم الأكبر منا
بينما تلتهب ثورتنا
بالنار التي ينفثها في كهوفنا.
وما معنى الكمال أصلًا:
أكثر من اتزانة
من أجل موطئ قدم.
إزالة
أنتَ يا من تزيلني عن بيتي
أيها الأعمى بماضيكَ الذي أبدًا لم يتركَّ
لستَ بفأرِ الخُلدِ كي تشمَّ وتستشعرَ
ما يحلُّ بي الآن، على يديكَ. الآن، مؤجلٌ ومستنزفٌ،
بحيث يُصبحُ الماضي مجردَ احتباسٍ حراريٍ
لا مجزرةً، ويستمر الحاضرُ أبدًا.
لكني أقربُ منكَ إلى نفسكَ
وهذا، يا صديقي العدو، تعريفُ المسافة.
أوه، لا تنفعل، شاهد الفيديو، سأرسل لكَ الرابطَ
ستراك تزيلني شيئًا فشيئًا، ضلعًا بضلعٍ
مرميًّا في الشارع، أعدو حيثُ نكبتي الحاضرة
لم تغدُ بعد بحجم ماضيك.
هل هذا هو الجدارُ الذي تُلقي بالنردِ إليه؟
أنا أردُّ الكلامَ إلى جذره،
لا يهمُني إن رجحت كفةُ الميزان نحوكَ، لا يهم
فلي قلب يتعفن، يقارع، يتمنى، ولي جينات –مثلك–
لا طبقية لها في هرميةِ الأذى.
أنتَ يا من تزيلني عن بيتي
أزلتَ أيضًا أهلي
كما أزلتَ أهل أهلي.
كيف الإطلالةُ من نافذتكَ؟ وطعمُ ملحي على جِلدكَ؟
أتودُّ أن أدينَ نفسي قليلًا كي تسامحَ نفسكَ في جسدي؟
آه كم تموتُ في حب جسدي، في حب جسدي تموتُ
وفي بيتي.
لو أن الحجارة مقاليع
رأيت فسفور المطحونين المحاصرين*
المقطعة أشلاؤهم وهو يتصاعد في الهواء
هناك على يسار شاشتك،
التماعهم النحيل كما اليراع
وسموهم المتثاقل قد يفوتك
من خلف يد الله على يمين الشاشة
التي أشعلت السماء بشهب نارية ضخمة
لتبتلع الجمرات التي أطلقها سكان جهنم
من حيث أوصد الباب عليهم.
ليس ذنبك -يا الله- أن يدك اليمنى
لا تعي ما تفعله اليسرى،
أعلم أنك لا تحبذ أن يزعجك أحدنا
في "الانفجار الكوني العظيم" خاصتك.
جالوت لم يغادر المبنى،
وأنا لا أنتظر لا داود ولا عوليس.
ضوئي ليس لأن يُوصد
ونوري لا يحتويه وعاء.
نشرة أخبار موقعة
ما يحدثُ جراء دعمك
قد سبق وحدث بدعمك.
الفرق الآن أن السيلَ قد بلغَ الفاه.
فوهتك التي حتى وهي تعارض أشكال دعمك
تظل تصغي إلى دعمك. اسمع
صمتي إذًا وهو يسديك معروفًا،
لقد كبرت فيك الشكوك حيال العنف الذي هو دعمك
المبستر وصوتك المزروع.
الغصن الليبرالي لشجرتك المتخبطة
يعترف الآن بأن جواز السفر إلى مستقبل أفضل
يجب أن تدبغه شفتاك الناضجتان على جواز دعمك.
ونمى إلى علمي أني سبق وسمعتك
تحث القيادة على التوضيح بما لا يشوبه خطأ ولا زلل
أنك بالفعل شققت الصف عن دعمك
لفيلق الزوارق التي تبقيني على وشك الغرق.
وبذا حين تصل قواربك الجديدة لتنقذني
فهي بالمكانة الأولى تنقذك. لا بأس.
كثيرًا ما تحدث مثل هذه الأمور مع دعمك.
[ترجمة منى كريم].
[فادي جودة: شاعر فلسطيني مقيم في تكساس، له خمس مجموعات أحدثها "مربوط إلى النجوم" 2021. حاصل على جائزة ييل للشعراء الشباب، وجائزة غريفين، وزمالة الغوغينهايم في الشعر].