هيرمان ميلفل
عن الكاتب
كان هرمان ميلفل في الثانية عشرة من عمره حين توفي والده، الذي كان يعمل في التجارة، مفلسًا. وقادت هذه المأساة الشاب ميلفل إلى عالم البحارة والموظفين والعمال والعبيد والمتسولين الذين تعج بهم أعماله الروائية والقصصية. تنبع آراء ميلفل الفريدة بهذا المجتمع من تجربته في العيش في تقاطع عالمين متعارضين. وقد خصص وقتًا لتأليف القصص القصيرة، وابتكر أسلوبًا أدبيًّا مختلفًا جدًّا يتجسد، في شكله الأفضل، في قصص مثل بارتلبي النساخ، وبينيتو سيرينو، فردوس العذاب، وتارتاروس الحوريات. صور ميلفل في قصصه ضحايا الرأسمالية والعبودية من منظور مراقب غبي يمثل طبقة السادة الذين تستند ثروتهم إلى العمل الشاق لعمالهم الذين فقدوا إنسانيتهم جراء الظلم.
سافر ميلفل إلى الشرق الأوسط وحين عاد في 1857 حاول أن يعيل عائلته من خلال التدريس. توفي في 1891 منسيًّا من قبل معاصريه. واكتُشف فيما بعد بسبب جهود ناقد يدعى كارل فان فيشتين في عشرينيات القرن السابق. جاء اكتشافه مترافقًا مع اكتشاف الكتاب السود، ومدلولات هذه المصادفة واضحة إذ إن ميلفل يمكن أن يقارن مع كتاب اشتركوا معه في رؤيته حول العدالة الاجتماعية. كان ميلفل فريدًا في استكشاف الصلات التي تربط بين العبودية والنظام الأبوي والرأسمالية والإمبريالية وفي تناول تجربة طبقة لم تكن مرئية لأقرانه: الرجال والنساء من السلالات المختلفة الذين يلعبون دور العجلات التي تحمل العربة التي كان يركب فيها السادة والسيدات البيض.
عازف الكمان
إذًا قصيدتي ملعونة، ولن أحظى بالشهرة الأبدية، سأكون عديم الأهمية من الآن إلى الأبد. يا له من قدر لا يطاق! اختطفتُ قبعتي، قاذفًا المقالة النقدية على الأرض، واندفعت خارجًا نحو برودواي حيث كانت الجماهير المهتاجة تحتشد حول سيرك حديث العهد في شارع جانبي في الجوار، اشتهر بسبب وجود مهرج العاصمة. وحالًا حيّاني الصديق القديم ستاندارد:
- سعيد بلقائك يا عزيزي هيلمستون! آه! ما القضية؟ ألم تكن ترتكب جريمة؟ ألست فارًّا من العدالة؟ تبدو في حالة مزرية!
قلت له مشيرًا إلى المقالة النقدية: قرأتها إذًا؟
- آه! نعم كنت هناك أثناء الأداء الصباحي. أؤكد لك أنه مهرج عظيم. لقد جاء هوتبوي. هوتبوي أعرفك على هيلمستون.
دون أن أمتلك وقتًا أو ميلًا لأستاء من غلطة مخزية كهذه هدأتُ على الفور حين تفحصت وجه الشخص الجديد الذي قُدِّم بشكل عادي. كان قصيرًا وممتلئ الجسم، ملامحه شابة ونشيطة، بشرته ريفية ومتوردة، عيناه مخلصتان ومبتهجتان ورماديتان. وكان شعره الشيء الوحيد الذي يوحي بأنه لم يكن صبيًّا مفرط النمو. عرفت من شعره أنه يبلغ الأربعين أو يزيد. صاح بصديقي مرحًا: "هيا يا ستاندارد، هل أنت ذاهب إلى السيرك؟ إن المهرج لا يُضاهى كما يقولون، هيا، وأنت أيضًا يا سيد هيلمستون هيا، وحين ننتهي من السيرك سنتناول يخنة طيبة ونشرب البنش في محل تيلور".
سحرني الجوهر الأصيل وحس الفكاهة الجيد والتعبير المتودد الفائق للعادة لهذا الشخص المتفرد الجديد. وبدا لي أنه من المخلص للطبيعة الإنسانية قبول دعوة من قلب شريف ولطيف.
نظرتُ أثناء عرض السيرك إلى هوتبوي أكثر مما نظرت إلى المهرج المُحتفى به. كان هوتبوي هو المشهد بالنسبة لي. ولقد لمس شغاف روحي استمتاعه الحقيقي، وإحساسه بحقيقة ما يدعونه بالسعادة. وبدا كأنه يستمتع بنكات المهرج استمتاعًا عظيمًا. تحركت قدمه، وبعد ذلك وُظَّفت اليد لتبرهن على تصفيقه الممتن. عند أية حركة غير عادية كان يلتفت إليَّ وإلى ستاندارد ليرى إن كنا نشاطره متعته النادرة. رأيتُ في رجل يبلغ الأربعين صبيًّا في الثانية عشرة وهذا لم يخفف احترامي له. ولأن كل شيء كان صادقًا وطبيعيًّا كانت تعابيره ومواقفه لبقة بطريقة جيدة بارعة بحيث أن نشاط هوتبي ارتدى الخلود والقداسة كإله يوناني أبدي الشباب. وكنت كلما نظرت إلى هوبتري وأعجبت بصفاته كلما عاد إليَّ المزاج اليائس الذي خرجت به في البداية من المنزل ليزعجني بظهوره المؤقت. لكنني قررت أن أخلّص نفسي من حالات كهذه وأنظر إلى المسرح الواسع من الوجوه البشرية المتلهفة والمصفقة. اسمع! تصفيق، خبط ولبط، صيحات استحسان تسبب الصمم، وبدا الحشد الهائل مسعورًا من الهتاف، وتساءلت: ما الذي سبب كل هذا؟ ذلك أن المهرج ابتسم بشكل كوميدي إحدى ابتساماته الزائدة. ثم كررتُ في ذهني ذلك المقطع الرفيع من قصيدتي الذي يدافع فيه كليوسيميث الأرغوسي عن عدالة الحرب، نعم، نعم، قلت في نفسي: هل أقفز الآن في وسط تلك الحلقة وأردد المقطع ذاته؟ وإذا ما قرأت القصيدة المأساوية كلها أمامهم، فهل سيصفقون للشاعر كما يصفقون للمهرج؟ كلا! سيحتقرونني ويتهمونني بالخرف أو الجنون. ثم على ماذا يبرهن ذلك؟ افتتانك أم جنونهم؟ ربما على كليهما، لكن وبشكل لا ينكر، على الأول. ولكن لماذا التفجع؟ هل يرغب المرء بأن يعجب به من يعجبون بمهرج؟ تذكّروا مقولة الأثيني، الذي، حين ضجت الندوة بالتصفيق، سأل صديقه هامسًا: أي شيء غبي تفوه به؟ مسحت عيناي السيرك مرة أخرى، وسقطتا على التوهج الأحمر لسحنة هوتبوي، لكن بهجتها الشريفة الواضحة ازدرت ازدرائي ووبخت كبريائي التي لا تُسامَح.
ورغم ذلك لم يفكر هوتبوي بأي تأنيب سحري لروح كروحي كما أوحى جبينه الضاحك. وحالما شعرت بسهم الاستهجان شعت عيناه ولوحت يده وارتفع صوته في متعة مرحة حين صدرت نكتة أخرى عن المهرج الذي لا ينضب. حين انتهى عرض السيرك ذهبنا إلى محل تيلور وجلسنا وسط الحشود لنتناول اليخنة ونشرب البنش حول طاولة رخامية صغيرة. جلس هوتبوي قبالتي. ورغم أن وجهه خاضع لخفته السابقة كان ما يزال يتألق مرحًا. وأضيف إلى ذلك ميزة لم تكن بارزة من قبل: كان هناك تعبير رزين من الإحساس المرهف العميق والمتئد. واجتمع فيه هذا الإحساس المرهف مع روح الفكاهة. وبينما استمرت المحادثة بينه وبين ستاندارد النشيط (لأنني لم أقل شيئًا) كانت حكمته الممتازة والواضحة تزيد من دهشتي. بدا هوتبوي في معظم ملاحظاته وكأنه يكتشف حدسيًّا الخط الفاصل بين الحماس واللامبالاة. كان واضحًا، أنه بينما كان هوتبوي يرى العالم تمامًا كما هو، لم يفكر نظريًّا بجانبه المضيء أو المظلم، رافضًا جميع الحلول غير أنه أقر بالحقائق فحسب. لم يعارض سطحيًّا ما هو حزين في العالم، ولم يزدر بارتياب ما هو سعيد فيه. كان من المحبب إلى قلبه كل ما كان يمتعه. كان واضحًا إذًا، كما بدا في تلك اللحظة، أن بهجته الفائقة للعادة لم تصدر عن نقص في الشعور أو نقص في الفكر. تذكر فجأة موعدًا فتناول قبعته، انحنى بلطف وغادرنا. قال ستاندارد وهو ينقر بشكل غير مسموع على اللوح:
- حسنًا يا هيلمستون ما رأيك بهذا الشخص الجديد الذي تعرفت عليه؟
كان للكلمات الأخيرة مغزى خاصًّا وجديدًا.
أجبت قائلًا: "إنه فعلًا من معارفي الجدد. أنا مدين لك يا ستاندارد بألف شكر لأنك قدمتني إلى من يبز في فرادته جميع من قابلتهم سابقًا. لقد احتاج الأمر إلى المعاينة البصرية للإيمان باحتمال وجوده".
قال ستاندارد بجفاف ساخر: "يبدو أنك أحببته".
- أحببته وأعجبت به كثيرًا يا ستاندارد، أتمنى لو أنني هوتبوي.
- آه! هذا مثير للشفقة. ليس هناك إلا هوتبوي واحد في العالم.
دفعتني هذه الملاحظة الأخيرة إلى التفكير مرة أخرى ونوعًا ما صفت مزاجي المتعكر.
قلت مغتاظًا: "إن بهجته الرائعة لا تتأصل في حظ موفق بقدر ما تتأصل في مزاج موفق. إن حسه الجيد جلي لكن الحس الجيد العظيم يمكن أن يوجد دون مواهب رفيعة. لا أقتنع في حالات معينة أن الحس الجيد ناشئ ببساطة عن غياب تلك الأشياء، والأكثر من ذلك، البهجة. إن كون هوتبوي مجردًا من العبقرية يجعله مباركًا إلى الأبد".
- آه! أنت لا تظنه عبقريًّا بشكل فائق للعادة إذًا؟
- عبقري؟ ماذا! أهذا الشخص القصير السمين عبقري. هذا هراء.
- آه! لكن ألم تستطع أن تتخيل أن هوتبوي كان من المحتمل عبقريًّا فيما مضى لكن، لحسن حظه، تخلص من عبقريته وسمن في النهاية؟
- أن يتخلص عبقري من عبقريته شيء مستحيل، كما هو من المستحيل على رجل غارق في الاستهلاك السريع أن يتخلص منه.
- آه، أنت تتحدث بشكل قطعي.
صرخت مستاء جدًّا: "نعم، يا ستاندارد إن صديقك هوتبوي المبتهج ليس نموذجًا، ليس درسًا لك ولي لأنه واضح، وعواطفه سلسلة القياد لأنه ضعيف ومزاجه سخيف وآراؤه واضحة، لأنه وُلد هكذا. فكيف يكون هوتبوي مثالًا صالحًا لشخص ذي عقل مثلك أو لحالم ذي طموح مثلي؟ لا شيء يغريه خارج ما هو شائع. ما من شيء في داخله يقيده. إنه معفى وفق الدستور، من كل الأذى الأخلاقي، لو أن الطموح وخزه مرة واحدة، لو أنه سمع التصفيق مرة واحدة أو تحمل الاحتقار، فإن صاحبك هوتبوي سيتحول إلى رجل مختلف جدًّا، مذعن وهادئ من المهد إلى اللحد، وينزلق بوضوح عبر الحشد.
- آه!
- لماذا تقول لي آه بشكل غريب كلما تحدثت؟
- هل سبق وسمعت بالموسيقيّ بيتي؟
- ذلك الإنكليزي، الفلتة، العظيم الذي طرد آل سيدونز وآل كيميل من دروري لين، وجعل البلدة تهتف حتى جنت؟
قال ستاندارد وهو ينقر على اللوح الخشبي دون أن يصدر صوتًا: إنه هو.
نظرت إليه محتارًا. بدا كأنه يحمل المفتاح الرئيس لموضوعنا في مكان، وأنه يقصي الأستاذ بيتي ليزيد من حيرتي.
- قلْ لي بحق السماء ما علاقة الأستاذ بيتي العبقري العظيم الفلتة، الصبي الإنكليزي الذي يبلغ الثانية عشرة من العمر بهذا المثابر العادي المسكين والأمريكي الذي يبلغ الأربعين، هوتبوي؟ آه! لا شيء على الأقل. لا أعتقد أنهما شاهدا بعضهما أبدًا، ثم من المحتمل أن الأستاذ بيتي مات، ودفن قبل ذلك بوقت طويل.
- إذًا لماذا عبرت المحيط ونبشت قبره لتجر بقاياه إلى هذه المناقشة الحية؟
- أظن أن السبب عائد إلى شرود الذهن. أعتذر منك بكل تواضع. تابع كلامك عن هوتبوي. أتظن أنه لم يكن عبقريًّا أبدًا، أنه كان قنوعًا جدًّا وسعيدًا وسمينًا من أجل ذلك؟ أتعتقد أنه ليس نموذجًا للرجال بعامة؟ أتظن أنه لا يقدم درس قيمة للمزية المهملة، للعبقرية المتجاهلة، أو الجرأة العاجزة الموبخة؟ وهذه الأمور الثلاثة كلها تؤدي إلى الشيء نفسه. تعجب ببهجته بينما تحتقر روحه العامة. كم أنت مسكين يا هوتبوي. كم يحزنني أن بهجتك تجلب لك الاحتقار!
- أنا لا أقول إنني أحتقره، أنت لست عادلًا، إنني أقول فقط إنه ليس نموذجًا لي.
سمعتُ ضجيجًا إلى جانبي جذب أذني. استدرت فرأيت هوتبوي مرة أخرى يجلس بمرح على الكرسي الذي غادره. قال هوتبوي:
- لقد تأخرتُ عن موعدي ففكرتُ أن أسرع وأنضم إليكما من جديد، لكن هيا لقد جلستما فترة طويلة هنا، لنذهب إلى منزلي، إنه يبعد مسيرة خمس دقائق.
أجابه ستاندارد: نوافق شرط أن تعزف لنا على الكمان.
كمان! فكرت بيني وبين نفسي. إنه عازف كمان، لا عجب أن العبقرية ترفض أن تقيس خطوتها بانحناء عازف كمان. ازداد وضوح كآبتي.
أجاب هوتبوي: سأعزف لكما بسعادة حتى تشبعا. هيا! بعد خمس دقائق وجدنا أنفسنا في الطابق الخامس فوق مخزن في شارع جانبي يؤدي إلى برودواي. كان مؤثثًا بأثاث غريب بدا أنه تم الحصول عليه قطعة بعد أخرى من مزادات علنية طُرح فيها متاع منزلي عتيق الطراز لكن كل شيء كان نظيفًا بشكل مبهج ومريحًا. وبإلحاح من ستاندارد أخرج هوتبوي على الفور كمانه القديمة المفلطحة، جلس على كرسي طويل مخلع، ثم عزف بمرح " يانكي دودول" وألحانًا أخرى مرتجلة، مبهرجة ومترفعة عن الهموم. كانت الألحان من النوع الشائع لكن فتنني شيء ما متفوق بشكل معجز في الأسلوب. جالسًا هناك على الكرسي القديم، قبعته المتسخة تتوضع جانبيًّا على رأسه، إحدى قدميه تتأرجح هائمة، واصل انحناء ساحرًا. هذا وقد غادرني كل تعكر مزاجي وكل أثر للسوداوية لأن روحي السوداوية استسلمت للكمان السحرية.
قال ستاندارد بخبث وهو يلكزني تحت ضلعي الأيسر: شيء من أورفيوس، أليس كذلك؟
قلت مغمغمًا: وأنا بروين المسحور.
توقفت الكمان. مرة أخرى وبفضول مضاعف حدقت إلى هوتبوي السهل اللامبالي، لكنه كان عصيًّا على نظرتي المتفحصة. وبعد أن غادرناه أصبحت أنا وستاندارد في الشارع مرة أخرى وتوسلت إليه بتلهف أن يطلعني على الحقيقة ويقول لي من هو ذلك الشخص المدهش هوتبوي.
- لماذا؟ ألم تشاهده؟ ثم ألم تشرّحه هناك على اللوح الخشبي في محل تيلور؟ ماذا يمكن أن تتعلم أكثر من ذلك؟ إن بصيرتك العميقة قد أطلعتك على كل شيء من دون شك.
- أنت تسخر مني يا ستاندارد. ثمة لغز ما هنا. قل لي أتوسل إليك، من هو هوتبوي؟
أجاب ستاندارد بحماس مفاجئ: إنه عبقري فائق للعادة يا هيلمستون، ذلك الذي جفف في فتوته إناء العظمة كله. كان تنقله من مدينة إلى أخرى انتقالًا من نصر إلى آخر. إنه امرؤٌ يثير عجب الأكثر حكمة، الذي داعبه الأكثر جمالًا، وتلقى التمجيد المتواصل لآلاف مؤلفة من الرعاع. لكنه اليوم يسير في برودواي ولا يعرفه أحد، معك ومعي، يتلقى دفعة من كوع موظف مستعجل ويصدمه عمود مجموعة لا ترحم. هذا الذي توج جبينه بالغار مائة مرة، والذي يرتدي الآن، كما ترى، قبعة سيئة. هذا الذي سكبت الثروة مرة سيولًا من الذهب بين يديه، وسيولًا من الغار على جبينه، ينتقل الآن من منزل إلى آخر ويدرّس عزف الكمان كي يحصل على قوت يومه. هذا الذي كُلل مرة بالثروة يبدو الآن مرحًا من دونها. إنه أكثر سعادة من ملك بلا عبقرية أو شهرة. إنه الآن فلتة أكثر من ذي قبل.
- ما اسمه الحقيقي؟
- دعني أهمس في أذنك.
- ماذا! آه يا ستاندارد حين كنت طفلًا بح صوتي وأنا أهتف وأصفق لهذا الرجل في المسرح.
قال ستاندارد مغيرًا الموضوع بشكل مفاجئ: سمعت أن قصيدتك انتُقدت ولم تحقق نجاحًا.
صرخت: ولا كلمة من هذا بحق السماء. إذا وجد شيشيرون، وهو يسافر في أرجاء الشرق، عزاء وجدانيًّا لحزنه، مشاهدًا السقوط غير المشوق لمدينة كانت عظيمة من قبل، ألن تكون قضيتي التافهة بلا معنى، وأنا أرى الكرمة والورود تتسلق الأعمدة المنهارة لمعبد شهرة هتبوي؟
في اليوم التالي مزقت جميع مخطوطاتي، اشتريت كمانًا وذهبت لآخذ دروسًا منتظمة لدى هوتبوي.
[ترجمة: أسامة إسبر، عن Best Short Stories of the World, the Reader’s Digest, 1972].