أعلن القاصّ مصطفى تاج الدين الموسى في آخر إصداراته القصصيّة "توقّفه عن كتابة القصص نهائيّاً وإلى الأبد". كتب (300) قصّة قصيرة، بينها قصص قصيرة جدّاً، موزّعة في ستّ مجموعات، صدرت بالتتالي: قبو رطب لثلاثة رسّامين/ 2012، مزهرية من مجزرة/ 2014، الخوف في منتصف حقل واسع/ 2015، نصف ساعة احتضار/2016، آخر الأصدقاء لامرأة جميلة/2017، ساعدونا على التخلّص من الشعراء/2019.
منذ باكورة مجموعاته "قبو رطب لثلاثة رسامين"، نلقى قاصّاً مُتقناً لصنعته، لما تتميّز به قصصها المثقلة بالهمّ الإنسانيّ والاجتماعي من الجدّة، ومن ابتكار التقاط زوايا الموضوعات المختارة من تجارب الحياة الواقعيّة، ومن وسع التخييل، وعذوبة السرد وتشويقه، ما يجعل لطابعها التقليدي رائحة حداثة ما. مثل قصّتي" أكثر المساءات سعادة في حياة النادلة الشابة" و"تمثال من ثلج". لتتجلّى الحداثة في القصّة الأخيرة "قبو رطب لثلاثة رسامين"، تجاور تقليديّة القصّ. إذ اشتغل الكاتب نصّه بتقنيّات حداثيّة؛ السرياليّة، الفنتازيا والكابوسيّة، كسرت رتابة سيرورة زمن الحدث التقليديّة، وأجّجت عنصر التشويق، فتوهّج السرد وحلّق في فضاء غرائبيّ مدهش. يتخلّل السرد حوارات قصيرة رشيقة، ولغة بسيطة تواري أكثر مما تفصح. في القصّة، يستأجر ثلاثة رسامين قبواً بائساً، يعيشون فيه حياة مستلبة خانعة، يتآكلهم الفقر والهمّ، ويتآكلون بعضهم بعضاً بالسخرية والهزء، ما ينعكس في لوحاتهم. يُرينا القاصّ من بينها ثلاث لوحات، في الأولى رُسِمت إمرأة عارية في ثلّاجة، وفي الثانية رجل مقطوع الذراع، تنزف دماؤها حتى أسفل اللوحة، وفي الثالثة شمعة على رأسها أذُنٌ بشريّة عوض الفتيل. يدخل القبو فأرٌ صغيرٌ سيقلب المشهد السوداويّ رأساً على عقب. يدور حوار بين الفأر وشخصيّات اللوحات الثلاث. تتوسّل المرأة والرجل والشمعة للفأر ليحرّرهم من عذاباتهم الأبديّة والعتمة. فيقوم الفأر بعمليّة انتحاريّة لإنقاذهم. على غفلة من الرسّامين الثلاثة، ألقي بنفسه في إبريق الشاي المغليّ توّاً، شرب منه الرسامون فماتوا. تتحرّر الشخصيّات، وتخرج معاً للشمس والحياة. كان على الفأر قتل الرسامين الثلاثة الذين يماثلون القبو الخرب في استسلامهم لمصائرهم كقدر نهائيّ، وعلى الفنّ/ اللوحات أن يقوم بدوره المؤثر!
يؤسّس مصطفى عبر هذه المجموعة، عتبة فنيّة مكينة لقصص مجموعاته الخمس القادمة، على تنوّعها واختلاف مستوياتها الفنيّة. وعلى الدوام، تنبع قصصه من الحياة الواقعيّة. أحاول هنا عرض السمات العامّة للقصص بإيجاز، مع إغفال عديد منها لضيق الحيّز.
مع اندلاع الحرب، ينزف مصطفى قصص أوجاع الناس، بتدفّق إبداعي صادم، حارق وصادق، يحفر عميقاً في أغوار الواقع والنفس البشريّة، ثمّ يحلّق بهيّاً في فضاءات سرديّة مختلفة، بموضوعات غزيرة متنوّعة، أغلبها يخصّ الحرب السوريّة. وتجري الأحداث عبر زمنين، الراهن المرعب، والماضي/ الطفولة غير السارّة أحياناً كثيرة. وفي مكانين؛ سورية وتركيا. تحتشد قصصه بالموت والبؤس، وبالخراب بكلّ تجليّاته، إلّا أنّها تترع أيضاً بقدر كبير من الحنان والحبّ والنبل.
بعد نشوب الحرب عام 2011، سنشهد تغيّراً طرأ على لغة القص لدى الكاتب، فمنذ المجموعة الثانية ستصبح اللغة أكثر جرأة وإفصاحاً. وسبب ذلك لا يعود إلى تطوّر تجربة الكاتب فحسب. إذ يتضح من خلال التواريخ المرفقة بالقصص، أنّ تاريخ كتابة بعضها لا يواكب التسلسل الزمنيّ لإصدار المجموعات، وإنّما في المجموعات قصص كتبت قبل العام (2014)، آنذاك، كان مصطفى ما يزال تحت عين الرقيب الذي ما كان ليسمح بنشرها في سوريّة. في حين صدرت فيها المجموعة الأولى سنة (2010). أجازت الهجرة للكاتب الحريّة المطلقة لطرح رؤاه وآرائه. لنعرف مثلاً أنّ لا قداسة لديه لشيء أو لأحد إطلاقاً، ليضرب بالتابوهات كلّها عرض الحائط. تبطّن قصصه تمجيد الحياة، ومناصرة الإنسان عامّة والسوريّ بشكل خاصّ وحقّه بحياة مُشرّفة في وطنه، وسط أهله وناسه على اختلاف هويّاتهم القوميّة، انتماءاتهم الدينيّة، والسياسيّة والطبقيّة.
تحتشد قصص المجموعات بالشخصيّات؛ كباراً وصغاراً ورضّعاً، رجالاً ونساء بمختلف مستوياتهم الاجتماعيّة، الفكريّة والعلميّة، الأخلاقيّة والنفسيّة. إضافة إلى تشخيص بعض الكائنات الأخرى سواء على الأرض أو في السماء؛ من حيوانات، حشرات وزواحف، موتى وجثث وأشلاء، ملائكة وشياطين، وجمادات، فلديها مهمّاتها في السرد. من بين الشخصيّات الكاتب ذاته باسمه الصريح، أو أنّنا نشعر بحضوره ساردأ عبر اعتماده المتكرّر لضمير المتكلّم المفرد. شخصيّات مصطفى من لحم ودم، لدرجة أنّه يخيّل لنا أنّنا نكاد نعرفهم، أو أنّنا خضنا ما يماثل تجاربهم الحياتيّة والنفسيّة.
يتميّز السرد القصصيّ عامّة، بحواراته القصيرة ومونولوجاته العميقة، وبلغة تتبسّط أو تشفّ لتبلغ حدّ الشعريّة، غير أنّها لا تحيد أبداً عن هويّتها السرديّة القصصيّة، كما أنّها لا تحيد عن الفصحى وسلامتها. كما يتميّز بالعفويّة والصدق، بالتشويق الهائل، وبالتخييل الباذخ، فيه يختلط الواقع بالخيال ويتداخلان في غرائبيّة مدهشة. تظهر الغرائبيّة منذ بعض العناوين، القصيرة منها والطويلة، تستفزّ القارئ وتجذبه إلى المتون، لتمسك هذه بتلابيبه وأنفاسه حتّى النهاية. وعند الخواتيم يباغته السرد أو يصدمه بما لا يتوقّعه أبداً، يُضحِك دموعه، أو يلقي به في أغوار الحزن والألم، القلق والرعب، التساؤل والتأمّل، واللاطمأنينة.
يتّسم الأسلوب القصصيّ بالتقليديّة أحياناً، وبتطوّر تجربة القاصّ، نلاحظ غلبة الحداثة وقوّة تجلّيها عبر استخدامه تقنيّات فنيّة كثيرة؛ الرمزية، الرومانسيّة، السرياليّة، الواقعيّة السحريّة، الفنتازيا، الأحلام والكوابيس، الهذيان، التهويمات وأحلام اليقظة، التصوير السيكولوجي، والحكايات الشعبيّة، إضافة إلى تقنيّات السينما والمسرح والفن التشكيلي. يدأب القاصّ لقول كلّ ما يريده عبر الفنّيّة وحدها.
السخرية هي الميزة الأكثر إشراقاً لأسلوب مصطفى القصصيّ، لكنّها السخرية السوداء، التي تضخّ القصص رعباً وعبثيّةً خانقة. يسخر الكاتب من الحرب، من الموت والجثث، من الخوف والرعب، من أسياد المعتقلات ومن التعذيب، من الفقر والعوز، يسخر من كلّ شيء، حتّى من نفسه! سخرية لا افتعال فيها أو استجداء للضحك، تخرج من بنية النصّ وتذوب في النسيج السردي، ترغم القارئ على الضحك بينما يبتلع غصّته الحارقة، فمثلاً يقول في قصّة "أنا وجثّتي": "قرّرت أن أزور جثّتي لأطمئن عليها، فتوجّهت إلى المشفى الوطنيّ، حملت معي قليلاً من الشوكولا، لأنّه من العيب زيارة الجثث من دون هديّة". وفي قصّة "كم هم لطفاء" الساحرة، الساخرة المضحكة والمؤلمة، يدور حوار بين ذبابة والسارد المعلّق من شعره في غرفة التحقيق. وبينما تمتصّ الذبابة من دمائه النازفة على أنفه، تسأله إن كان مؤمناً، فيجيبها: "بصراحة يا صديقتي، أنا لا أحبّ الإيمان من طرف واحد، أحبّ الإيمان والإيمان المضادّ، ومنذ طفولتي أشعر بأنّ الله لا يؤمن بي". وسيضحك القارئ بعينين دامعتين في قصص كثيرة، مثل "أغاني أخينا الكبير" و"الخطّة العظيمة"، وساعدونا على التخلّص من الشعراء". أمّا عنوان قصّة "لص الفيس بوك" المخاتل، فإنّه يغري القارئ بالضحك، إلّا أنّه لا يلبث أن يبكيه المتن بحرقة، تأثراً بحال اليافع السارق لقصص مصطفى والعاشق لها، حين كان حيّاً في مناطق الاقتتال، وبالموقف الإنساني النبيل للكاتب إزاء اللصّ. ولعلّ مصطفى، لتواضعه أو لصدقه مع ذاته، لم يختم بهذه القصّة آخر مجموعاته ومسيرته القصصيّة، فهي الأنسب لذلك.
تسرد القصص قباحة أقذر حرب في التاريخ، دمّرت البلاد والعباد، شوّهت الإنسانيّة فيهم واليقينيّات، هجّرتهم وشتّتهم في الأرض. في "صديق الأبجديّة السريّة"، يقول:" جاءت الحرب وهربْتُ من البلاد، لكنّ الحرب لم تهرب منّي". واليوم، تتعثّر خطوات مصطفى المهجّر/السارد، على أرصفة غريبة لا ترحم، يختلّ توازنه لوعة وحنيناً إلى الديار، يرافقه الإحساس بالذنب لهروبه، حسب وصفه لهجرانه بلاده الجريحة، مثل قصّة" من طردني من صوري القديمة". وفي" تهريب شخصيّات دستويفسكي من إدلب"، رغم خطورة الأمر لدى الجماعات المتطرّفة الحاكمة في إدلب، استطاع السارد تهريب بعض الروايات إلى تركيا حيث يقيم، لكنّه لم يستطع تهريب أمّه! في هذه القصّة، يلمّح الكاتب إلى وحدة السوريّين وتسامحهم المعهود، فمن قام بتهريبه، وهو غير المؤمن، ثلاثة أشخاص مؤمنون على اختلاف أديانهم وطوائفهم. ويؤكّد على هذه الحقيقة بعينين نقيّتين في قصّة تسطع بهاءً؛ "أشياء لا تستطيع السماء أن تحكيها للبشر"، وفيها جعلت مخيّلة مصطفى من الجثث سعاة بريد! فبعد أن اتفق طرفا القتال على تبادل الجثث بينهما، جثث يعود أصحابها إلى هذه المدينة التي قسّمت طائفيّاً إلى منطقتين رغماً عن أهلها المتعايشين بسلام حدّ التزاوج فيما بينهما، وفُرز الأهالي وأُخرجوا قسراً من بيوتهم تاركين أحبّتهم وأزواجاهم، وأمانات من ذهب وأموال عند جيرانهم ومعارفهم. يشرف طبيبان كلّ منهما من طائفة مختلفة، على استلام الجثث وتسليمها لأهاليها كلّ في منطقة طائفته، فيتفقان بسريّة على أن يستغلّا عمليّة التبادل هذه ليسترزقا مقابل مساعدة الأهالي في إعادة الأمانات إلى أصحابها في كلا المنطقتين لعوز أصابهما، وذلك عبر وضعها في جوف الجثث التي يعيدان خياطتها. تصل الأمانات كلّها، ما عدا رسائل الحب، وسرّ ذلك أن الحياة كانت تعود إلى الجثث التي حوى جوفها تلك الرسائل! نعم، الحرب السوريّة الدائرة ليست حرباً طائفيّة إطلاقاً، كما يزعم عتاة الحرب والمستفيدين منها! وأنّ بالحب ستقوم البلاد من موتها، من تخويفها وقتلها لبعضها بعضاً. في قصّة "القنّاص"، ثمّة جنديّ مسلّح متربّص، لا يفصح القاصّ إلى أيّ طرف من أطراف الاقتتال ينتمي. هنا يبدع مصطفى في كشف جوّانيّات القنّاص المتضاربة وصراعاتها، من خلال تصويره الخارجيّ المتقن لتحرّكاته وردود أفعاله. ليقول لنا بفنيّة جميلة بأنّ الجندي تأزّم بعد قتله لعابريْن مدنيّيْن عزّل من شعبه، فانتحر. وسنلقى هذه المهارة التصويريّة السيكولوجيّة، في قصص أخرى.
تشجب القصص العادات والتقاليد البالية للبطريركية الظالمة للمجتمع، وبشكل خاصّ للمرأة. بطريركيّة تولّد الكبت والتأزّم النفسيّ. في قصّة" أزمة أنثويّة حادّة"، نجد فتاة مراهقة تفرّغ كبتها، فرويديّاً، أثناء النوم. وينظر القاصّ للمرأة على أنّها الندّ، الحبّ والطمأنينة، المخلّصة، وواهبة السعادة، أمّاً كانت أم حبيبة أم ممرّضة. في قصّة" موتى السعادة الغامضة.. صديقة المحتضرين": تعترف الممرّضة بعد انكشاف لغز السعادة التي ترتسم على وجوه الموتى الذين قتلهم المرض والكآبة:" قد أكون مجنونة لأنّني جعلت من جسدي العاري خاتمة قصيرة وجميلة لحيوات طويلة وبائسة". ويصرخ في وجه قلوب بعض الأطباء الحجريّة لاستغلالهم مراهقاتٍ مأزومات نفسيّاً بسبب الحرب، في قصّة "التمثال"، أو لاغتصابهم المريضات في "حكاية تمثال قديم". يفضح الفساد في مؤسسات الدولة، والتخلّف والعنف والكبت المكرّس في المباني التربويّة ومناهجها، قصّة" بالون في المدرسة" مثلاً. يفضح تجار الحرب والمجرمين من المهرّبين الذين أطفحو البرّ بدماء المهجّرين والبحر بجثثهم، في" أحلام المهاجرين الغريبة". ومن مهربيّ الآثار، في" ثلاثة وحوش أثريّة"، في هذه القصّة المرعبة يبيّن كيفية سرقة الآثار من قبل طرفي الصراع، إذ بعد اقتتالهما لأجل سرقتها، يتمّ الاتفاق بينهما لتقسيم الغنائم! وتبطن قصّة "قاضي الإعدام" موقف الكاتب الرافض لحكم الإعدام.
يتجلّى الماضي بشكل خاص في الحنين إلى البيت والعائلة والحيّ، والطفولة البعيدة، طفولة مشاكسة ببراءة، مثل قصّة "رسائل الشتاءات الجميلة" بواقعيّتها السحريّة. طفولة مظلومة، فقيرة مقموعة أو مُهملة. ومقتولة في الحرب، يتيمة أو تائهة بين الأشلاء وعلى الحدود. كبّرتها الحربُ بغتة وأشاختها. ففي القصّة القصيرة جدّاً "الطفل والحرب" ينهض الطفل من بين الجثث في السوق إثر سقوط قذائف، ينتبه إلى يده المقطوعة، يبحث عنها في ألم وبكاء، يعثر على يد مقطوعة لرجل عجوز، فيضعها على معصمه، ثمّ أخذ يقفز بسعادة بين الجثث والجرحى" وهو يصرخ كمجنون: لقد كبرت..لقد كبرت..لقد كبرت".
غالباً ما يحمل متن القصّة الواحدة موضوعات عديدة، وتقنيّات مختلفة، فيتشظّى السرد في أقنية حكائية وصوريّة متنوّعة، وفي فضاءات غرائبيّة مذهلة، بحذاقة فنيّة تحفظ للسرد تماسكه، وللانطباع والتأثير وحدتهما. يعترف السارد/الكاتب بذلك في" لم أعرف كم كان الليل" القصّة الدافئة المؤسية: دائماً يأخذني السرد إلى حيث لا أريد، يشبه أمّي في طفولتي، لم تأخذني إلى مدينة الملاهي، أخذتني دائماً إلى سوق الخضار وأحياناً إلى قبر أبيها". لذلك، يكمن في إيجاز مضامين القصص ظلم كبير لها.
تذكّر قصص مصطفى بعوالم زكريا تامر الرمزيّة وكابوسيّته، الكاتب المتفرّد منذ ستّينات القرن المنصرم. كما تذكّر بقصص السجون والاعتقالات والمنفى والعذاب لدى جميل حتمل في السبعينات، وإبراهيم صموئيل في الثمانينات. وأيضاً بغرائبيّة وسوداويّة كافكا وإدغار آلن بو وعوالمهما الكابوسيّة، وبرومانسيّة موباسان، وسخرية تشيخوف وبولغاكوف وبونين، ومأساويّة غوغول وديستويفسكي، وواقعية ماركيز السحريّة، وسواهم. إلّا أنّ مصطفى، كما يتّضح، أخذ عنهم سرّ الصنعة، وأضافه إلى عجينته الخاصّة، ونفخ فيها الروح، ليخلق قصصاً رفيعة بنكهة مميّزة واخزة، حارقة وحلوة، جديدة بهيّة لا تشبه غير نفسه. ليسم مصطفى تاج الدين الموسى القصّة السوريّة في العقد الثاني من هذا القرن.
يغادر مصطفى عالم القصّة، تاركاً إيّانا سجناء ظلّه، لنعيش أسئلة مقلقة، وفيضاً من الخوف والعبثيّة، ومن الحبّ والحنان، ومتعة وافرة تدفئ صقيعنا السوريّ. ننتظر عودته، ليسجننا مجدّداً في ظلّه الأدبيّ المرتقب!