كتابة عمر امسيح تسدال، ويسرى عثمان، وماري دعيق، وحنان زهران، وتالا خوري، وفؤاد معدي، وسمير خريشة، وساهر الخوري، ويارا دواني، وإياد طعم الله.
مقدمة
منهج المكانية عبارة عن طريقة نقدية جديدة في مجال الجغرافيا نشأت من دراستنا التعاونية للمشهد الطبيعي في فلسطين. لقد قمنا بالعمل لمدة ست سنوات على توضيح تحول المشهد الطبيعي في سياق قائم على المجتمع. أثناء دراستنا وأبحاثنا، قمنا بتطوير مجموعات فريدة من الأساليب التي تمكننا من العمل كباحثين متجذرين في مجتمعنا لإنتاج المعرفة ذات الصلة بالأزمات الحالية وتمكين العمل في المستقبل.
توضح المقالة هذه الأسس النظرية والمنهجية لدراستنا للمشهد الطبيعي، نبدأ بالأساس النظري للمفهوم المركزي الذي نقترحه لدراسة المشهد الطبيعي، "مكانيّة"، في صيغتها الجمع، مكانيّات. وهو مصطلح ينبثق من التزام طويل الأمد مع كلا النمطين في المنهج العلمي في الوسط المحلي والعالمي، بالإضافة إلى تفسير اشتقاقي لأصول جذر الكلمة في اللغات السامية.
المشهد الطبيعي لا نراه كجزئية ثابتة، ولكن كعملية حية، كمرحلة "مكانيّة". فكذلك المكانيّة لا تتألف من مكونات فردية ولكنها تكوين للعلاقات البيئية والاجتماعية التي لا تفصل بشدة بين الظواهر الطبيعية والظواهر البشرية. وهنا يوجد تمييز مهم بين التكوين والنظام، حيث أن مفهوم النظام يتضمن أن تحكمه القواعد. أما التكوين فهو تنظيم ينبثق من التشكيل ذاته. إن "المكانيّة" وهي تفعيلة مشتقة من "مكان" وهو اسم المكان للفعل كَ وَ نَ، كذلك مرتبطة ب "كَوْن" وهو اسم على وزن "فَعْل" أي الشيء من الفِعل وهو الوجود أو عملية "أن يكون" من الفعل "كَانَ". لذلك، تركز العملية أو التكوين على العملية المستمرة لتشكيل البنية الفيزيائية الحيوية والاجتماعية للمشهد الطبيعي.
هذا الفهم للمشهد الطبيعي وفضائه يقف في تناقض مع مدارس تقليدية كمجال أكاديمي. في العالم العربي على وجه الخصوص، كافحت الجغرافيا لدمج المجالات التقنية بشكل متزايد في رسم الخرائط، ونظم المعلومات الجغرافية، والمعلوماتية الجغرافية مع المجالات الأكثر رسوخًا في الجغرافيا التاريخية أو السياسية، حيث تباطأ الإنتاج الفكري بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وعليه بدلاً من التركيز على ثبات السمات الفيزيائية الحيوية للحدود، والمواقع، فإننا نستكشف العمليات التي تولّد هذه الميزات. عندما تسعى الجغرافيا التقليدية إلى إصلاح الميزات في المشهد الطبيعي والاحتفاظ بها، فإننا نسعى لفهم العملية التي يتم من خلالها تكوين المشهد الطبيعي والميزات التي تظهر إلى الوجود والأدوار التي تلعبها. على وجه الخصوص، فإن المكانية هي ترتيب من الميزات التي تتجمع في لحظة معينة. نحن هنا نركز ليس فقط على المكان، ولكن على الزمان، باعتباره ذلك الذي ينظم فضاء المكان ويخلقه.
إن التمييز بين الثبات والعملية ليس مجرد تمرين فكري. حيث تميل الأدوات العلمية بالعادة إلى أن تكون موجهة للكائنات وتقسم أنماط المعرفة إلى مجالات منفصلة. وإننا نؤمن بأن الوضع الحالي في فلسطين والمشرق مع أزمة المناخ والأزمات السياسية يتطلب أنماطاً ومناهجَ جديدة لدراسة المشهد الطبيعي كعملية أو تكوين حي. نعتقد أن الأساليب الأكاديمية لتقسيم حقول المعرفة إلى أدوات وفئات منفصلة قد وفرت غطاءً علميًا وفكريًا للكثير من التدهور البيئي والأضرار التي حدثت نتيجة لعصر الوقود الأحفوري.
لقد قمنا بتطوير منهجية المكانيّة أو التكوين. هنا يتم التركيز على الوجود أو الكون، وهو شكل حي، وليس ميتًا أو ثابت الشكل. في هذا الفهم للمكان، يتم إعطاء الأولوية للوقت لأن ممارسة الوجود أو الكون تعتبر أساسية للمكان نفسه. لا بد أن يكون الوجود في مكان معين. مقاربة نراها في العديد من الأعمال الحديثة وفي العديد من المجالات في فلسطين. على سبيل المثال كتب الشاعر محمود درويش عام 1999 في مقابلة: "الجزء الجغرافي من التاريخ أقوى من الشق التاريخي للجغرافيا" (درويش 1999)، وهنا يوضح درويش العلاقة بين الزمان والمكان والطريقة التي يقوم بها التاريخ أو الزمنية بتفسير المساحات وربطها بالنسبة له، وهذا يتعارض مع الفهم التقليدي أو القومي للفضاء أو المكان باعتباره المستودع الثابت والمستقر للأحداث التاريخية.
وبالمثل، في كتاباته العديدة حول البعد الجغرافي والأرضي للنضال الفلسطيني، كتب إدوارد سعيد (2000) عن الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي:
"مرتبطًا بكل هذا، إذن، يجب أن نتذكر أن معظم مصطلحات جرامشي ... هي ما يمكن أن أسميه مصطلحًا نقديًا وجغرافيًا وليس مصطلحًا موسوعيًا أو رمزيًا أو منهجيًا. تنزلق المصطلحات بدلاً من التركيز على ما يتحدثون عنه، إنها تضيء وتتيح التوضيحات والوصلات الممكنة، بدلاً من الضغط، والتشيد، والفتن ". سعيد، 2000، ص. 467.
يدافع سعيد هنا عن التوثيق والتحليل النقدي للتكوينات القائمة على الأرض بناءً على فهم الأرض أو الإقليم على أنهما غير متجانسين و "غير متصلين". وهنا "النقدي والجغرافي" في فهمنا، مصطلحات منفتحة في موقفها على المعرفة ولكنها متأصلة فيما يتعلق بالمجتمعات النباتية والبشرية التي تعطي المشهد الطبيعي شكله.
يؤثر ما مضى بشكل حاسم على دراستنا للمشهد الطبيعي في تنوعه في الشكل والتكوين والزمانية. من خلال وضع درويش وسعيد، وهما يحاوراننا، نستخرج إذا مفهوم للمشهد الطبيعي والوقت على أنهما يتقاطعان وناشئان، ولا يحتاج المفهوم إلى سرد "شامل" لتحقيقه، بل يحتاج إلى تحليل نقدي وأساسي يمكّن من العمل في المستقبل.
إننا نستمد من الأصول السامية لـ"كان" و"كون" مفهوماً لاستكشاف كيف تكون الأماكن دائمًا في حالة تكوّن وليست ثابتة. مع ظهور رسم الخرائط وأدوات البحث الجغرافي، أصبح الثبات الجغرافي هو الفهم الحديث السائد للمكان والفضاء. وإننا نسعى لتغيير ذلك وإعطاء مساحة وأساليب لأشكال جديدة من البحث الجغرافي والتي ستمكّن الأجيال القادمة من الباحثين الفلسطينيين والعرب من مواجهة الأزمات المناخية بطرق أكثر تماسكًا وانفتاحًا ونقدًا.
ومع ذلك، لمواجهة التحديات الوجودية المصاحبة للتغير المناخي والأزمة المترتبة عليه، لا بد من تغيير مفهومنا للمشهد الطبيعي والمجتمعات البشرية والنباتية التي تدعمها. ويجب أن يتحول العلم الحديث لتمكين التحليل النقدي لأشكال المعرفة وفصلها الذي أثار حالة الطوارئ المناخية الحالية.
محرك مكانيات
محرك مكانيات ينظم بيانات من مواد أرشيفية تحتوي على بيانات غنية جداً حول استخدامات النباتات البرية كما وبيانات ناتجة عن مقابلات مع كبار السن (الموروث الزراعي) عن النباتات البرية واستخدامات تقليدية لها. كما ويعمل هذا المحرك على التشبيك مع قواعد بيانات عالمية متطورة للنباتات البرية مثل GBIF. وبالاضافة لذلك يقوم هذا المحرك بتوظيف البيانات الجيومعلوماتية الناتجة عن خرائط وصور جوية قديمة وحديثة وصور عادية من العمل الميداني كما ومن المقابلات.
تكوين المكانية والمحرك البحثي
تتكون مجموعتنا البحثية من أشخاص مؤهلين في الجغرافيا والهندسة ونظم المعلومات الجغرافية والعلوم الزراعية والبيئة والتاريخ والهندسة المعمارية. ربما الأهم من ذلك، أن فريقنا يعمل من داخل سياقه، قادمًا من المجتمعات والسياقات الأكاديمية التي ندرسها. نحن جزء لا يتجزأ من مجتمعنا ولكننا لسنا إقليميين، حيث أننا نتعاون علنا مع زملائنا في الولايات المتحدة وأوروبا وننشر أبحاثنا في المجلات البحثية المحكمة الدولية. إننا نحقق توازنًا فيما نسميه "الانفتاح على الأرض" الذي يتعدى مستنقعات الإقليمية (التتحيف المحلي) أو العولمة المنفصلة التي تسعى إلى التجانس وجعل التفاصيل المحلية قابلة للتبادل (Latour 2018).
تكوين المكانية كمنهجية حدث بطريقة تكوينية عضوية عن طريق تفاعل جميع عناصرها، مثل التقاء الباحثين ببعضهم البعض وتجميع مواهبهم وقدراتهم وتخصصاتهم وخبراتهم، كما والمعرفة والأساليب التي مررت نفسها من خلال محيطهم ومجتمعهم ومن خلال طريق ومتطلبات الدراسة. فكونت المكانية نفسها من خلال أفرادها وأدواتهم البحثية، والمحيط الممتد والمجتمع، الأرض والغطاء النباتي و تغيراتها، و الوقت الحاضر لتفاعلات العناصر السابقة. سنبدأ بالحديث عن الأدوات البحثية العملية وأولها نظم المعلومات الجغرافية.
نظم المعلومات الجغرافية
تم استخدام تقنيات الجغرافيا الحديثة كبرنامج الـ(QGIS) في تحليل البيانات ورصد التغيرات في استعمالات الأراضي، الذي تم اختياره كونه مفتوح المصدر وغير ربحي حيث يسهل على الجميع اقتناؤه وتنزيله مقارنة مع برامج أخرى، كما لهذا البرنامج ميزات تقنية إضافية يمتاز بها عن البرامج الأخرى.
نظام كورين (Corine Land Cover CLC)
تم استخدام نظام كورين لتنسيق المعلومات عن البيئة (Coordination of information on environment) والذي يهتم بتصنيف غطاء الأراضي واستعمالات الأراضي، حيث أن: المستوى الأول يضم 5 صفوف منها السطوح الاصطناعية ومناطق زراعية والأراضي الغابات والاراضي شبه الطبيعية والأراضي الرطبة ومسطحات مائية بالإضافة إلى المستوى الثاني يضم 15 صفًا والمستوى الثالث ويضم 44 صفًا.
دبلن كور
تم استخدام برنامج دبلن كور لربط كل المعلومات الحيزية التي تم تفريغها بقاعدة بيانات هذا البرنامج بحيث تكون متاحة بشكل مجاني للجميع وبحسب التصنيفات العالمية. لذلك يمكن أن تتقاطع كل المعلومات مع بعضها البعض ومن هنا يمكن إنتاج معرفة جديدة وذلك عن طريق المحرك الذي يتيح للمستخدم عرض كل أنواع المعلومات سواء كانت حيزية أو وصفية ضمن نفس المنهجية.
لم تقتصر دراسات "المكانيات" على استخدام التكنولوجيا الحديثة لجمع المعلومات، بل وقامت بتوظيف عامل الكتب والمصادر غير المتوفرة الكترونيا من باحثين ومؤلفين عديدين، ومن ثم إفراغ محتويات معينة من هذه الكتب الكترونياً، و هذا ما نسميه بالرقمنة.
الرقمنة (Digitization)
تم مشروع الرقمنة لعديد من المراجع والمصادر المتعلقة بالغطاء النباتي في منطقة فلسطين خصوصا وبلاد الشام عموما (نظرًا لتشابه الغطاء النباتي في المنطقة)، بحيث قام أحد أعضاء فريق مشروع مكانيات بالعمل لمدة عامين على رقمنة 63 كتاباً ومصدراً من العام 1900 وحتى العام 2014 لباحثين ومؤلفين من عدة جنسيات وبعثات أجنبية تواجدت في فلسطين على مر المائة سنة السابقة بغرض دراسة الغطاء النباتي في المنطقة نظرا للتنوع العالي في فلسطين واختلاف البيئة المناخية في المنطقة.
حيث يتم تفريغ محتويات كتب ومصادر عديدة أرشيفية وحديثة (غير متوفرة إلكترونيا) وذلك عن طريق قراءة المصدر بشكل كامل واستخراج أسماء النباتات باللغتين العربية والإنجليزية وترجمتها للغة اللاتينية وإدراج المسميات العامية المختلفة والمتنوعة لكل نبتة ومسماها باللهجات المحلية المختلفة.
يتمكن الباحثون من استخدام قاعدة البيانات التي أنشأها فريق مكانيات بشكل منظم وسهل للوصول لأي نوع من النباتات في محرك البحث من غير الاضطرار لقراءة كل المراجع للوصول لمعلومات عن الصنف أو النوع المراد البحث عنه، فعلى سبيل المثال إذا أراد/ت الباحث/ة البحث عن الصنف (Vitex agnus-castus)، في كتاب شكري عراف (Contribution to the study of the country's plants-second episode, Tarshiha, 1931)، سيقوم المحرك بإعطائك النتائج التالية: باستخدام محرك بحث مكانيات سيتمكن الباحث/ة من الوصول لنوع واحد أو أكثر لصنف معين من النباتات بكل أسمائه العربية و المحلية و بكل المراجع المرقمة (63 مرجع) مع تحديد اسم المصدر و الصفحة التي تم ذكر النبتة بها و بذلك يوفر المحرك ميزة الوصول السريع لتفاصيل الصنف المراد البحث عنه بسرعة و دقة عالية، بالإضافة لربط محرك البحث مع قواعد بيانات أكاديمية وعلمية (https://www.gbif.org/) للتأكد من المسميات النهائية والمعتمدة لدى مراكز البحث العالمية.
بعد العمل الطويل والدقيق لترقيم آلاف من أصناف النباتات، يوفر محرك بحث مكانيات ثروة وثورة علمية وعملية لجميع الباحثين والمهتمين بالموضوع كأداة بحث علمي متقدمة على المعايير الأكاديمية الدولية ويعتبر أول مشروع على هذا النطاق الواسع بمنطقة الشرق الأوسط\ الوطن العربي.
تعتبر منصة البحث منصة مجانية ومفتوحة المصدر لتوليد وإدارة وتحليل وتصوير البيانات الزراعية البيئية/الإيكولوجية، حيث توفر هذه المنصة البحثية خطاً أساسياً تاريخياً وغنياً للأبحاث المستقبلية المتخصصة في مجال الزراعة البيئية الفلسطينية وبالإضافة إلى دعمها.
في دراسات المكانيات، استخدمنا آليات بحث وحفظ وتدوين باستخدام نطاق الالكترونيات والكتب، ولكن لم تقتصر مسارات معرفتنا على ذلك. فقد اعتمدنا بشكل أساسي على المجتمع المحيط من حولنا وبالأخص على سكان المكانية التي نقوم بدراستها، واستطعنا جمع كم رائع من المعرفة الثرية والمهمة جداً عن طريق المقابلات مع سكان المكانية.
التاريخ الشفوي (المقابلات)
تم الاستعانة بالمقابلات مع كبار السن من الذكور والإناث بما أن لهم البصمة الواضحة في نقل المعرفة المحلية وذلك لمعرفتهم ببيئة مسكنهم المحيطة ومعاصرتهم التغيرات في طبيعة استخدامات الأراضي، مع مراعاة الاختلافات العمرية والطبقية والحياة الريفية والمدنية للحصول على بيانات وروايات دراسة المكانية، يوضح التاريخ الشفوي العديد من التصنيفات والتعريفات التي كان من الصعب تفسيرها بالصور الجوية كون الصور أداة جامدة يمكن من خلالها تفسير التغيرات وطرح رواية لمكان ما ولكنها تفتقد لمسار الرواية نفسها بتفاصيلها من كافة نواحيها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ومن هنا نستنتج الفائدة الحقيقة للمقابلات كونها كنز المعرفة الحية الذي يعرض لنا تفاصيل المعرفة التي يمكن أن تغفلها كثير من الأدوات الاخرى وذلك بطرح العديد من الأسئلة المفتوحة والمغلقة للوصول للمعرفة، كما يتم تحديد عينة المقابلات بطريقة الاختيار العشوائي أو الدحرجة.
وقد تكون المقابلة عبارة عن تجوال في البرية، بحيث يقوم الشخص بتعريفنا على النباتات التي يراها أمامه والحديث عن المنطقة وتاريخ المنطقة والأعمال التي تقام في تلك المنطقة. ويتم توثيق النبتة عن طريق تصوير النبتة وجمع عينة من النبتة للتجفيف وجمع البذور من تلك النبتة من أجل إعادة زراعتها بهدف الإكثار من البذور والحفاظ عليها من الانقراض.
المقابلات جزء أساسي من تكوين "المكانية"، بالإضافة إلى الجانب الميداني، فقد قام الباحثون بالتجوال في حدود المكانية وجمع بيانات من البرية تخص الغطاء النباتي في المكانية.
الجولات الميدانية
يأتي دور مكانيات في دراسة المشهد الطبيعي الفلسطيني الغنية بنباتات برية موسمية ومعمرة. تعتمد الأبحاث بشكل أساسي على توثيق مشاهدات هذه النباتات البرية وخاصة المعمرة الخشبية من خلال التقاط الصور، وتحديد أصناف النباتات ومواقعها يتبعها تحديد مسار ضمن المكانية باستخدام (QGIS).
وتجمع البذور وعينات للتجفيف من مناطق مختلفة لتنوع التدفق الجيني وعوامل التكيف لديها. يتبعها تجارب حقلية حيث يتم شتل وإعادة زراعة النباتات البرية. بالإضافة إلى تتبع دورة حياة كل نبتة (شجرة، شجيرة، عشبة) مع الأخذ بعين الاعتبار قدرتها على الإنبات والإزهار وتكوين البذور وإعادة نموها في الربيع القادم بالإضافة لقدرتها على تحمل الجفاف.
طريقة استخدام المحرك
- يقوم المستخدم بفتح موقع مكانيات الالكتروني (https://makaneyyat.org/en).
- ومن ثم يضغط على Explore (في الأعلى على اليمين).
- ومن ثم يصل المستخدم لصفحة المحرك.
الفلاتر
- من جهة اليسار يمكن استخدام الفلاتر (Source/ Subject/ Level 1/ Level 2/ Level 3/ Level 4/Year).
- يمكن اختيار أي من المصادر المؤرشفة تحت فلتر Source.
- فيتم الحصول على بيانات المعلومات في أسفل الصفحة والتي تحتوي على التصنيف العلمي للنبتة واسم المؤلف والوصف والناشر والتاريخ والمصدر واللغة.
- يمكن الحصول على جميع هذه المعلومات في اللغة الإنجليزية كما وفي اللغة العربية، يتمكن المستخدم من تحويل اللغة عند الضغط على زر ع-A والذي يقع أعلى يمين قائمة البيانات كما في الصورتين التاليتين.
- كما يمكن للمستخدم أن يختار الفلتر حسب الموضوع المهتم به تحت فلتر Subject، أو يمكنه اختيار فلتر.
بحسب Level 1, 2, 3, 4 أو يمكنه اختيار السنة المتوفرة منها بيانات مثل الصور الجوية.
تصنيفات الأراضي
ولهذه الفلاتر، تظهر أي بيانات غير جيومعلوماتية في أسفل الصفحة كما تظهر أي بيانات جيومعلوماتية على الخارطة الظاهرة.
محرك GBIF
- انتقالاً إلى جهة اليمين من الأعلى للمحرك، يمكننا استخدام محرك GBIF
فيمكننا طباعة اسم أي نبتة (الاسم العلمي اللاتيني للنبتة) عند المحرك، فيشبك في قاعدة البيانات العامة والعالمية لـGBIF و يبين لنا مواقع مشاهدات هذه النباتات في الأراضي الفلسطينية على الخارطة الظاهرة كنقاط حمراء.
البوليغون (Polygon)
- يمكن استخدام خاصية أخرى تدعى ب "البوليغون"؛ فيقوم المستخدم بالضغط على زر Draw Polygon الواقع تحت محرك بحث بيانات GBIF (يمين الصفحة)، و من ثم يحدد على الخارطة الظاهرة المساحة التي يود البحث فيها عن نباتات او مزايا معينة (فيمكن ان يستخدم محرك بحث GBIF لتحديد مشاهدات نباتات معينة في مساحة البوليغون التي تم رسمها على الخارطة والتي يكون معني المستخدم بجمع المعلومات عنها (كما نشاهد في الصورتين في الأسفل). كما يمكن للمستخدم استخدام أحد الفلاتر مثل النباتات المهددة بالانقراض تحت Subject بالإضافة للبوليغون لجمع المعلومات عن هذه النباتات ضمن المساحة المحددة).
الخاتمة
تعتمد المنهجية بشكل أساسي على البيانات العلمية المفتوحة انطلاقاً من الإيمان المطلق بالعلم المفتوح للجميع، لذا أسفرت المكانية عن نتائج متنوعة من محرك البحث.
من خلال العمل والتجربة حاول فريق مكانيات العمل على رؤية جديدة لقراءة الفضاء والحيز. حيث تم أخذ العلاقة المتكونة ما بين العناصر المتفاعلة مع الحيز وتضاريسه من نبات وحيوان وبشر كبعد مستقل آخر في النظام المعقد للمكانية. وهو بعد يحتاج لتوظيف العديد من المنهجيات ذات المجالات المختلفة للوصول إليه. من خلال العمل والتجربة وشغف فهم المكانية تحور فريق العمل متبنيًا قراءة عرضية متعددة التخصصات للأبعاد المختلفة في المكانية الواحدة وهي قراءة شبكية تهدف للتشبيك مع تجارب مجموعات أخرى لقراءات بديلة. وفي الوقت ذاته تبنى الفريق منهجية عمل متجذرة في بيئة البحث حيث تكون الدراسة نابعة من البيئة وللبيئة المستهدفة.
إن هذه التجربة المستمرة والمتغيرة بشكل دائم تقترح بالتنسيق مع تجارب مثيلة لها أسساً منهجية بحثية جديدة أقرب إلى الميدان وذات رؤية متعددة الأبعاد تعكس بشكل أقرب إلى الحقيقة تعقيد النظام الحيوي الزمكاني. لهذا السبب قمنا بإنشاء محرك مكانيات؛ ليساعدنا على توفير أنظمة زراعية بيئية متطورة لمواجهة أزمة المناخ؛ فعن طريق البحث في المعلومات الثرية عن الأنظمة الزراعية من الماضي مع قواعد بيانات متطورة. فهذا المحرك يمكن أياً من باحثينا أو أي باحثين في الدراسات العليا أو في مؤسسات ومنظمات بيئية في المنطقة العمل على بناء نظام زراعي بيئي يتمكن من مواجهة التحديات الناتجة عن أزمة المناخ مثل الجفاف وغيرها عبر توفير الأدوات والأبعاد المختلفة للنظر في جغرافية وغطاء المنطقة النباتي الماضي و الحاضر والمستقبلي المحتمل.
يوجد لدينا موروث ثقافي وموروث علمي غنيان جداً، ولذلك يتوجب علينا توظيفهما لإيجاد محاصيل زراعية جديدة وأنظمة زراعية بيئية جديدة لمواجهة أزمة المناخ المشرفين عليها.
المراجع
درويش. سنبر. بيتون. وجوريس. (1999). [اكتشفت أن الأرض كانت هشة وبحر البحر خفيف]. باوندري 2، 26 (1)، 81-83. تم استرجاعه في 8 أيار 2021
لاتور، ب. 2018. [نزولاً إلى الأرض: السياسة في النظام المناخي الجديد]. مطبعة بوليتي.
سعيد، إدوارد. (2000). [التاريخ والأدب والجغرافيا. في تأملات في المنفى ومقالات أخرى]. مطبعة جامعة هارفارد.IJMES Translation and Transliteration guide. Cambridge Core
Research Collective: Omar Tesdell (editor), A. O. Palestinian Wild Food Plants / النباتات البرية الغذائية الفلسطينية. (2018).