[في زاوية «قصيدة» تستضيف «جدلية» شاعرًا/ة لقراءة قصيدة مفضّلة بصوته/ا].
***
أسماء عزايزة شاعرة وكاتبة ومحرّرة فلسطينيّة تعيش في مدينة حيفا. صدرت لها ثلاث مجموعات شعريّة ورابعة قيد النشر. حصلت مجموعتها الشعريّة الأوّلى "ليوا" على جائزة الكاتب الشاب في حقل الشعر من مؤسسة عبد المحسن القطان عام 2010. أصدرت بعدها "كما ولدتني اللديّة" (الأهليّة/ 2015) و"لا تصدّقوني إن حدّثتكم عن الحرب" (المتوسط، 2019) والتي صدرت عام 2020 باللغتين الهولنديّة والسويديّة. وستصدر مختارات من شعرها بالإنجليزيّة عام 2022 عن دار يودا في الهند. أصدر مشروعها "فناء الشعر" أنطولوجيا شعريّة لشعراء من فلسطين وألمانيا (الأهليّة، 2017). تشارك في أنطولوجيّات ومهرجانات شعريّة في العالم. وقد ترجمت بعض من قصائدها إلى الإنجليزيّة والألمانيّة والفرنسيّة والفارسيّة والسويديّة والإسبانيْة والسلافيّة والتركيّة وغيرها.
عملت لسنوات في الصحافة المكتوبة ككاتبة ومحرّرة، وفي التلفزة كمقدّمة برامج تلفزيونيّة، ومديرة فنيّة لمتجر فتوش للكتب والفنون ومعرض الكتاب وجاليري فتّوش في حيفا. تعمل في الوقت الحالي محرّرة في موقع رصيف22.
***
قصيدة لزكريّا محمد من مجموعة "كشتبان"
يومًا ما سأصل البيت.
سأضع الوزر عن كتفيّ على باب البيت، وأدخل.
لن يكون هناك أحد. سأدفع الباب وأعبر، وأقعد في الصّمت.
شمس الغروب تقسم بسيفها البيت إلى نصفين: نصف معتم ونصف مضيء.
وأنا أجلس بين العتمة والنور. الماضي يتدفّق خلفي كجدول، والمستقبل
يزحف أمامي مثل حلزون. وأنا بلا زمن.
وهناك في الصّمت، بين العتمة والنور، سأتحجّر، سأصير تمثالاً
على حجر حدود كبير منحوت. يد النحات ستنقش بالإزميل على فخذي:
هذا هو الحدّ. هذا هو السّد. مياه الماضي تتدفّق نحو الماضي، ومياه
المستقبل تتدفّق عكسها.
يومًا ما سأكون هكذا، تمثالاً مكسور الرّقبة: يد تأكلها العتمة
وأخرى يقضمها النور.