الفاجعة
الآن
البيت هادىءٌ.
أصوات الطيور تُسمع عن بعد.
السناجب تحيك خدعها الصغيرة قرب النافذة
وتغادر.
أشاهدكِ
بحركتكِ الهادئة في زاوية الغرفة
أشعر كأنك تحرسينني كطفل صغير يلعب
خائفة عليّ
ومتوجسة.
حبك يملأ البيت المصدوم بفاجعة
لا تقاس.
أراك تحدقين
ببراءة نظرتك
بحيرتك
وحزنك
طيبتك ونبلك يحلقان في الأفق.
الآن
الآن أتذكر..
كل من صادفك
يهرع إليك
يحن إلى لقائك
كل من يعرفك
يتوق لعناقك
يا أيتها النبيلة
أدري أن صمتك مليء بالحكمة
صمتك المشحون بالقدرة العالية
على الكلام.
يرن هاتف الحزن كل مرة
وأسمع صوتك خافتاً من الجهة الأخرى
تخبرين عن موتها
صديقتك
وأختك
وأنيسة أيامك.
اطمئني أمي
روح شقيقة قلبك حيث تستحق
وهي قربكِ رغم المسافة
تحرس أيامك
كما كانت تفعل طوال الوقت.
قصيدة رثاء
أشتاقُ إلى رؤيتك
إلى بيتكِ الذي يعجّ بضيوف
قادمين من مدن بعيدة
وريف مغبر.
أشتاقُ إلى فرحتك التي لا تُقاس
إلى كرمك الذي لا يمكن تخيله
إلى ملامح وجهك
وابتسامة الطيبة
تملأ غرف الضيوف بالترحاب
و…تفيض.
الكل يعود إلى حضن عناقك
زغاريد النسوة التي ترافق حضورهم
أجراس الفرح التي ترن
كلما أتوا..
رقتك
وكرمك..
وذاك النبل.
الآن
يصدمني رحيلك المبكر
حرب النهاية التي تعلن بدايتها
بك الآن.
الموت الصامت يمر دون إنذار
ويلتهم،
الموت الصامت
ينقضُّ.
أشتاق للقاء ما
في يوم ما
أو حلم.
اطمئني أيتها السيدة
واستريحي
حبكِ يملأ كل فضاءات الكون
حنوّك
يعانقُ الجميع دون تعب.
استريحي
أنت معنا طوال الوقت
رغم غياب طفيف
رغم عارض
لا يُعتد به
ولا يُؤخذ حتى
على محمل الجد.