[حسين المخزومي، مواليد بغداد - 1988، بكالوريوس إعلام، دبلوم معهد تكنولوجيا. صدر له عن دار الرافدين مجموعة شعرية بعنوان "تغير الأسماك رأيها على اليابسة". نشرت له العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية والعالمية وترجمت نصوصه إلى الفارسية والإنجليزية والأسبانية والفرنسية. شارك في العديد من المهرجانات في العراق والوطن العربي. عمل سكرتيرًا للتحرير في مجلة نخيل عراقي ومحرر في جريدة الصباح ومدير إعلام في كلية اليرموك الجامعة، حصل على المركز الأول لجائزة غوتة العالمية].
كونشيرتو الأعداد الصغيرة
لستُ بارعاً في الرياضيات
أو بما يشابهها على الأقل
فأنا أكره الحساب جدا
وهذا السيل من المنطق والأرقام
أريد أن أنسى شهرَ ميلادي
وكم أبلغ من العمر الآن
أحب الأرقام الكبيرة
وما أشبَهَها بالوهم الذي أعيشهُ
غير أن الأرقام الصغيرة ترعبني
لأنني كلما عددت أفرادَ عائلتي
اختنقتُ بأبي الذي مات
ولم يعرف الناتج
من حاصل طرحه من العائلة
ما أنفقه الوقت الجاد على التسلية
كنت طفلا عابثا بالزمن يحب جمع الساعات اليدوية
أسرقها من معاصم التلاميذ وما تدّخرهُ المعلمات في حقائبهن في لحظات الدروس الطويلة
كنتُ أدخر الكثير من الوقت الجاد لأنفقه على التسلية
مرة سرقتُ ساعة أبي
فامتلأت يدي بالحلوى واللعب خارج المنزل
كبرتُ وصرتُ سارقا أكثر مهارة
يسرق الوقت فقط
ويترك الساعات الأنيقة بيد الحبيبات والأصدقاء الفائضين عن الحاجة!
سرقتُ ساعات كثيرة
جمعتُ ساعات كثيرة
لكن المشكلة الآن
لا أعرف ماذا أفعل بكل هذا الوقت.
مظلة لحماية النيران
النيران مثلنا
تسكن البيوت التي تحرقها
طالما لعبتُ مع أطفالها الصغار خارج المنزل
لنبتكر التحولات بعد أي شيء نلمسهُ
كانت أمي تخمدني تماما
كلما تصاعد دخان مني
بعد كل مشاجرة مع أبناء الجيران
كما تفعلين أنت كلما صرختُ بكِ
حافظي عليَّ مشتعلا
لا أعرف كم مرة نجوتُ منكِ
وكنتِ ماءً محققاً
خبئيني تحت ثيابكِ
بعيدا عن هذا العالم المؤمن بالانطفاءات
كما كنتُ أفعل أنا مع الحرائق
وأخاف عليها من صوت سيارة الإطفاء!
لم يخدعني النهر الذي أغرق أخي
وإن تنكر بزي سيارة حمراء
من حينها وأنا أدخن واخدعك بالسجائر!
أيها النهر لماذا أسرفت بالماء عليه؟
لم يكن أخي سمكة إلى هذا الحد
يا إلهي ربما كان أخي شعلة كبيرة
ليحتاج إلى كل هذا الماء لينطفئ.
[هذا النص ضمن ملف عن الشعر العراقي].