[الشاعرة أنيتا إندريزي من مواليد ١٩٥٢. شاعرة وقاصة تنحدر من الأمم الأصلية للولايات المتحدة الأمريكية ومن أصول أوربية، صدر لها "ألف غصن" (٢٠١٤)، "قمر الفراشة" (٢٠١٢) "رمي النار على الشمس والقمر والماء والقمر" (٢٠٠٠)].
الغروب في بحيرة توين
(محمية الهنود كولفيل)
يسير مالك الحزين متبختراً
على المياه المنحسرة
ريشاتُه مصنوعةٌ من المرايا.
نسمعُ النَفَسَ الأبيض
لزنابق الماء وهي تطفو
في الجو البارد.
مالك الحزين نذيرٌ
بموسيقى القصب.
سيقان ومنقار وريشات
آلات إلهيةٌ
في ريح المساء.
حتى الجبال
ترسل رسائلها من بعيد
لكننا نهتم أكثر
بالأشياء الأقرب
أيدينا ما تزال تسعى إلى
الضوء الأخير
فيما نلقي طعومنا
وسمك الترويت يقفز إلى شبكة
القمر الطالع المنخفض.
صانع الأغاني
ثمة سكّير في جادّة مين،
يترنح أمام كنيسة يونيون جوسبل التبشيرية
يحلم بخيول رقطاء بلون النبيذ والجليد،
وطبول تنطق بأسماء الرِّيح.
شعره يحجب وجهه،
لكنني أظن أنني أعرفه.
ألم يؤلّف الأغاني
التي ما زال الناس ينشدونها
في نومهم؟
ألم تتوسّل إليه ذئاب البراري
من أجل أغان جديدة
كي تعطيها للقمر؟
ألم يرقص طوال الليل مرة ويضحك
حين التفتت النساء فجأة
خفراتٍ عند الفجر؟
ألم يؤلف أغنية لي فقط،
أغنية مباركة
بأنها أُنشدت مرة واحدة؟
إذا رفع وجهه
أستطيع أن أشاهد عينيه، أشاهد،
إذا كان يغني الآن
أغنية تذيب الروح.
لكنه ما يزال محدودباً
والجميع يسيرون حوله.
لا بد أنه ما يزال يملك سحراً قوياً
كي يظل لامرئياً هكذا.
أتذكره حين قال:
حتى الأعشاب تغني
لكن لا أحد يسمعها إلا الريح.
مراجعة حيوات سابقة أثناء احتراق الأوراق
الجو شجرةُ دخان،
الريح أنشودةُ أغصانٍ تحترق
إلى نوم قصير.
أتنفس ذرات
ورقة صفراء وشمس متفتتة
إلى أن أعود كي أكشط الأشنات
من عش الصخور،
عيناي المكتهلتان حليبيتان
كنبات المرْوِ.
أعرف أسماء الرياح السبع
والألوان السبعة،
والنباتات العطرية التي تشفي
وأشاهد أسراب الطيور الكريستالية
تصلح السماء
حين تتشقق كل صباح،
لكنني كهلة
بدون قبيلة
جلدي يحنث بقسمه لي،
يتركني غير محققة.
أرى سعفاً من الدخان في الجو
والغريرات تحفر أنفاقها
تحت أنشودتي
إلى أن أصبح فتى
يمتطي مهراً أحمر في قطيع والدي،
أتبع الضباب مقابل الساحل.
في مكان قريب،
الجزيرة المقدسة نتوء أسود
في البحر. هناك الكاهنات
كفتيان بأعين داكنة.
لا أتذكر إلا الدخان الذي همس
كامرأة ولسانها المرفرف
الذي دعته النار ووجه أبي
بعيداً يصرخ في عرف المهر
إلى أن صرتُ امرأة،
جميلة في حُجُبي،
أومئ بيدي إلى الصياد
الذي لا يعود أبداً
وتصبح رئتي دخاناً
وعظامي أصدافاً براقة
صوتي في لا مكان كالريح،
ثم أصبح شقراء،
أركع في الحقول
التي يحرثها الرجال فقط،
خادشين قبر الطفلة
التي سيأخذها والدها إلى موقدنا
ونهداي يختنقان من الرماد
الحليب يتقطر على الأرض حيث الضباب
يرتفع بأفواهه الماصة وأنا لا
أصدق إلا أيدي الموت.
لكنني أولد ثانية كي أشم الكوردايت
المرّ للبنادق بينما الرصاص يحرق الجوّ
إلى رايات مقاومة صغيرة،
كانت الرصاصة الأخيرة هي التي
ضيّقت اسمي في الأرض والسماء
وأخذت إيماني على شفتيها في مديحٍ.
في الجوار،
الدخان يتصاعد من الثكنات،
يغني: سارة أبراهام ربيكا.
أخيراً، أنا هنا: أوراق محترقة
وحياتي كامرأة مليئة بالسعادة اليومية:
الأعشاب تبذر الهواء
ببركات خضراء،
زوجي يملأ غرفتي
بورود حمراء
وابني جوهرتي الوحيدة.
ما أزال محبوبة ومحبوبة ومحبوبة
وما يزال هذا غير كاف.
تأمل ضوء النجم
أثناء السفر على الطريق السريع رقم ٢
”لماذا لا يجعل ضوء النجوم المتراكم السماء متوهجة؟“
آلن لايتمان
نحن زوار في
الداخل الجاف.
هذه بلاد الأحافير
بأسماء كنقاط رئيسة
من الاهتمام: ويستوي، ريزرفوار، هارتلاين.
قرب كريستوت، رأينا
بومتين بأذنين قصيرتين تحلقان
فوق كوكبات المريمية.
الضوء الذي يندفع
ببطء إلى الأسفل
على ”البوتز“
هو مسألة سنوات، نسافر جميعاً
بسرعة محدودة: الضوء
هبة العضلة والعظام.
ما ندين به للضوء
من النجوم العمياء في سوكاتها الفارغة
لا يضيع في شبكيات أرواحنا.
مسافات من البردي
كل ضوء النجوم
مجال مرئي
في قاعدة الدماغ،
هنا أغنية اللانهائي.
كل ليلة،
تصعد أغاني ذئاب البراري
إلى السماء
حيث النجوم المتكلسة
ما تزال تمنحنا
ضوءها الذي يشبه الصدفة،
نمتصه،
يصبح أشد سطوعاً كالفجر.
[ترجمة: أسامة إسبر، المصدر: دواوين مختلفة للشاعرة].