المحررون في مجلة ”جدلية“ يطالبون السلطات المصرية بالإفراج الفوري عن علاء عبد الفتاح ومحمد الباقر ومحمد إبراهيم

المحررون في مجلة ”جدلية“ يطالبون السلطات المصرية بالإفراج الفوري عن علاء عبد الفتاح ومحمد الباقر ومحمد إبراهيم

المحررون في مجلة ”جدلية“ يطالبون السلطات المصرية بالإفراج الفوري عن علاء عبد الفتاح ومحمد الباقر ومحمد إبراهيم

By : Jadaliyya Co-Editors

(بيان من محرري مجلة ”جدلية" بعد أن تواصل إضراب السجين السياسي المصري علاء عبد الفتاح عن الطعام وتفاقم بعد شروعه بإضراب جديد عن شرب المياه، ويأتي هذا متزامناً مع قمة المناخ العالمية في مصر التي تنظمها الأمم المتحدة ”كوب 27“).

يضم المحررون في مجلة "جدلية" أصواتهم إلى أصوات العديد من العلماء والصحفيين والنشطاء والسياسيين في المنطقة والعالم للمطالبة بإطلاق سراح علاء عبد الفتاح وكافة المعتقلين السياسيين في مصر.

يدعو محررو "جدلية" الحكومة المصرية إلى  إفراج فوري عن الكاتب والمدوّن ومطور برامج الحاسوب والناشط علاء عبد الفتاح الذي زُج به في سجونها لمدة عقد تقريباً. بدأ علاء إضرابه عن الطعام الذي استمر أكثر من 220 يوماً وبدأ إضراباً جديداً عن شرب المياه منذ 4 أيام، وهو الآن معرض لخطر الموت في سجن وادي النطرون.

علاء عبد الفتاح ناشط بارز وكاتب غزير وقد صدر له مؤخراً كتاب يضم مجموعة من كتاباته السياسية بعنوان "لم تُهزم بعد"، نُشر في نيسان 2022، بينما كان المؤلف في السجن وقد حظي بشهرة واسعة.

في ذلك الشهر نفسه بدأ علاء إضراباً جزئياً عن الطعام متناولاً عدداً محدوداً من السعرات الحرارية. وفي السادس من تشرين الثاني، في اليوم الأول من قمة المناخ الدولية التي ترعاها الأمم المتحدة والمعقودة حالياً في مصر توقف عن شرب المياه.

منذ أكثر من عقد اعتقلت الحكومة المصرية علاء على نحو متكرر بسبب نشاطه المناهض لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل أجهزة الأمن المصرية بما فيه محاكمة المدنيين في المحاكم العسكرية (١). وفي 2015  حكمت عليه محكمة مصرية بالسجن لمدة خمس سنوات. أُطْلق سراح علاء في آذار\مارس 2019 لكنه اعتُقل بعد ستة أشهر واحتُجز في الحبس الاحتياطي لمدة سنتين قبل أن تقوم محكمة في كانون الأول\ديسمبر 2021 بإصدار حكم ثان بسجنه خمس سنوات، وكانت التهمة الموجهة إليه هذه المرة ”نشر أخبار كاذبة باستخدام أحد مواقع التواصل الاجتماعي“. كما حكمت على المدون محمد إبراهيم والمحامي محمد الباقر بالسجن أربع سنوات في نفس الاتهامات.

لقد انتهكت السلطات المصرية بشكل صارخ قوانين حقوق الإنسان والمبادئ الأساسية للإجراءات القانونية والمحاكمة العادلة والمعاملة الإنسانية. وباعتقالها وحجزها واضطهادها وإدانتها وسجنها لعلاء قامت الحكومة المصرية بانتهاك إضافي لقوانينها ودستورها بحرمان علاء عبد الفتاح من الاستشارة القانونية ومنعه من التواصل مع أسرته ومصادرة حقوقه في الحصول على المعلومات والرعاية الصحية والدعم من أحبائه. ومنذ أن بدأ إضرابه عن شرب المياه في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، لم يجر أي اتصال معه ولم تصل أية معلومات عنه وعن وضعه من أية جهة حكومية.

منذ السادس من تشرين الثاني\نوفمبر تعالت الدعوات في أنحاء العالم من أجل حرية علاء عبد الفتاح، وبين هذه الدعوات، وقّع ١٥ من الفائزين بجائزة نوبل رسالة تسلط الضوء على محنته وتطالب بإطلاق سراحه الفوري. تقول الرسالة: ”أمضى علاء  10 سنوات، ما يعادل ربع حياته في السجن، من أجل كلمات كتبها. كفائزين بجائزة نوبل نؤمن بقدرة الكلمات على تغيير العالم وبالحاجة إلى الدفاع عنها من أجل أن نبني مستقبلاً حقيقياً أكثر استمرارية وعدلاً“.

بصفتنا باحثين وأكاديميين وكتاب وناشطين يعملون في المنطقة ويكتبون حولها، نحن مدركون لهجوم الحكومة المصرية الشامل والواسع والوحشي ضد المفكرين والباحثين في البلاد(2). ونظراً للسجل الحافل للحكومة المصرية في اعتقال وسوء معاملة نقادها نشعر بقلق عميق على حياة علاء عبد الفتاح ونطالب بإطلاق سراحه الفوري وغير المشروط هو وزميلاه محمد الباقر ومحمد إبراهيم. ورغم أن علاء هو المعتقل السياسي الأبرز والأشهر في مصر إلا أن الآلاف من السجناء يشاركونه محنته في سجون عبد الفتاح السيسي دون قدر ضئيل من الإجراءات القانونية الهادفة. بالتالي، ندعو إلى الإفراج الفوري عن جميع السجناء السياسيين في مصر.         

هوامش

 من أجل مزيد من المعلومات عن هذا الموضوع انقر على الرابط التالي:

١-[See Egyptian Initiative for Personal Rights (EIPR) press release for more information

٢- (MESA Committee on Academic Freedom Statement).

  • ALSO BY THIS AUTHOR

    • Jadaliyya Co-Editor Noura Erakat Awarded Laureate of the Amnesty International Chair

      Jadaliyya Co-Editor Noura Erakat Awarded Laureate of the Amnesty International Chair

      Every year, Ghent University awards the Amnesty International Chair to a person who makes a special contribution in the field of human rights. The laureate gives a public lecture at Ghent University and additional guest lectures for students. This year laureate of the Amnesty International Chair is Noura Erakat, a prominent Palestinian lawyer and activist, whose courageous and relentless work as a human rights academic and attorney has reshaped legal and political discussions on the Israel-Palestinian conflict.

    • One Year of Horror: Israel’s Genocide in Gaza and Its Percussive Violence Beyond

      One Year of Horror: Israel’s Genocide in Gaza and Its Percussive Violence Beyond

      It has been one year since 7 October 2023. One full year of watching unfathomable levels of death and destruction of the Palestinian people, particularly in Gaza, as well as that of people in surrounding countries. One year of unceasing shock and horror. To paraphrase Palestinian attorney Lara Elborno, every day has been the worst day.

    • Jadaliyya Co-Editors Statement on “Impossible Solidarity”

      Jadaliyya Co-Editors Statement on “Impossible Solidarity”

      As we announced previously, the article titled “Impossible Solidarity” was taken down when it was discovered that proper in-house editorial procedure had not been followed prior to publication. After a full review that included relevant Page Editors as well as Jadaliyya Co-Editors, the article was removed permanently, and the author was notified. The editors fundamentally disagreed with the article’s placing of settler colonial genocide and authoritarian state repression on equal footing, regardless of what the author’s intentions may have been. The article also included several questionable and/or patently incorrect statements. The consequence of the publication of this piece has been temporarily costly to our mission, regardless of whether readers understand the decentralized and volunteer-based nature of how Jadaliyya operates.

موجة من الاعتقالات العشوائية في صفوف فلسطينيي الداخل

حقوقيّون وحقوقيّات للدفاع عن معتقلي الانتفاضة

حرّرت هذا التقرير مجموعة من الحقوقيين الفلسطينيين في الداخل. خلال بضعة أيام، تم اعتقال ما يزيد عن 700 فلسطيني من الداخل، من بينهم عشرات القاصرين. وهي اعتقالات عشوائية هدفها الوحيد إرهاب الفلسطينيين وثنيهم عن المشاركة في المظاهرات.

حيفا، مايو/أيار 2021.

في الأسبوع الأوّل من انتفاضة الوحدة الفلسطينيّة، سجّلت الحقوقيّات والحقوقيّون داخل الأراضي المحتلّة عام 1948 حالات عنفٍ مروّعة وانتهاكات حقوقيّة سافرة مارستها قوى القمع الإسرائيليّ- من شرطةٍ، ووحدات خاصّة، وحرس حدود، وشرطة سريّة ومستعربين- كمان الأذرع القانونيّة متمثّلةً بالقضاة والمدّعين.

إلى جانب مئات الاعتقالات في القُدس والضفّة الغربيّة، سُجّل في الداخل المحتل أكثر من 700 اعتقال من بينهم عشرات الأطفال، وذلك منذ انطلاق الاحتجاجات في الداخل يوم الأحد (9 أيّار/مايو 2021) وحتّى مساء الجمعة (14 أيّار/مايو 2021). يظهر بوضوح من محصّلة الاعتقالات وتفاصيلها أنّها هدفت إلى إرهاب الفلسطينيين وردعهم عن التظاهر والنزول إلى الشوارع، كما تهدف إلى إحباط مساعي الفلسطينيين للدفاع عن عائلاتهم وبيوتهم، حاراتهم وبلداتهم، أمام اعتداءات العصابات الصهيونيّة المنظّمة. من خلال هذه الاعتقالات، وفّرت الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة الإسرائيليّة حمايةً وغطاءً لهذه العصابات التي اعتدت على الفلسطينيين ونكّلت بهم، أطلقت النار، أشعلت الحرائق، وخرّبت أملاكهم.

يرصد هذا التقرير أنماط متكرّرة في الاعتقالات في كافّة المدن والبلدات الفلسطينيّة، كما رصدناها من اتصالات مع محاميّات ومحامين داخل الأراضي المحتلّة عام 1948.

- اعتقالات عشوائيّة: تميّزت الاعتقالات في هذه الجولة بعشوائيّة بالغة واعتباط تام. نفّذت الشرطة الإسرائيليّة اعتقالات بالجملة في المظاهرات، كما اعتقالات كثيرة للمارة والمتواجدين في محيط الاحتجاجات صدفةً، أو حتّى في الأحياء المجاورة بعد انتهاء المظاهرة. كذلك، أقامت الشرطة حواجز في مناطق خلت من المظاهرات، وأوقفت فيها سيّارات الشبّان، فتشتها واعتقلتهم.

- اقتحامات البيوت والمحال التجاريّة: اقتحمت الشرطة خلال الأيّام الأخيرة عددًا من البيوت المجاورة لموقع المظاهرة، اعتدت على أهلها واعتقلتهم من داخل بيوتهم ولعلّ أبرزها اقتحام منزل الشيخ عوض محاميد في حيفا والاعتداء عليه وعلى أبنائه بوحشيّة. كذلك سُجلت حالات عديدة لاقتحام المحال التجاريّة التي استقبلت الجرحى، من مطاعم أو مقاهي أو دكاكين، وقد تم تكسيرها واعتقال المصابين من داخلها.

- مهاجمة واعتقال من يصوّر ويوثّق الاعتداءات: وُثقت عشرات الحالات التي هاجمت فيها الشرطة كل من صوّر ووثّق عُنفها بحق المتظاهرين، لا سيما أثناء لحظات الاعتقال التي برز فيها العنف الجسديّ البالغ. سُجلت اعتقالات لشابّات وشبّان بسبب تصويرهم للأحداث، بينما هددت الشرطة آخرين قاموا بتوثيق الأحداث بتوجيه فوّهات البنادق إليهم وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الصوت عليهم في أكثر من حالة.

- عنف جسديّ خلال الاعتقال والنقل إلى مراكز الاعتقال: سُجلت بين المعتقلين كسور بالأقدام والأيدي والظهر والعنق، كما إصابات في العيون والوجه والرأس. وقد استخدمت الشرطة بشكل متواصل الضرب بالهراوات وأعقاب البنادق، وداست على رؤوس وأعناق المعتقلين لدقائق، كم تعمّدت ضرب رؤوسهم بالأرض والجدران وأبواب مركبات الشرطة. كذلك، مارست الشرطة الإسرائيليّة خلال نقل المعتقلين وفي مراكز الاعتقال عنفًا جسديًا ونفسيًا ضد معتقلين مصابين بأمراضٍ نفسيّة، ما أدّى إلى نوبات عصبيّة خطيرة نُقلوا إثرها إلى المستشفى. في حالتين على الأقل، جرى هذا النوع من الاعتداءات بعد أن أُعلم رجال الشرطة بشكلٍ واضح بهذا الوضع الصحيّ.

- تهديدات بالقتل: خلال الاعتقالات، ولا سيما التي نفذها المستعربون، وبحق القاصرين خاصةً، تعرّض المعتقلين لتهديد بالقتل، كمان غطّت وجوههم وعُصبت عيونهم، وتم نقلهم بين سيّارات مستعربين وشرطة مختلفة لساعات طويلة وسط تهديدات بإخفائهم.

- جمع الأدلة الزائفة: انتهجت قوى الأمن أسلوب جمع الأدلّة الزائفة، حيث يقوم أحد رجال الأمن بعد الاعتقال بجمع حجارة أو زجاجات أو عصي عن الأرض بشكلٍ عشوائيّ والادعاء لاحقًا أنّها كانت بيد المعتقل.

- حشر أعداد من المعتقلين وخنقهم بمركبات ضيّقة: جمعت الشرطة أعداد كبيرة من المعتقلين في مركبات نقل ضيّقة، وفي حالات كثيرة راكمت المعتقلين فوق بعضهم البعض، وأغلقت المركبات دون أي مجرى للهواء، كما اعتدت بشكلٍ دوريّ على المعتقلين المتراصين داخل السيّارة بالضرب. كذلك، انتهج رجال الشرطة ضرب رؤوس المعتقلين بأبواب المركبات ضربات متكرّرة.

- انتهاك حقوق الأطفال في التحقيق: علاوةً على الاعتداءات الفظيعة اثناء الاعتقال، فقد انتُهكت حقوق الأغلبيّة الساحقة من الأطفال المعتقلين، بالعنف الجسديّ المروّع والتهديد والعنف النفسيّ، وأيضًا بمنعهم عن حقوقهم الأساسيّة التي يكفلها القانون؛ مثل حرمانهم من حقّهم بالاستشارة القانونيّة قبل التحقيق، عدم إجراء التحقيق بلغتهم الأم، منع مرافقة الأب أو الأم لأبنائهم وبناتهم خلال التحقيق. وهي كلّها شروط يفرضها القانون. كذلك، جرت أغلبيّة التحقيقات مع القاصرين في ساعات الفجر بما يخالف القانون. كذلك، مارس المحققون أساليب تحايل على الأطفال من أجل انتزاع الاعترافات منهم.

- الاعتداء داخل مراكز التحقيق: شهدت مراكز التحقيق عنفًا وحشيًا من قبل رجال الشرطة ولا سيما رجال وحدات “يسام” التي دخلت مراكز الاعتقال وفرضت سيطرتها بشكلٍ غير قانونيّ. كما سُجلت شهادات عن جمع أعداد كبيرة من المعتقلين في غرف ضيّقة جدًا، ومنعهم من شرب الماء أو الدخول إلى المرحاض. كما سُجلت حالات التقط فيها رجال الوحدات الخاصّة صورًا للمعتقلين بهواتفهم الخاصّة داخل المعتقل دون أي صلاحيّة أو مسوّغ قانونيّ. في الناصرة على سبيل المثال، أفاد أحد المعتقلين بوجود غرفة خاصّة جمعوا فيها المعتقلين على الأرض، منعوهم من رفع رؤوسهم لئلا يروا رجال الأمن الذين يدخلون ويعتدون عليه بالضرب. بحسب شهادة المعتقل، فقد امتلأت أرضيّة الغرف ببقع الدم نتيجة الاعتداءات.

- منع نقل المعتقلين إلى المستشفى قبل التحقيق: سُجلت عشرات الحالات التي رفضت فيها الشرطة نقل معتقلين مصابين إلى العلاج الطبيّ في المستشفى رغم توصيات طواقم المسعفين وجزمهم بضرورة تقديم العلاج فورًا. وقد أصرّت الشرطة في حالات كثيرة ألّا يتلقّى المعتقل علاجًا طبيًا إلا بعد خضوعه للتحقيق. في بعض الحالات التي احتجّت فيها طواقم المحامين ورفضت تقديم الاستشارة للمعتقل حتّى تلقيه العلاج الطبيّ، انتقمت الشرطة من المعتقلين وطواقم المحامين من خلال تأجيل التحقيق، وإبقاء المعتقل دون علاج لساعات طويلة، بلغت في حالات معيّنة أكثر من 9 ساعات، وكانت من ضمن هذه الحالات إصابات تتطلّب علاجًا فوريًا ويلعب فيها الوقت دورًا مفصليًا، مثل الإصابات في العيون.

هذه المنهجيّات، إلى جانب ممارسات وتفاصيل أخرى كثيرة، تهدف إلى إرهاب الشباب الفلسطينيّ وردعه عن الاحتجاج وتفريغ الشوارع من الجماهير من خلال الاعتقالات المنزليّة وأوامر الإبعاد، في محاولة لثني الناس عن حقّهم بالدفاع عن أنفسهم وبيوتهم وممتلكاتهم وقراهم ومدنهم.

- الاعتداء على طواقم الحامين: حاولت الشرطة بأشكال مختلفة أن تحبط عمل طواقم الدفاع، لا سيما طواقم المحامين المتطوّعين الذين مثلوا المعتقلين بشكلٍ جماعيّ واصرّوا على حقوقهم، لا سيما حقّهم بتلقّي العلاج الطبيّ. في حالات كثيرة، أبعدت الشرطة المحامين عن مدخل مركز الاعتقال لمنعهم من معرفة عدد وأسماء المعتقلين. أما في الناصرة فسُجل اعتقال لمحاميين اثنين. كذلك، وفي أكثر من حالة، تم طرد المحاميّات والمحامين من مراكز الاعتقال. في أم الفحم مثلًا، أُغلق مركز الشرطة إغلاقًا تامًا، وكذلك أوقف الرد على المكالمات الهاتفيّة، وذلك بهدف عدم الادلاء بأي معلومات عن المعتقلين ومنعهم عن تلقّي أي استشارة قانونيّة. كذلك، وعند إصرار المحامين على حقوق المعتقلين، ولا سيما نقلهم لتلقّي العلاج الطبّي، مارس رجال الشرطة خطوات عقابيّة تهدف لإنهاك المحامين، مثل تأخير التحقيقات حتّى ساعات الصباح، وإجبار المحامين على الانتظار لساعات طويلة قبل تقديم استشارة للمعتقل.

- إطلاق سراح مشروط: في حالات كثيرة، وضمن الاعتقالات العشوائيّة دون أي مسوّغٍ أو مبرّر، قرّرت الشرطة إطلاق سراح المعتقلين بعد الاعتداء عليهم دون تقديمهم للمحاكمة لتمديد اعتقالهم، إلا أنّها فرضت عليهم شروطًا تهدف بالأساس إلى منعهم من المشاركة بالاحتجاجات. ورغم أن الشرطة لم تمتلك أي مبرّر لاعتقالهم، فقد اشترطت إطلاق سراحهم إما بالحبس المنزليّ لأيّام طويلة، وإما إبعادهم عن مناطق سكنهم، وإما اشتراط منع مشاركتهم بالمظاهرات، وهي شروط إما غير قانونيّة وإما غير مبررة قضائيًّا. المُلفت أن المحاكم الإسرائيليّة ماطلت مماطلة شديدة في الاستئنافات التي قُدمت على هذه الشروط، ونظرت بالاستئنافات بعد أن أنهى المعتقلون أيّام الحبس المنزليّ أو الإبعاد.

- التُهم المقدّمة للمحكمة: استخدم الادعاء تهمًا متنوّعة، منها تهم التحريض التي حاولوا من خلالها خلق صورة كاذبة بأن الاحتجاجات عنصريّة و“معادية للساميّة”، وذلك من خلال التشديد على الادعاء الزائف بأن المعتقلين حرّضوا على “قتل اليهود”. كذلك، استخدم الادعاء عددًا من التهم الواهية، مثل استخدام المواد المتفجّرة، جرائم عنصريّة، وقوانين مكافحة الإرهاب.

- محاكم تعسفيّة وقضاة ينفّذون أوامر سياسيّة: برز في جلسات تمديد الاعتقال الدور السياسيّ الذي لعبه القضاة، إذ تجاهلوا بشكلٍ متعمّد كافة الجوانب الحقوقيّة شديدة الأهميّة. وقد أكّد محام في منطقة النقب أن أحد القضاة تحدّث عن صدور “تعليمات عُليا” للجهاز القضائيّ. تجاهل القضاة بشكل شبه تام الاعتداءات على المعتقلين وآثار العنف الجسديّ المروّعة عليهم. كما تجاهلوا في أحكام تمديد الاعتقال كافة الانتهاكات التي سُجلت، مثل منع الاستشارة القانونيّة أو انتهاك حقوق القاصرين. تجاهل القضاة جميع الادعاءات الدستوريّة حول الحق في التظاهر، كما تجاهلوا الإهانات التي وجهها ممثلو الادعاء اتجاه المحامين في قاعة المحكمة. يُذكر كذلك إصرار القضاء على إجراء صفقات بين الدفاع والادعاء، وهي صفقات تمس بحقوق المعتقل وتظلمه. عند رفض الدفاع لهذه الصفقات، تعمّد القضاة إصدار قرارات انتقاميّة تهدف إلى معاقبة المعتقلين والمحامين على رفضهم الصفقات. أما ممثل الشرطة، فقد هدّد المحامين أكثر من مرّة بأنّه سيبدأ بتصعيد طلبات تمديد الاعتقال إذا ما أصرّ المحامون على رفض الصفقات والتمسّك بالترافع عن حقوق المعتقلين. كما يُذكر أنه في الأغلبيّة الساحقة من الحالات التي قرّرت فيها المحكمة إطلاق سراح المعتقل، واستأنف الادعاء على القرار، قبلت محكمة الاستئناف موقف الادعاء وأبقت على تمديد الاعتقال، فيما رفضت محكمة الاستئناف الأغلبيّة الساحقة من استئنافات الدفاع.

هذه المنهجيّات، إلى جانب ممارسات وتفاصيل أخرى كثيرة، تهدف إلى إرهاب الشباب الفلسطينيّ وردعه عن الاحتجاج وتفريغ الشوارع من الجماهير من خلال الاعتقالات المنزليّة وأوامر الإبعاد، في محاولة لثني الناس عن حقّهم بالدفاع عن أنفسهم وبيوتهم وممتلكاتهم وقراهم ومدنهم. ستستمر طواقم المحاميات والمحامين بتمثيل كافّة المعتقلين الفلسطينيين في هذه الانتفاضة الشجاعة، والدفاع عن حقّهم بالنضال من أجل الحريّة.

 [تنشر المقالة ضمن اتفاقية شراكة مع موقع اورينت]