أشباهي
في شبابي كان النساء ينتحين بي جانباً في الحفلات
ليقلن لي أنّني أذكّرهن
بأخ ميّت أو عشيق سابق
كلهم يضعون نظارات مدوّرة مثلي
أحدهم نام في حوض الحمام برسغين مجروحين
والآخر ركب منطاداً
ولا أخبار عنه من يومها
أحدهم كان يعزف البيانو بروعة
حتى أن الغرباء كانوا يطرقون بابه
متوسلين أن يسمح لهم بالدخول ليستمعوا
أما أنا، فآخر مرة رآني فيها أحد
كنت أقرأ الكتاب المقدّس في قطار المترو
أهز رأسي وأضحك مع نفسي
السراب
مثل كاريكاتير يُظهِرُ
رجلاً في صحراء
يجثو على ركبتيه ويموت عطشاً
وفجأة يرى أمامه
بحيرة ونخلات
كنت ذات مرة في قطار يقترب من شيكاغو
ورأيت جبلاً يغطي الثلج قمّته
وعرفت أنه لم يكن موجوداً فعلاً
ومع ذلك أطلت النظر حتى أنني رأيت
مرجاً أخضر وخرافاً ترعى
لكن غيوم الدخان الأسود
الملتفّة حول مصانع الحديد الضخمة
حجبت تلك الرؤيا الجميلة عن عينيّ
كلبان
كلب عجوز يخاف من ظلّه
في مدينة جنوبية
القصة التي حكتها لي امرأة تفقد بصرها
ذات أمسية صيفية جميلة
بينما الأشباح تزحف خارجة من غابات نيوهامپشر
هناك شارع طويل وكلب قَلِقٌ
ودجاجتان خاملتان
والشمس كلّها
تهبط على مدينة جنوبية
بلا اسم
ذكرّتني بالجنود الألمان
وهم يسيرون من أمام بيتنا في ١٩٤٤
كيف وقف الكل على الرصيف
يرقبونهم من زوايا العيون
الأرض ترتجف والموت يمرّ
ركض كلب أبيض صغير إلى الشارع
واشتبك بقدمي الجندي
أطارته رفسة كما لو كان بجناحين
هذا ما أراه باستمرار
الليل يهبط. كلب بجناحين
[ترجمة سنان أنطون من Charles Simic, No End in Sight (Knopf, 2022)].