(الأهلية للنشر والتوزيع، عمّان، 2023)
[كاتب ومترجم فلسطيني سوري، يقيم في اللاذقية متفرغًا لأعمال الترجمة والكتابة. حاز على عدة جوائز في مجال الشعر والقصة، ووصلت ترجمته لرواية "صمت الفتيات" للكاتبة الإنجليزية بات باركر (عصير الكتب، 2020) إلى القائمة القصيرة في الدورة الثامنة لجائزة الشباب التي ينظمها المركز القومي للترجمة في مصر. صدرت له مجموعة شعرية "عن كل ما هو خافت وبعيد" (2021)، ومجموعة قصصية "أربعون أنا ونصف بصلة" (2022)، كلتاهما عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع. بالإضافة إلى 7 أعمال مترجمة].
جدليّة (ج): كيف اخترت الكتاب، ما الذي قادك نحوه؟
علاء عودة (ع. ع.): في الواقع، معظم الأعمال التي ترجمتُها حتى تاريخه، سواء ما صدر منها وما لم يصدر بعد، انتقيتُها من ضمن قائمةٍ تكون موجودة أصلًا لدى الناشر ضمن خطة الإصدارات السنوية، فأتخيُّر منها العمل الذي أجده الأقرب إليّ بالدرجة الأولى، على أن يحقق معيارًا معيّنًا من أهمية المحتوى واللغة والفنّيّات.
باستثناء كتابٍ واحد اقترحتُه أنا على إحدى الدور ومن المقرر أن أعمل عليه ضمن خطتي لهذا العام. كما سبق وترجمتُ عملًا اقترحتُ مؤلّفَه دون تحديد كتاب له، وكذلك أبدأ عامي هذا بترجمة كتابٍ لمؤلفٍ اقترحتُه بالطريقة نفسها.
بالنسبة إلى «دروسٌ في الكيمياء»، كنتُ قد تواصلتُ مع الدّار الأهليّة مطلعَ العام الماضي –بعد تعاونٍ معها أثمرَ كتابين مؤلَّفين شعرًا وقصّةً- مُبديًا رغبتي في استمرار التعاون بيننا وامتداده إلى مجال الترجمة، فاقترحوا عليَّ هذه الرواية، التي قبلتُها بعد تصفُّحها وقراءة أجزاء طويلة منها والاطّلاع على مراجعاتٍ لها من عدة مصادر بتُّ أميل إلى الثقة بها. أتممتُ ترجمتَها منتصفَ العام، وها هي اليومَ تصدر وأفرحُ بصدورها فرحًا خاصًّا، كونها العملَ الأوّلَ الذي كنتُ مسؤولًا عنه بالكامل في ما يتعلّق بالتدقيق والتحرير إلى جانب الترجمة.
ما أثارَ اهتمامي في الكتاب هو طرحُه النسويّ بالدرجة الأولى، على بساطته. إذ أجد أنّ مكتبتنا ما تزال بحاجة إلى الإثراء في ألف-باء هذا الجانب. إضافةً إلى إيقاعه السريع ولغته الرشيقة. وقد مثّلَ تجربةً لطيفةً بالنسبة إليّ، وبداية تعاونٍ مبشّرٍ في مجال الترجمة مع دارٍ أُكِنُّ لها معزّةً خاصّة.
(ج): ما هي الثيمة/ات الرئيسية؟ ما هو العالم الذي يأخذنا إليه النص؟
(ع. ع.): تدور أحداث الرواية في أمريكا ستينيات القرن الماضي (مع الخطف خلفًا إلى خمسينياته)، وتسلّط الضوء في المقام الأول على التمييز القائم على أساس الجنس –الذي شهدت الولايات المتحدةُ أوجَهُ في تلك الفترة- في جميع جوانب الحياة، بتفصيل ممتع. كما تتطرق في أثناء ذلك إلى موضوعات شديدة الأهمية، من بينها الأدوار الجندرية ورهاب المثلية وما لذلك من أثر على حياة الفرد والمجتمع.
ومن جهة أخرى، تبرز أربع ثيمات تكاد لا تفارق النَّص: العلوم وعلى رأسها الكيمياء، والطبخ، وعالم الإنتاج التلفزيوني في ستينيات أمريكا، ورياضة التجديف.
بالإضافة إلى الشخصية المفضلة لديّ: "ستّة ونصف"، الكلب الذكيّ المرح الذي أضفى على العمل صبغةً مميزة، وفعّلَ فيه أدوات أدبية مهمّة برأيي. جنبًا إلى جنب مع الطفلة مادلين، القارئةِ المبكّرة التي قدمت لنا المؤلفةُ من خلالها منظورًا أثرى الروايةَ في السرد كما في الأحداث والمحتوى الأدبي.
كما أنّ الرّاوي العليم كان يتقمّص كلَّ مرة في الشخصية التي تتسيّد المشهد، فيتخذ لغتَها وعقليتَها ومنظورها دون أن ينتقل السردُ إلى صيغة المتكلم، وهذه أداة أدبية أثبتت وظيفيّتها عدا عن جماليّتها والمتعة التي تُكسب الروايةَ إياها.
(ج): ما هي التحديات التي جابهتك أثناء البحث والترجمة؟
(ع. ع.): لعلَّ التحدي الأبرز الذي واجهني هو المحتوى العلمي في الكتاب، لكنني وجدتُ عونًا مُعتبَرًا في مجال دراستي الأساسي والمقررات الطبية التي درستُها باللغة العربية في سوريا، وكذلك تواصلتُ منذ بدء الاشتغال عليه مع صديقٍ متخصصٍ في الكيمياء شغوفٍ باختصاصه، قدَّم إليَّ الكثير من المعونة وحوارات ممتعة زادت فرادةَ التجربةِ من هذا الجانب.
كما انتهزتُ فرصةَ إمكانيةِ التواصل مع المؤلفة، بوني غارموس، لاستيضاح بعد النقاط، في سبيل الخروج بالترجمة في أمثلِ شكلٍ متاح وأقل قدرٍ ممكن من الإشكالات.
(ج): ما هو موقع هذا الكتاب في مسيرتك الإبداعية؟
(ع. ع.): هذا الكتاب هو العمل الرسمي الحادي عشر الذي أُترجِمه، والسابع مما نُشر من هذه الأعمال حتى الآن.
(ج): هل هناك نصوص كانت ذات تأثير خاص، أو قرأتها أثناء إنجاز الترجمة؟ ما هي المراجع التي اعتمدت عليها؟
(ع. ع.): أحالني العملُ إلى التعمق في القراءة عن الثقافة الشعبية "البوب كلتشر" الأمريكية في الستينيات، وعن أعلام البث التلفزيوني آنذاك. كما بحثتُ كثيرًا وكثيرًا في عوالم الطبخ، والتاريخ الكنَسيّ الحديث في الولايات المتحدة، والحركات الفكرية والناشطية التي تصدّرت مشهد الستينيات الأمريكي والعالمي.
وكان هذا المشروع مثالًا جليًّا على مبدأ إعطاء الخبز لخبّازه الذي أؤمن به إيمانًا شديدًا، إذ استعنتُ بأفراد عائلتي وأصدقائي أكثر مما في أيّ عملٍ آخر، كلٌّ حسب اختصاصه، من اللغة إلى الكيمياء إلى الطب إلى الطبخ إلى القانون إلى العمران إلى اللاهوت والكنَسيّات... والقائمة تطول.
(ج): من هو الجمهور المتوقع للكتاب وما الذي تأمل أن يصل إليه القراء؟
(ع. ع.): الرواية خفيفة لطيفة رغم حجمها الكبير، ممتعة بالدرجة الأولى، تخرجُ منها شرائحُ القرّاء كافةً بمعظم ما تطرحه دون نقصان، فهي ليست من الأعمال الثقيلة التي تُبدي نزعةً نخبوية. وهي تندرج ضمن نمط الرواية التاريخية، النمط الذي يُثبتُ مرارًا مكانته في النوع الأدبي. آمل أن يَخلُص القارئُ منها إلى ما يُرتجى من كل عملٍ روائي، أي المتعة في المقام الأول، ثم الإثراء الإنساني الأدبي والمعرفي والتاريخي. وأتمنى أن يكون هذا الكتاب نافذةً جديدة من نوافذ الأدب المترجم، تزيد رؤيتَنا نحن البشر بعضنا لبعض.
(ج): ما هي مشاريعك الأخرى/المستقبلية؟
(ع.ع.): أنتظر هذا العام صدور خمسة أعمال جديدة بترجمتي، كلها روائية: ثلاثيةٌ عن الحرب العالمية الأولى بجوانبها التاريخية والنفسية والطبقية والثقافية والإنسانية لمؤلفةٍ سبق وترجمتُ لها؛ وروايةٌ أمريكية حقّقت أصداءً عالميةً ممتازة العام الماضي، تتحدث عن العنصرية وعنف الشرطة والمظلوميات التاريخية والشغل بالكتابة والاضطرابات النفسية والإدمان والبحث عن الذات، بأسلوب وأدوات حداثوية مميزة؛ ورواية جميلة عن براري ألاسكا والمعيشة اليومية فيها، تتطرّق إلى النسوية والعنف الأُسري وحب المراهقة وغياب صورة الأب. تصدر هذه الأعمال عن ثلاث دور نشر مختلفة.
كما تتضمن خطتي لهذا العام روايتين وكتابًا غير روائي، سيُشكل كلٌّ منها تجربة جديدة على الصعيد الشخصي إن أسعفتنا الظروف.
مقتطف من الكتاب
العديد من النّاس يذهبون إلى مُستولِدي الكلاب كي يجدوا ضالّتهم، وآخرون إلى زريبة الكلاب الضّالّة، لكن في بعض الأحيان – لا سيّما حين يكون الأمر مقدَّرًا، يعثر الكلبُ المناسب على صاحبه بنفسه.
كان مساءَ سبت، بعد نحو شهر، وقد خطفت إليزابيث نفسَها إلى متجر الأطعمة الجاهزة القريب لتحضر شيئًا من أجل العشاء. وعندما غادرت المتجر، بذراعين تثقلهما قطعة سلامي كبيرة وكيس مشتريات، راقبها كلبٌ أجربُ كريهُ الرّائحة مختبئٌ في ظلال الزّقاق وهي تمرّ قربه. رغم أنّ الكلب لم يبرح مكانَه منذ خمس ساعات، فقد ألقى نظرةً واحدة عليها، ثمّ حمل نفسَه وتبعها.
صادف أنّ كالڤن كان واقفًا عند النّافذة حين رأى إليزابيث قادمة نحو المنزل، يتبعها كلبٌ على مسافة خمس خطوات. وفيما تفرّج عليها وهي تمشي، اعترت أوصالَه رعدةٌ غريبة. «إليزابيث زوت، أنت سوف تغيّرين العالم»، سمع نفسه يقول. وما إن قال ذلك حتّى أيقن أنّه صحيح؛ إليزابيث سوف تنجز شيئًا ثوريًّا وضروريًّا يتكفّل بتخليد اسمها رغمَ فيلق الرّافضين الّذي لا ينتهي. وكما لو أنّها تنوي إثبات ذلك، ها هي اليوم تحظى بأوّل مُريديها.
-
مَن صديقُك؟ نادى من مكانه، ينفض آثار ذلك الشّعور الغريب.
-
ستّة ونصف. ردّت بعد أن ألقت نظرة على معصمها.
كان ستّة ونصف في حاجة ماسّة إلى حمّام. طويل، رماديّ، نحيل، يغطّيه فروٌ أشبه بالأسلاك الشّائكة يجعله يبدو قد نجا من الإعدام بالكهرباء في اللّحظة الأخيرة. وقف دون حركة وهما يفركانه بالشّامبو، نظرتُه لا تحيد عن إليزابيث.
-
أعتقد أنّ علينا محاولة البحث عن مالكه. قالت إليزابيث على مضض. أنا متأكّدة أنّ هنالك شخصًا يأكله القلق.
-
هذا الكلب ليس له مالك. طمأنها كالڤن، وكان محقًّا. لم تَعُد الاتّصالاتُ اللّاحقة بالزّريبة ولا الإعلانات ضمن عمود المفقودات في الصّحيفة بأيّة نتيجة تُذكَر. لكن حتّى لو حدث ذلك، فستّة ونصف وضّح نواياه وانتهى الأمر: سوف يبقى مكانه.
في الواقع، "مكانك" كانت أوّل كلمة يتعلّمها، رغم أنّه في غضون أسابيع كان قد تعلّم خمس كلمات أخرى على الأقلّ، وهذا أكثر ما فاجأ إليزابيث – جاهزيّة ستّة ونصف للتّعلّم.
-
أترى أنّه استثنائيّ؟ سألت كالڤن أكثر من مرّة. يبدو أنّه يلقطها على الطّاير.
-
إنّه يُبدي امتنانَه. أجاب كالڤن. يريد أن يُرضينا.
إلّا أنّ إليزابيث كانت على حقّ: لقد تلقّى ستّة ونصف تدريبًا كي يلقط الأشياء على الطّاير. كي يلتقط القنابل، على وجه التّحديد.
قبل أن ينتهي به المطاف في ذلك الزّقاق، كان بين مجموعة من الكلاب ضمن دورة تدريب على تعقّب رائحة القنابل في معسكر بندلتون، قاعدة مشاة البحريّة القريبة. ولسوء الحظّ، فقد فشل فشلًا ذريعًا. ليس أنّه لم يبدُ قادرًا قطُّ على التقاط رائحة القنبلة في الوقت المناسب فحسب، بل تعيّن عليه أيضًا أن يتحمّل الثّناء الّذي يُغدَق على كلاب الجيرمان شيبرد المعتدّة بنفسها الّتي تنجح في المهمّة كلّ مرّة. وقد سُرِّحَ من الخدمة آخرَ الأمر –دون تشريفات- بقرارٍ من مدرّبه الغاضب، الّذي حمله بسيّارته إلى الطّريق السّريع وألقاه في مكان مهجور. بعد أسبوعين عثر على طريقه إلى ذلك الزّقاق، وبعد أسبوعين وخمس ساعات كان يُفرَك بالشّامبو على يد إليزابيث الّتي تناديه ستّة ونصف.
-
هل أنت متأكّد أنّ بوسعنا اصطحابه إلى هاستينغز؟ سألت إليزابيث كالڤن وهو يُدخله إلى السّيّارة صباحَ الاثنين.
-
بالطّبع، لمَ لا؟
-
لأنّني لم يسبق لي أن رأيت كلبًا آخر في العمل، كما أنّ المختبرات ليست آمنة إلى هذه الدّرجة.
-
لن تغفل أعينُنا عنه. قال كالڤن. ليس من الصّحّيّ أن تُترَك الكلاب بمفردها طيلة النّهار، فهي بحاجة إلى التّحفيز.
هذه المرّة، كان الحقّ مع كالڤن. كان ستّة ونصف يحبّ معسكر بندلتون لأنّه لم يكن وحيدًا هناك قطّ، لكن بالدّرجة الأولى لأنّ المكان منحَه شيئًا لم يسبق له أن حظي به: الغاية. بيد أنّه كان يواجه مشكلة.
أمام الكلب الشّمّام خياران اثنان في التّعامل مع القنابل: أن يجد القنبلة في الوقت المناسب الّذي يسمح بتفكيكها (وهذا المفضَّل)، أو أن يلقي بنفسه على القنبلة مقدّمًا بذلك التّضحية القصوى لإنقاذ الوحدة (ليس مفضّلًا، رغم أنّه يضمن له وسامًا بعد الوفاة). وفي التّدريب لا تُستَخدم سوى القنابل الزّائفة، لذا أكثر ما يمكن لكلبٍ أن يحصّله حين يرمي بنفسه على القنبلة هو دويٌّ مزعج يليه انفجار ضخم لطلاء أحمر.
الدّويّ هو السّبب، كان يُفزع ستّة ونصف حتّى يكاد قلبُه يتوقّف. لذا بات كلَّ يوم، حين يُصدر مدرّبُه أمرَه "جِدْها"، ينطلق شرقًا من فوره، رغم أنّ أنفه يكون قد أعلمه أنّ القنبلة موجودة على بعد خمسين ياردة غربًا، ثمّ يشير بخَطمه إلى أحجار وصخور مختلفة، منتظرًا أن يعثر أحد الكلاب الأخرى الأكثر شجاعةً على الشّيء اللّعين أخيرًا ويتلقّى مكافأتَه قطعةَ بسكويت. إلّا إذا كان الكلب بطيئًا أو غِرًّا للغاية فانفجرت القنبلة، حينها لا يحصل سوى على حمّام.
-
لا يمكنك أن تدخل كلبًا إلى هنا يا د. إيڤانز. قالت الآنسة فراسك لكالڤن. لقد تلقّينا شكاوى.
-
لم يشكُ أحدٌ لي. أجاب كالڤن رافعًا كتفيه، رغم يقينه من أنّ أحدًا لن يجرؤ أساسًا.
تراجعت فراسك على الفور.
في غضون بضعة أسابيع، كان ستّة ونصف قد أجرى عمليّة جردٍ لكامل موجودات حَرَمِ هاستينغز، فحفظ عن ظهر قلبٍ كلَّ طابقٍ وغرفة ومخرَج، كرجل إطفاء يتحضّر لكارثة. وحين يتعلّق الأمر بإليزابيث زوت، يكون متنبّهًا بأعلى الدّرجات. لقد عانت في ماضيها – بوسعه أن يستشعر ذلك، وهو مصمّمٌ ألّا تعاني مجدّدًا على الإطلاق. وكان الأمر نفسه بالنّسبة إلى إليزابيث. كانت تستشعر أنّ ستّة ونصف قد مرّ هو الآخر بمعاناة تفوق قصصَ ترك الكلاب على جانب الطّريق المعتادة، وهي أيضًا شعرت بالحاجة إلى حمايته. في الواقع، هي الّتي أصرّت أن ينام قربَ سريرهما رغم أنّ كالڤن رأى المطبخَ خيارًا أفضل، لكنّ إليزابيث فازت في النّهاية وبقي، قانعًا تمامًا، باستثناء الأوقات الّتي تشتبك فيها أطرافُ كالڤن وإليزابيث فيتحوّلان إلى كتلة فوضويّة متشابكة، ويتخلّلُ اللّهاثُ والضّوضاء حركاتِهما الخرقاء. الحيوانات تفعل ذلك أيضًا، لكن بكفاءة أكبر بكثير. إنّ البشر، كما لاحظ ستّة ونصف، يميلون إلى المبالغة في تعقيد الأمور.
حين تحدث هذه الاشتباكات في الصّباح الباكر، تنهض إليزابيث بعدها بقليلٍ كي تُعدّ الفطور. فرغم أنّ الاتّفاق تضمّن في الأصل تحضير العشاء خمسَ ليالٍ في الأسبوع مقابل الإيجار، لقد أضافت الفطور أيضًا، ثمّ الغداء. بالنّسبة إلى إليزابيث، لم يكن الطّبخُ مهمّةً نسائيّةً مقرّرةً سلفًا، بل هو –كما قالت لكالڤن- كيمياء، وهذا لأنّ الطّبخ كيمياءٌ بالفعل.