في هذا الحوار يخوض القس متري راهب في مسيرته الحياتية كلاهوتي ومفكّر وراعي لكنيسة في بيت لحم، فالانتفاضة الأولى والثانية عرضت رعيّته في بيت لحم لعنف الاحتلال الشرس والمدمّر، وفرضت أسئلة روحية جديدة التي دفعته إلى تأسيس ما يسميه بالـ"اللاهوت السياقي"(Contextual Theology). "قراءة الكتاب المقدّس في عيون فلسطينية" بالنسبة للقس راهب تحصل من خلال خلق حوار ما بين التعاليم الروحيّة المسيحية والتاريخ الفلسطيني العريق والحديث، إذ تصبح التجربة الفلسطينية المعاصرة مفتاحًا معرفيًّا وروحيًّا لفهم الإنجيل. يتحدّث القس راهب أيضًا عن مركزية التحليل التاريخي الجيوسياسي للكتاب المقدّس، فهو انعكاس، بل منتوج، لصيرورة تاريخية محددة ما زالت تستمر حتى يومنا هذا لشعبٍ يحاول فهم واقعه وبناء أمل للخلاص داخله في ظل عنف الإمبراطوريات المختلفة التي توالت في سيطرتها عليه ومارست حروبها المختلفة على أرض وطنه. يناقش القس أيضًا في هذا الحوار أهمية الإنتاج المعرفي والفني الفلسطيني في صيانة الهوية التاريخية الفلسطينية، ودور جامعة دار الكلمة في بيت لحم التي يترأسها في بناء المشروع الجماعي الاجتماعي والسياسي الذي يجمع بين الفن والبحث والفكر واللاهوت، لصيانة السردية الفلسطينية بشكلٍ يعود إلى الجذور العريقة والمتعددة الطبقات من دون إقصاء أي طبقة، مشروع يدفع الأجيال القيادية القادمة لإعادة تخيّل التاريخ الفلسطينية والمستقبل الفلسطيني بشكل نقدي، ديناميكي وتحرري ينطلق من السؤال المصيري الأهم: "أيّ فلسطين نريد؟"
متري راهب: قس ودكتور، من مواليد وسكّان بيت لحم، وهو لاهوتي وباحث فلسطيني ومؤسس ورئيس لجامعة دار الكلمة في بيت لحم. حصل القس على درجة الدكتوراه في اللاهوت من جامعة فيليبس في ماربورغ عام 1987، ألمانيا، ودكتوراه فخرية من جامعة كونكورديا في شيكاغو عام 2003. عمله البحثي والكتابي كثيف جدًّا، حيث ألف العشرات من المقالات، وعمل كمدير تحرير لمجلة اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة، وحرر ما يزيد عن ٢٤ كتابًا وألّف حوالي ١٦ كتاباً، من بينها: "الصليب في السياقات: المعاناة والفداء في فلسطين"، "الإيمان بوجه الإمبراطورية: الكتاب المقدس بعيون فلسطينية"، "اختراع التاريخ: قرن من التفاعل بين اللاهوت والسياسة في فلسطين والكتاب المقدس بعيون فلسطينية"، وهو أيضًا موّلّف شريك مع سائر القياديين المسيحين في فلسطين لوثيقة وحركة "كايروس فلسطين"، المعروفة أيضًا بوثيقة "وقفة حق". كتبه ومقالاته العديدة ترجمت حتى الآن إلى إحدى عشرة لغة. أما بالنسبة لعمله الرعوي والكنسي، شغل القس متري الراهب كراعي لكنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم من 1987 حتى 2017، ورئيسًا لسينودس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن وفلسطين من 2011 إلى 2016. في عام 2018 انتخب القسيس لعضوية المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي الفلسطيني. أسس القسيس راهب العديد من الجمعيات والمنظمات الثقافية والتعليمية والاجتماعية وحتى الصحية. منها المنتدى الأكاديمي المسيحي للمواطنة في العالم العربي (CAFCAW)، دار الندوة الدولية التي تهدف إلى تقدّم المجتمع المدني في فلسطين، مركز دار الكلمة للصحة والعافية، وهو عضو مؤسس وعضو مجلس إدارة مكتبة فلسطين الوطنية، ومؤسس ورئيس منظمة كونسورتيوم ديار.
[استمعوا لكل المنشورات الصوتية للوضع/Status عبر الموقع الإلكتروني أو أبل بودكاست].