ذات ليلة
لَمَعَتْ
قطرةُ دمٍّ على رصيفٍ ميت
لا جُرح
لا أحدَ سواك
هُنا
تحتَ نوافذ كالعيون
لا ترمشُ ولا يَطِل منها أحد
وأنتَ تقيمُ الليل
بين محطات المترو
مُتشردٌ أمامكَ
يُعاتبُ أحداً لا تراه
على سُلمٍ يئنُ زحفاً تحتَ ذنوب العابرين
"رُبما غداً"
تقولُ
لَمْ يحن الوقتُ بعد.
حُلُم
غَزَلتهُ لي يدٌ ترعشُ في العتمة
ثُم أفقتْ
مُتوسلاً أخرى
تنبشُ لّحدي بجنون
أن تُعيد كُلَ شيءٍ حيثُما كان
لأنام كالآخرين.
حلمٌ آخر
عدوتُ فيهِ طفلاً
وراءَ طائرةٍ ورقية
ذيلهُا الملون يُزينُ سماءَ مَقبرةٍ بعيدة
هناك غَفتْ أُمي
ولها بابٌ مقفول.
صمت
عنكبوتٌ أسود
يَلعبُ في عتمةِ حُجرتها
غير مُبالٍ بالوقت
ولا تَخنقهُ الوحدة
فستانٌ أبيض
كانت سترتديهِ لموعدنا في الكرادة
السنة الفائتة
أو القادمة
أو...
مَلّ الاِنتظار
وعبث العناكب
بجانبِ الخزانةِ التي تَقفُ وحيدةً
في الغُرفةِ التي اُفرغتْ من باقي الأثاث
صورةٌ معلقةٌ على حائطٍ أكلتهُ الرطوبة
تَلمعُ كنجمةٍ حينَ يُقبلُها شعاعُ شاردٌ
يَخترقُ نافذةً هشّمَ زُجاجها انفجارٌ ما
تبتسمُ هي
غير آبهةٍ بالشريطِ الأسود
الذي يَعلو وجهها الملائكي
ولا بعبث الوقت
والعناكب.
لقاء
دمٌ يابس
حَلّ الظلام
وفي القيّارة
سُطوحٌ مَكسورة
تتدلى فوقَ جُثث منازل مقصوفة
الغرفُ مَسرحٌ للريح
ومرعى لكلابٍ سائبة
شبعت من يدِ ابن الجيران
ووجهه
على الطريق، لا أثر لآلهة
مَلائكةٌ شاردةٌ تطوفُ
على المركبات الحديثة
يَبيعونَ عُيونهم ولا نشتري
"وأنتَ؟" قالت
فتعالت هلاهلُ عيدٍ في رأسي
"تلك الشمعة!"
"أين؟"
اِنطفأتْ\تُ.