[نيّرة وحيد شاعرة أمريكية شابة صدر لها ديوانان شعريان، هما ”ملح“، أصدرته على نفقتها الخاصة، والثاني صدر بعنوان "نجمة"، وصارا فيما بعد يُدَرَّسان في المدارس الأمريكية. وُصفت نيرة بأنها أكثر الشعراء شهرةً في أمريكا في الإنستغرام وشعرها متداول على نطاق واسع في الإعلام الاجتماعي، ولها عدد هائل من المتابعين والمعجبين. هذه المختارات هي من ديوانها "ملح"، الصادر عام ٢٠١٣].
كراهية
الأمهات القاسيات يَبْقين أمهات.
يَجْعلن منا محاربات
يجعلن منا ثائرات
يعلّمْننا الحقيقة، باكراً.
الأمهات بشرٌ،
لكنهن أحياناً
يُنْجبن ألمهنَّ عوضاً عن الأبناء.
عرفان
إذا كتبتُ
ما تشعر به أنتَ
لكنك تعجز عن البوح به
فإن هذا لا يجعل مني شاعرة
بل جسراً.
إنه لمن دواعي سروري
وامتناني
أن أساعد قلبك كي يعبّر عن نفسه.
طبيعي
توقّعْ الأسى
كما تتوقع سقوط المطر
كلاهما يطهّركَ.
وزن
كان في غاية الجمال
لأنه حين عانقها
لم يهمه ”أنه رجل“،
”فحقيقة أنه رجل“
لم تكن لها علاقة
بالأزهار التي تدفقت من صدره.
نهاية
لا أكترث بنهاية العالم
فقد انتهى بالنسبة لي مرات كثيرة
وبدأ مرة أخرى في صباح اليوم التالي.
أقل
أريد مزيداً من الرجال
بأزهارٍ تتساقط من جلودهم
بمزيد من الماء في أعينهم
بمزيد من الارتجاف في أجسادهم
بمزيد من النساء في قلوبهم
أكثر مما هو في أيديهم
بمزيد من النعومة في طولهم
والصدق في صوتهم
بمزيد من الدهشة
والتواضع في أقدامهم.
أفريقيا
أفريقيا ليست بحاجةٍ إلى دموعكَ
أو
إلى صلواتكَ
أو
إلى نقودكَ
أو
إلى قمصانكَ
أو
إلى برامجك التلفزيونية الطويلة لجمع الأموال
أو
إلى أن تضع يديك بشكل جميل
على ردفيها
وفمك على ثدييها
وقبضتيك على عينيها
كل ما تريده أفريقيا
هو أن تتوقف عن التبول على وجهها
و
القول إن هذا ماء.
دم
لماذا لا نستطيع
التحدث
عن الدم،
دم أسلافنا
دم تاريخنا
الدم بين سيقاننا.
فقدان الذاكرة
إن ألمنا
على أفريقيا
قلبٌ
خَلْف
قلبنا
الألم الذي لا اسم له.
علامات ولادة
لستُ ملكاً لك
لم أقم برحلتي الطويلة الشاقة عابرةً
عالم الأرواح
كي أصبح محيطاً لرجل.
جسدي ليس لكَ
فمي ليس لكَ
مائي ليس لكَ
لا شيء فيَّ ملكٌ لك
إلا إذا قررتُ أن
أفتح يدي
وأمنحه لكَ.
بداية
اعتذرْ من جسدكَ
ربما
بهذا يبدأ العلاج.
أولاً
لا أنتظر أن يحترمني ابني
مقابل إنجابي له
فهذا لا يعني أنه مدينٌ لي بأي شيء.
ما أرغب به أكثر
هو أن أنظر في عينيْ طفلي
وأرى أنني أنجبتُ
قلباً
أنني شرّفتُ
وحملتُ وغذيتُ
قلبَ أحد ما
من اللحظة التي التقينا فيها
وأنه يحبّني من أجل هذا.
أراضي
كانت أمي
وطني الأول،
أوّل مكان عشت فيه.
فقرات
تسيرُ كلماتكَ على ظهري وتنحدر نحو الأسفل
هذه هي الطريقة
التي تتركني بها.
طوفان
الكيمياء
هي أن تلمس ذراعي
وهذا
يُشْعل النار في عقلي.
عصير صيفي
أريدكَ
أن
تشرب البَحْر في داخلي.
جزيرة
أسقطتُ كبريائي
في خليج فمكَ
ولا أعرف كيف أسبحُ.
مقاطع بلا عنوان
أبحثُ عنكَ
في منتصف الليل
في غربِ النهار
في ذاكرة الماء الدافئة.
نكتبُ من الجسد
إنه يتذكّر كل شيء
يداكَ
تسكبان السماء
فوق سريري كلّه
أية لغة هذه؟
[ترجمة: أسامة إسبر، المصدر هو ديوان الشاعرة: Salt].