نيو-آلهة
ثمةَ آلهةٌ آخرونَ
آلهةٌ عَلمانيونَ
خرجوا من كتب التنوير
من ثنايا العقل مثل إفرازاتٍ دُهنيّة تلبّكتْ في الأعالي
آلهةٌ خارجونَ من موت الإله.
والذي يملكونهُ على رقابنا ليس المالَ
ليسَ السلطةَ
ليسَ احتكار العنفِ
هذه نرودٌ في جيوبهم
نرودٌ صغيرةٌ من أجل لعبة آخر الليل الكبيرة.
ما يملكونه على رقابنا هو الريموت-كنترول:
كتموا صوت العالم كلّهُ
الدنيا، اليومَ، مِيوت كبير!
وثمةَ نحن أنصافَ المؤمنين أرباعَ الوثنيين أرباعَ خليط كل شيءٍ
ننظر في الصورة من بعيدٍ
ننظر بلا صوتٍ
ننظر في دماءٍ وفي حركةٍ وفي أفواه تستنجد بنا؛ نفهمُ لكننا نقول: عفوًا نحن لا نسمعكم!
4.11.2023
في المجزرة
هذا الليلُ جزّارٌ
وصمتي هو اللحمُ
صمتي المتقطّعُ معلّقٌ مثل خنانيصَ وسِخالٍ
صمتي المتقطّعُ بالتناهيدِ.
هذا الليلُ جزّارٌ
زبائنه ملائكةٌ وجِنٌّ جائعونَ من تعب النزولِ إلى كلام الأرض
يسترقون مني السمعَ؛
القصائدَ
والأغاني الخافتاتِ
والصراخَ الباطنيَّ على التاريخِ أن يهدأ قليلًا
والهُتافَ الأناركيَّ في حارة الرأسماليينَ.
وماذا بعدُ؟ -قلت للجزّار- ما المقابلُ؟
قال: المقابل ألّا تُسمعَ في بلادٍ كلها أذُنٌ كبيرةٌ
معصرَةٌ من معاصر الجحيم في سوق القيامة
حيثُ عنب الخمرةِ أنتمُ الذين لا ترضونَ بالحياة كما هي
شرابًا حامضًا في كأس من الحلاوةِ
ودواءً لمرضٍ شفاؤهُ الموتُ
وعبوديةً في ثوب من التحرر الموشّى بحِكمة الجلادِ.
قلتُ: حسنًا، ما رأيُكَ أن تأخُذ من جسدي لحمًا للملائكة،
ونُنهي هذا العبثَ المجانيَّ من وجودي؟
قال: لا تكن مُراهقًا، ليس الآن.
كن رجلًا شجاعًا واتبعني،
اسحْب جثّةَ روحك خلفك،
حتى نصل إلى مأدُبة اللهِ،
وهناك سوف نرى في الأمر!
12.11.2023
استنفارُ النائم
متى تستيقظ أيها الشخص الضخمُ
يا كبيرَ الكبراء
ما زلت تغط
ونحن في الطين والمخاضة ننحطُّ ما زلنا.
لانَ لكَ الحجرُ وصار مِخدّةً من الريش
ومع مرور الزمن (والذي هو ليس أكثرَ من إفرازاتِ
حركة آباطِكَ مع أجنحتك حيث تتقلّبُ
في نومتِك الكبيرة) صارت المخدةُ
طائرًا بحجم سماء؛
بمناسره
يلقطُنا،
يفكُّ رؤوسنا،
يتغذّى على أمخاخِنا.
يا لهُ من كابوس طويل بينَ حجَر الأزل وخدّك النائم!
يا لهُ من استيقاظٍ متأخّر بصرف النظر عن الساعة!
أنا جائعٌ أيها الشخص الكونيُّ
أريد كِسرةَ خبز
في انتظار أن تستيقظَ
لتفتحَ تنّورَ القيامة
وتضعَ فيها عجينةَ السياسةِ
وسمسمَ التاريخ:
خبزي،
أيها الخبّاز النائمُ،
من
كتِف
الدكتاتور.
17.11.2023
تزجية
الحياةُ مجرّد تزجية وقت فائض عن حاجة الله
عبيدُ التزجية، نحن
الزمن لا ينتهي، ليس له بدايةٌ، شلّالٌ يفيض ملائكةً وكل شيءٍ وشياطينَ وأيَّ شيءٍ،
وهو زائدٌ عن الحاجة ولا يتناقصُ وصمَديٌّ وفي مكانه الصحيح دائمًا
حتى في اللامكان؛
فنظرَ الله إلى حالة الفَيض هذه ولم يقل "حسن" بل قال: تزجية!
فجئنا نحن
تزجيةً للوقتِ، عبيدًا في قصر لا أهلَ لهُ، حرّاسَ ليل لا يأتي
وكأنْ تشتري بطّاتٍ پلاستيكية للزينة في البانيو
الله نظرَ إلى الزمن
ووضعَ حيواناتٍ من الطين!
15.11.2023