(دار الدراويش للنشر والترجمة، بلغاريا، 2024)
جدلية (ج): كيف ولدت فكرة النص، ما هي منابعه وروافده ومراحل تطوّره؟
حميد عقبي (ح. ع.): أغلب أعمالي الروائية تولد في شكل سيناريو سينمائي ورواية الشجرة الأم كتبتها بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة واستفزني كما استفز غيري المنطق العنصري للتيارات العنصرية المقززة وخاصة إريك زمور لأننا مع أصوات فاشية جديدة تجتاح أوروبا ثم تطور النص من قصة إلى سيناريو أولي ثم رواية قصيرة.
النص ليس بعيدًا من الواقع ولا مني، فيه شظايا من ذكريات الطفولة والشباب في اليمن ومدينتي بيت الفقيه اليمنية، صور وومضات من هناك البعيد وأيضَا مني هنا في فرنسا ومن خيالاتي وهذياناتي وقضايا مجتمعية تهم أي مغترب ومقيم عربي في بلد المهجر الأوروبي.
(ج): ما هي الثيمة/ات الرئيسية، وما هو العالم الذي يأخذنا إليه النص؟
(ح. ع.): الثيمات متعددة وخاصة المهجر والغربة، البعد عن الوطن، متغيرات تتطور لظواهر حياتية وواقعية في فرنسا وأوروبا مثل عنف الشرطة ضد المواطن من أصول عربية وكذلك سيجد القارئ شخصيات ثائرة إنسانية دعت للحرية وناضلت ضد العنصرية مثل مشهد ل (بوب مارلي) وهو تحت ظل الشجرة الأم ودمه ينزف ثم تتحول الرصاصات التي قتلته إلى حمائم كذلك هذيانات داخلية بعضها قد لا يكون مفهومًا والرغبة في الحب والسلام وقداسة خاصة للطبيعة في صورة هذه الشجرة الأم.
النص لا ينقل أو يوثق احداث واقعية لكنه لا يتخلى عن الواقع المعاش ولحظات حياتية ثم يمزجها بخيالات وأحلام يقظة فنان بقوالب مشهدية تكاد تكون سينمائية.
(ج): كتابُك الأخير عبارة عن رواية، هل لاختيارك جنسًا أدبيًا بذاته تأثير فيما تريد أن تقول، وما هي طبيعة هذا التأثير؟
(ح. ع.): أنا سينمائي في كل أشكال ونشاطاتي في الكتابة السردية، الشعرية أو المسرحية، لا أزعم أني قادر من التحرر من تأثيرات السينما، وكما تعلم المشكلة الإنتاجية تتضخم وقليلة جدًا فرص الحصول على دعم لذلك أنشر إبداعاتي في قوالب سردية، شعرية، مسرحية أو أرسم لوحات تشكيلية، آخر فيلم أنتجته فيلم غريب أنتجته مع أصدقاء بباريس بورشة فنية دون إنتاج قبل أزمة كوفيد، أنتجت وأخرجت عشرة أفلام قصيرة وأسعى أنجاز فيلمي الأول الطويل، لكن صعوبات الإنتاج كبيرة لي ولغيري، ثم أنتجت فيديوهات بجهد ذاتي تحت مسمى تشابكات الشعر والسينما، 20 فيديو، دخلت هذا العام 2024 ونشرت 9 روايات في 7 كتب، وقريبا تصدر لي مجموعتي القصصية الرابعة وكتب شعرية ومسرحية ونشرت كذلك ثلاثة كتب سيناريوهات (سيناريو أقعنة) باللغة العربية وكتابين (سيسيل) و(بلال وحورية) باللغة الفرنسية.
كتاب (رغوة) وهو نص مسرحي مترجم للإيطالية ترجمة الفنانة الليبية سعاد خليل.
باختصار أنا مخلص للسينما واليوم نعيش عصر تشابك الفنون والأجناس الأدبية وهذا التأثر يتطور أكثر وأكثر.
(ج): ما هي التحديات والصعوبات التي جابهتك أثناء الكتابة؟
(ح. ع.): أضخم تحدٍ هو قلة الإمكانيات المادية وتعقيدات الحياة، ما أحتاجه بعض الاستقرار المادي ووجود مورد مادي لتكاليف الحياة، أي كاتب أو فنان يحتاج إلى هذا.
(ج): ما هو موقع هذا الكتاب في مسيرتك الإبداعية؟
(ح. ع.): الكتابة نشاط يومي منذ قدومي إلى فرنسا في أكتوبر 2001، وأنا أقرأ وأكتب، بدأت النشر بالنقد السينمائي عبر صحف يمنية منذ تخرجي من كلية الفنون الجميلة ببغداد وعودتي لليمن في نهاية عام 1997 وكنت أنشر بصحف يمنية لكن كتاباتي تغيرت بعد قدومي إلى فرنسا.
الكتابة أيضًا تتطور بالقراءة ومشاهدة تجارب فنية سينمائية، مسرحية، تشكيلية، كلما فتحنا فكرنا وتعايشنا مع الإبداع تتطور طرق تفكيرنا وكتاباتنا.
(ج): هل هناك نصوص كانت ذات تأثير خاص، أو قرأتها أثناء إنجاز النص؟
(ح. ع.): بالنسبة لنص الشجرة الأم تأثرت بالواقع وكذلك جذبتني شخصية (بوب مارلي) وعادت إلى ذهني شخصية المناضل لوحدوي اليمني الأديب عمر الجاوي وكذلك لوحاتي التشكيلية نجدها بالنص وكذلك الشجرة العلاقة قرب نافذتي وهي تحاورني ل صبح ومساء وتذكرني بالأشجار العملاقة التي كانت بحوش مدرستي الابتدائية وكذلك أشجار مدينتي بيت لفقيه اليمنية.
(ج): ما هو مشروعك القادم؟
(ح. ع.): مشروعي الأول دوما السعي للحصول على دعم لفيلمي الأول الطويل. ما أنجزته خلال الأعوام الماضية شيء جيد نشر 20 كتابا ورقيا (5 دواوين شعرية منها ديوان ربما كان لخلل في نجومنا مترجم إلى الألمانية بدعم من المترجم د. سرجون كرم، أستاذ بقسم الدراسات العربية جامعة بون)، 9 تسع روايات منشورة في 7 كتب، مجموعتين قصصية، ثلاثة كتب باللغة الفرنسية، كتاب سيناريو، ونصوص مسرحية.
لدي رواية ضخمة أكثر من 54 ألف كلمة أشتغل على مراجعتها وتدقيقها ثم أتمنى أن أجد ناشراً لها، أعمل أيضًا على مراجعة نهائية وأعدّ لنشر كتاب ضخم باللغة الفرنسية بعنوان المساهمة النظرية والجمالية للسينما الشعرية وقد أنشره على عدة أجزاء بداية من 2025. أتمنى أن ترشحني كل هذه المنجزات للحصول على دعم لفيلمي السينمائي الطويل الأول.
مقتطف من الرواية