ضآلة
من ذا الذي يلمحُ الغريبَ ويراهُ من مرآةِ الآخرِ
من ذا الذي يلمحُ العابرَ
ويُوقدُ نارًا مكانَ العزلةِ، من ذا الذي يستوطنُ الفراغَ
ويحملُ عبءَ الريحِ
لكنَّ من يحرسُ الضآلةَ يتوقى هشاشةَ الحجرِ
القابعِ في ذاكرةِ البركةِ
يمنحُ الطائرَ جناحَ ال…
الماضي في أقصى الهدأةِ يتوجسُ من هاويةِ ال..
لكنَّي لا أُكمِلُ تلكَ الكلمةَ
لا أفضحُ حرفًا يتطلعُ للآخرِ كي يعرفَ
ماذا أعني
كي أخرجَ من جلبابِ اللغةِ
لا بُـدَّ ألَّا أبلغَ الصمتَ
لا بُـدَّ للهذيانِ
لا بُـدَّ من صمتٍ كي تحيا الكلمةُ
وتموتَ فقط
مُداهمة…
يطأُ الحجرُ حدودَ الوقتِ
يُفجِّرُ ألغامَ اللحظةِ
تحتَ وسائدَ بيضٍ
تحتَ أديمِ الزهرةِ يزرعُ ثانيةً للريحِ
ويُخفي في جلبابِ الزمنِ بقايا الذكرى
لكنَّ الأمسَ هو اليومَ
اليومَ الماضي في وهمِ المستقبلِ، في تاريخِ العدمِ الأوحدِ
اليومَ هوَ المِقصلةُ على أعناقِ اليومِ الآخر…
خـوفٌ في قارعةِ الدَّربِ
وفي عينيهِ بريقُ القاتلِ
تلتمعُ شظايا النظرةِ في عينيهِ
وتسهو ذاكرةُ الأموات…
لا تعبرْ واجهةَ الصمتِ ولا تندهُ عِبرَ الليلِ النجمةَ نائمةٌ في أفقٍ أسودَ لا بابَ ولا مفتاحَ لهذا الليلِ
الحارسُ نامَ
وليسَ لهُ الإذنُ بأن يصحو
ثمةَ في الحلمِ ملائكةٌ بلباسٍ أخضرَ
ثمةَ في حلمِ اليقظةِ أُنثىً تحضنُ إيروسَ
تخالُ الزهرةُ في كفِّيها عرشَ بغايا
إيروسُ يحملقُ في جسدِ الأُنثى
لكنَّ ذراعيهِ تنزُّ دمًا ورمادا
خُذني كي ألقى أفروديتَ وأنسى آلهتي
وجحيمًا في جسدي يتهادى
الحجرُ إلهٌ يسقطُ من ملكوتِ الجنةِ
يفتحُ أذرعهُ ويقولُ لسيزيفَ احملني
دع رحلتنا تبدأُ
من آخرةِ الكونِ ومنفى العمرِ
احملني في الخفّةِ أو في الثقلِ
الأرضُ مرارٌ لكلينا
احملني