يشكل سؤال إمكانيات أي نظام في قمع تمرد أو ثورة ضده هاجساً كبيراً لدى الباحثين في مجال دراسة الثورات والحركات الاجتماعية. وتدور حول هذا السؤال عدة إشكاليات وأسئلة أخرى مثل: مدى إمكانية أي حركة في النجاح، قدرة النظام على الصمود، إمكانية اندلاع حرب أهلية، مقدار العنف والدموية داخل التمرد، مدى تماسك أجهزة الدولة القمعية، مآلات الحركة.. حيث تحدد تلك الجوانب، وعلى الأخص منها مستوى العن..
-
-
الداخلية أساس الحكم والحداثة في مصر
بداية الحداثة في مصر ارتبطت بالجيش. ولكن تشكل الحداثة كآليات حكم وإنتاج وإدارة للحياة تمركزت حول "الداخلية". فأغلب مكونات الحوكمة (أي فن إدارة السكان وحياتهم بالكامل) تقع داخل مؤسسة الداخلية أو على هامشها. وفي الوقت الذي تم تكثيف الحداثة وتطبيقها كمنظومة حكم، غاب الجيش، إما بسبب معاهدة لندن 1840 والهزيمة، أو بسبب فشل الثورة العرابية والاستعمار 1.. -
-
مصر أوهام الحرب والإجماع
ثمة تقارب شديد بين الحرب والثورة، من حيث جذرية الفعل، وحدته، وهدف القضاء على العدو أو تكبيده أكبر قدر ممكن من الخسائر، لإنهائه بالكلية أو لفتح ثغرات في صفوفه في حالة الحرب، أو في جدار بُينة السلطة في حالة الثورة، وذلك للتفاوض أو فرض أمر واقع جديد، ومن ثمّ علاقات جديدة. ومشكلة الثورة المصرية إنها انطلقت في يوم 25 يناير/كانون الثاني 2011 كحرب اختراق..
-
الجموع: تحولات عالمية وميلاد من نوع آخر
يرى الكثيرون أن المجتمعات في عصر العولمة تصبح أقلّ هرميةً وهيراركية، وأكثر أفقية. وقد تبدو هذه المقولة بعيدةً للبعض عن مواضيع مثل المقاومة والتغيير، ودور الأحزاب ومستقبلها في عالمنا العربي، وخاصةً في مصر. إلا أنها مقولة تعطي مدلولاً واسعاً حول الأنساق التنظيمية الجديدة، وكيفية تشكّلها وأنماط تفاعلها. مما يعني أن تلك المقولة تأخذنا مباشرة إلى صلب الأحزاب السياسية من ناحية ا..
-
المـوجات الثـلاث للثـورة المصرية
ليست المرة الأولى التي تُلقي إحدى موجات الثورة زجاجات المولوتوف الحارقة في مواجهاتها مع السلطة، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة. فهناك دم سال على خطوط المواجهات وفي أقبية السلطة، وهناك ثورة لم تخمد لأنها عصية على القمع، وتمرد لا يهدأ لأن السلطة لم تتغير. تدعي السلطة الحاكمة وجهاز الدولة (ويجادل بعض المثقفين) أن هذه الموجة الأخيرة من الثورة هي أكثرها لاعقلانية وعنفاً، ول..
-
عــامـــان عـلــى 25 يـنــايــــر فــي مصــــر مـكـــــامــــــن الــقــصــــــور فـــي الــثـــــــورة
تهدف الثورة، أي ثورة، الى دفع السلطة الحاكمة للدخول في علاقات مباشرة مع الجموع، على النحو الذي يمكِّن الثوار من قلب منطق القوة وكيفية ترتيبها، فتتم تعرية ممارسات السلطة، ونزع فتيل الشرعية عنها، ومنعها من الاختفاء وراء علاقات غير مباشرة، أو خلف شبكات متوارية ملساء الوجه. تستدرج الثورة السلطة لكشف وجهها العنيف الذي تلجأ إليه عندما تشعر بالتهديد المط..
-
عن التفجير والأزمة الطائفية: محاولة للفهم وأخرى للهدم
إن حادث كنيسة القديسين –وتداعياته- كان بكل المقاييس خاطفاً للعقول ونقطة تحول خطيرة في المجتمع وحدود الجنون والشطط الطائفي. فلقد كان التفجير بمثابة التفتيت في اللحم المهلهل والتكسير في العظام المهشمة. ومع انفجار الشظايا، لم تُشق فقط أجساد الضحايا، وإنما شق أيضاً الشارع المصري المنقسم على ذاته. ومع اندلاع النيران اندلع الغضب. ومع تطاير ألسنة اللهب تطايرت الألباب واحترقت القلوب مع ..
-
تفكيك أمننة المجتمع
ألقت الثورة المصرية الكثير من زجاجات المولتوف الحارقة على خطوط المواجهات بين قوات الأمن والثوار على مدار أكثر من عامين- أشتدت فيهما المواجهات تارة وهدأت تارة أخرى. فالصراع على نمط السلطة وتجلياتها في أشكال الممارسة ما يزال قائماً حتى هذه اللحظة. والقطيعة مع النظام السابق صارت تتمحور حول تلك النقطة، وهى مفترق الطرق بين الانعتاق والعبودية للدولة والنظام السياسي ..
-
عن الحلم الاجتماعي والأمن والفساد
يجادل البحث في هذه الجزئية أن الحلم الاجتماعي والخيال السياسي في مصر متمحوران حول الأمن والفزع وبشكل رئيسي حول ثلاثة نقاط. الأولى هي تأمين وظيفة عمل والثانية هي الخدمات العامة للمنطقة من خلال نواب مجلس الشعب. والثالثة هى سلامة الجسد من ممارسات الشرطة أو البلطجية. ولهذا كانت لجان التفتيش الليلية أو في بعض النقاط المهمة في الشوارع المصرية بمثابة الرعب الأكبر لراكبي المكيروباص. أضف..