قلتُ: قطرَةُ النَّدى أنتِ، الوردَةُ الزرقاءُ في أرض الفضاءِ، دمعَةُ الفَم إذ يعضُّ على القصيدَةِ، الماءُ الذي يبتلُّ به الماءُ، اللاأشيَاءُ الكثيرَةُ التي تُورِّثُها الكينونَةُ للكآبَةِ، قنُوط الملاك من فراغ السَّماءِ،.. إلخ
لكنَّ لغتي حبَّةُ خال لا أكثرُ فيكِ
كلُّ وَصْفٍ مَحْضُ كلام يقال ليُنسَى والموصوفُ الأبدي أنتِ
ما حاجتي إلا أن أنامَ الآنَ
أنْ أُدفنَ فيكِ
أن أحاولَ النمُوَّ تحتَ جلدكِ حتى أخرُجَ نظرةً منكِ
إلى العَالم القبيحِ
وهكذا، بنظرتكِ إليه، يزدَادُ احتمالُ الجمالِ فيهِ:
جماليَّةٌ أخرَى أنْ تقفي بإزاءِ الماءِ تحديًّا لَهُ في لُعبة الظمأ.. /
تعبي يلمُّني كما يُلمُّ الشرشفُ المغسُول بالمنيِّ الكثيفِ
ولستِ برَاحتي أنتِ
بل اليَدُ
التي تلمُّ
لا لأجل ترتيبِ هذه الفوضَى
بل لتُنثرَ من جديدٍ قوافِيَ للضياع الطائرِ/
أغنيَةٌ هذه من نشازاتٍ
وبعضُ جغرفَةٍ متَقاعسَةٍ للمتوازيات الفرَاغيَّةِ ما بعدَ دائرَةِ الحُلم بالامتلاءِ،
أغنيَةٌ هذه الملامحُ البريئَةُ العُبُوس في المرآةِ
وأغنيَةٌ هذا الوقوفُ الجَهْمُ أمامَ الظلِّ المائلِ معَ الغيمَتينِ
وأغنيَةٌ هذه الخطوَةُ اللاسائرَةُ إلا في غابَة الكَعْبِ/..
لكنْ، صامتَةٌ كلُّ هذي الأغنيَاتُ
إذ لا فمَ إلا فَمي
وفمي خِيطَ بخَيطِ ابتعادكِ
خَيطٍ سلكيٍّ دَقيقٍ يوشكُ ألَّا يُرَى من صنارةِ أيوبَ لاصطيادِ لوياثَان!