[هذه المقالة ضمن ملف عن الشعر الأفريقي].
[جاريد أنجيرا (١٩٤٧) شاعر كيني لُقب بالشاعر الحقيقي الأول في البلاد. درس التجارة في جامعة نيروبي وعمل محرراً في مجلة بوسارا الأدبية منذ ١٩٦٩. من أعماله "عصارات"، (لندن، ١٩٧٠)، "أصوات صامتة" (١٩٧٢) و "عناقيد مرجانية ناعمة" (١٩٧٣) كما صدرت له قصائد مختارة بعنوان "مد الزمن"].
إذا
إذا كنتُ في نزهة
ورأيتُ سنجاباً يعبر طريقي
يحالفني الحظُّ
أما إذا رأيت قرداً
أو قطّاً برياً
فإنني أستديرُ وأعود.
إذا كنتُ في نزهة
وارتطمتْ قدمي اليمنى بحجر
أذوبُ من المتعة
هذا يعني أنني سآكل حتى التخمة
ولكن إذا ارتطمت اليسرى أعود أدراجي.
إذا ارتديتُ قميصي
بالمقلوب
أقفز من المرح
ذلك أنني سآكل حتى التخمة.
إذا كان أول مخلوق أراه
في ضوء الفجر الباهت
امرأة عجوز
أعود إلى بطانيتي
لأن هذا نذير شؤم.
إذا حلمتُ بقريبي الميت
وسط حالات نوم عذبة
أستيقظ فرحاً
عارفاً أنه أكل حتى التخمة
الليلة الماضية.
إذا حلمتُ بأنني ميت
أغتبط
هذا يعني أن طولي ازداد بوصة
إذا حلمتُ
بفتاة أحلامي
حينها أفقد الأمل
الجواب: هو كلا.
إذا استيقظتُ في الصباح
وكانت أسناني تصطك
ومرتخية
أعرف
أنها ذهبت كي تأكل الفضلات
بينما الروح يتم التودد إليها في أرض الجن.
إذا نقنقت دجاجة
يجب أن تُقتل
لأن هذا نذير شؤم
إذا زمجر كلبٌ
بدلاً من أن يعوي
يكون مالك القرية
على وشك الموت
وإذا سرتُ على رأسي
فهذا يعني أنني ميت.
بلاد الموتى
في بلاد الموتى
أتحدثُ
ولا ألقى جواباً
أبكي
وليس ثمة من يُشفق عليَّ
أنظرُ حولي
فلا أرى لوناً
أصغي
فلا أسمع صوتاً.
في بلاد الموتى
أصيح،
فيضرب الصدى
صخر الطريق
أرتطمُ بكتلة جافة
فيتشوه إصبع قدمي
أبكي،
لا أحد يرأف بحالي
في بلاد الموتى.
بحثتُ عن مخرج
لكنني لم أسمع أية بومات
ولا ببغاوات،
كانت الأمواج ترغي وتزبدُ بعيداً
فوق حطام السفن
والرمال تحدق معي
في بلاد الموتى.
المنّ
كان الجميع ينتظرون المنَّ
في الفجر البرتقالي
تاركين أقدامهم تتشقّق تحت الندى.
لم يزعج أحد نفسه بالطلب من
العمال بأن يحضروا هذا المن.
أُنزلت الشحنة الأولى
من المن
في بقعة نظيفة ومشطوفة
ولم تسنح لكثير من المنتظرين
الذين وقفوا فاغري الأفواه
الفرصة لرؤيته أبداً.
بكى الأطفال من الجوع
واندفعت الأمهات المتعطلات
إلى غرفة الفرز
حتى الأمهات
اللواتي عملن بكد وعناء
ضعن في الحشد
في الحال ارتفعت طائرة المن
عن الأرض وحلقت
وحلق السكان الأصليون الجياع
في السماء
لكنهم لم يشاهدوا إلا
قوس قزح
وعدهم
بالجوع لسبعة أيام
وبالموت بسبع طرق.
طلب
افتحي راحتيْ كفيكِ
واصنعي منهما إناء
املئيه بالماء
كي تروي ظمأك.
افتحي حنجرتكِ
وشكّلي مروحة
كي تنفخيها
وتبرّدي الروح اللاهثة.
افتحي بوابات
المنزل
الذي يرقد فيه جوبيتر
في أبهة العزلة.
مزّقي ستائر
النافذة عن واجهة الرضا
ومرّريني إلى
قرص العسل.
افتحي صدرك يا مليكتي
وحرري عصيراً
حُرمت منه الشتلة
تحت حمالة الصدر.
دوّري لسانك ولفيه
اقْدحي شرر نَفَسكِ الأصفر
ودعيني أمرُّ
إلى قرص العسل.
[ترجمة أسامة إسبر، المصدر، دواوين متفرقة للشاعر].