منذ الصغر، شكّلت الألعاب الرقمية رفيقًا مميزًا لأوقات فراغنا. تجربة، إذا سمحت الأقدار بتوافرها، تختلف عن النزول إلى الشارع ومعادلات القوى التي تحكمه: صاحب الكرة، ومواعيد الأهل الصارمة، ناهيك عن وجود رفقة طيبة. ساهمت الحياة في المدينة وعدم الاستقرار في مكان واحد لفترة طويلة في زيادة اعتمادنا على الألعاب الرقمية بحكم فردانيتها؛ جهاز واحد لا يحتاج سوى الكهرباء حتى يقضي أطفال العائلة وقت فراغهم. إلا أن إمكانية اللعب أونلاين ربما أعادت تشكيل مفهوم الحارة والتشارك مع الأصدقاء في اللعب.
اختلفت رحلاتنا الشخصية مع الألعاب. بعضنا لم يفارقها منذ أول لعبة امتلكها حتى كبر، وبعضنا الآخر دخل في ثقب أسود، ظن فيه أن الألعاب مجرد تسلية لصغار السن لكنه أعاد اكتشافها في وقت لاحق. كما يوجد هناك قليلو حظ لم يخوضوا التجربة أبدًا، أو لم تعجبهم من الأساس.
لا يخفى على أحد أن جائحة كوفيد-19 عمّقت من الشعور بالوحدة لدى الجميع، واتجه الكثيرون خلالها إلى الألعاب لمؤانستهم وقضاء ساعات الفراغ في خوض تجربة غنية في مرات، ومسلية فقط في مرات أخرى. لجأ البعض إلى الحارة الافتراضية، في حين فضّل آخرون الإبقاء على الوحدة في التجربة.
ماذا فقد من لم يخض تجربة الألعاب الرقمية وينغمس فيها، عن الثقب الأسود ورحلة إعادة اكتشاف الألعاب: هل كانت خير جليس لوحدتنا في الجائحة؟
عملت «جدليّة» على إعداد ملف خاص حول هذا الموضوع، تُنشَر مواده أسبوعيًّا على امتداد الفترة القادمة.
محتويات الملف:
1. الألعاب وكوفيد-19: عزلة أم فرصة للتواصل؟
2. البحر من ورائكم، ذا لاست أوف أس أمامكم
3. موقع الألعاب من الإعراب الفني (1 - 2)
4. موقع الألعاب من الإعراب الفني (2 - 2)
كما ترحّب «جدليّة» بالمساهمات التي تقارب الملف من زوايا مختلفة، أو التي تقترح مقاربات لم تُذكر في المقدمة. من الممكن إرسال المقترحات إلى البريد الإلكتروني: arabic@jadaliyya.com
أدناه بعض المواضيع المقترحة:
- الأدب في الألعاب. ألعاب روت قصصًا عظيمة.
- تصميم الألعاب بمثابة أداة لسرد الحكايات التي تلامسنا.
- لماذا تنهار الأجهزة؟ أسباب صعود وأفول نجم بعض أجهزة الألعاب على حساب الأخرى. تاريخ لصعود وأفول نجم أجهزة الألعاب المختلفة.
- الاستشراق في الألعاب. السياسة العربية في الألعاب الأجنبية. صورة العربي في الألعاب.
[محرّر الملف: عمر فارس.]