مقدمة
تزداد ظاهرة الهجرة من الدول العربية، وتحديدًا من سوريا باتجاه أوروبا، وهذه الظاهرة بدأت تترسخ منذ ثورات الربيع العربي عام 2011، وبرز مع هذه المتغيرات ظروف جديدة للحياة بعد الهجرة شغلت الباحثين بمفاهيم التعايش السلمي، والهوية والانتماء.
وضمن هذا السياق، ولضمان أن تكون الأصوات المعطاة كجزء من هذا البحث متنوعة وتعكس المجتمع التعددي الذي تتكون منه سوريا، أجرت منظمة شرق، غير الربحية، مقابلات مع مئات السوريين في أوروبا وداخل سوريا، ووثقوا تجاربهم ومعتقداتهم حول أسئلة الهوية والانتماء.
في هذه المادة، سوف نطل على مجموعات التاريخ الشفوي التي نتجت عن المقابلات وأوراق بحثية كتبت بدعوة من شرق، للتفكير في تأثير الصراع والهجرة على الهوية.
الشتات
تعيش معظم البلدان العربيّة سلسلة أزمات يوميّة نتيجة السياسيات التي تحكمها، وتقوم تلك السياسات عادةً على مصالح الفساد السياسيّ كنتيجة للأنظمة الدكتاتوريّة، وفي سوريا تصاعدت خلال العقد الماضي ردات الفعل الشعبيّة التي قابلت تردي الأوضاع المعيشية، بالاحتجاجات أولًا، ثم بالهجرة كحلٍّ نهائيّ، وقد نمت هذه الظاهرة بسبب عنف السلطات، وسعيها المستمر لطرد كل من يرفض طغيانها، فلجأت نسبة كبيرة من السوريين إلى الخارج بحثًا عن ظروف حياتيّة كريمة، "أنت وطنك سوريا؟
لا! هذا الشيء بالنسبة لي خطأ، أنا وطني هو المكان الذي أعيش فيه بكرامتي" هكذا يقول خلدون، وهو لاجئ سوريّ في ألمانيا.
ولكن جزءًا من الشباب في سوريا لازال يحلم بالهجرة، حيث تقول مزنة بلال: "لا بأس، دعني أعيش في ظروف أفضل، وأشتاق إلى البلد، لا مشكلة" في إشارة إلى ندمها على البقاء في سوريا.
عرف الإنسان ظاهرة الهجرة عبر عصور غابرة، وكانت أسبابها تتلخص إما بالبحث عن الاسترزاق وتحسين الظروف المعيشيّة، أو بحثا عن الأمن والسلام وهربًا من الحروب والنزاعات؛ التي ما انفكّت تسود الأماكن فتعيث فيها فسادًا بهدف الغزو والسيطرة واستغلال الثروات والخيرات وغيرها من المكاسب الأخرى.
وكانت ظاهرة اللجوء، هي الحالة المرافقة لحياة هؤلاء المهاجرين، وخلصت بعض الدراسات التي رصدت تلك الظاهرة؛ إلى أنّ العولمة جعلت من اللجوء واقعًا تعاني منه المجتمعات المصدِّرة والمستقبِلة، والأساس هو المعاناة الإنسانيّة الفائقة التي يعيشها اللاجئون، وغالبًا ما تنشأ مشكلات اجتماعيّة وقانونيّة وثقافيّة ودينيّة بين الهويّات المختلفة.
حازم يونس وهو لاجئ في السويد، يصف ذلك من خلال تجربته قائلًا: "العلاقة بين الملموس واللاملموس في الهويّة، ذات الشخص وذات الإنسان، ذات الاسم… ولكن تتغيّر الهويّة في الشقّ الملموس".
لقد أصبح اللجوء عربيًّا، عنوانًا يرافق الشتات الفلسطينيّ منذ عقود، ثم شمل اللبنانيين والعراقيين وغيرهم، وأضيف إليه مؤخرًا الشتات السوريّ، ونتج عن هذا الشتات ما يسمّى المنفى، والمنفيّ حسب الكاتب الأمريكيّ "جون سمبسون" في كتابه "تأمّلات المنفيين": هو الشخص الذي لا ينسجم مع مجتمعه لأسباب سياسيّة أو دينيّة أو قوميّة أو قانونيّة أو نفسيّة أو اقتصاديّة، أو ربما يحمل الشتات أسبابًا إضافيّة؛ وإنه في الوقت نفسه لم يكن فرديًّا بقدر ما كان أقرب إلى تهجير أو ترحيل عام.
ويقول ظافر نحاس، وهو لاجئ في بريطانيا: "مع اللجوء بحالتنا السوريّة عدنا لقصّة التعليب، يضعوننا كلاجئين معلبين. ولكن، اللجوء بمعنى الانقطاع عن أصلك عن أرضك ومجتمعك وبلدك ومجموعة انتماءاتك الضخمة، بالنسبة لي كان الزوال!".
ومع الأحداث الدامية في سوريا منذ عام 2011، بدأت موجة هجرة ولجوء، عقب موجات "الربيع العربيّ" حيث تحوّلت التظاهرات بسبب رد الفعل العنيف والإجراميّ من قبل السلطات إلى صراع عسكريّ على مستوى المنطقة، الأمر الذي أدى إلى خلق موجات جديدة من اللجوء، شجع عليها النظام الحاكم في سوريا للتخلص من معارضيه بتهجيرهم. "في اللحظة التي ركبتُ فيها 'البلم' هربًا من النظام السوريّ، فقدتُ كلّ ما تبقى لي من الهويّة السوريّة،" تقول ديالا فداوي، لاجئة في ألمانيا.
وفرّ أكثر من خمسة ونصف مليون سوريّ خارج سوريا، بحسب إحصاءات المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ونزح داخل البلاد أكثر من 6 ملايين إنسان.
تتضارب الأرقام بين تلك التي تقدمها المفوضيّة السامية، وما تتحدث عنه الحكومات المضيفة، ومردّ ذلك إلى سعي بعض الدول للحصول على مساعدات أكبر من الأمم المتحدة، ومحاولة أخرى توظيف ملف اللاجئين في سياساتها الداخليّة أو الخارجيّة، بحسب تقرير لشبكة بي بي سي.
وتستضيف تركيا القسم الأكبر من اللاجئين السوريين المسجلين وبواقع ثلاثة ملايين و600 ألف سوري، حسب المفوضية الأمميّة لشؤون اللاجئين.
ولجأ إلى لبنان أكثر من مليون، وفق التقديرات الأمميّة، بينما تقول الحكومة إن العدد "الفعليّ" أكثر من مليون ونصف. ويعيش نحو 663 ألف لاجئ سوريّ مسجلين لدى الأمم المتحدة في الأردن، بينما تقدّر عمان عدد الذين لجأوا إلى المملكة منذ اندلاع النزاع في سوريا بأكثر من مليون سوريّ. كما يعيش 246 ألف لاجئ سوريّ في العراق غالبيتهم في إقليم "كردستان".
وفي مصر يعيش حوالي 130 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، بيد أن مساعد وزير الخارجيّة المصريّ للشؤون العربيّة، المندوب الدائم بجامعة الدول العربيّة، محمد البدري قال في أواخر أيار/مايو 2019 "إنّ العدد الحقيقيّ يقدر بـ 550 ألف شخص".
أمّا في ألمانيا فتحدّث المكتب الاتحاديّ للإحصاء في حزيران/يونيو من عام 2020 عن وجود 790 ألف سوريّ في نهاية عام 2019، بعد أن كان يعيش في ألمانيا 30 ألف سوريّ فقط قبل الحرب. ووصل إلى السويد 100 ألف على الأقل، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وفي تصريح الناطقة باسم وزارة العدل والأمن الهولندية "شارلوت هيس" ردًّا على سؤال حول أعداد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى هولندا، كان قد نشره موقع تلفزيون سوريا، تقول: إن عدد السوريين الذي وصلوا إلى هولندا هو 45240 شخصا حتى شهر نيسان / أبريل 2021.
ومن بين الواصلين إلى هولندا، آنا هانا إبراهيم، وهي لاجئة سوريا، تقول: "رحلتُ دون أن ألتفت للوراء، لأنّه في البداية ضاع الوطن، وخوفي كبير أن تضيع الهويّة، وككلّ الناس كان البحر هو الحل الوحيد لإيجاد الوطن والهويّة، ومفهوم الوطن والهويّة هما بالطبع الانتماء بمفهومي".
وصارت السمة الأبرز للعائلات السوريّة، هي الهجرة والشتات والتمزّق بين واقع البلاد وبين الشتات ومعاناة البيئات الجديدة، ذلك الصراع بين ذاكرة البلاد البعيدة والمجتمع الجديد؛ حيث دُفع بعدد لا يستهان به من السوريين في أوروبا مثلًا للبحث عن توصيف دقيق لتعريف انتمائهم بناءً على الظروف الجديدة التي يعيشون فيها، وهذا ما يؤكده مصطفى علوش، الذي لجأ إلى ألمانيا، إذ يختصر التحول الكبير في حياته قائلًا: "أنا كنت قبل الهجرة، بالبداية إنسانًا سوريًّا؛ ولكن بعد الهجرة بقيت إنسانًا".
الهويّة
يقول الباحث العراقي د.محمود الجبوري في ورقة بتكليف من منظمة شرق: ترتبط الهويّة بشكل أساسيّ بالانتماء، كما ترتبط أيضا بالغيريّة وديناميكيّات التفاعل بين الثقافات والإثنيّات، وهو الأمر الذي يجعلها في ارتباط وثيق بالهجرة، فهذه الأخيرة تحدث تغيّرات عميقة في روابط الانتماء لدى المهاجر، كما تجعله أمام سؤال أصالة هويّته، هذا السؤال الذي ينم عن أزمة حقيقيّة لدى المهاجر، والتي تحدث أساسًا بسبب عجزه عن بناء روابط انتماء متينة مع البلد المستقبل، في الوقت الذي تتلاشى فيه روابط انتمائه في البلد الأصليّ، ويتكرّس هذا الوضع بشكل كبير جدًّا عندما لا تسهل سياسات الدولة في الهجرة عملية بناء الانتماء هذه، ويؤدي كل هذا، كما أشار الكاتب الأمريكي "فرانسيس فوكوياما" إلى تشكل "جماعات تطالب بالاعتراف بالهويّة".
واصطلاحًا؛ فإنّ مفردة "الهويّة" تُستخدم لتبيان طبيعة الشخص، وتعبيره عن شخصيّته وصلته بأفراد مجتمعه، نحو العلاقة العرقيّة أو الدينيّة أو المذهبيّة أو الوطنيّة، وكلمة "هويّة" حسب جذرها اللغويّ؛ مشتقّة من الضمير "هو" المعبّر عن الإنسان.
وتعتقد ريم الشعار، التي تعيش اليوم في سوريا، حسب مقابلتها، أنّ "الصراع في سوريا، صراع على الهويّة، المقصود الهويّة، المقصود أن تتفتت هويّتنا وتتشرذم ونتحوّل إلى مجموعة أقليّات".
وتُعرَّف الهويّة أيضًا بأنّها: مجموعة الصفات الشخصيّة التي تميّز إنسانًا عن آخر، أو مجموعة بشريّة عن أخرى، من خلال السمات والطبائع التي تميّز كل واحد عن الآخر وتعبّر عن هويّته.
ويرى عالم الاجتماع الأميركيّ "ماركوس لي هانسن" أن أزمة الهويّة الجماعيّة تبدأ في الظهور مع الجيل الثالث الذين يحاولون استرجاع خصوصيّات ثقافيّة لهم؛ من الدين واللغة والذاكرة التاريخيّة التي تلاشى معظمها نتيجة اندثار الجيل الأول وعدم اكتراث الجيل الثاني، فأبناء هذا الجيل غالبًا ما ينطلقون في عمليّة حفر في الذاكرة الجماعيّة، وتمثّل جديد للذات الحضاريّة المتميزة على إعادة قراءة خصوصيّاتها، ولعلّ تعبير جميل عليو في مقابلته، هو تعبير يلخّص حالة الضياع من خلال تجربته، يقول: "إن الهويّة مثل الإلكترون؛ هي شيء لا يحدد في مكان واحد، في وقت واحد" ويضيف جميل، اللاجئ في ألمانيا: "نحن شعب مثل ألوان الطيف، مختلفون كثيرًا عن بعضنا البعض، ولدينا الكثير من الهويّات المختلفة ولكن ربما تجمعنا الأرض، ويجمعنا التاريخ".
وتتشكّل هويّة الشخص من عدة عناصر، وتختلف عناصر الهويّة من شخص لآخر تبعًا للمدينة أو المنطقة أو المجتمع الذي ينتمي إليه؛ فأوّل عناصر الهويّة هو القوميّة واللغة، بيد أنّ السؤال المهم الذي يطرح اليوم: ما الذي سوف يبقى من اللغة كأثر على الهويّة مع الهجرة؟، يقول دارا كورود، وهو لاجئ في الدنمارك: "إنني أخاف في المستقبل ألا نستطيع التكلّم مع أولادنا باللغة الأم! أشعر أن هذا الشيء سوف يؤثر إلى درجة لن نعد بعدها نستطيع التعرّف على ذواتنا وكيف كنّا، سوف نشتاق لما كنّا عليه في سوريا".
الاندماج
تقول الباحثة الجزائريّة د.وهيبة قطوش، في ورقة قدمتها لمنظمة شرق:" يرتبط مصطلح الاندماج بمفهوم التعايش السلميّ؛ الذي يعني العمل على توفير جوّ من التفاهم بين الشعوب بعيدًا عن الحروب والعنف" وتضيف:"لا تزال الدوافع الأمنيّة والاقتصاديّة هي السبب الأقوى في عمليّة الهجرة واللجوء التي تسجل من يوم إلى آخر أرقامًا قياسيّة".
ويأتي معنى كلمة الاندماج في المعجم العربيّ؛ للدلالة على الاستحكام والاختلاط والدخول في الشيء. فيقال دمَج الشيء في الشيء، أي دخل فيه واستحكم. واندمج الشخص في المجتمع، أي اختلط فيه وانسجم مع مكوّناته، وفي مؤسساته، وبهذا فاندماج المهاجر أو اللاجئ في بلد الهجرة واللجوء يعني اختلاطه بالمجتمع وانسجامه فيه والقدرة على التعامل مع الآخر، ويقصد بالاندماج الاجتماعيّ تمكّن الفرد على الانصهار في المجتمع والتكيّف معه، لكن هناك تجارب فسّرت مفهوم الاندماج على نحو آخر: "قررت أن أكون شخصًا له ولاء لإنسانيّته فقط، وشخصًا يبحث عن مكان للعيش، مكان يشبهه؛ وأنا أجد أنّ سويسرا مكان يشبهني، بلد مسالم وهادئ. وأعرف أننا عندما نتوقف عن كوننا أناسًا لديهم ولاءات لأشياء وهميّة سنصبح أفضل، ونعيش حياة أفضل، ونصبح مستحقين لصفة الإنسانيّة التي نحملها بالفطرة". هكذا تقول لبنى أبو خير، لاجئة في سويسرا، أثناء مقابلتها المسجلة.
ويرتبط مصطلح الاندماج بظاهرة الهجرة ارتباطًا وثيقًا، وتعرّف الأمم المتحدة المهاجر أنه: "شخص أقام في دولة أجنبيّة لأكثر من سنة، بصرف النظر عن الأسباب سواء كانت طواعية أو بالإكراه، وبصرف النظر عن الوسيلة المستخدمة للهجرة سواء كانت نظاميّة أو غير نظاميّة". كما يرتبط بمفهوم التعايش السلميّ؛ الذي يفسر بأنّه العمل على توفير جوّ من التفاهم بين الشعوب بعيدًا عن الحروب والعنف.
ولأنّ التعايش السلميّ هو أمل الشعوب؛ فإنّ مبدأ التعايش هو المودة والألفة، ولكن عانت روان الفرخ، وهي لاجئة في ألمانيا، من ظروفها الاجتماعيّة القاسية: "كنت أفكر دائمًا بكيفيّة الاندماج بهذا المجتمع إذا كان أفراده لا يساعدونني، ولا يريدون أن أكون بينهم أصلًا".
ويعدّ الموروث الثقافيّ والاجتماعيّ من العوامل الأساسيّة للتبادل الثقافيّ والحضاريّ، ووسيلة ترابط اجتماعيّ للشعوب والأمم، والاطلاع على الثقافات المتنوعة وهي دعامة أساسيّة للاقتصاد، ويعتبر المطبخ أحد أهم المجالات التي يفضلها الكثيرون للتعرّف على عادات وتقاليد البلدان الأخرى، وأصبح وسيلة ناجحة في عملية اندماج المهاجرين في المجتمعات الأخرى، كما يقول منار الهاشمي: "ممكن صحن مجدرة أن يفتح لك الكثير من الأبواب".
ويعتبر الاحتضان العائليّ أحد القواسم المشتركة التي ساهمت بتقريب اللاجئين السوريين من المجتمعات المضيفة، حيث كانت الفرصة للتعرف على العادات والتقاليد وتحسين اللغة والطقوس اليوميّة والاحتكاك المباشر مع أفراد المجتمع المضيف، وتقول لجين، وهي لاجئة في المملكة المتحدة: "أصبحت عمليّة بشكل أكبر في الحياة، بسبب علاقتي مع هذه العائلة، وأصبحت أشعر بالانتماء لهذا البلد أكثر، ورحت أقلّدهم؛ مثلًا السيدة التي كنت أعيش عندها، دائمًا ما كانت تلبس الفساتين، وأنا أصبحت كذلك، دائمًا أرتدي الفساتين، وصرت أشعر بنفسي أني أقرب للطبيعة أكثر، لا أريد أن أعيش كي أرضي الناس مثل مجتمعاتنا، المهم بالنسبة لي أن أكون أنا مرتاحة".
أخيرًا
تبقى مسألة البحث في متغيرات الهجرة والهويّة والصراع في سوريا، فرصة لسماع أصوات السوريين في كل مكان؛ سواء من لازال يعيش في سوريا، أو من هاجروا إلى أوروبا، مع اختلاف سياسات اللجوء والاندماج وتنوّع الثقافات والعادات والتقاليد واللغات، وما يتركه من أثر في المشهد السوريّ، اجتماعيًّا وسياسيًّا وإنسانيًّا، وما قد تسعى إليه منظمة شرق لتنمية التعدديّة، والإعلام ما هو إلا مقترح نقارب من خلاله وجهات نظر السوريين على اختلاف انتماءاتهم وهويّاتهم وتوجهاتهم الفكريّة والعقائديّة.
ولسماع المزيد من القصص التي وثقتها منظمة شرق يمكنكم زيارة موقع: "تاريخي".