[لقراءة الجزء الأول من المقالة اضغط/ي هنا].
على متن سفينة الحضارة
"حكايات تمتطي الذاكرة وخيال يتجلبب بالحقيقة وحقائق تتدثر بالخيال". هذه هي الوصفة المعتادة للإبداع، أي مزج الحقيقة بالخيال واليقظة بالحلم، بحيث "سيكون للحكاية طعم المفاجأة اللذيذ الساحر"، منها مفاجأة عنوان الرواية اللافت والمراوغ والذي قد يعطي معنىً سلبياً لدى المتلقي، لكنه سيتكشف مدلوله في النهاية، وهو عنوان له علاقة باسم الترجمان الذي ظل مجهولاً طوال أحداث الرواية ولا يُعرف إلا في خاتمة الكتاب الأول منها.
وللحكايات دلالاتها، ففي مشهد السفينة الإيطالية وهي تبتعد عن ميناء قبرص متجهة إلى روما، أو الرحلة من الشرق إلى الغرب، دلالة يمكن أن نرى فيها بداية أفول عصر ونهضة آخر. يقول الترجمان: "رأينا السفينة تتخذ مجراها في البحر وتتقدم مبتعدة عن الميناء وهي ترفع راية بيضاء كبيرة في وسطها صليب أحمر، فيما كان هلال المسجد الصغير بجانب الميناء يصغر رويداً رويداً.". هذا التحول من الهلال إلى الصليب ومن الشرق إلى الغرب فيه إشارة إلى مفهوم الحضارة وانتقالها في المكان أو هجرتها كما هو عند المفكر هادي العلوي، أو شروقها وغروبها كما هي عند مالك بن نبي، أو انقلاب التاريخ الذي يوازيه انقلاب في الجغرافيا من خلال رحلة الفلسفة من الشرق إلى الغرب أو انحسارها هنا ومدها هناك كما عبّر المفكر جورج طرابيشي. فبالفلسفة بدأ الغرب نهضته وبالتخلي عنها فقدنا نهضتنا، وفي تعلم فتيان الشرق للغات الأجنبية تأكيد على أهمية "الاستعجام" ودوره كمفتاح للعلم كما ذهب ابن خلدون في مقدمته.
وفي مشهد الفتية الأربعة، (سابا الزجال اللبناني، وجرجس المصري، ثم شمعون النصيبني وأخيراً الفتى المسلم الوحيد)، وهم على متن السفينة في طريقهم إلى روما لتلقي العلم، ثم حدوث العاصفة، تذكير بأننا جميعاً: مسيحيين ويهوداً ومسلمين، عرباً وأكراداً، على سفينة واحدة هي سفينة الوطن. أما مشهد الصياد وهو يعطي الترجمان سمكتين من فيض صيده، فقد يكون مشهداً عادياً، لكنه يكتسب دلالة تعبر عن قيم مثل الكرم والمحبة والعطاء والمنح لم تعد سائدة في زمننا. وفي ذكريات الترجمان عن حلب، يوم كان صبياً في الخامسة، صورة ستعيد إلى الذاكرة مشهد الحرب الدائرة اليوم هناك، لتطفر الدموع وينوء القلب بالحزن على حلب الأمس بجمالها وجلالها، وحلب اليوم. هذه المشاهد والذكريات مرتبطة، على نحو وثيق، بالإطار العام للزمن الذي ترصده الرواية مقابلة مع زمننا.
لا يعني هذا أن الرواية، وهي تعرض لنا جوانب من الماضي الجميل المشرق، تحث على الدعوة إلى الماضي على نحو مطلق، كما تفعل السلفية وغيرها من الحركات الدينية المذهبية، بقدر ما هي دعوة للتسامح والسلام والتعايش. فالرواية اجتماعية واقعية، تقدم لنا شخوصاً لا يشبهون شخصيات الواقع المعيش، ذلك أنها شخصيات مستقاة من التاريخ الاجتماعي لبدايات القرن الثاني عشر الهجري والنصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، فتعرض لنا قيمًا اجتماعية وثقافية وإنسانية مفارقة لقيم وثقافة مجتمعات اليوم.
الرواية من حيث الظاهر سيرة ذاتية للترجمان تتتبع وترصد حياته وظروف نشأته وانتقاله في الزمان والمكان، لكنها في الجوهر سيرة اجتماعية أو سيرة موضوعية متخيلة تعرض مشاهد متعددة لنمط الحياة بين الملل والنحل المختلفة في لحظة تاريخية فاصلة بين عالمين، تخللها جو من التعايش ثم بدايات زعزعة وتعكير هذا الجو وأسبابه، لتحيل القارئ، على نحو ضمني، إلى إجراء مقارنة لحالة الكراهية والعنف المتحققة لاحقاً أو كما هي متحققة اليوم.
الرواية من حيث الهدف تقدم رؤية متعددة للعالم، يتبدى هذا التعدد من خلال جدل الشخصيات واستقلالها، حيث تمتعت الشخصيات باستقلالها عن هيمنة الكاتب فقد تركها تعبر عن أفكارها الشخصية وتعرضها بحرية بما يتسق مع المضامين التي تريد الرواية تبليغها ومنها المقارنة بين زمنين، ماضٍ جميل وحاضر وبيل. ولأنها رواية اجتماعية فقد منحت القارئ إحساساً قوياً بالمكان من خلال الوصف المستفيض (للمكان) وضروب الأنشطة المختلفة "ذلك أن أحد أهم أهداف الرواية الاجتماعية يتمثل في أنها تطلعنا على طبيعة المجتمع الذي تعني بتصويره"[8].
من أجواء التعايش والسلام التي تنقلها الرواية، تبرُّك اليهود والنصارى والمسلمين والنصيرية بمقام "حبيب النجار" وتضرعهم عنده إلى الله سائلين حاجاتهم. وفي ذلك دلالة إلى قيمة إيجابية للتعدد تحت راية الإسلام، أكثر منها قيمة سلبية للشرك، هي وحدة هذه الديانات والمعتقدات من خلال قدرة هذا المقام الإسلامي على توحيد أتباع الديانات المختلفة. وفي نذر أمه "سارة" شمعة في كنيسة "العزيز باول" دلالة توحيدية أخرى بين دينين هما: المسيحية، ديانة الأم قبل زواجها من رشدي المسلم، والإسلام، ديانتها بعد الزواج. تقول لابنها مفسرة له إيمانها في نفس الوقت الذي تعلمه درساً في التعايش: "الله كبير يا ولدي، كبير ولا يسعه بيت واحد". ويقول الترجمان عن الراهب الماروني بولس صديق أبيه في حلب: "كان أبي يحبه ويجله ويستشيره ولا يخاطبه إلا بكلمة: أخي بولس، حتى صرنا نخاطبه نحن الصغار العم بولس وكنا نظنه حقيقة أحد أعمامنا."
الراهب بولس صورة لرجل الدين المبشر بالحب والسلام، رجل الدين الحقيقي الذي يحتار المرء في مسمى ديانته، والذي يقول عن الله أنه واحد "فلا تختلفوا في الواحد". والقائل: "لكي تعلو كلمة الله فهي ليست بحاجة لنلطخها بالدم". وبالرغم من أنه ماروني إلا أنه يستشهد بآيات من القرآن "لدرجة أن بعض طلبة الفقه ظنوا أنه شيخ من شيوخ المسلمين .. يخفي عقيدته لحكمة غامضة، أو مسيحي أعجب بالإسلام ودخل فيه سراً لكنه خاف أن يعتنقه جهراً."
وتتجلى مشاهد التعايش والمحبة بين المصريين، مسلمين ومسيحيين، في قول جرجس عبدالمسيح: "عشت طفولتي.. (ألعب) مع رفاقي مسلمين ومسيحيين وأذهب بصحبتهم مع الصيادين..". ومن خلال حكايات الحوذي الكردي ومارتين الإفرنجي، في مجتمعات تجد فيه البوشناق والأروام والبنادقة والفرنجة والأرمن والنصيرية والأكراد والشراكسة، ونرى فيها صوراً بديعة للتعايش في فترة زمنية كان من المفترض أن تتطور لتصبح أكثر إيجابية وبهاءً لا أن تتردى إلى صور سلبية سوداوية يسود فيها التعصب والعنف.
مشاهد التعايش والسلام في الرواية ليست حالة مثالية على الدوام، فهي تعرض لبدايات الصدام في الموصل، حين يحكي "شمعون النصيبيني" فيقول: "كان أبي، وكنت معه، نصادف في رحلاتنا يهوداً ومسلمين ويزيديين وصابئة، عرباً وأكراداً وتركاً، نصطدم بلغات وأديان كثيرة تتصادم هي أيضاً في بعض الأحيان". ومنها صورة سلبية لم تتغير، وهي الطبقية في المجتمعات العربية، فنجد أن الأم تعترض على زواجه من "إستر" لأنها يهودية، بينما لا يلقي أبوه لمسألة الدين أهمية، لكنه يعترض على زواجه منها من منظور طبقي، لأنها مجهولة النسب. يقول لابنه في هذا السياق: "الناس مقامات يا ولدي، وأبوك تاجر له سمعة طيبة". وبالرغم من أنه ليس للحب شريعة إلا أن مصيره الفشل عند معتنقي الشرائع، الفشل كان قدر الحب الذي جمع الشركسي المسلم باليهودية "إستر" والكردي بوزان بالعربية البدوية "مياسة". ومن مظاهر التزمت الديني، عند المسلمين، تغيير اسم الترجمان أثناء سفره إلى روما إلى اسم "يوحنا الأنطاكي"، ذلك أن "فقهاء الدولة العثمانية ومفتيها لا يبيحون للمسلمين السفر إلى ما يسمونه دار الكفر ولا يقبلون إقامة المسلم بين ظهراني المشركين"[9].
أفول الحضارة العربية وتعكر الأجواء بين الملل والنحل لم يكن فقط بسبب هجرة العقول العربية والعلم والفلسفة إلى الغرب، فهو مرتبط أيضاً بتحول الدين إلى بضاعة، وببداية الانقسامات الدينية والمذهبية والطائفية والطبقية في المنطقة التي تدور فيها أحداث الرواية، حيث تتوزع على خارطة تضم أنطاكية وحلب ومصر والموصل والإسكندرون وقبرص. كما هو بسبب ظلم السلطات العثمانية للأقليات الدينية في لبنان وغيرها من البلدان. وهناك ما يشير في الرواية إلى إلقاء اللوم على شماعة الخارج حين تقول بأن بداية الخلاف الذي نشب بين المسيحيين كان بسبب المبشرين القادمين من روما وبعثات البلاد الإفرنجية.
الرواية في حديثها عن الدين تؤكد على صوره الإيجابية المشرقة، في حين تترك الصور السلبية لذهن المتلقي، أو تكتفي بإشارات بسيطة كتزمت القس الأرمني "بيدروس الحلبي"، الذي "يظن أن الدير الذي يلقي فيه مواعظه كل يوم أحد هو بيت الله الوحيد وأن الناقوس وحده يرن بالدعوة إلى الله وأن الحقيقة نار هو الوحيد القابض على جمرها"، أو رئيس الأساقفة الكاثوليك الذي يعتقد بأن "المسيح هو الطريق" الوحيد للخلاص. ومن الصور المشرقة لرجال الدين، ما تقدم من صورة الراهب الماروني بولس، العارف بالإسلام كأنه فقيه مسلم، والدرويش الصوفي المسلم "سراج" العارف بالكتاب المقدس كأنه راهب مسيحي.
يظهر اليهودي مزدوج الهوية فهو على لسان الترجمان: "إسحاق الصفار الأرمني". وجاء في معرض تشبيهه لصوته "كأنه يقرأ المزامير"، وهذا يتضارب مع وصفه السابق. وهو من وجهة نظر الأم سارة: "اليهودي الأنطاكي". وعندما يصحح لها زوجها قائلاً بأن "إسحاق أرمني نصراني" ترد عليه لا مبالية: "هم سواء. هم سواء.". أما لماذا أضافت "سارة" لقب الأنطاكي إلى صفة اليهودي فلكي "تخفف وقع الكلمة التي كانت تثير بعض الخوف وشيئاً من كراهية غامضة بسبب ما أشيع أن اليهود تفوح منهم روائح الجثث ويخطفون أطفال المسلمين والنصارى ويقدمونهم قرابين في أعيادهم الدينية."
نلاحظ هنا بداية تعكر أجواء التسامح بين اليهود والمسلمين من خلال ترويج الشائعات المسيئة لليهود، على الرغم من أن "إسحاق الصفار" كان "رجلاً لا يخلو من دماثة في الخلق ومهارة في الإقناع"، وهي مهارة سرعان ما ستوصف بأنها "خداع". وفي موضع آخر يصف الفتى الأثر الذي تركته قبلته لإستر بأنها "أزالت كل كراهيتي وخوفي من اليهود ومن أجسادهم الدنسة التي تفوح منها روائح الزرنيخ والجيف والكنف وحظائر الخنازير كما كنا نسمع صغاراً." وفي هذا الوصف إشارة إلى أهمية ما يمكن أن يخلقه الحب من قيم إيجابية بين أتباع العقائد المختلفة.
ازدواجية الهوية اليهودية لها علاقة بهوية اليهود التاريخية، والقدرة على الإقناع تدل على مهارة اليهود في التجارة، في حين لم تبين الرواية أسباب تكون صورتهم السيئة في الأذهان ومن يقف وراء ترويج تلك الصورة. لكن السكوت هو إخبار ضمني ينفي حقيقة الصورة السلبية ويدرجها في خانة الشائعات والأكاذيب التي لا تخلو من وظيفة وهي تعكير صفو الحياة بين أتباع الملل[10]. ولكن ما يعكر صفو الحياة اليوم ليس الشائعات ولا الأكاذيب بل الحقائق المسجلة التي تقول بوضوح إن إسرائيل تقتل الأطفال، وهو ما يعني أن الأكاذيب تحولت إلى حقائق عبر التاريخ!
تَعرض الرواية، بسرد تاريخي، لحركة الترجمة إبان الدولة العثمانية ومكانة المترجمين وما لاقوه من نِعمٍ ونقم. وتؤكد على وظيفة الترجمة في كل العصور وهي بناء جسور هدمتها الحروب والإحن، وأن تكون "رياحا لواقح لحقول العقول شرقا وغربا. ولتكن الحرب بعد الآن حروب مداد وورق وجدال، لا دماء وساحات قتال. ولتتحاور الأديان على القراطيس بالحجج والبراهين لا بمبارزات الصناديد في الميادين. ولتتقاتل الأمم لا بالسيوف بل بالحروف"[11]. الرواية بهذا تقترح، بشكل مباشر وغير مباشر، أن تكون الترجمة حلقة الوصل والتفاهم ليس بين الشرق والغرب فقط، بل وبين العرب والقوميات الأخرى، كما هي بين المسلمين أنفسهم. ويمكن أن نلمح أمنية الكاتب من خلال أمنية الترجمان، في ترجمة كتاب "الخلاصة في اللاهوت" لتوما الأكويني، إلى العربية، وهي أمنية تسهم في تحقيق الحوار عبر الترجمة.
لغة شعرية صوفية
سيلاحظ القارئ الجهد المبذول في جمع المادة التاريخية والبحث التاريخي عن أسماء النباتات، التي تنمو في مناطق بعينها ولها علاقة بزمن وأحداث الرواية، وأيضاً عن أسماء الأدوية المستخدمة في علاج بعض الأمراض في تلك الحقبة، وكذلك أنواع الملابس وأوصافها، وأنواع المأكولات والأطعمة والأشربة، وهو جهد ملازم في كل رواية تجعل من التاريخ الاجتماعي موضوعها.
كما سيلاحظ أن الوصف يتميز بأناقة في اختيار الألفاظ والاستعارات المعبرة فيخلق صوراً تنسجم مع مفهوم الشعر والرواية، باعتبار أن للأول مفهوم "فن خلق الصور" أكثر منه فن للتعبير عن الواقع، وعلى اعتبار أن الرواية تهدف إلى خلق واقع جديد موازٍ، في اللحظة التي تعبر فيها عن الواقع الحقيقي. ومن خلال معجمه اللغوي الذي يجمع بين القديم والحديث بأسلوب خاص وبصمة مميزة، أصبح من الممكن التعرف على جان دوست في لغة السرد قبل أن تقرأه على غلاف الرواية. وهذه بعض الأمثلة:
"كمن يتصيد بفخاخ الذاكرة عصافير الخيال في حقول السنوات."
"كان الظلام يتمدد كرشحة حبر إذ تسقط في كأس ماء."
"لكي يبصر القلم مواطئ سيره على الأوراق البكر التي كانت تنتظر فتنة المضاجعة الأولى مع الأبجدية."
"واغرورقت عيناه بعسل النعاس."
بالإضافة إلى اللغة الشعرية السابقة تحضر اللغة الصوفية والإنجيلية بقوة، فهي نبع نَهَل منه كثير من الكتاب في كثير من الروايات، لكن جان دوست شكّل لغته الخاصة. وجدنا هذا في روايته "ميرنامة: الشاعر والأمير"، وفي هذه الرواية الكثير من الأمثلة على ذلك، منها هذا المقطع: "مَثَل المشيئة والإنسان والعقل كمثل الريح والسفينة والنوتية. الريح تدفع السفينة على الماء وتحركها، أما النوتية فيوجهونها الوجهة التي يختارون بآلات وطرائق خاصة كالدفة والبوصلة والقلوع والمجاديف. فالإنسان هو السفينة والمشيئة هي الريح أما العقل فمثل النوتية وعلمهم الذي استنبطوه وطرائقهم التي اتبعوها." ومن خلال الاقتباسات أدناه يمكن التعرف على المزيد من هذه اللغة وعلى مدى العمق الفلسفي لمواضيع مثل الحياة والموت والحب والإيمان والحرية والوطن، وهذه عناصر تضمن لها مكاناً إلى جوار روايات عالمية لها الطابع الفكري نفسه.
هوامش:
[8]: محمد بوعزة، تحليل النص السردي، تقنيات ومفاهيم، الدار العربية للعلوم، ط أولى 2010، ص 25.
[9]: الرواية.
[10]: مثل هذه الحكايات عن قتل اليهود للأطفال لها أصداء تاريخية ويمكن أن نجدها في روايات أخرى، على سبيل المثال وردت الحكاية التالية، في رواية (مقبرة براغ) لأمبرتو إيكو، عن شبهة قتل يهودي لطفل عربي في مدينة دمشق: "كان قد اختفى في المدينة طفل عربي وفي البداية لم يُشتبه باليهود، لأنه من المعروف أن اليهود للقيام بطقوسهم يقتلون فقط أطفالاً مسيحيين. ولكن بعد ذلك وجدوا في حفرة بقايا جُثة صغيرة، كان يبدو أنها قُطعت إرباً إرباً ثم هرست في مدق. كانت طريقة الجريمة تشبه إلى حد كبير الجرائم المنسوبة عادة إلى اليهود مما جعل أعوان الشرطة يخمنون أنه مع اقتراب عيد الفصح، ومع حاجتهم إلى دم مسيحي لعجن الخبز بدون خميرة، وبما أنهم عجزوا عن اختطاف طفل مسيحي، أخ اليهود الطفل العربي وعمدوه ثم قتلوه.". (مقبرة براغ، ترجمة أحمد الصمعي، ص 62).
[11]: الرواية.