(دار ريشة للنشر والتوزيع، القاهرة، 2024)
[سعيد الشحات، كاتب صحفي مصري].
جدلية (ج): كيف تبلورت فكرة الكتاب وما الذي قادك نحو الموضوع؟
سعيد الشحات (س. ش.): يمكن القول إن كتاب "عمار الشريعي سيرة ملهمة" بدأ معي كفكرة بعد لقائي الأول بعمار عام 1997، لكنني تركتها كل هذه السنوات حتى حدث ما أدى إلى أن ترى النور، وكان لقائي الأول به بغرض الحصول منه على شهادة خاصة بكتابي الأول "أم كلثوم وحكام مصر"، وذلك بأن عرضت عليه في اتصال تليفوني خطتي بأن يقوم بتحليل تطور أغنية أم كلثوم في سياقها التاريخي الذي مرت به منذ حضورها إلى القاهرة في عشرينيات القرن الماضي وحتى آخر أغنياتها في بدايات السبعينيات.
ولما ذهبت إليه في منزله بالمهندسين لهذا الغرض حدث أمامي ما جعل بطل هذه الجلسة موضوع آخر وهو كيف أصبح هذا الكفيف ليس أحد عباقرة الموسيقى في تاريخنا وفقط، وإنما أحد عباقرة الحياة الذين يعيشون فيها دون أي شعور بأنه كفيف، شاهدته يومها يتعامل معي مهندس أو فني يقوم بضبط الإرسال التليفزيوني مع طبق "الدش" الهوائي، ويقوم هو بتحديد مدى نقاء شاشة التليفزيون ويبلغ المهندس أو الفني بها، وبعد انتهاء هذه المهمة تفرغ لي، لكنني أمام ما رأيته غيرت خطتي إلى الحديث معه حول ما جرى، ولأن مزاجه كان رائقا في هذا الوقت، بالإضافة إلى تعرفه على شخصيتي عبر اتصالاتي معه تليفونيا من قبل تدفق في الحديث عن نشأته الأولى والبيئة التي تربى فيها وساعدت على تكوينه الشخصي، وأذكر أن هذا اللقاء كان من المفروض أن يستمر ساعة واحدة حسب اتفاقنا، لكنه استمر أكثر من ثلاث ساعات، وبعد ذلك التقيته أكثر من مرة في الاستديو الخاص به وهو "عمار ساوند" في الدقي بالإضافة إلى الاتصالات التليفونية الكثيرة.
وأخذت من حصيلة اللقاءات المادة الخاصة بكتابي "أم كلثوم وحكام مصر"، وتركت الباقي على أمل استكماله كي أحوله إلى سيرة شخصية له، ومع انشغاله، وانشغالي لم يتحقق هذا الهدف، لكنني بين الحين والآخر، كنت أكتب مقتطفات عنه مما احتفظ به، حتى طلب مني الكاتب والناشر الصديق حسين عثمان صاحب "دار ريشة" تحويل هذه المقتطفات إلى كتاب، لتبدأ رحلتي المثيرة لإنجاز هذا المشروع.
(ج): ما هي الأفكار والأطروحات الرئيسية التي يتضمنها الكتاب؟
(س. ش.): يشمل الكتاب أفكاراً وأطروحات عن عمار الشريعي الإنسان والموسيقي دون الفصل بينهما، تبدأ بمرحلة تكوينه منذ طفولته والبيئة التي تربى فيها، وكيف تعامل الأب والأم مع صدمة أن طفلهما ولد كفيفا، ومن هنا جهزا نفسيهما لرحلة طويلة معه، ولعب الأب دورا رئيسيا وتاريخيا معه حيث ألحقه بمدرسة المكفوفين وانتقلت الأسرة من المنيا للاستقرار في القاهرة بسبب ذلك، ويتحدث عمار باستفاضة عن مناخ المدرسة الذي ترك فيه أعمق الأثر وساهم في تكوينه الموسيقي، ثم انتقاله بعد ذلك إلى الجامعة بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وانصرافه عن المضي في الدراسات العليا رغم اجتيازه للامتحانات فيها واستعداده لتسجيل رسالة ماجستير، وبداية رحلة احترافه الموسيقي ثم اقتحامه مجال الأغنية الدرامية في المسلسلات التليفزيونية وموسيقاها التصويرية، ليصبح أحد روادها العظام.
ويتناول الكتاب محطات عمار الموسيقية بتكوينه فرقة الأصدقاء، ثم تقديمه لبرنامج "غواص في بحر النغم"، وتقديمه ألحان الأطفال بالتعاون مع الفنانة عفاف راضي والشاعر سيد حجاب، ويناقش معه تقييما مستفيضا لرواد الموسيقى العربية الذين تركوا بصماتهم على مسيرته مثل سيد درويش ومحمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وكمال الطويل وأم كلثوم وغيرهم، وينتقل إلى أن عمار تأثر بكل هؤلاء لكنه استطاع أن يكون هو الذي لا يشبه أحداً قبله ولا بعده.
(ج): ما هي التحديات التي واجهتك أثناء البحث والكتابة؟
(س. ش.): كان أمامي عدة تحديات أثناء البحث والكتابة، بدأت بأنني وجدت المادة التي سجلتها معه بالرغم من ثرائها وحيويتها وتعددها لكن بها ثغرات، ربما تعود إلى أن خطة إنجازي أثناء لقاءاتي به تختلف عما أراه حاليا، ومن هنا قررت أن يكون ما ذكره عمار لي هو أحد مصادري في الكتاب وليس المصدر الوحيد، وبدأت في البحث عن مصادر إضافية أخرى موثوق فيها، فاتجهت إلى الأرشيف الصحفي والمسموع له وعنه، كما قابلت شخصيات تعاملت معه عن قرب في مراحل حياته المختلفة منهم، الفنان علي الحجار صاحب نصيب الأسد في غناء الألحان الدرامية التي لحنها عمار بدءاً من مسلسل "الأيام" عام 1979، والفنان سامح الصريطي الذي كان مع عمار في مرحلة الدراسة الجامعية بجامعة عين شمس، والإعلامي والشاعر عمر بطيشة الذي كان معه في تجربة فرقة "الأصدقاء" عام 1980، كما كان صاحب فكرة البرنامج الإذاعي الشهير "غواص في بحر النغم" الذي بدأ عمار في تقديمه منذ عام 1898، والشاعر جمال بخيت الذي كتب له أغنيات في أعمال درامية ومسرحية، كما كان صاحب تجربة "المسحراتي" التليفزيونية الوحيدة معه، بالإضافة إلى شخصيات أخرى مثل الكاتب الصحفي أحمد الجمال صديقه من المرحلة الجامعية، والأستاذ عمرو الصيفي المنتج الفني وصديق العمر لعمار.
(ج): كيف يتموضع هذا الكتاب في الحقل الفكري/الجنس الكتابي الخاص به وكيف سيتفاعل معه؟
(س. ش.): ذكرت في مقدمتي أنه يمكن اعتبار هذا الكتاب "سردية تاريخية "عن عمار لا تفصله عن زمنه الذي استمر 64 عاما بولادته في 16 أبريل 1948 ووفاته يوم 7 ديسمبر 2012، فالحكايات عنه منذ طفولته وحتى رحيله، وضعتها في سياق أوسع لتعطي لوحة غنية فيها السياسة والثقافة والفكر وطبيعة المجتمع.
(ج): ما هو موقع هذا الكتاب في مسيرتك الفكرية والإبداعية؟
(س. ش.): هذا الكتاب هو السادس لي، لكنه يعد محطة مهمة بالنسبة لي من حيث أنه يعد الأول عن عمار كعبقرية موسيقية فذة تركت بصماتها العظيمة كما أنه جاء بعد كتابي "محمد رشدي، موال أهل البلد غنُّوه" وهو مذكرات المطرب الراحل محمد رشدي، ولم أرتكن في الكتابين إلى روايات أصحابها، أو إلى الحكي الشائع والمرسل عنهما حتى لو جاء هذا الحكي على لسانيهما، وإنما اتبعت منهج التوثيق الدقيق، بحيث يكون الكتابان مرجعين موثوقين في التأريخ الموسيقي لزمنهما.
(ج): من هو الجمهور المفترض للكتاب وما الذي تأمل أن يصل إليه القراء؟
(س. ش.): أنا من الذين يتوجهون دائما إلي أكبر قاعدة من الجمهور، ولهذا أسعى إلى تقديم المعلومة والرأي بأسلوب سهل وبسيط ودقيق وجميل وموثق وتغلب عليه الحكاية بدرجة تقترب من كتابة السيناريو، فأنا مولع بالحكي في كتاباتي وقد يكون ذلك عوضا عن حلمي الذي لم يتحقق بكتابة رواية، ولا أميل أبدا إلى الفذلكة اللغوية ونحت الكلمات والمصطلحات التي يلجأ إليها البعض، بالضبط كما أفعل يوميا منذ عام 2014 في كتابة زاويتي اليومية "ذات يوم"، وكتابي "عمار الشريعي سيرة ملهمة" من هذا النوع، تجد فيها الحكاية، والمعلومة والتحليل والرأي، وأتمنى أن يصل للقراء فكرتي الرئيسية عن هذا الفنان والإنسان العظيم الذي تلهم سيرته كل من يريد أن يتحدى الصعب ولا يستسلم لإعاقته.
(ج): ما هي مشاريعك الأخرى/المستقبلية؟
(س. ش.): لدي مذكرات مجهولة للموسيقار الراحل محمود الشريف نشرت في إحدى المجلات العربية عام 1990 أي منذ 34 عاما وكتبها الشاعر الراحل محسن الخياط لكنها لم تطبع في كتاب، وأتمنى تحقيقها بنفس النهج الذي اتبعه في عملية التوثيق، ولم أهتدِ بعد إلى الصيغة القانونية التي تؤمن خروج هذا العمل إلى النور عن واحد من أهم الموسيقيين في تاريخنا بشهادة عمار الشريعي.
مقتطف من الكتاب
وانصرف همي كله إلي حكاياته عن نفسه منذ مولده في سمالوط بمحافظة المنيا يوم 16 أبريل 1948، ووفقا لما يذكره للكاتبة الصحفية عائشة صالح بمجلة المصور 11 أغسطس 1995، أنه ولد يوم جمعة بين المغرب والعشاء، يومها جاء لزيارتهم رجل بدوي يعيش في الصحراء الغربية بين مصر وليبيا، الرجل صديق لجد عمار، أما والد عمار فيحب الرجل كثيرا ويناديه عمي عمار المصري، تناول الرجل طعام الغذاء معهم، وامتدت الزيارة حتي جاء المولود الجديد فأطلق عليه اسم عمار.
سأل عمار أمه "أعطاف" ابنة مراد الشريعي بك أحد أقطاب ثورة 1919 عن يوم مولده، ردت الأم: "مولدك أهم ماجري في الكون كله في ذلك اليوم"، وكان تعداد الكون في ذلك اليوم نحو 2 مليار ونصف مليار نسمة، منهم ما يقرب من 19 مليون في مصر، فحسب تعداد عام 1947 الذي أجرته الحكومة المصرية، كان 18 مليون و966 ألف و767 موزعون علي محافظات مصر منهم 182 ألف و749 في سمالوط، فهل كانت الأم تشعر بما سيكون عليه ولدها في الكون كله؟.
لم يكن تعداد الكون، وتعداد مصر، وتعداد سمالوط، أمر يفكر فيه والد عمار وأمه، كان ما يشغلهم مفاجأة أن طفلهم الجديد كفيفا، ومن هذه النقطة يبدأ عمار تدفق حديثه معي، قائلا: "كان اكتشاف أنني كفيف زلزالا عند أمي، وبطبيعة الحال لم يكن أبويا "علي محمد الشريعي" يتمني ذلك، لكنه وجد نفسه أمام حقيقة لا فرار منها، حقيقة ستبقي طول العمر، ومن هنا جهز نفسه لرحلة خاصة معي، رحلة تختلف عن باقي اخواتي، يزيد منها أنني كنت طفلا شقيا، سريع الحركة، طفل متعب لكل من حوله.
كان أمام أبي تجربة ملهمة للدكتور طه حسين، تصور أنه من الممكن أن يكررها معي، فأحضر لي وأنا صغير شيخا يقوم بتحفيظي القرآن الكريم، كخطوة نحو التحاقي بالأزهر الشريف، وبالفعل تمكنت من حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن، وأنا في الرابعة من عمري".
يضيف:" كان أبي شديد الإدراك والفهم لكل تصرفاتي، ولديه القدرة علي أن يعي ما وراءها، ينظر إلي ما وراء تصرفات ابنه الطفل الشقي الذي يصر علي أن يمارس حياته مثل باقي الأطفال المفتحين فيسبح في الترعة، ويطلع الشجر، ويركب الدراجات، ويلعب الكرة، وحاجات تانية كنت أفعلها قررت بها ومعها أن أعيش حياتي".
يتذكر: "كان أبي يدخل علي فيجد الراديو فريسة تحت يدي، مصارينه بره، أقوم بتقطيعه، حتة، حتة، الأسلاك في ناحية، والمؤشر في ناحية، والزراير في ناحية، سألني أول مرة: بتعمل إيه يا عمار؟ قلت له: أنا بدور علي شادية، عايز أسلم عليها"، كنت أتصور إن شادية اللي بتغني قاعدة ومربعة وبتشرب شاي كمان داخل الراديو، ضحك أبي وسألني: لقيتها ولا لسه؟.
كان فك الراديو عملية جراحية بعملها من زمان، وكل يوم تقريبا، كانت هواية جميلة، ربطتني بالتكنولوجيا مبكرا، وعرفت منها أنها يمكن أن تعوضني نسبيا عن أشياء أنا محروم منها لأني كفيف، وتطور الأمر معي إلي أن فكرت في الهندسة، فكرت أن أكون مهندسا للكهرباء، كنت أقول لنفسي، هي الهندسة دي حكر علي المفتحين وبس، لأ، لأ، أنا زيهم، وأحسن منهم كمان، فتعودت علي ممارسة هذه الهواية منذ أن كنت طفلا.
القصة لم تعد بحثي عن شادية، الحكاية بقت رفض العجز، وعدم شعوري بالنقص أمام المفتحين، يعني إيه واحد منهم يكون مهندس كهرباء، وأنا لأ، تقدر تقول إنها بذرة التحدي التي ولدت بداخلي بدأت منذ أن وضعت يدي علي حقيقة حالتي".
يضيف: "التحدي، قيمة تشعر بمعناها الحقيقي حين تجدها نموذجا حيا علي الأرض، نموذج يتم تطبيقه بإيجابية، تتأكد أن هذا التحدي تاج فوق رؤوس ناس يظن البعض أنهم سيصبحون مجرد عدد، ما بالك وأن هؤلاء لديهم عجز ليس لهم ذنب فيه، ثم حولوا الحياة إلي معني وقيمة، ونصيبي في هذه الحكاية بدأ وأنا طفل، فيه حكايات كثيرة، أنا عشتها في طفولتي، عملت عمار اللي قاعد أمامك بيتكلم معاك، وعمل حاجة لفتت نظرك".
يعطي عمار أمثلة: "أذكر مرة وأنا طفل كنت علي الشاطئ في إسكندرية، قاعد علي الرمل، الأطفال بتجري وبتلعب، وأنا لا بلعب ولا بجري، وفي لحظة قررت أنزل البحر، لكن مرت سيدة سمعتها بتقول: يا عيني عليك يا ابني، يا قلب أمك، يا تري أمك عاملة إيه؟، هذا الكلام سمعت مثله من قبل، لكن المرة دي رن في ودني، شعرت بألم بالغ، نزل كلامها عليِ زي الزلزال، قعدت أكلم نفسي: ليه أنا كده؟، هي ليه العيال دي كلها بتجري وتلعب وتبلبط في الميه وأنا قاعد كده؟ بكيت، قلت لنفسي: "خلاص هي حياتك كلها هتبقي كده يا عمار، كل ما يشوفك حد يتصعب ويولول زي الست دي، يعني أنا هفضل صعبان عليكم يا مفتحين يا أولاد الكلب، كلمة الست دي أثرت فيٍ، قلبت كياني لدرجة أن كل من حولي ظنوا أنني لن أستعيد توازني مرة ثانية، والمشكلة إن مفيش حد كان يعرف إيه السبب، لأني متكلمتش في الموضوع مع حد".
يضيف عمار: "هنا جاء دور الأب، سألني: مالك يا عمار؟، شرحت له القصة، خدني في حضنه، طبطب علي، قال لي: "ايه يعني؟ الحكاية بسيطة لكن انت كبرتها زيادة، طيب إيه رأيك لو تثبت للست دي وغيرها إنك أحسن من المفتحين، يعني تفرجهم علي قدراتك، كده هتخليهم يجروا وراك، الإنسان بشخصيته وانجازه، ضحكنا أنا وأبي وانتهي الأمر، لكن الحكاية كلها تركت أثرا عميقا عندي، وأثبتت لي شيئا مهما هو، أن حياتي المبكرة كانت تحتاج الي أحد من صلبك، يقوي ضهرك في الدنيا، يخليك ناشف، يخليك جامد، يضبط لك الإيقاع، ويقول لك كل شوية: أوعي تخاف، أنا هنا، أنا وراك، وانت خليك قوي.
البيت يحافظ علي التوازن، يعني أنا أقول لفظ خطأ، أمي تصححه، أزعل، اتقمص، انزوي في ركن، يجئ أبويا يسألني بكل عطف الأبوة: " مالك يا عمار، فيه إيه يا ابني؟"، يفضل معايا، يكلمني وأكلمه، لا يتركني إلا وأنا في حال غير الحال، أنا رأيت آباء وأمهات في الحياة وفي مواقف كثيرة، لكن أب الكفيف حاجة تانية، هو السند والضهر.
أبويا قصة كبيرة، أنا شفته بيشتري أثواب القماش ويوزعهم علي الناس بانتظام، كان يفعل ذلك من باب مسئوليته عنهم، وليس من باب المباهاة، هو في الأصل لم يكن يحتاج إلي فشخرة، ولا كان محتاج يفرد نفسه، ويظهر أمام الناس بمثل هذه الأفعال، لم يكن من هذه النوعية إطلاقا، أبويا كان تركيبته صلبة جدا، أثرت فينا كلنا كإخوة، وأثرت في تكويني الشخصي ونظرتي إلي الحياة بشكل خاص، كان يحب جمال عبدالناصر جدا، هو تعلم في جامعة السوربون بفرنسا ثلاث سنوات، ثم اضطر إلي العودة لمصر لوفاة والده "جدي" حتي يقوم بدوره، وترشح لمجلس الأمة وأصبح نائبا فيه عن دائرة سمالوط، تعليمه في "السوربون" وفر له فرصة الاحتكاك الثقافي من أوسع أبوابه، وزرع بذرة الفكر التقدمي فيِ، وجزء كبير من هذا الفكر انتقل إلي باقي اخواتي".