...
كي أكونَ أنا
أشطُرُ رغبتي طائريْن
واحداً يرفرفُ على كتفِ الغُيومِ
والثَّاني ينبُشُ بمَخالبهِ المَقبرة.
...
هوَ الوجودُ
فنُّ تحريكِ الغيابِ
بأهدابِ حُضورٍ
يَزِيغُ بينَ الصَّوتِ وصداهُ..
الماءُ والنَّارُ كسِفَاحِ القُربى
أو الشَّمسُ والمُناخُ والبذورُ
ثُمَّ تدحرُجُ أشهَى الثِّمارِ
إلى وادي الأسرارِ الحُرَّة.
...
قلِقاً كانَ الوردُ
حينَما جسَّتِ السَّاحرةُ رحيقَهُ..
الاختبارُ يُربِكُ أشدَّ النَّسائمِ يقيناً في العراءِ.
...
أنْ أخلَعَ قصائدَ الشِّعرِ السَّميكةَ التي تُدثِّرُ جسَدي،
أنْ تُحدِّقَ السَّاحرةُ بجميعِ مُنحنياتهِ الشَّوكيَّةِ بلا مُوارَبةٍ،
أنْ لا أُغطِّيَ الأسئلةَ بيديَّ كالأثداءِ المُحافِظَةِ،
وأنْ لا أُعطِّرَ موجَ البحرِ المُرهَقِ بمُزيلِ تعرُّقٍ مُكثَّفٍ.
...
وربَّما، كاللِّصِّ المُدمِنِ المُخدَّرِ
أن تقودَني مرآتُها
إلى إخراجِ كامِلِ مسروقاتي
من كيسٍ مُلوَّنٍ بالفضائحِ كبيضِ الفصحِ المَجيد.
...
لسنا هُنا بصَددِ اللَّومِ
ولا الافتراضاتِ المُلزِمة..
أوَّلُ التَّعرُّفِ نشَواتٌ حادَّةٌ كالسَّكاكينِ،
وعلى المَهاراتِ أن تنضُجَ أثناءَ استمتاعِها بلذَّةِ الغرَقِ..
هذهِ حكمةُ الجَمَالِ
حينَ يكونُ مُجرَّدَ قشَّةٍ
في مَهبِّ التَّجرِبَةِ الشَّقيَّةِ الباسِلَة.
...
إنَّهُ الدَّربُ
حدْسٌ مُتَوارٍ خلفَ التَّسمياتِ
ارتحالٌ بينَ الدَّماثةِ والوَقاحةِ
بداياتٌ ونهاياتٌ مُستحيلَةُ الفرزِ
حياءٌ يكشِفُ أعضاءَهُ الحميميَّةَ بسَعادةٍ للعُيونِ الفضوليَّةِ
ويُكمِلُ سيرَهُ بثقةِ فراشةٍ لم تعُدْ تريدُ تغييرَ العالَمِ بعدَ الآن.