[تُنشَر نصوص هذا الملف خلال الأسبوع تباعًا].
ⵜⴰⵏⴽⵔⴰ ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ*
ⴰⵡⴰⵍ ⵉⵏⵓ ⵉⴳⴰ ⴰⵎⴰⵣⵉⵖ. ⴰⵡⴰⵍ ⵏⵏⴰⵖ ⵓⵔⵜ ⵏⵖⵔⵉ ⵖ ⵜⵉⵏⵎⵍ ⵓⵍⴰ ⵏⵍⵎⴷⵜ ⵖ ⵉⴷⵍⵉⵙⵏ ⵉⵔⵙⵎⵉⵢⵏ. ⴰⵡⴰⵍ ⵏⵏⵖ ⵜⵜⵓⵏⵜ ⴱⴰⵀⵔⴰ ⵏ ⵎⴷⴷⵏ ⴰⵛⴽⵓ ⵓⵔ ⵙⵙⵏⵏ ⴰⵜⵉⴳ ⵏⵙ. ⴰⵜⵉⴳ ⵏ ⵡⴰⵡⴰⵍ ⵏ ⵢⴰⵏ ⵓⵔ ⵉⴷⵔⵓⵙ ⴰⵛⴽⵓ ⵀⴰⵏ ⴰⵡⴰⵍ ⴰⵢⴳⴰⵏ ⴰⴼⴳⴰⵏ. ⵢⴰⵏ ⵓⵔ ⴷⴰⵔ ⵡⴰⵡⴰⵍ ⵓⵔ ⵉⴳⵉ ⵢⴰⵜ. ⴰⵡⴰⵍ ⵖ ⵜⵎⴰⵣⵉⵖⵜ ⴷⴰⵔⵙ ⵙⵉⵏ ⵉⵏⵓⵎⴰⴽ; ⴰⵎⵣⵡⴰⵔⵓ ⵉⴳⴰ ⵜⵓⵜⵍⴰⵢⵜ; ⵡⵉⵙ ⵙⵉⵏ ⵉⴳⴰ ⴰⵏⴱⴰⴹ. ⵉⵖ ⴰⴽ ⴽⴽⵙⵏ ⴰⵡⴰⵍ ⵀⴰⵜⵉ ⴽⴽⵙⵏ ⴰⴽ ⵢⴰⵏ ⴳ ⵉⵣⵔⴼⴰⵏ ⵏⴽ ⵉⵅⴰⵜⴰⵔⵏ. ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ ⵓⵔ ⵜⴳⵉ ⴽⴰ ⵡⴰⵡⴰⵍ. ⵜⴳⴰ ⵉⴷⴰⵎⵎⵏ ⵉⵜⵜⴰⵣⵣⴰⵍⵏ ⵖ ⵉⵥⵓⵕⴰⵏ ⵏⵏⵖ. ⵜⴳⴰ ⴷⴰⵖ ⵉⵥⵓⵕⴰⵏ ⵢⵓⵎⵥⵏ ⵖ ⵡⴰⴽⴰⵍ, ⵙ ⵜⵎⴰⴳⵉⵜ, ⵙ ⵓⴼⴳⴰⵏ ⵏ ⵜⵎⴰⵣⵖⴰ. ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ ⵓⵔ ⵜⵎⵎⵓⵜ ⵎⵇⵇⴰⵔ ⵣⵔⵉⵏ ⵎⵏⵏⴰⵡ ⵏ ⵉⵙⴳⴳⵯⴰⵙⵏ ⵉⵍⵍⵉⵖ ⵓⵔ ⴰⵙ ⵉⵜⵢⴰⴼⴽⴰ ⵢⴰⵜ. ⵜⵖⴰⵡⵙⵉⵡⵉⵏ ⴷⴰ ⵉⵣⵔⵉⵏ ⵓⵍⴰ ⵜⵉⵍⵍⵉ ⵏⵣⵔⵔⴰ ⵖ ⵉⵙⵓⵢⴰⵙ ⵍ ⵜⵎⴰⵣⵉⵖⵜ. ⵜⴰⵅⴰⵜⴰⵔⵜ ⴳⵉⵙⵏⵜ ⵜⴳⴰⵜ "ⵜⴰⵏⴽⵔⴰ ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ" ⵍⵍⵉ ⵖⴰ ⵏⵙⵖⴰⵔ ⵖ ⵜⵙⴽⵍⴰ ⴷ ⵍⴼⵉⵍⵎ ⵏ ⵜⵎⴰⵣⵉⵖⵜ. ⵉⵎⴰⵣⵉⵖⵏ ⵙⵃⵢⴰⵏⴷ ⵜⵓⵜⵍⴰⵢⵜ ⵏⵙⵏ, ⵙⵃⵢⵓⵏⴷ ⵜⴰⵎⴰⴳⴰⵢⵜ ⵏⵙⵏ, ⵙⵃⵢⵓⵏⴷ ⵓⵍⴰ ⵜⴰⵙⵇⵇⵏⵜ ⴷⴰ ⵜⵏ ⵉⵣⴷⵉⵏ ⵙ ⵡⴰⴽⴰⵍ ⵏⵙⵏ. ⴰⵙⵙ ⴰⴷ, ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ ⵜⵣⵀⵔ ⵜⵉⴳⵉⵔⴰ ⵏ ⵜⴳⵔⴰⵡⵍⴰ ⵖ ⵜⴷⵍⵙⴰ ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ ⵓⵔⴷ ⴽⴰ ⵖ ⵜⵎⴰⵣⵖⴰ ⵎⴰⵛ ⵓⵍⴰ ⵖ ⵜⵎⵓⵔⴰ ⵢⴰⴹⵏⵉⵏ ⵣⵓⵏⴷ ⵖ ⵓⵔⵓⵒⵒⴰ ⴷ ⵎⴰⵔⵉⴽⴰⵏ.
ⴰⵡⴰⵍ ⵏⵏⵖ ⵓⵔ ⵉⴷⵔⵓⵙ ⵎⴰⴳⵉⵙ ⵉⵜⵢⵓⵔⴰⵏ ⵏ ⵉⵇⵚⵉⴹⵏ ⴷ ⵜⵓⵍⵍⴰⵙⵉⵏ ⴷ ⵓⵏⴳⴰⵍⵏ. ⵉⴳⴳⵓⵜ ⵎⴰⴷ ⵢⴰⴷ ⵉⵜⵢⴰⵔⴰⵏ ⵙ ⵜⵎⴰⵣⵉⵖⵜ. ⴰⵡⴰⵍ ⴰⵎⴰⵣⵉⵖ ⵖ ⴳⵔ ⵉⵡⴰⵍⵉⵡⵏ ⵏ ⴷⴷⵓⵏⵉⵜ ⵉⴳⴰ ⵢⴰⵏ ⵡⴰⵡⴰⵍ ⴰⵇⴱⵓⵔ ⵍⵍⵉⵖ ⵍⵍⴰⵏⵜ ⴱⴰⵀⵔⴰ ⵏ ⵡⴰⵜⵉⴳⴳⵏ ⴷ ⵜⵉⵎⵙⵙⵉⵔⴷⵉⵏ.
ⵢⴰⵜⴰ ⵎⴰ ⵉⵜⵜⵉⵏⵉ ⵢⴰⵏ ⵎⴰⵛ ⴹⴹⵓⵕ ⴰⴷ ⵏⵔⴰ ⴰ ⵏⴰⵔⴰ ⴰⵡⴰⵍ ⵙ ⵜⵓⵜⵍⴰⵢⵜ ⵏ ⵜⵄⵔⴰⴱⵜ ⴷ ⵜⵏⴳⵍⵉⵣⵜ ⴼⴰⴷ ⴰ ⵜⵄⵓⵎⵎⵓ ⵍⴼⴰⵢⴷⴰ ⵓⵍⴰ ⵎⵉⴷⴷⵏ ⵍⵍⵉ ⵓⵔ ⵙⵙⵏ ⵉ ⵜⵎⴰⵣⵉⵖⵜ.
ⴱⵔⴰⵀⵉⵎ ⵉⵍⴳⴰⴱⵍⵉ
تشهد اللغة والثقافة الأمازيغيتين تانكرا (صحوة) تم تحقيقها بشق الأنفس. في ظرف وجيز، لا يتجاوز أربعة عقود، تحولت الثقافة الأمازيغية من هوية مهمشة محشورة في الثغور والمناطق المعزولة إلى ظاهرة حضرية حولت المجال العام وغيرت الطريقة التي تُعاش بها الأمازيغية. لقد أدى الظهور المتزايد للأمازيغية كواقع ثقافي في الساحة العامة إلى تغيير الدول والسياسة والمجتمعات في تامازغا (شمال إفريقيا بمفهومها الأوسع) وصار المجال العام الأمازيغاني، الذي كان في السابق مجالًا مقصورا على اللغتين العربية والفرنسية فقط، معقدًا بسبب الانتشار الواسع للعلامات المكتوبة باللغة الأم لهذه الأرض. تانكرا تمازيغت - الصحوة الأمازيغية - الحالية نتيجة سنوات من النشاط الدؤوب لتصحيح الانفصام، خصوصًا في جانبه الرسمي، بين الدول والأرض والشعب وجذورهم الثقافية واللغوية في تامازغا. لقد قامت أجيال عديدة من النشطاء والفنانين والمثقفين والقادة واللغويين الأمازيغ، سواء في تامازغا أو في الشتات، بتوجيه طاقاتهم نحو إعادة إحياء لغتهم وثقافتهم وإطلاق واحدة من أكثر الحركات الأصلانية (indigenous) تأثيرًا في العالم رغم أنها ما زالت تحتاج إلى تأطير تنظيري.
[تصوير إبراهيم الكبلي]
أطلق المثقفون الأمازيغ أحدث سلسلة من النهضات الأمازيغية بفضل مقارباتهم المتعددة الأبعاد والجوانب في جمع وتوثيق وإعادة ابتكار التراث الثقافي الأمازيغي. كانت النهضات السابقة، التي قادها العلماء والمثقفون الأمازيغ في منطقة سوس بالتحديد، بين اللغتين العربية والأمازيغية، في نطاق أدبي وديني كانت فيه العربية لغة العلم والمعرفة الإسلامية، في حين أن الصحوة التي نناقشها في هذه المقدمة مختلفة ولها تداعيات محلية وعالمية على حد سواء. إن الصحوة الحالية تبني على إرث النضالات السابقة، المتمحورة حول العروبة والإسلام، ولكنها تتجاوزها في الآن نفسه. تشير تانكرا تمزيغت إلى مشروع اجتماعي سياسي وثقافي يسعى إلى إحياء اللغة الأمازيغية وتعبيراتها الثقافية المتنوعة في الوسائط المختلفة، معلنة بذلك هوية ثقافية جديدة لشمال إفريقيا والباحات الأدبية والجغرافية المجاورة لها. باستعمال منظور تانكرا الأمازيغية، الذي يُمَركزُ الأمازيغية كهوية أساسية لتمازغا، يكتسب البحر الأبيض المتوسط وأوروبا والمغرب العربي معنى مختلفًا يتطلب أطر نظرية مختلفة عن المقاربات الحالية. يكشف هذا الواقع الجديد، الذي تنبأ به تانكرا تمزيغت، أنه لا الأدوات التحليلية ولا التصنيفات اللغوية المعتادة يمكنها التقاط أهمية هذا التغيير الذي سيؤدي، إن عاجلاً أو آجلاً، إلى إعادة تشكيل حقل علمي كامل من خلال إبراز الأصلانية والتجارب الأمازيغية.
[مصدر الصورة: Liberté-Algérie]
كانت التغييرات الدستورية والإدارية التي أحدثتها الانتفاضات "التامازغانية" بالتزامن مع "الثورات العربية" مفيدة للأمازيغ. لقد أجبرت الاحتجاجات الدول على تقديم تنازلات كان من الممكن أن يستغرق تحقيقها عقودًا. فالدستور المغربي لعام 2011 أضفى الطابع الرسمي على اللغة الأمازيغية، متوجًا بذلك عملية بدأت بإنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (IRCAM) في عام 2001. وبعد عشر سنوات، وبالضبط في عام 2019، سُنَّ قانون تنظيمي لتنفيذ هذا الاعتراف. وبالمثل، قطعت الجزائر خطوات مهمة نحو تطبيع اللغة الأمازيغية. فمنذ عام 1995، تم تكليف المفوضية العليا للأمازيغية بمهمة "إعادة تأهيل وتعزيز اللغة الأمازيغية". كما جعل الإصلاح الدستوري لعام 2016 الأمازيغية لغة وطنية، وتم إنشاء الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية في عام 2018. أما أمازيغ ليبيا فقد صدحوا بمطالبتهم بالحاجة إلى الاعتراف بحقوقهم اللغوية والثقافية في أعقاب الإطاحة الدموية بمعمر القذافي من السلطة. هناك فرق ملحوظ بين قمع دولة القذافي لأي مظهر علني للأمازيغية والاستجابة المتزايدة للنظام الحالي مع مطالب الأمازيغ الليبيين. في ظرف وجيز أصبحت اللافتات والوثائق المكتوبة بحرف تيفيناغ مشهداً عادياً في ليبيا، مما يوسع الإحساس الأمازيغي لهذه الأرض الأمازيغية بطبيعتها. أما أمازيغ تونس فهم يواصلون نضالهم من أجل نيل الاعتراف. هذا الجهد سيتعقد بكل تأكيد بسبب عرقلة قيس سعيد للعملية الديمقراطية والبرنامج السياسي الرجعي المحتمل انبثاقه من المأزق الدستوري الحالي في البلاد. أما أمازيغ تشاد ومالي والنيجر فقد حصلوا بالفعل على حقوقهم التعليمية قبل جيرانهم الشماليين بعقود.
مهما يحدث في تامازغا في المستقبل فلن تكون هناك عودة إلى الوضع السابق لعام 2011. إن الزمن الذي كان يمكن فيه التشكيك في وجود الأمازيغية وجدارة التحدث بها أو تعليمها صار جزءا من الماضي. لم تعد اللغة الأمازيغية منبوذة، ويدرك العديد من الأمازيغ الذين تم تَعَرُّبُهم سابقًا أن عدم معرفتهم للغة أسلافهم ليست في صالحهم. ومع ذلك، ربما تكون الانتفاضات العربية قد سرعت من الاعتراف بالحقوق الأمازيغية في بعض الأماكن بينما سمحت للأمازيغ بتقديم مطالبهم بجرأة أكبر في أماكن أخرى، لكن ما نعرفه على وجه اليقين هو أن خميرة النشاط الأمازيغي كانت تُنضج عجين الاعتراف الثقافي والسياسي بالأمازيغية في جميع أنحاء تامازغا لما يزيد عن مائة عام بقليل.
إن الصحوة التحولية التي نشهدها اليوم هي تتويج لعملية طويلة من الرجوعية والصمود (resilience) والاستراتيجية والمقاومة في بيئة سياسية معادية في الغالب. لقد اختارت الدول المغاربية المستقلة حديثًا نهج التوحيد اللغوي والسياسي ضدا على التنوع الثقافي واللغوي لأن العديد من القادة الوطنيين كانوا مازالوا يعيشون كوابيس مخلفات "السياسة البربرية" الفرنسية، حيث وقع لهم خلط بين الاستخدام الانتهازي للدولة الاستعمارية للهوية الأمازيغية لتعزيز مشروعها الاستعماري مع تطلعات الشعب الأمازيغي للاعتراف بحقوقهم اللغوية والثقافية. لم يطلب الأمازيغ التَّفَرْنُسْ ولم يكونوا شركاء في تصميم المشروع السياسي الذي صورهم كحلفاء مثاليين و"طبيعيين" قابلين للاستيعاب و"الاستحضار" (civilizing) في القالب الاستعماري الفرنسي. لقد طور المسؤولون الاستعماريون الفرنسيون، في كل من الجزائر والمغرب، السياسات وأنتجوا المعرفة واتخذوا القرارات وأصدروا أوامر استغلت الاختلاف الثقافي واللغوي بين العرب (يعني المسلمين في الحقيقة) والأمازيغ (وهم أيضًا مسلمون) لخدمة المصالح الفرنسية. في طور تبلور هذه السياسات، لم تتم استشارة الأمازيغ أبدًا ولم يتم طلب مقترحاتهم لبلورة هذه السياسات.
ومع ذلك، فإن الأمازيغ عوقِبوا من قبل حكام ما بعد الاستقلال بسبب مخططات سياسية لا ناقة ولا جمل لهم فيها. وقد تم التشكيك في وطنيتهم والتقليل من مساهمتهم في النضال من أجل الاستقلال، مما جعلهم في موقف كان يتعين عليهم فيه إثبات أنفسهم في وطنهم الأصلي. دفع هذا الإلغاء للحقوق الثقافية واللغوية الأمازيغية بعد الاستعمار حرفياً بأغلبية الأمازيغ خارج نطاق المواطنة. تمت "فلكرة" الأمازيغ وإضعافهم ونُسوا في الذاكرة الجماعية المعاد تشكيلها لدول ما بعد الاستقلال، وقد تم منع تداول التاريخ المجيد للبراعة الثقافية والأدبية للأمازيغ في الساحة العامة. بين عشية وضحاها تيتم عنصر كبير من النسيج الاجتماعي الأمازيغي. تم تجاهل الأبطال الأمازيغ واحتلوا هامش كتب التاريخ الرسمي بجملة أو جملتين. تم استبدال ذاكرتهم الجماعية تدريجياً برموز مستوردة كانت أسماؤها وأنظمة قيمها غريبة عن الأرض وثقافتها. إلا أن هذا السعي لإبادة عناصر الشخصية الأمازيغية لم يمنع جيلاً رائداً وثابتاً من النشطاء الأمازيغ من تأكيد أمازيغية تامازغا والعمل على تهيئة الظروف الثقافية والخطابية لإعادة تَمْزيغِها.
العلماء الأمازيغ، بمن فيهم أولئك الذين لم يكونوا نشطاء، نقبوا على واعتزوا بتراثهم الأدبي. لقد صاغ محمد المختار السوسي، أهم عالم أمازيغي في القرن العشرين، "النهضة العلمية السوسية" في وصفه للحركة الثقافية التي حدثت في الجزء الجنوبي من المغرب ابتداء من القرن السادس عشر. سليل أسرة صوفية درقاوية عريقة وذو معرفة موسوعية، درس السوسي في فاس ودرّس في مراكش قبل أن تنفيه سلطات الحماية الفرنسية إلى إيليغ، جنوب أكادير، لمدة خمس سنوات خلال الحرب العالمية الثانية بسبب نشاطه الوطني المقاوم للاستعمار. خلال هذه الفترة، تجول السوسي في جميع أنحاء المنطقة لجمع إنتاجها الفكري، مُثبتا إياه في كتبه "المعسول" و"خلال جزولة" و"وسوس العالمة"، من بين تآليف أخرى. المعلومات التي جمعها خلال هذه الرحلات هي نصب تذكاري لشبكات إنتاج المعرفة الأمازيغية. وعن تمظهرات هذه النهضة كتب السوسي:
فزخرت سوس علما بالدراسة والتأليف، والبعثات تتوالى إلى فاس ومراكش، وإلى الأزهر، فكانت تئوب في ذلك العهد بتحقيقات اليسيتني، والونشريسي، وابن غازي، ونظرائهم، حتى كان كل ما يدرس في القرويين يكاد يدرس في سوس.
يُظهر السوسي وعيًا شديدًا بوجود معايير علمية وجمالية استخدمها المتخصصون لمنح قيمة للأعمال الأدبية والدينية. لقد حدثت النهضة الأمازيغية الداخلية التي يصفها السوسي في تكافل تام بين العربية والأمازيغية في بيئة أمازيغية ثقافيًا وكانت في الواقع تجسيدًا للازدواجية اللغوية السائدة في المنطقة والتي أكدها بعض المؤرخين بالفعل في أبحاثهم.
على عكس النهضة المشرقية الخارجية (exogenous) التي حدثت نتيجة تداول اللغات الأوروبية والحركة الثقافية بين أوروبا والشرق الأوسط في ظل السيطرة العثمانية، فالنهضة السوسية هي نهضة محلية داخلية (endogenous) وعبر إقليمية. بينما كان المشارقة يتطلعون نحو أوروبا لتجديد أدبهم وفكرهم في ظل حكم أجنبي، قام العلماء والشعراء الأمازيغ في سوس بتأليف قصائد باللغة العربية، التي تمت أصلنتها بحلول هذا الوقت، وكتبوا نصوصًا أدبية بلغة الإسلام، وفي غضون ذلك، حفزوا حركة ترجمة بين العربية والأمازيغية في وقت كان المغرب فيه منيعًا على كل من العثمانيين والأوروبيين. في مقال ثاقب حول الترجمة، كتب الأمازيغي المخضرم محمد شفيق أنه "وبدون ترجمة، لا يمكن للثقافة إلا أن تنغلق على نفسها وتتحجر، طال الزمن أو قصر، لأن الثقافة نظام حي، وكل نظام حي يتوقف عن التبادل مع محيطاته معرض للهلاك." خلقت الترجمة بين الأمازيغية والعربية عالماً أدبياً تعاضدت فيه هاتان اللغتان، وساعد هذا التعاضد على إحياء اللغة الأمازيغية وإعطائها أغنى أشكالها المكتوبة—من حيث الأعمال المكتوبة المُتاحة حتى الآن—بالحرف العربي. لقد وجدت الصور الأمازيغية وتصورات أصحابها للعالم تعبيرها في اللغة العربية وتم تداولها بين العلماء الأمازيغ الأكثر تعليما ممن نقلوها بدورهم إلى الطلاب وغير المتعلمين على حد سواء. تصبح أهمية هذه النهضة أكبر عندما نموضعها في سياقها ضمن دراسة دور الطرق الصوفية السوسية في غرب إفريقيا وخارجها. دراسة دور هذه الزوايا ومساهمتها في خلق مجال حيوي ينتقل فيه الفكر والأدب الأمازيغيين من شأنهما إغناء التاريخ الأدبي الأمازيغي بشكل كبير.
إن سجل السوسي من الشعر والنثر الأمازيغيين يكذب الافتراض السائد بأن التراث الأدبي الأمازيغي ينتمي إلى ثقافة شفهية حصرا. ميّز المؤرخ الفرنسي "جاك لو كوف" بين الثقافات "القائمة على الذاكرة" والثقافات "المستندة إلى التاريخ"، مميّزًا بين المجتمعات المتعلمة التي تتمتع بتقاليد مكتوبة والمجتمعات البدائية التي ينقل فيها "رجال ذاكرات" التاريخ شفهيًا عبر الأجيال. في السياق الأمازيغي، كان كلا النظامين متعايشين، لكن أسطورة الشفهية البحتة استمرت بين بعض المتخصصين. يعتبر التصريح القاطع ل"روبرت أسبينيون"، وهو ضابط وباحث في اللغة الأمازيغية في الحقبة الاستعمارية، أن "البربرية ليست لغة مكتوبة ولا توجد كتابة أمازيغية" مظهراً من مظاهر هذا النزوع المتشدد إلى وسم بعض اللغات بختم الشفهية. إن العدد الهائل من المخطوطات الأمازيغية يدحض حكم "أسبينيون" بالطبع ويثبت وجود تقليد كتابي منظم عاش جنبًا إلى جنب مع التراث الشفوي لعدة قرون في تامازغا. قد تُفسر عدة عوامل مواقف "أسبنيون" وأمثاله، بما في ذلك حقيقة أن منطقة سوس، حيث نشأت معظم المخطوطات الأمازيغية، كانت منطقة منعزلة، وكانت، مثل معظم جنوب المغرب، غير متاحة للمسافرين الأوروبيين حتى الثلاثينيات. على المرء أن يقرأ قصة سفر "ميشيل فيوشانج" إلى السمارة في عام 1930 لتكوين فكرة واضحة عن التهديد الحقيقي الذي كانت تمثله أي محاولة للعبور نحو الجنوب.
كانت سوس في وقت مبكر، ومنذ القرن الحادي عشر على أقل تقدير، مركزًا لإنتاج ونشر مُمَنْهجين للأعمال المكتوبة بالأمازيغية. نحن الآن نعرف المزيد عن هذا التقليد بفضل ما بحوزة جامعتي "إيكس-أُن-بروفانس" و"لايدن" من المخطوطات الأمازيغية. حصل "أرسين رو/Aresène Roux"، الذي عاش في المغرب منذ خدمته العسكرية في عام 1913، على حوالي مائتي مخطوطة كاملة قبل أن يتبرع بمجموعته إلى جامعة "إيكس إن بروفانس" في عام 1971. مجموعة "رو"، التي تحتوي على مخطوطات مكتوبة بين عامي 1400 و1900، تشمل، من بين أمور أخرى، كتابيْ "بحر الدموع" و"الحوض" لمحمد الهوزلي أكبيل و"تفوكت ن الدين" (شمس الدين) لعلي أحمد الإليغي. منذ أن أصبحت هولندا موطنًا للمهاجرين الأمازيغ في السبعينيات، جمعت جامعة ليدن حوالي ثلاثمائة مخطوط أمازيغي، بما في ذلك معجم ابن تونارت، "كتاب الأسماء"، الذي يعود إلى القرن الثاني عشر، وقاموس الهلالي ثنائي اللغة الذي يرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر، ومعجم تشلحيت للتيزنيتي. خارج المغرب، تم اكتشاف إحدى أقدم المخطوطات في تونس في أوائل القرن العشرين. كانت هذه المخطوطة المكونة من 594 صفحة في ملكية ضابط استعماري، وهو القائد في الإدارة الفرنسية في تونس المسمى ريبيليه، وهي مكتوبة باللغتين العربية والأمازيغية. أدرج السوسي المذكور عشرات أسماء المؤلفين الأمازيغ في فترة ما قبل القرن العشرين في ملخّصه "سوس العالمة" و "رجال العلم في سوس". هذه الأعمال ليست سوى قمة جبل جليدي غني بالمخطوطات لا يزال يتعذر الوصول إلى خفاياه. "قرآن برغواطة"، أول ترجمة أمازيغية للقرآن، والذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر، لم يتم العثور عليه بعد. كما يشاع أن المهدي بن تومرت، مؤسس الإمبراطورية الموحدية، ترجم سبعة فصول من القرآن، وألف "عقيدة" وكتاب عن "الطهارة وعلامات المنافق"، وهو ما اعتبره العلماء مفقودا أيضا. ربما يكون عدم الاستقرار السياسي والاتهامات بالهرطقة مسؤولة عن ضياع العديد من المخطوطات الدينية الأمازيغية.
هذا البحث في الأدب الأمازيغي لا يترك مجالاً للشك حول العمق الزمني لـ"تاسكلا ن تمازيغت" أو الأدب الأمازيغي. ومع ذلك، فإن مجال الدراسات الأدبية الأمازيغية، كمجال علمي، لا يزال قيد التشكل، ولا يزال متخصصو الأمازيغية يناقشون حدوده التخصصية. ليس من باب الصدفة أن يؤكد محرر كتاب "La littérature amazighe" على الضرورة الملحة "لتحديد خصائص اللغة الأدبية الأمازيغية واقتراح لغة عالمة تعبر عن خصوصيتها". واجه الأمازيغيون أيضًا أسئلة تتعلق بالعلاقة بين الاثنية ولغة الإنتاج الأدبي. على وجه التحديد، كيفية الحكم وتقييم أمازيغية عمل ما وما إذا كان جميع المؤلفين الذين تعتبر الأمازيغية لغتهم الأم ينتمون إلى الشُّرعة الأدبية الأمازيغية بغض النظر عن لغات النشر التي يستعملونها. يعتبر التحقيب أيضًا سؤالًا مُلحًا لعلماء الأدب الأمازيغي. على سبيل المثال، حدد المحررون المغاربة لكتاب "ببليوغرافيا الأدب الأمازيغي" إصدار مجموعة شعرية بعنوان "أمنار" لأحمد أمزال في عام 1968 كبداية للأدب المغربي الأمازيغي. يستند هذا التحقيب إلى تعريف ضيق للأدب، والذي يستبعد، عن قصد أو عن غير قصد، تقليد المخطوطات الأمازيغية المذكورة أعلاه. بالبدء بالقديس أوغسطينوس وغيره ممن كتبوا باللاتينية، يقدم محند أكلي حدو ومحمد شفيق تاريخًا أكثر منطقية، ويفتحان فضاء التقاليد الأدبية الأمازيغية أمام مجموعة متنوعة من التعبيرات اللغوية في قالب أدبي أمازيغي. وفقًا للأستاذ "رودجر آلن"، فإن مفهوم الأدب ربما يكون "قد وصل إلى هذا المعنى [الأدب] عبر مسار مثير للاهتمام، يبدأ بشيء قريب جدًا من التعليم والأخلاق قبل استخدامه لوصف الأنشطة المتنوعة للمساهمين المهمين في القيم الثقافية للعرب." ينطبق تطوير مفهوم الأدب في اللغة العربية كموقع للتهذيب الأخلاقي والروحي والفكري على الأدب أو "لَدَبْ" باللغة الأمازيغية، وهو ما أكده السوسي بالفعل في قاموسه ثنائي اللغة. يمكن أن يساعد هذا في تقييم القيمة الأدبية لسير القديسين الأمازيغيين والنصوص التي تتحدث عن البعث والحساب وغيرها من المواعظ المكتوبة بالحرف العربي.
لا يمكن لهذه المناقشة السريعة للأدب الأمازيغي أن تنصف ثراء هذا التقليد الأدبي. ومع ذلك، فإن هذه المراجعة القصيرة تهدف إلى إثبات أن تانكرا الأمازيغية الحالية تكمن وراءها مئات السنين من الإنتاج الغزير والنشر المعرفي باللغة الأمازيغية. إن الرعيل الأكبر من علماء الدين الأمازيغ قبل اللغة العربية دون الكثير من التحفظ حول هيمنتها على اللغة الأم. طالما أن نسيج عالمهم الفكري ربطه الإسلام بالعربية، لم يشعروا بأي تناقض في إخضاع لغتهم الأم للسلطة الدينية للغة العربية التي كانت لغتهم الروحية. على عكس أسلافهم، قامت الأجيال الجديدة، التي حفزت تانكرا الأمازيغية في تامازغا ما بعد الاستقلال، بتمرد ضد "أَقْلَنة" (minoritization) اللغة الأم لملايين الأمازيغ في وطنهم. على عكس السوسي المذكور أعلاه وغيره من علماء الدين الأوائل، الذين كانوا يفتخرون بإتقان جميع أشكال الفنون والعلوم باللغة العربية، فجيل ما بعد الاستقلال من المثقفين الأمازيغ، بما في ذلك بعض طلاب السوسي، قاموا بقطيعة راديكالية مع هذا الموقف وتبنوا نهجا هجوميا عقد فهم التداخل بين الديني واللغوي في تامازغا. هؤلاء النشطاء، وخاصة أولئك الذين ظهروا في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وجدوا الإلهام في الماركسية والنظرية النقدية ودراسات ما بعد الاستعمار لتطوير المفاهيم النقدية ل"تماكيت" الأمازيغية (الهوية الأمازيغية)، مما كان له عواقب كبيرة على فهم العلاقة بين اللغة والأصلانية في تامازغا.
أثار اللقاء مع الاستعمار انخراط الشباب الأمازيغي في مشاريع فردية تهدف إلى الحفاظ على تراثهم الأدبي. ظهرت أولى محاولات توثيق هذا التراث في منطقة القبائل، وأدت هذه الجهود، التي بدلها المتعلمون في منطقة القبائل، إلى تجميع الأعمال الأدبية المهمة والحفاظ عليها. يتحدث سالم شاكر عن معلمين استخدموا الدفاتر المدرسية لتجميع القصص والشعر والأساطير والأمثال وأي أشكال أخرى من الإنتاج الأدبي بلغتهم. عادة ما نقلت هذه المواد بالأبجدية اللاتينية وترجمت إلى الفرنسية، موفرة الأساس لتطوير الأبجدية الأمازيغية باللاتينية. بفضل هذا العمل المبكر، ورثنا مجمعات متعددة لسعيد بوليفة ومولود فرعون وآخرين سجلوا أعمال شاعر القبائل الشهير سي موحند ومحند. أعاد عمل هؤلاء المثقفين الفرانكفونيين تأهيل اللغة والثقافة الأمازيغية وخلق الأسس لما أصبح يسمى فيما بعد "تفسوت تمازيغت" (الربيع الأمازيغي) في الجزائر. اكتسب النشطاء الأمازيغ المغاربة وعيًا متأخرًا بالأمازيغانية مقارنة بنظرائهم الجزائريين. في الواقع، قام الاستعمار الفرنسي بتعليم عدد من المغاربة أقل من نظرائهم الجزائريين، وترك الزوايا الصوفية والمدارس القرآنية لتلعب دورًا مركزيًا في التعليم، الأمر الذي استمر حتى بعد استقلال المغرب. نتيجة لهذه المسارات التعليمية المختلفة، لم تبدأ جهود التوثيق الأمازيغي في المغرب حتى تشكيل الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي (AMREC) في عام 1967. كان لدى جميع قادة AMREC إتقان قوي للغة العربية، وهو ما يفسر اختراعهم لما أسموه طريقة "أراتن" (المخطوطات/المكتوبات)، نسبة إلى مجلة "أراتن" التي أصدروها، لكتابة الأمازيغية بالحروف العربية. لعب هذا الاختلاف من حيث الوعي الثقافي والتعليم دورًا رئيسيًا في نوع المقاربات والخطابات التي اعتمدها النشطاء في عملية الاعتراف باللغة الأمازيغية وحقوقها الثقافية. هذه المسارات اللغوية حدّدت أيضًا جغرافية النشاط الأمازيغي، إذ كان للناشطين الجزائريين وجود سائد في أوروبا بينما تبنى النشطاء المغاربة فكرة الثقافة الشعبية والتراث لتعزيز قضيتهم داخل المغرب نفسه.
كان التركيز على التراث، ممثلا بالثقافة الشعبية، استراتيجية لتجنب القمع الدَّوْلَتي. في مناخ من القمع السياسي للنشاط الأمازيغي الصريح في المجال العام، كانت كلمة الـ"تراث"، التي تركها النشطاء الأمازيغ بدون تعريف أو توصيف، ذات بعد تقويضي (subversive) بالمعنى الثوري. لقد قوضت AMREC خطاب النظام المغربي حول الأصالة والحداثة من خلال موضعة رسالتها ضمن مشروع ترميمي يبدو، في الظاهر، أنه ليس متعارضا مع المديح الرسمي للتراث. فالتراث يتضمن كلا من الدارجة والأمازيغية ولم يكن بوسع السلطات أن تعارض نفسها في سياق إعادة تأهيلها للتراث باعتباره مرتكزًا للهوية المغربية. نظّمت "جمعية الجامعة الصيفية بأغادير" سلسلة من المؤتمرات منها مؤتمر حول "الثقافة الشعبية بين المحلى والوطني" ساهمت فيه مجموعة رائعة من النشطاء الأمازيغ وأبرز علماء الثقافة الشعبية بنصوص حول المخطوطات الأمازيغية، واللغة الأم، والترجمة الأدبية الأمازيغية، واللغويات الأمازيغية والقواميس الأمازيغية. فالثقافة الشعبية كانت وسيلة ذكية لترك هامش مناورة كافٍ للسلطات للتظاهر بأن النشاط الأمازيغي لم يكن موجودا. علاوة على ذلك، فإن ندرة الإنتاج الكتابي والسينمائي الأمازيغي حتى ذلك الوقت كانت تستدعي أيضًا مناقشة مجموع المعرفة التي يمكن بعثها واستردادها بشكل أساسي من الحياة اليومية والتجارب المعيشية لناقليها، مما برر جاذبية التراث.
الشعر هو أحد المجالات العديدة التي أثمر فيها إحياء التراث الأمازيغي للغاية. إن جمع مولود معمري لشعر "سي مُحند ومحند" تحت عنوان "قصائد سي محند و محند" وكتاب عمر أمرير "الشعر الأمازيغي المنسوب إلى سيدي حمو" من ركائز الوعي الأدبي الأمازيغي. تعرضت عائلة سي محند للاضطهاد من قبل الفرنسيين لتلخص التأثير المدمر الذي أحدثه الاستعمار الفرنسي على المجتمعات الأمازيغية في الجزائر. فقدت العائلة ثروتها وسلطتها ووضعها الاعتباري واضطر أفرادها للرحيل إلى تونس. وفقًا للأسطورة، تلقى سي محند الوحي الشعري، قاطعا وعده بألا يقول نفس القصيدة مرتين. عاش سي محند حياة بوهيمية، حيث غمر نفسه في كل أنواع الملذات، مما أدى إلى تشرده في حياة التجوال. كان السكر ضروريًا لتدفق ارتجالات سي محند الشعرية. على غرار الشاعر المغربي محمد بن إبراهيم، الملقب بشاعر الحمرا (مراكش)، والذي كان لا يلقي قصائده إلا عندما يكون في حالة سكر طافح، اعتمد سي محند على أصدقائه في حفظ أشعاره المرتجلة. التشابه بين سي محند والشعراء المغاربة لا يتوقف هنا. في الواقع، سي محند هو نسخة من شاعر القرن الثامن عشر الأسطوري سيدي حمو طالب. يُعرف أيضًا باسم "باب ن ومارك" (صاحب الشعر) ولكن حياته محاطة بكثير من الأساطير. تقول الرواية الشفاهية إنه كان طالبًا تعلم القرآن وأظهر عبقرية مبكرة في الشعر. قصائده مليئة بالحكمة، وتنقل دروسًا حول جميع أنواع التجارب الحياتية. استخدم كل من سي محند وسيدي حمو شعرهما لتقديم الإرشاد وترديد الحكمة ومساعدة مجتمعاتهما للتعلم من تقلبات وعوادي الزمن. والأهم من ذلك أنهما أنتجا ما يكفي من القصائد لتكوين قاعدة بيانات للشعر الشفهي باللغة الأمازيغية، مما يساعد الباحثين على التفكير في العلاقة بين الشفوية والكتابة في الأدب الأمازيغي. حتى لا نعطي القراء فكرة خاطئة مفادها أن الرجال فقط هم من كانوا يؤلفون الشعر، نسارع إلى إضافة أن "تاوغرات أولت عيسى"، الشاعرة العمياء من الأطلس المتوسط، مَحَنَت الاستعمار الفرنسي وجعلته يعيش أصعب الأوقات بسبب قصائدها.
لقد تغير الكثير في تامازغا بين أوائل القرن العشرين ولحظتنا الحالية. ومع ذلك، كان للكتّاب الأمازيغ هذا التاريخ الأدبي للاسترشاد به في ممارستهم الأدبية. على عكس تقييم الباحثين الاستعماريين الذين نفوا أية قيمة جمالية عن الأدب الأمازيغي، لعبت الأشكال الأدبية الأصلية دورًا أكثر أهمية في دعم الابتكار الأدبي الأمازيغي الحالي من أي بحث غير ضروري عن جمالية مراوغة. الأدب الأمازيغي هو أولاً وقبل كل شيء بيان وجود، صوت يعبر عن نظرة أمازيغانية (Amizighitude) كفهم واع للعالم يرتكز على تجربة وجودية أمازيغية. على عكس الباحثين الاستعماريين الذين أسسوا أحكامهم القيمية للأدب الأمازيغي على معاييرهم مُفعمة بالمركزية الأوروبية، متوقعين بذلك إيجاد صورة مطابقة لما كان يحدث في مجتمعاتهم، كان المبدعون الأمازيغ يُوَلِّدون جماليات تستجيب أولاً وقبل كل شيء لاحتياجاتهم المجتمعية بلغة وبلاغة مفهومتين لشعوبهم. دون تبخيس الدور المهم الذي لعبوه في الحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية وتأهيلهما، فإن الباحثين الاستعماريين، بإسقاطهم لفهم أوروبي للجماليات على مجال أدبي له أعرافه الخاصة، تسببوا بضرر كبير للثقافة وللشعوب الأمازيغية التي قللوا من شأن تعبيرها الثقافي. فالأمازيغ قدروا وما زالوا يقدّرون قيمة "لمْعْنا" (إنتاج المعنى المجرد) والتعبير الملطف، والرسائل المشفرة، والكلام الملتوي في التعبير. الذين يعيشون في سياقات خطرة، كان عليهم أن يخترعوا لغة عالمة داخل اللغة المنطوقة لنقل المعنى دون أن يكون واضحًا؛ للتعبير عن الآراء دون الخضوع للمحاسبة بسبب جرم الخطاب.
من المحتمل أن يعيد العلماء الاستعماريون تقييم تعليقاتهم الاقصائية لو قاموا بزيارة "إسوياسْ" (ساحات عرض الفنون في الهواء الطلق) اليوم ليشهدوا مدى تطور "تانضامت" (المناقضات الشعرية بين العديد من الشعراء أمام الجمهور)، على سبيل المثال، والتي تغذي "يوتوبيا-أمازيغية/Amazigh-Tubea نسبة إلى YouTube" حيث يشعر الملايين من الأمازيغ في جميع أنحاء العالم بـالانتماء إلى "اليوتوبيا الأمازيغية/Amazigh-Utopia" على الإنترنت العابر للقارات. سيكون المسؤولون والعلماء الاستعماريون أول من يفاجأ عندما يكتشفون أن العقل الأمازيغي الشفاف والسهل القراءة الذي كانوا يبحثون عنه أكثر تعقيدًا مما كانوا يعتقدون. في مساهمته في هذا الملف، يعتمد حسن أودادن على التراث الموسيقي لل"روايس" لفحص هذه الموسيقى كشكل من أشكال الذاكرة الجماعية.
المشهد الأدبي الأمازيغي اليوم أكثر تعقيدًا وتنوعًا من المشهد الذي وجده "شتام" (Stumme) و"باصي" (Basset)، على سبيل المثال لا الحصر، عندما جاءا إلى تامازغا في مطلع القرن. لا تزال الحكايات والأساطير والقصص والقصائد الأمازيغية تشكل ركيزة هذه الحضارة الممتدة لآلاف السنين. ومع ذلك، فقد اتخذت تانكرا الأمازيغية أشكالًا مختلفة في شكل (روايات) "ungaln"، و(قصص قصيرة) "tullisin" و(مسرح) "amzgūn" و(قصائد) "iqṣiḍn" التي نُشر منها مئات النصوص الأدبية في الثلاثين سنة الماضية. الأنواع الأدبية التي تأسف علماء الاستعمار على غيابها من الرصيد الأدبي الذي اكتشفوه في أبحاثهم أصبحت الآن مدمجة بالكامل في الأدب الأمازيغي. بعد فترة من التجميع النشط والمكثف للتراث القديم، ظهر كتاب محترفون، مستخدمين أدوات الكتابة الإبداعية الحديثة لتمثيل عالمهم من خلال نظرة أمازيغية. على الرغم من اختلاف جودة الأعمال، إلا أن صناعة النشر الأمازيغية المزدهرة أوجدت علامات هوية أدبية أمازيغية مميزة. في مساهماتهما، يتأمل كل من محمد أُوسوس ومحمد أكناض، وهما كاتبان أمازيغيان بارزان من المغرب، على التوالي في تاريخ القصة القصيرة والرواية باللغة الأمازيغية في تنويعة تشلحيت في منطقة سوس. أُوسوس وأكناض يكشفان حيوية المشهد الأدبي الأمازيغي. حيوية تلقى اهتماما كبيرا من لدن القراء والنقاد. يتم الآن عرض الكتب المكتوبة بحرف تيفيناغ جنبًا إلى جنب مع الكتب باللغة العربية أو باللغات الأوروبية في المكتبات، مما يؤدي إلى إرباك التسلسل الهرمي اللغوي وإلغاء ممارسات عقود من الزمن حيث غابت اللغة الأمازيغية من الأماكن العامة. حتى لا نركز فقط على تامازغا، كتبت مؤخرًا أن هناك جمهورية الآداب الأمازيغية "متعددة اللغات وعابرة للقارات" للأحرف الأمازيغية "متجذرة في الخيال الأمازيغي الذي يعود إلى لغة المشتركة وأرض الأجداد". هناك مساحة واسعة مفتوحة لقراءة جديدة لأعمال محمد خير الدين ومولود معمري ونجاة الهاشمي وآخرين بإدماجهم في التقليد الأدبي الأمازيغي من خلال هذه الجمهورية الأدبية.
هذا الإحياء الأدبي واللغوي ليس مسعى فرديًا. فالأدب الأمازيغي مثال واضح على مساهمة المجتمع المدني في تشكيل حس جمالي معاصر. دور النشر وشبكات التوزيع واستراتيجيات التسويق هي شروط مسبقة لإنتاج ونشر الأعمال الأدبية في سوق ما تزال الكثير من خصائصه في طور التشكل وفي حالة تغير مستمر. "تيرا، تزلغا ن إمارتن ن تمازيغت" (تيرا، رابطة الكتاب بالأمازيغ) هي مثال على عمل المجتمع المدني في ترويج الأدب. تأسست تيرا في عام 2009، وكانت في طليعة الابتكار الأدبي والنشر والترويج لجميع الأنواع الأدبية باللغة الأمازيغية. محمد أكناض ومحمد أوسوس، اثنان من المساهمين في هذا الملف، على رأس الجمعية التي تسعى، من بين أمور أخرى، إلى تطوير لغة أدبية نقدية وقيادة الإنسية (humanism) المغربية من منظور أمازيغي. تقرن تيرا جهود نشر الأعمال الأدبية مع السعي لإنتاج لغة نقدية لتقدير أفضل للأدب الأمازيغي. يبحث الحسين بويعقوبي في مقاله في دور المجتمع المدني، ولا سيما جمعية تيرا، في كتابة ونشر الأدب الأمازيغي الجديد. تيرا، بالطبع، ليست أول من قام بمثل هذا المشروع إذ أنشأ النشطاء الجزائريون هياكل مماثلة لنشر إنتاجهم الفكري قبلها بسنوات.
الحركة الأدبية الغنية التي نشهدها في تامازغا لا تقتصر فقط على الكتابة الإبداعية. فتَسوقِلْتْ أو تَسوغِنْتْ (الترجمة) أصبحت أحد الأنشطة التي عمل فيها المبدعون الأمازيغ أيضًا على إثراء اللغة الأمازيغية حيث قام بعضهم بترجمة نصوص أدبية شهيرة إلى الأمازيغية. في أوائل عام 1980، حاول المحامي أحمد الدغيرني ترجمة مسرحية "روميو وجولييت" إلى الأمازيغية. كما ترجم حبيب الله منصوري "مزرعة الحيوانات" جورج أورويل إلى القبائلية فيما نشر IRCAM الترجمة الأمازيغية لكتاب "الأمير الصغير" ل"أنطوان دي سانت إكزوبيري". هذه مجرد أمثلة قليلة من بين العديد من الأمثلة الأخرى التي تكشف عن مدى تركيز تانكرا الأمازيغية ليس فقط على إنتاج الأدب باللغة الأمازيغية، ولكن أيضًا على إثراء اللغة بأفكار جديدة ووجهات نظر جديدة من الآداب العالمية. في مساهمتهما في هذا الملف، يحلل رمضان بوخروف وكاهنة حيرش دور الترجمة في تطور الأدب الأمازيغي.
الترجمة هي الخميرة التي تنشط اللغات وتوسع قدرتها على احتواء ونقل معاني جديدة؛ أي أن الترجمة تساهم في "كَريَْلة" (creolization) اللغة والتعبير والفكر. لطالما كان الأمازيغ مترجمين عظماء لأنه، بسبب خضوعهم لقوة اللغات المهيمنة، كان عليهم تعلم وكتابة لغات أخرى. سواء كنا نتحدث عن القديس أوغسطينوس أو محمد خير الدين أو آسيا جبار، إذا اقتصرنا فقط على ذكر هؤلاء المشهورين، كان على المؤلفين الأمازيغ أن يترجموا أنفسهم إلى لغات أخرى وأن يعيشوا في عوالم أخرى وأن يتعاملوا مع الحساسيات الفكرية الأخرى. حتى القرآن ترجم إلى الأمازيغية. في السنوات الأخيرة، ترجم كل من جهادي الحسين ومحند محمد طيب النص المقدس على التوالي إلى تشلحيت والقبائلية. لا تعني الطبيعة الحديثة لهذه الترجمات أن الأمازيغ لم يترجموا القرآن من قبل. في الواقع، ألمح "باصي" إلى وجود ترجمة للقرآن باللغة الأمازيغية الريفية. ضاعت هذه الترجمات القديمة، ولا يمكن فصل خسارتها عن السعي لإنكار حق الأمازيغ في عبادة الله بلغتهم. لذلك فإن ترجمة القرآن إلى اللغة الأمازيغية تمرد هائل ضد ارتباط اللغة العربية بالمقدسات، مما يسمح للأمازيغ بتوسيع القدرة الدلالية للغتهم لتشمل المقدس.
يعتبر "لفيلم ن تمازيغت" (السينما الأمازيغية) مجالاً هاماً أوجدت فيه الصحوة الأمازيغية تقديراً جديداً للغة والثقافة الأمازيغية. أصبح الفيلم الأمازيغي واقعا عابرا للحدود ومتعدد اللغات يشمل ويربط تمازغا وجالياتها في الشتات. سواء تم تعريفها على أسس لغوية أو ثقافية، فإن السينما الأمازيغية تحمل علامات مميزة تدل على "الأمازيغانية" (Amazighitude)، التي يمكن تعريفها بالوعي الإبداعي والسياسي بالذات الأمازيغية، مما يفسح المجال لفحص مسائل الهوية، وعلم الجمال، والانتماء، والأصلانية، والعدالة الاجتماعية من منظور أمازيغي. رغم الاختلاف بين المغرب والجزائر من حيث تطور السينما الأمازيغية، يمكن القول إن الصحوة السينمائية اتخذت شكل زيادة في إنتاج الأفلام وتقديم الدعم المالي مما أضفى طابعا مهنيا على صناعة السينما الأمازيغية. كانت صناعة السينما في الغالب عربية أو فرنكوفونية حتى أوائل الثمانينيات ومنتصف التسعينيات عندما تم إنتاج الأفلام الأمازيغية الأولى على التوالي في الجزائر والمغرب. بفضل إنشاء IRCAM في عام 2001، أصبح لدى صانعي الأفلام الأمازيغية المغاربة دعم مالي أكبر، مما سمح لهم بزيادة عدد الأفلام المنتجة سنويًا. إن الزيادة في كمية الأفلام المنتجة ليست شهادة على جودتها. هذا يعني فقط أن هناك سوقًا كبيرًا جدًا لهذه الأفلام التي أدى الوصول إليها على الإنترنت إلى تطبيع استخدام اللغة الأمازيغية في الوسائط المتعددة وخلق مساحة أكاديمية جديدة لنقد السينما الأمازيغية وتحليلها. لقد فتح إنتاج الأفلام الأمازيغية فضاءات لكتاب السيناريو الأمازيغي والمتخصصين في الديكور وغيرهم من المساعدين المهنيين لاكتساب خبرة في مجال جد متخصص. تناقش لطيفة لافير في مساهمتها تطور السينما الأمازيغية في الجزائر وتحدد ملامح هذه السينما بتقديم منظور مقارن لنهج عابر-لتامازغا لدراسة الفيلم الأمازيغي. في مقالهما، يقدم يحيى العيوني ولوسي ماكنير تأملهما في عملهما على تنظيم مهرجان مدينة نيويورك للسينما الأمازيغية.
[زربية أمازيغية بحروف تيفيناغ، تصوير الأستاذ عبد الرحمان جناح]
يشهد الفن الأمازيغي بدوره أشكاله الخاصة من التجديد العابر للوطنيات. بعد فترة من الواقعية الفولكلورية، التي لا تزال تأخذ شكل الجداريات التي تصور حياة القرية في مواقع بارزة في مداخل بعض المدن، أصبح الفن الأمازيغي مساحة للتعاطف الأمازيغي، وهو يمثل وعيًا تَقْويضيّا (subversive) وتجريديًا من خلال حرف تيفيناغ. صحيح أن التيفيناغ استُخدمت باستمرار في السجاد والمجوهرات الأمازيغية في البيوت الأمازيغية، لكن الاستخدامات الحالية للتيفيناغ في الفن تمثل انتشارًا أكثر نشاطًا للرموزية (symbology) الأمازيغية العادية في شكل أكثر تجريدًا. يستضيف Facebook وInstragram وPinterest وأماكن أخرى على الإنترنت كمية لا حصر لها من الإبداعات الفنية لفنانين أمازيغ –بعضهم معروف بينما لا يزال البعض الآخر يشقون طريقهم. أدى استخدام تقنيات المعلومات وتقنيات التصميم الجرافيكي إلى فتح الأبواب على مصراعيها أمام أَيْقَنة (iconicity) عالمية للأمازيغية من خلال الفن. يتوجه الفن الأمازيغي اليوم إلى الأمازيغ ولكنه يوسع أيضًا نطاق الرؤية الأمازيغية من خلال التذكارات وأعمال الفنانين الأمازيغ الآخرين الذين يعتمدون على العلامات الفنية للأصلانية لتوعية العالم حول الأصلانية الأمازيغية.
[لوحة أصلية للقنان، موحى توارغيت. ننشر الصورة بترخيص منه]
ركزت هذه المقدمة القصيرة على بعض جوانب الصحوة الأدبية والسينمائية في تامازغا. ولكن لا يمكن لأي مقدمة، مهما طالت، أن تُنْصِفَ المظاهر المتزايدة للنهضة الأمازيغية التي تشمل أركان العالم الأربعة. يجب أن يعتبر قراؤنا هذا الاستعراض القصير دعوة للتفكير في مغزى غياب هذا الإنتاج الأدبي والسينمائي النابض بالحياة عن المناهج الأكاديمية وبرامج اللغة وسياسات التوظيف في الأقسام الأكاديمية الناطقة بالإنجليزية. باستثناء بعض الجامعات الفرنسية والإسبانية والهولاندية، حيث توجد كراس أستاذية خاصة بالأمازيغية، فإن بقية العالم الأكاديمي لم يُعِدْ التفكير بعد في هياكله لخلق مساحة لإدماج أحدث نهضة للسكان الأصليين في العالم. يتطلب إصلاح الظلم التاريخي في إطار نهج ما بعد الاستعمار تجديد البرامج الحالية التي تركز على تامازغا وتعيين أعضاء هيئة التدريس الذين يجب أن تشمل واجباتهم البحثية والتعليمية تدريس اللغة والثقافة الأمازيغية. لقد أنعش النشطاء والكتاب المبدعون والمخرجون السينمائيون الأمازيغ عملية إعادة إحياء مثيرة للإعجاب لثقافتهم بجميع أبعادها، ولقد حان الوقت لأن تقوم الوحدات الأكاديمية، وخاصة في المؤسسات الكبيرة التي تُخَرِّجُ باحثين متخصصين في الداراسات المغاربية أو دراسات تامازغا، بتعديل برامجها لتدريب الجيل الجديد من الباحثين وتزويدهم بتدريب متطور سيمكنهم من دراسة الإنتاج الثقافي الأمازيغي بلغته الأصلية. هذه أيضًا دعوة لبدء استخدام تامازغا عند الإشارة إلى شمال إفريقيا. قد تثبت تامازغا أنها أوسع، وأكثر ثراءً، وأكثر "مسكونية"، جغرافياً وثقافياً، من المصطلحات الجغرافية المستخدمة حالياً. فقط عندما يتم دمج الدراسات الأمازيغية بشكل كامل في عروضنا الأكاديمية الحالية وممارساتنا القرائية، سنتمكن من التحدث عن دخول الدراسات الأدبية لتامازغا حقبة الأصلانية الأمازيغانية وما تستتبعه من تغيير في اتجاهات البحث الأكاديمي.
نصوص الملف:
1- الترجمة من أجل توجه جديد للخطاب الروائي الأمازيغي
2- الرّوايس وترُّيْسا: موقع رمزي للهويّة والذاكرة الأمازيغيتين
*لقراءة هذا المقطع غير المترجم، يمكن للقراء الاستعانة بلائحة حروف تيفيناغ وقاموس أموال.
[1] Some of the ideas in this article are more fleshed out in the author’s forthcoming introduction to the Arab Studies Journal issue entitled “Where is the Maghreb? Theorizing a Liminal Space.”
[2] Brahim El Guabli, “(Re)Invention of Tradition, Subversive Memory, and Morocco's Re-Amazighization: From Erasure of Imazighen to the Performance of Tifinagh in Public Life,” Expressions Maghrébines 19(1) (2020), pp. 143-168.
[3] See the forthcoming introduction to the Arab Studies Journal.
[4] See the text of the decree.
[5] This irredentist discourse predated independence. See Ibn Badis’s statements in Ahmed Al-Muslimani. Kharīf al-thawra (Algeria: Dār Laylā, 2015), 168.
[6] Interested readers can read the infamous “Berber Dahir,” which Moroccan nationalists used as a subterfuge to delegitimize Amazigh activism in this link; See also Gilles Lafuente. La politique berbère de la France et le nationalisme marocain (Paris : L’Harmattan, 1999).
[7] In his article “Nationalisme algérien et identité berbère,” Peuples méditerranéens, 11(1980), 59-68, Mohamed Harbi provides a succinct and trenchant description of the different ways in which Imazighen were undermined in Algeria before, during and after the decolonization.
[8] This fascination with Berbers predates the occupation of Morocco. See René Moulin. Une année de politique extérieure (Paris: Librairie Plon, 1905).
[9] To learn more about Berber policy in Algeria, see Patricia M. E. Lorcin’s classic book, Imperial Identities: Stereotyping, Prejudice, and Race in Colonial Algeria (Lincoln: Nebraska University Press, 2014).
[10] Algérie: Quelle identité? Séminaire de Yakourten Août 1980 (Paris : Imedyazen, 1981), 9.
[11] Muḥammad Al-Muktār al-Sūsī. Sūs al-‘ālima (Mohammadia: Maṭba‘at Fḍāla, 1960), 20.
[12] Al-Ma‘sūl is twenty volumes whereas Khilāl jazūla is four volumes.
[13] al-Sūsī, Sūs al-‘ālima, 20.
[14] Mohamed Kably. Histoire du Maroc: Réactualisation et synthèse (Rabat: Publications de l’Institut Royal pour la Recherche sur l’Histoire du Maroc, 2012), 729-730.
[15] Mohammed Chafik. Min ajli maghārib maghāribiyya bi-al-awlawiyya (Rabat: Markaz Tāriq Ibn Ziyyād, 2000), 264.
[16]Jacques Le Goff. Histoire et mémoire (Paris: Gallimard, 1988).
[17] Robert Aspinion. Apprenons le berbère (Rabat Editions Felix Moncho, 1953), 1.
[18] See Abdellah Bounfour, “La literature amazighe: Entre l’oral et l’ecrit,” in La littérature amazighe: oralité et écriture, specificités et perspectives, Aziz Kich (ed.), pp.35-58 (Rabat : IRCAM, 2005).
[19] Michel Vieuchange. Smara: Carnets de route d’un fou du desert (France : LIBRETTO, 2013). There is no relationship between the French title and the English title of the book. The French emphasizes ma love of the desert whereas the English title—Smara: The Forbidden City—focuses on dangers of the deserts.
[20] Harry Stroomer, “Les tresors litteraires du Sud marocain,” in La littérature amazighe: oralité et écriture, specificités et perspectives, ed. Aziz Kich (Rabat : IRCAM, 2005), 90.
[21] Nico van den Boogert has translated and commented on Baḥr al-dumū‘ in his book The Berber Literary Tradition of the Sous; with an Edition and Translation of "the Ocean of Tears" by Muḥammad Awzabl (d. 1749) (Leiden: Nederlands Instituut voor het Nabije Oosten, 1997).
[22] Stroomer, “Les trésors, ” 91.
[23] For more detailed information, see IREMAM, ed. Les manuscrits berbères au Maghreb et dans les collections européennes (France :Atelier Perrousseaux, 2007).
[24] A. de G. Motylinski, “Le manuscript Arabo-Berbere de Zouagha decouvert par M. Rebillet, notice sommaire et extraits,” in Actes du XIVe Congrès international des orientalistes, Alger, 1905. Partie 2 (Paris: Ernest Leroux, 1907), 68.
[25] See ‘Umar Affā, “Tārīkh al-makhṭūṭ al-amāzīghī al-maktūb bi-al-ḥarf al-‘arabī fī minṭaqat sūs,” pp.63-74 and Muḥammad Hammām, “al-Makhṭūṭāt al-amāzīghiyya fī Urūppā : Makhṭūṭāt majmū‘at Aresene Roux bi-Aix-en-Provence,” pp. 105-111, and Harry Stroomer, “La tradition des manuscrits berberes en tachelhiyt,” pp. 17-31 in Muḥammad Hammām (ed.). al-Makhṭūṭ al-amāzīghī : Ahammiyyatuhu wa majālātuhu (Rabat : IRCAM, 2004). (Boogert, Stroomer).
[26] See Paulette Galand-Pernet. Littératures berbères : Des voix, des lettres (Paris : Presses Universitaires de France, 1998) and Daniela Merolla. De l’art de la narration tamazight (berbère) 200 ans d’études : États des lieux et perspectives (Paris/Louvain : Éditions PEETERS, 2006).
[27] Kich, La littérature amazighe, 14.
[28]Muḥammad Ūfqīr and Aḥmad Munādī, eds. Bībliyūghrāfīyā al-ibdāʻ al-adabī al-Amāzīghī bi-al-Maghrib (1968-2010 M) (Rabat: IRCAM, 2012).
[29] Mohand Akli Haddou. Introduction à la littérature berbère suivi d’une Introduction à la littérature Kabyle (Algier: Haut-Commissariat à l’Amazighité, 2009) ; Mohammed Chafik. Lamḥa min thalāthīn qarnan min tārīkh al-amāzīghiyyīn (Rabat : Dār al-Kalām lil-Nashr wa-al-Tawzīʻ, 1989).
[30] Roger Allen. An Introduction to Arabic Literature (Cambridge: Cambridge University Press, 2000), 2.
[31] Abdellah Derkaoui, “Maẓāhir al-thaqāfa al-sha‘biyya fī a‘māl Muḥammad al-Mukhtār al-Sūsi,” in al-Thaqāfa al-sha‘biyya bayna al-maḥallī wa-al-waṭanī (Rabat: Manshūrāt ‘Ukāz, 1988), 149. Al-Sūsi cites a saying that says “yān ur dār llīn ladab mayḥl ightn urūn mind fūlkinīn” [He who does not possess polite manners doesn’t deserve to be looked at even if they were born to noble people].
[32] Bruce Maddy-Weitzman. The Berber Identity Movement and the Challenge to North African States (Austin: Texas University Press, 2011), 42.
[33] Salem Chaker, “Documents sur les précurseurs. Deux instituteurs kabyles : A. S. Boulifa et M. S. Lechani,” Revue de l'Occident musulman et de la Méditerranée, no 44 (1987), pp. 97-115.
[34] Haddou, Introduction à la littérature berbère, 11.
[35] Salem Chaker has underlined the fact that Algerian Amazigh intellectuals were mostly francophone.See Chaker. La langue berbère: recueil de textes (Ebook), 128.
[36] Brahim Akhiyat. Al-Nadhḍa al-amāzīghiyya ( Rabat: Maṭba ‘at al-Ma ‘ārif al-Jadīda, 2012), 50.
[37] The proceedings of this conference were published in al-Thaqāfa al-sha‘biyya bayna al-maḥallī wa-al-waṭanī (Rabat: Manshūrāt ‘Ukāz, 1988).
[38] Omar Amarir. al-Shi‘r al-amāzīghī al-mansūb ilā sīdī ḥammu (Casablanca: Kulliyat al-Adāb wa-al-‘Ulūm al-Insāniyya, 1989).
[39] Mouloud Mammeri’s « introduction » to Les isfera: Poèmes de Si Mohand-ou-Mhand (Paris : Maspero, 1969).
[40] One of the earliest translations of Sidi Hammou’s poetry was published in England by R. L. N. Johnson under the title The Songs of Sidi Hammou (London : E. Mathews, 1907); C. E. Andrews also translated several of his poems for Volume 21 of Asia: Journal of the American Asiatic Association in 1921.
[41] An earliest and not well-done book was written about her by François Reyniers. Taougrat ou Les Berbères racontés par eux-mêmes (Paris:Libr. Orientaliste Paul Geuthner, 1930).
[42] I am referring to Henri Basset and his negative judgement of much of Amazigh literature in his fundamental book Essai sur la littérature des Berbères (Algiers: Jules CARBONEL, 1920).
[43] Since the contribution contains the titles, I refrain from repeating them here.
[44] Basset, Essai, 64.
[45] Frédérique Devaux Yahi records that the birth of Algerian Kabyle cinema preceded its Moroccan counterpart by eight years. See: De la naissance du cinéma kabyle : au cinéma amazigh (Paris: L’Harmattan, 2018).
[46] Cynthia Becker. Amazigh Arts in Morocco: Women Shaping Berber Identity (Austin: Texas University Press, 2006).