في خريف العام ٢٠٠٦، وصلتُ سيراً على الأقدام إلى هنغاريا. كنتُ وحيداً أمشي على غير هدىً بين الغابات، حتى لاح لي من بعيد خيالُ كوخٍ عتيق. كان كوخاً منفرداً قرب حظيرة للحمير، تنبعث منه رائحة شواء غريبة. أقبلتُ عليه بما بقي لي من همّة، فسمعتُ هتافاً من بعيد: "Stop". توقفتُ حينئذ، ورفعتُ يدَيّ إلى الأعلى في إشارة للتسليم. أقبلتْ نحوي عجوز نحيفة، تحمل بندقية صيد محشوّة. رطنتْ معي بالهنغارية. لم أفهم ما قالتْ، ولولا حفنة الكلمات الإن..
-
-
مدن: آلتا
قبل عشر سنوات وفي واحد من الصباحات الخريفية الكئيبة أبلغني أحدهم بأنّي قد حصلت على موطن جديد. قال بأنّ مدينة صغيرة تُدعى آلتا، ترتفع بمقدار 65 متراً عن سطح البحر وتقع في عنق النرويج على الخارطة ستكون موطني ومحط رحالي. كنت يومذاك ضيفاً على محطة استقبال اللاجئين في العاصمة النرويجية أوسلو مع عشرات العراقيين الفارّين من الموت هناك. وكنا نتقاسم العيش في غرف ضيقة، تحوي كل واحدة منها ستة أشخاص يتناثرون على أسرّة ..