دلف مفتي البلاد بخطوات وئيدة أثقلتها سنواته السبعون إلى قصر الخليفة الذي استدعاه لأمر عاجل. كان يتحرك ببطء، ويبتسم محنيا جبهته بوجه من يراه بوقار متوقع ممن يفسر كلام الله وينطق بأحكامه. فتح الحاجبان الباب المذهب الضخم وقد أحنيا هاماتيهما احتراما. بدا مشهد الشيخ مهيباً أكثر وهو يخطو بقامته القصيرة التي تعلوها عمامة لفت بعناية، وتتمايل على جنبيه أطراف عباءته السوداء الموشاة بخيوط ذهبية اللون إلى ق..
-
-
العراق وفلسطين وأبي
كان صباحا كغيره من صباحات تلك المدرسة الصغيرة في مدينة جلولاء العراقية. تأهبت هيفاء، الطفلة ذات الثمانية أعوام لتلقي درسها الأول مع زميلاتها في صف يحتويها هي وما يقرب من عشرين من زميلاتها وزملائها. كانت النوافذ الكبيرة على يسارها تلقي بأشعة شمس باسمة تملأ الصف شعورا ببداية يوم جديد. ما إن بدأت المدرسة بالشرح حتى انفتح الباب على..
-
-