بعد حيفا، التي شكّلت خلفية لرواية ابتسام عازم الأولى "سارق النوم - غريب حيفاوي"، تحضر شقيقتها يافا في رواية عازم الثانية "سفر الاختفاء"، الصادرة حديثاً عن "دار الجمل". فالمدينة التي ألصقت اسمياً بتل أبيب بعد احتلالها وتهجير سكانها، تشكّل مساحة شخصية للكاتبة التي تخوض في أثقالها، في حق..
-
-
عقيل علي عبَّد طريقاً وسلكه بمفرده
إذا كان الشعر طريقاً للوصول إلى الألم عند بعض الشعراء، فإن الألم عند عقيل علي هو الطريق المعبد والجاهز للوصول إلى الشعر. الشاعر العراقي الذي مات مشرداً في شوارع بغداد، لم يعلن شعريته إلا موته. وهو بأية حال، كان موتاً فيزيولوجياً متمماً لموت التواصل مع الحياة. لم يكن عقيل دينامي..
-
بورتريه غير وافٍ عن بسام حجار
قيل فيه كلام كثير. أصدقاء وشعراء ونقاد وفنانون وزملاء مهنة ودارسون اجتمعوا حول ورق الصحف ليملؤه في اليوم التالي لوفاته. كان رحيل بسام حجار في السابع عشر من شباط 2009، بمثابة فاجعة أدبية. حتى أولئك الذين نبذوه مهنياً، وتناقلوه من قسم ثقافي إلى آخر، حزنوا من أجله، وربما ندموا. ذلك أن رحيل ذلك الرجل الخجول لم يكن مجرد موت، عرفنا جميعاً أننا سنفتقد أحد أهم الأسماء في الشعر، وفي التر..
-
-
قراءة في رواية "موظف عادي جداً" لـ فينشيزو تشيرامي
قد تكون رواية "موظف عادي جدا"، مجرد خلية مجهرية، مستأصلة من نسيج مجتمع إيطالي في مرحلة ما من القرن المنصرم. وقد لا تعني الكثير لقارئ عربي، يخوض نزاعاته الشخصية، إذا صح القول، بعيداً عن رومانسية الثقافة، ووفقاً لما تقتضيه فلسفة البقاء، وتعزيز شروط الأنا، ودفعها باتجاه الأعلى. من هنا، يبرز إلى الواقع، مجتمع ملون بشتى أطياف العنف، كسمة تدبغ سلوك الكثيرين، وتبين مدى التأثي..
-
قصيدة برتولد بريشت كجزء من بيوغرافيا الطموح
قبل خمسة أعوام تقريباً، أُجريت دراسة بتكليف من مجلة بوشر Bücher الألمانية حول أثر الشاعر والمسرحي برتولد بريشت في الجيل الألماني الجديد. 42 بالمئة ممن شملتهم الأسئلة، اعترفوا أنهم لم يسبق لهم قراءة أو مشاهدة أي عمل من أعماله. أظهرت الدراسة نفسها أن غالبية هؤلاء كذلك، لا يعرفون أن بريشت، هو مؤسس المسرح العالمي الشهير "برلينر أنسامبل"، كما لا يملكون أدنى فكرة حول نظريات ..
-
عن الفن الإسلامي
قبل عامين، نظم معهد العالم العربي في باريس، معرض الفن الاسلامي، كسابقة احتضنت لأول مرة في العاصمة الفرنسية، من قبل إدراة المعهد التي ترى بوجوب تعريف الناس على هذا الفن، الذي اشتهر كإرث قائم بحد ذاته، وليس كحركات مستقلة أو متتابعة. 471 عملا بأحجام، وتكاوين وتشكيلات مختلفة تراوحت بين الخزف والزجاج والرسم والتصاوير والنحت والنجارة والنسيج والسجاد والخط العربي والأسلحة كالسيوف والخن..
-