سيد محمود
(منشورات المتوسط، ميلانو، 2020)
جدلية (ج): كيف تبلورت فكرة الكتاب وما الذي قادك نحو الموضوع؟
سيد محمود (س. م.): فكرة الكتاب تأجلت لأكثر من 17 عامًا ، فقد أتيح لي بحكم عملي الصحفي فرصة إجراء حوارات مع محمود درويش، كان أولها في عام 2002، وقد نشرته في صحيفة "الحياة" التي كانت تصدر من لندن. وحين جاء إلى القاهرة للمشاركة في ندوة حول الشاعر أمل دنقل في الذكرى العشرين لوفاته، عام 2003، اقترح علي السفر معه إلى الإسكندرية لتغطية أمسية شعرية له، تقيمها مكتبة الإسكندرية. وبالفعل سافرت لأجل ذلك وكان معه الناقد الصديق صبحي حديدي، الذي ساعدني عبر سنوات في اكتساب ثقة درويش. وخلال جولة في شوارع المدينة وجدته يسأل عن شوارع بعينها وأماكن لم يعد لها وجود، فسألته: كيف كوّنَ هذه الذاكرة مع المدينة؟ فأخبرني أنه كان يزورها في سبعينيات القرن الماضي مع أصدقاء، عندما كان يعيش ويعمل في القاهرة في صحيفة "الأهرام" التي أعمل فيها أنا، وبدأت أساله لماذا لم تُجمَع مقالاته عن تلك الفترة، وما هي الأسباب التي جاءت به لمصر؟ وكان يجيب إجابات مختصرة جدًّا لكنها كفيلة بإثارة حماسي، وانتهى الحوار ليلتها بوعد قطعته على نفسي بأن أجمع مقالاته في مصر التي قال لي إنه غادرها على عجل ولم يفكر في جمع أرشيفه، وطلبت منه أن يكتب لي مقدمة، فضحك وورّط صبحي حديدي، الذي ظل بعدها يسألني في كل لقاء عما أنجزته في المشروع.
[صافي ناز والابنودي مع درويش في الغورية]
ودارت الأيام وتوفي درويش، إلى أن وصلنا لذكرى وفاته العاشرة، فقررت الاشتغال على فترة وجوده في مصر ومحاولة الاستقصاء عنها وبناء سردية صحفية تُنشَر على سبيل إحياء الذكرى. وبالفعل حدث هذا، وأثار الموضوع عند نشره في مجلة "الأهرام العربي" ردود أفعال قوية لأني تمكنت خلال رحلة البحث من العثور على وثائق وأرشيفات ومكاتبات رسمية، كانت تنشر لأول مرة، وبعضها كان محفوظًا في أرشيف العاملين في مؤسسة الأهرام، بين ملفات لأكثر من 100 ألف موظف عبر تاريخها الطويل. وبسبب ما أحدث الموضوع من ردود فعل، تقدّمت لجائزة دبي للصحافة العربية وفزت بالجائزة المخصصة لفئة الصحافة الثقافية دورة 2018/2019، فاقترح علي بعض الأصدقاء استكمال العمل والتوسع فيه ونشره في كتاب يتضمن الوثائق والأرشيفات، فبدأت رحلة أخرى لجمع مقالاته وتصنيفها وترتيبها والتفكير في إعادة بناء هذا الماضي بروايات مقبولة وموثقة.
(ج): ما هي الأفكار والأطروحات الرئيسية التي يتضمنها الكتاب؟
(س. م.): الفكرة الرئيسية في الكتاب هي التفكير في الأسباب التي دفعت النظام السياسي في مصر، عقب نكسة عام 1967، تبني شاعر فلسطيني شاب ينتمي لعرب 1948، وماهية السياق الذي دفع النظام لاتخاذ هذا القرار؟ وكيف تشكلت صورته في مصر؟ ولماذا أغفلت الكتب الكثيرة التي أُعدّت حول درويش تجربة عيشه في القاهرة؟ هل لأنها كانت قصيرة أم لأنها كانت قائمة على العلاقة مع نظام سياسي تخلى فيما بعد عن القضية الفلسطينية التي أصبحت "غير مرغوب" فيها؟
ثم ما هو الأثر الشعري الذي صنعته الشعرية المصرية، بنجومها أمثال صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وأمل دنقل، في بناء قصيدته؟
(ج): ما هي التحديات التي جابهتك أثناء البحث والكتابة؟
(س. م.): التحدي الأكبر هو حال الأرشيف في مصر، وهو حال مؤسف، إذ يعاني الباحثون من تعدد أوعية الأرشيف وصعوبات جمة في عمليات الإطلاع عليه. كما أن أكثر من 90 بالمئة من محتوى الكتاب معتمد على إعادة بناء السردية المتاحة في الأرشيفات الصحفية، ثم استنطاقها وملء فراغاتها، ولولا أنني أعمل في مؤسسة الأهرام لم أكن لأحظى بضربة الحظ التي انطلقتُ منها داخل الكتاب، وهي قرار ضمّه لفريق التحرير الذي وقّعه صحافي كبير مثل محمد حسنين هيكل شخصيًّا، وكان كفيلًا بخلق الحافز الأكبر للاستمرار وتحدي الصعوبات، فالوثيقة كانت علامة على سيري في الاتجاه الصحيح. ثم غامرت باستكمال الروايات المتضاربة من شهود أحياء، كلما واجهت سؤالًا بلا أجابة أبدأ رحلة عمل جديدة. كانت مغامرة كبيرة في تحدي الروايات السائدة والتفكير في خلق الرواية البديلة.
(ج): كيف يتموضع هذا الكتاب في الحقل الفكري/الجنس الكتابي الخاص به وكيف سيتفاعل معه؟
(س. م.): أظن أن هناك تيارًا يتسع عربيًّا الآن لإعادة ملء الفراغات في كتابة السير التي تخصّ قضايا أو أفرادًا، وهناك أساتذة كبار خاضوا قبلنا هذا المسار، فعلمونا الكثير. تعلمت كثيرًا من مؤرخ وصحافي قدير مثل صلاح عيسى، وصحافي آخر هو محمود عوض، ومن المؤرخ اللبناني الفذ فواز طرابلسي، وساعدني على إنجاز العمل دراستي للتاريخ بشكل أكاديمي وعملي في الصحافة الأدبية لسنوات طويلة. أردت الكتابة بلغة بسيطة تثير اهتمام القارىء، كما كنت معنيًّا بالحكاية وكان سؤالي: كيف يمكن أن تروي حكاية غامضة عن شاعر معروف للجميع؟
[في شوارع القاهرة]
كان هذا هو أكبر تحدٍّ؛ أن تغامر بطرح الأسئلة والكشف عن مفاجآت في ختام كل فصل، ومن ناحية أخرى، أضع كتابي بين الكتب المعنية بالسير والتاريخ، لأن من يقرأه وليست لديه المعرفة العميقة بتاريخ كبير عن الصراع العربي الإسرائيلي في ذلك التوقيت الصعب سيتمكن بسهولة من فهم التحولات التي كانت ترسم تاريخ المنطقة من 1967 وحتى توقيع كامب ديفيد 1979، الأمر الذي ينعكس على سيرة شاعر له تجربة فريدة في تمثيل القضية الفلسطينية داخل هذا الصراع.
وبخلاف ما هو سياسي، يُبرز الكتاب الطريقة التي كان يتشكّل بها الشعر والنثر لدى درويش، عبر إبراز النَّماذج الأولى من كتابات الشاعر النثرية التي تطوَّرت بعد ذلك، ودفعت نقادًا لتناول ما يُسمَّى بشعرية "النثر" عند درويش.
تُتيح مقالاتُه الأدبية التي نُشرت للمرَّة الأولى، فرصة التعرف على مجمل تصوراته الفنية خلال تلك الفترة، وفيها يُطوِّر فكرته الشهيرة عن ضرورة تفادي الحب القاتل، كما تُظهر نفورَه من اختزال تجربته في الشعر النِّضالي، وتُبرز تصورَّاته عن سلبيات وإيجابيات المهرجانات الشعرية، التي تنامت بغرض تأكيد الدَّور المُقاوم للشعر، وتظهر مُعظم المقالات سخريته المريرة من حال الشعر في العالم العربي.
لا يخلو الكتاب في جانبه الوثائقي من مقالات رافقت تلك التجربة، ودعَّمت حضور درويش في مصر، وكلّها كانت لأسماء مهمة، أمثال: صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وغسان كنفاني وسميح القاسم.
(ج): ما هو موقع هذا الكتاب في مسيرتك الفكرية والإبداعية؟
(س. م.): كتبي قبل هذا الكتاب كانت إبداعية وشعرية، وهناك كتاب آخر عن الحركة الطلابية المصرية، وبالتالي كانت تخص مساري الداخلي، أما هذا الكتاب فهو عمومي بالمعنى الذي يلائم سيرة بلد كبير مثل مصر، وسيرة شاعر أقرب ما يكون إلى الشاعر الشعبي الذي عبّر عن قضية شعبه بإخلاص، وعن ذاته، لدرجة تعميم هذه الذات على الآخرين.
[صورة المؤتمر الصحفي محمد فايق الى جوار درويش ومدير اذاعة صوت العرب محمد عروق]
(ج): من هو الجمهور المفترض للكتاب وما الذي تأمل أن يصل إليه القراء؟
(س. م.): لقي كتابي اهتمامًا كبيرًا من قراء كثر، واهتمامًا إعلاميًّا ونقديًّا كبيرًا تمثّل في مئات التعليقات والمقالات التي كُتبت حوله في أغلب الصحف والمجلات العربية، إلى جانب لقاءات إذاعية وتلفزيونية كثيرة. والسبب في رأيي مرتبط بنجومية درويش الطاغية ومآلات القضية الفلسطينية التي تعيش ظرفًا عربيًّا مؤلمًا هي الأخرى.
ومن ثم كان الكتاب مناسبة لإدراك أن فلسطين لا تزال حاضرة لدى الأجيال الأصغر، فمن بين عشرات الندوات حول الكتاب، اعتبر مشاركتي في نقاش عبر تطبيق كلاب-هاوس مع فتيات من الخليج دون الثلاثين هي واحدة من أمتع المشاركات، لانهأ أظهرت أن الأجيال التي نظن أن ذاكرتها لا تحتمل قضايا كبرى بحجم قضية فلسطين لا تزال تسعى لبناء روايتها عن الموضوع، وهي رواية تستشعر الألم الفلسطيني وتقدّره.
(ج): ما هي مشاريعك الأخرى/المستقبلية؟
(س. م.): في الوقت الحالي أعمل على كتاب حول الثقافة الشعبية في مصر وموقعها في الحياة اليومية، انطلاقًا من خطاب النقد الثقافي.
مقتطف من الكتاب: اللقاء مع الرجل ذي الظل الأخضر
في إطلالة تلفزيونية، قدمت سفيرة فلسطين السابقة في باريس، السيدة ليلى شهيد، رواية تدعم الفرضية القائلة بأن السفيرالمصري في موسكو، مراد غالب، هو من رسم لدرويش خطوته الثانية .
ففي مقابلة معها جرت لصالح محطة فرنسا 24، قالت شهيد التي كانت وثيقة الصلة بدرويش "إن جمال عبد الناصر قابل محمود درويش خلال زيارته السرية لموسكو وقدّم له دعوة للإقامة في مصر".
واعتمدت شهيد فيما روته، على رواية مباشرة من الشاعر الراحل، إذ أسَرَّ لها ذات مساء، قائلًا "سألني عبد الناصر في المقابلة ماذا تفعل هنا في الثلج"، فقلت "بسبب أوراقي الإسرائيلية لا أستطيع الذهاب إلى أيّ بلد عربي؟".
لكن رئيس مصر، بحسب رواية ليلى شهيد "أرسل له بعدها جوازَ سفر دبلوماسيّ مصريّ، وهكذا تيسر له الانتقال إلى القاهرة بترتيبات استثنائية.
وتضيف "أعطى عبد الناصر الأوامر بأن يعامل درويش، الذي لم يكن تجاوز عامه الثلاثين مثل أكبر المثقفين". ولولا هذه الالتفاتة التي قدَّمها عبد الناصر -حسب قولها- ما تمكّن درويش من التواصل مع العالم العربي ومواصلة رحلة الخروج من إسرائيل.
***
لا توجد لدينا شواهد لنختبر صحة واقعة اللقاء الذي جمع جمال عبد الناصر ومحمود درويش في موسكو، فلم يوثق في أي مصدر، إلا أن ما يمكن تأكيده أن عبد الناصر زار موسكو أكثر من مرة خلال الفترة التي كان درويش يدرس فيها هناك، ومن بين تلك الزيارات هناك زيارة سرية لم يكشف عنها، وكان الغرض منها الحصول على صفقة لتسيلح الجيش المصري، فمنذ ديسمبر/كانون الأول عام 1969، أصيب عبد الناصر بأزمة قلبية، وكان يعاني جلطة في القلب تضاعَف تأثيرها بسبب إصابته المزمنة بمرض السكري الذي اشتدَّ عليه بعد نكسة يونيو/حزيران، ولذلك أخذ يتردد على الاتحاد السوفييتي للعلاج وللاستشفاء في "سخالطوبا والقوقاز"، وهي مناطق مشهورة بالمياه المعدنية التي تساعد على تحسين الدورة الدموية.
كانت الزيارات تشمل إلى جانب الاستشفاء بطبيعة الحال أمور الدولة من مباحثات عسكرية وسياسية مرتبطة بالوضع في الشرق الأوسط، في ظل "حرب الاستنزاف"، حين زاد اعتماد مصر على مساعدات روسية في مجال التسليح.
مع قيام الجانب الإسرائيلي بالتصعيد وضرب منشآت مصرية مثل مدرسة بحر البقر ومصانع أبو زعبل، أصبح الشرق الأوسط منطقة للتوتر، وزاد من صعوبة الوضع أن الرئيس الأميركي نيكسون، الذي فاز برئاسة الولايات المتحدة عام 1968، اتسمت سياساته في المنطقة اعتبارًا من العام 1969، بالسلبية واعتمد على الأدوار التي يؤديها هنري كسينجر، مستشاره للأمن القومي، الذي كان مقتنعًا بسياسة "عدم تحريك الموقف".
لو قبلنا رواية ليلى شهيد فالأرجح أن اللقاء الذي جمع جمال عبد الناصر ومحمود درويش في موسكو قد تم في الزيارة الأخيرة التي قام بها عبد الناصر إلى الاتحاد السوفييتي في يوليو/تموز 1970، أي قبل وفاته بشهرين فقط، وبعد 4 شهور من استقرار درويش في المدينة التي وصلها في مارس/آذار من نفس العام.
[وثيقة تعيين درويش في الاهرام بقرار هيكل]
كانت معنويات عبد الناصر خلال تلك الزيارة عالية جدًّا، بسبب نجاح القوات المصرية في إسقاط سبع طائرات إسرائيلية خلال يوم واحد، وأظهرت إسرائيل رسميًّا انزعاجها من تزايد خسائرها العسكرية، ما دفع الولايات المتحدة للتقدم بمبادرة روجرز الثانية، وقد تلقى عبد الناصر هذا المطلب في حديقة المصحة العلاجية التي كان يتطبّب بها في موسكو، كما يشير مراد غالب في مذكراته.
وربما في هذا اللقاء الذي تُرجِّح شهيد حدوثه، تعرَّف درويش لأول مرة إلى محمد حسنين هيكل، الرجل الذي سيلعب فيما بعد دورًا مهمًّا في تجربة درويش المصرية، إذ كان الصحافي الشهير من بين من رافقوا جمال عبد الناصر في تلك الزيارة، وروى هيكل الكثير من وقائعها في كتابه "زيارة جديدة للتاريخ"، واصفًا مراد غالب بـ"الرجل الذي تُفتح له الأبواب المغلقة" دون أن يأتي بطبيعة الحال على ذكر هذا اللقاء الذي تؤكد شهيد أن الشاعر احتفظ بتفاصيله ضمن أسراره.
في حين يؤكد المترجم السوري فاروق مردم بك، وهو أحد أقرب أصدقاء درويش، أن عبد الناصر لم يقابل درويش مطلقًا "أكد لي درويش حين سألته عن هذا اللقاء وأكد أنه لم يتلق بعبد الناصر لا في موسكو ولا في القاهرة، ولكن عبد الناصر رحّب لمراد غالب بفكرة استضافة درويش في مصر وهذا ما كان".
من الواضح، كما تبيّن الوقائع، أن السفير المصري في موسكو مراد غالب لعب الدور الرئيس في تدبير انتقال درويش من موسكو إلى القاهرة، ليس فقط بحكم منصبه أو مسؤولياته السياسية، إنما لاعتبارات الصداقة التي نمت بينه وبين الشاعر. فقد أشار في مذكراته إلى محمود درويش مرَّتين، دون أن يأتي على ذكر واقعة اللقاء (المفترض) بين ناصر ودرويش، مما يضفي ظلالًا من الشك حولها، وفي المرَّة الأولى التي أورد فيها اسم درويش وصفه بالصديق، ونقل غالب تعليقًا للشاعر على أداء مصر خلال حرب الاستنزاف، وفي المرة الثانية أبرز رأيًا لدرويش على أهم أحداث حياة مراد غالب حين فقد منصبه في عضوية اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي وكانت أعلى تنظيم سياسي في مصر.
***
لم يكن موت عبد الناصر حدثًا عاديًّا للجميع، بمن في ذلك أعداؤه الذين كانوا يحترمونه أيضًا، وعلينا أن نتخيل أثر هذا الخبر على شاعر فلسطيني شاب تلقى وعدًا بأنه سيكون ضيف عبد الناصر في القاهرة، وأنه لن يعود مجددًا إلى إسرائيل.
تلقى درويش نبأ موت عبد الناصر وهو في موسكو، وتولى إبلاغه لرفيقه ومعلمه إميل توما الذي كان يراجع رسالته للدكتوراه عن الوحدة العربية، وكان درويش بتعبيره في الرسائل التي كتبها إلى سميح القاسم يدرس كتاب "رأس المال" لكارل ماركس صفحة صفحة، بافتنان وقد كتب "كنت أول من أبلغ توما نبأ وفاة عبد الناصر فقال: هذا ليس معقولًا، سيأتي السادات، وبعدها قضينا أكثر من مساء طويل نستمع إلى التريو لتشايكوفسكي".
وفي كتابه "ذاكرة للنسيان"، الذي كتبه بعد تلك اللحظة بسنوات طويلة وصف ناصر بأنه "الكبير الذي خاطب في سكان هذه القارة المجهولة فسيفساء حاسة الغياب المرهفة، وسمى من النهر ضفافًا تخفي ما في النهر من وحل، وطوائف، ونفايات صليبيين كانت تجدد حياتها في هدوء الظلام، خلف دوي الخطاب".
بعدها كتب درويش قصيدة "الرجل ذو الظل الأخضر" وهي واحدة من أكثر مرثيات جمال عبد الناصر تأثيرًا وجماهيرية.
[قصيدة سرحان يشرب القهوة]