حرز مكمكم، أحمد ناجي
(دار صفصافة، القاهرة، 2020)
جدلية (ج): في البداية، ما معنى "حرز مكمكم"؟
أحمد ناجي (أ. ن.): الحرز هو مفرد الأحراز، وهى في اللغة القانونية الأدلة التي تثبت الجريمة. مثلًا إذا ضُبط لص وبحوزته المسروقات، فهذا هو حرزه.
مكمكم صفة من الكمكمة، وهى في القاموس "الستر بالثياب"، وذكر لسان العربي "أن عمر، رضي الله عنه: رأَى جارية مُتَكَمْكِمة فسأَل عنها فقالوا: أَمةُ آل فلان، فضرَبها بالدِّرّة وقال: يا لَكْعاء أَتَشَبَّهِين بالحَرائر؟ أَرادوا مُتَكَمِّمة فضاعَفوا، وأَصله من الكُمَّة وهي القَلَنْسُوة فشبه قِناعها بها".
وقد انحرف المعنى في العامية المصرية ليُطلَق على الشيء المستور المغطى حتى أصابه العفن أو العته، فمثلًا الثياب القديمة إن تُركت في الخزينة لسنوات دون تهوية يقال عليها "كمكمة". وكانت أمي توصيني دائمًا بعدم ترك الملابس في الغسالة ونشرها فورًا حتى لا تصيبها "الكمكمة".
أما في السجن، فيُطلَق لفظ "حرز" على المسجون "الشمال" - وأتمنى ألا تسألني يعني إيه شمال - أو المسجون "اللي مش سالك". أما وصف "حرز مكمكم" فهو من أشد وأقسى المسبات المستخدمة في السجن، إذ شاهدت في مرة مسجونًا كا أن يفقد عينيه لأنه وصف مسجونًا آخر في خناقة بأنه حرز مكمكم. أن تصف مسجونًا بأنه حرز مكمكم، فهو يعني أنه ذات نفسه هو "الحرز"، هو دليل الاتهام، وهو السبب في سجن نفسه ومن معه، أما وصفه بالكمكمة فمعناه أنه سيظل في السجن للأبد، لأنه حرز مكمكم.
استخدام المصطلح كعنوان للكتاب نظرًا للتقاطعات المتعددة، والإشكاليات الإبستمولوجية التي يطرحها الكتاب. فهو كتاب عن الكتابة، التي هي دليل اتهامي/حرزي، لكنه أيضًا كذلك حرز خفيّ، أما لماذا هو بالحرز الخفي، فأدعوك لتقرأ الكتاب لتجد إجابة على تلك الأسئلة.
أحب أن أنوّه أيضًا أني استلهمت العنوان من أغنية الفنان رضا البحراوي "حديد" التي كتب كلماتها الشاعر محسن الشبراوي، وكذلك مهرجان "حرز مكمكم" للفنانين كاتي ونانا وشرارة، وهي من كلمات شاعر العامية الكبير "الجن والأسطورة".
(ج): كيف تبلورت فكرة الكتاب وما الذي قادك نحو الموضوع؟
(أ. ن.): قادنى نحو المشروع السجن.
أما كيف تبلورت فكرة الكتاب، فلأنه حين راجعت معظم كتابات أدب السجون وجدتها تتحدث عن السجن السياسي، وتتكلم عن المعركة والنضال والتنظيمات السياسية والرفاقية، وأشكال المقاومة، وهو أمر بعيد تمامًا عن تجربتي كمسجون بتهمة مخالفة الآداب العامة ومصنّف مع مروجي الدعارة وبائعي الهوى والنصابين والمزورين والقضاة وضباط الشرطة والجيش الفاسدين.
كان هناك رغبة، لا في تسجيل التجربة أو الشهادة للتاريخ، بل لفهم كل ما حدث والحوار معه، لكي أتمكن من إعادة بناء ذات جديدة تهضم ما مضى وتعاشره وتعشره، وتستولد المستقبل من رحم الحاضر واللحظة الراهنة التي هي بغير تأكيد لحظة فارقة مثل كل لحظات حياتي.
(ج): ما هي الأفكار أو القصة الرئيسية التي يتضمنها الكتاب؟
(أ. ن.): مثل كل أعمالي وما أكتبه، فالفكرة الرئيسية ومحور العمل هو: الحب والصداقة.
(ج): ما هي التحديات التي جابهتك أثناء الكتابة؟
(أ. ن.): لا شيء إلا ما يواجهه كل كاتب؛ كيفية تدبير الوقت اللازم للكتابة، ضمن مشاغل الحياة وضغوط العمل والحاجة المادية، أتمنى يومًا أن أصبح مليونيرًا حتى أتخلص من هذه التحديات والضغوط، وأفرغ وقتي للطهو والكتابة وتعلم صناعة الكوكتيلات وأستثمر مليونًا في إنشاء جائزة أو منحة باسمي تمنح للكاتبات أو الكتاب للتغلب على مصاعب الحياة وتحديات الكتابة.
(ج): كيف كنت تكتب داخل السجن، وكيف تعامل السجناء مع هذا الأمر؟
(أ. ن.): بالنسبة للجزء الثاني من السؤال، فكل السجناء يكتبون. الكتابة في السجن ليست نشاطًا مقدسًا يمارسه المرء في برج عاجي، بل الجميع يكتب. بعضهم قد حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات يجد في الكتابة استخدامًا مناسب للوقت، يفقد الكاتب تميزه داخل السجن. في حالتي نظرًا لطبيعة قضيتي فقد حذرني مدير مباحث السجن من النشر أو تهريب أي رسائل للخارج، مقابل السماح لي بالاحتفاظ بدفتري الأسود والكتابة فيه، لكن لأني كنت أعرف أني أكتب تحت ظل الرقابة وربما نتعرض للتفتيش في أي لحظة فكنت أكتب بما يشبه الشفرة، وجمل وكلمات مختصرة خاصة جدًّا.
بالنسبة للشق الأول من السؤال، فربما يكون مفيدًا مشاركة هذا المقطع معك:
"رفيقي كان يسكن مصلبًا مجاورًا لي. جميع المصالب في عنابرنا كانت مبنية من الخرسانة المسلحة والأسمنت، وبين مصلبي ومصلبه يوجد حاجز إسمنتي بارتفاع عشرة سنتيمتر، كنا نضع عليه كرتونة تحتوي على علب السكر، والقهوة، والشاي، والنسكافيه، إلى جانب بعض قطع البسكويت أحيانًا، وعلبة الزيتون الأسود الذي أدمن مضغه، وكتبي. أما أوراقي والكرّاس الذي كنتُ أكتب فيه روايتي فكنتُ أضعه أسفل المرتبة التي أنام عليها.
على ضوء اللمبة حيث أقرأ ترجمة عربية لرواية "أطفال منتصف الليل" لسلمان رشدي، يسهر رفيقي الليل وهوم يكتب على ورق فلوسكاب خطابات طويلة من صفحات متعددة، يكتب بالقلم الأزرق، وأحيانًا يخرج قلم التصحيح الأبيض، يهزّه، ويمسح حرفًا خطأ أو جملة ندم على كتابتها. كان لديه شغف جنوني بكتابة الخطابات، وكنتُ أحسده على قدرته الجسدية على الكتابة لفترات طويلة بهذا الشكل.
لطالما كان لدي مشكلة مع إمساك القلم والكتابة لفترات طويلة، في الامتحانات كنتُ أحيانًا أختصر في إجابة الأسئلة، ولا أكتب كل ما أعرفه لأن يدي متعبة. منذ المراهقة بدأت في كتابة قصصي ويومياتي على الكمبيوتر، وبعد التخرج هجرت الورقة والقلم. والآن في السجن كنت أتعلم من جديد كيفية إمساك القلم وكيفية الكتابة على الورقة ذات السطور.
أولًا تمكنا أنا وشريكي من شراء عدد قديم من مجلة زهرة الخليج، وهي مجلة اجتماعية ذات طباعة إماراتية فاخرة. كنا نستخدمها كمسند للكتابة نضع فوقها الورق. نضعها فوق الفاصل الخرسانى بين المصلبين ونكتب عليها. كان يحفظ أوراق رسائله داخل صفحات المجلة. لكنه أقصر مني لذا كان بإمكانه الكتابة في هذا الوضع، أما أنا فبعد أول خمس دقايق كنت أشعر بعظام وعضلات ظهري تصرخ من الألم. جربت الاستناد بظهري على الجدار ووضع مجلة زهرة الخليج على فخذي مع ثني الركبتين، وكان هذا أفضل وضع للكتابة وصلت له.
قسّمتُ فترات الكتابة حَتَّى لَا أشعر بالإرهاق سَرِيعًا. أكتب فقرة ثم أفرد جسمي حتى لا أفاجأ بعظامي وقد طُبقت وأُغلقت على عضلات جسدي. ركبتى تطقطق، وفي الليل أستيقظ من آلام الركبة بسبب البرد والرطوبة والنوم غير المريح، أفرد قدمي فلا أستطيع فردها كاملة لأني أطول من المصلب، أظل ساهرًا أخاطب الألم عله يزول فأنام، وفي الصباح تؤلمنى مع كل ثنية. أضغط على أسناني متحملًا آلام الركبة المثنية وأنا أكتب بالقلم الجاف على الورقة مستندًا إلى فخذي.
لكل كلمة كتبتها في هذا الوضع داخل السجن ألمها وجُهدها. قلت لتكن هذه حياتك إذن أيها الكاتب، درّب نفسك على هذه الممارسة، هكذا ستكون حياتك فاستعد لاستخدامها".
(ج): كيف يختلف أو يتميز هذا الكتاب عن أدب السجون عمومًا؟
(أ. ن.): لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال لأني شخص مغرور جدًّا جدًّا جدًّا. ومثل معظم الكتّاب لدي ميول لجنون العظمة وأوهامها، بالتالي أحاول في المقابلات الصحفية السيطرة على هذه الأمراض بتلافي الإجابة على الأسئلة التي تضعني في مقارنة مع الآخرين، احترامًا ومحبة لهم، وأترك أمر تقدير ما أكتبه للآخرين ومن يقرأ.
(ج): ما هو موقع هذا الكتاب في مسيرتك الإبداعية؟
(أ. ن.): هذا سؤال محرج جدًّا، للأسف ليس لدي مشروع أو مسار أو مسيرة إبداعية. الكتابة بالنسبة لي هي ممارسة ممتعة وتواصل مع النفس والآخرين، اختيار أن ترى وتعرّف نفسك ككاتب هو اختيار لنمط حياة، تكون القراءة والكتابة محورها، وبالنسبة لي كل كتابة هي إعادة خلق لذات جديدة، تأقلم مع مرحلة عمرية، هضم لأثر الزمن على العقل والجسد والروح، إشراق أبدي بعد كل موجة اكتئاب وانطفاء. هذا الكتاب كان مهمًّا لا لمسيرتي الإبداعية بل لحياتي الشخصية، حتى أفهم ما حدث وأحوّل كل التجربة إلى نصب تذكاري ربما يرى فيه الآخرون ما يثير اهتمامهم ويجعلهم يطرحون أسئلة.
(ج): من هو الجمهور المفترض للكتاب وما الذي تأمل أن يصل إليه القراء؟
(أ. ن.): أكتب غالبًا وفي ذهني قارئ متخيل هو مزيج من خمسة أو سبعة أصدقاء. ثم بعد ذلك مهمة الناشر أن يحدد الجمهور المناسب للكتاب ويسوّقه لهم، تحديد الجمهور ليس مهنتي. أنا أصلًا أندهش جدًّا حين يخبرني أحد لا أعرفه أنه قرأ كتابًا لي.
الكتاب أيضًا منتج يستهلك فرديًّا، ليس كالسينما تشاهده مع الجماعة، بل تقرأ الكتاب لوحدك، هو علاقة بينك وبين المؤلف. لذا اسمح لي أن أشمئز جدًّا من استخدام كلمة جمهور عند الحديث عن الكتاب. لا يوجد جمهور يكتب له الكاتب، بل هناك قارئ، فرد واحد يقرأ الكتاب ويتفاعل معه بالإيجاب والسلب، أما طموحي الأكبر ولحظة التحقق بالنسبة لي فهي لحظة الحوار مع هذا القارئ، وفي معظم الحالات ينتهي الحوار بأن نصبح أصدقاء.
غالبية أصدقائي هم قراء لي، أو أنا قارئء لهم، لذا ففي النهاية المسألة بسيطة وواضحة جدًّا، أنا أكتب عن الحب والصداقة لأصدقائي الذين أعرفهم، أو الذين سيعرفونني في المستقبل.
(ج): ما هي مشاريعك الأخرى/المستقبلية؟
(أ. ن.): أعمل حاليًّا على مشروع كتاب غير خيالي/قصصي بعنوان "33 وفي الجنة". يركز بشكل أساسي على التقدم في العمر وما يحدث للرجال وأجسادهم، وكيف يؤثر التقدم في العمر على وعي الذكور بأجسادهم. يتقاطع كل هذا مع تجربتي في الهجرة إلى أميركا، وإعادة اكتشاف الذات والجسد في مواجهة البيروقراطية الأميركية والسياسات العرقية والصحية.
هي كتابة تمزج بين السيرة الذاتية، والتحليل التاريخي والغطس في الأرشيف، واللقاءات الصحفية. كل هذا في قالب ساخر يحتقر الحنين والنوستالجيا ويهرب من بكائيات وميلودراما الكتابة العربية عن المنفى والمهجر.
مقتطف من الكتاب
الكتاب كقناع
يعتمد التخفي على كبت الآراء التي تعبر عن مواقف طبقية أو سياسية أو دينية مع استعمال أكثر الصيغ الحيادية والمطروقة اجتمَاعيًّا في الإجَابةِ عن كل سؤال أو الرد على كل إيماءة، مع الكثير من عبارات مثل: معلش، والله كريم، وربنا يعينك، إلى آخره.
يتطلب القناع رسم ابتسامة هادئة، تمثيل الود والمحبة وتقبل الشخاخ الذي ينطق به الآخر، مهما حمل الخطاب من كراهية، وغباء، وعنصرية. ابتسم واعتبره نكتة، تظاهر بالبراءة وعدم إدراك حقارته.
استعملتَ القناع بِنجَاح فائق في معظم المناسبات الاجتماعية التي فُرضت عليكَ، وفي الظروف التي تطلبت منك الوجود في أماكن عامة، أو الاندماج مع البيئات غير المألوفة.
أثبت القناع كفاءته داخل السجن، خصوصًا في اكتساب احترام ومودة المسجونين والسجانين، لكن عبء ارتداء القناع طوال الوقت كان أثقل فعل على قلبي وروحي في السجن، بعد عبء انتظار مرور الوقت بالطبع.
كانت الكتب في الفترة الأولى هي الاستراحة التي يمكن خلالها نزع هذا القناع. تعمدت الرد على كل مَن يقطع اندماجي في القراءة ردودًا سَاهمة قصيرة ميتة، لإيصال رسالة لهم بأنني غير موجود معهم في الوجود، حين أرتدي قناع الكتاب.
مَثّل وجودي في مصلب علوي عبئًا أكبر، على عكس سكان المصَالب السفلية، فكل حركاتي وأشيائي الموضوعة في أكياس بلاستيك مُعلقة على مسامير في الجدار مكشوفة لجميع الأعين. كنتُ أعرف أن الغرض من وضعي هنا أن أكون تحت رقابة العصافير الموجودة في العنبر. كل كلمة أنطقها، وكل فعل، بل وماذا قرأتُ، ومع مَن تحدثتُ، وكم مرة دخلتُ الحمام، ومدة كل مرة، كل هذا يُنقل إلى الإدارة في تقارير مُتعددة من أكثر من مصدر، لكن أسفل قناع الكتاب أدخل في حجاب عن عالم المراقبة. في الكتاب أقابل أفرادًا لا حاجة لارتداء القناع معهم، بل نتناقش بجدية وحدة، ونرد على حجج بعضنا البعض، ونتخيل أحداثًا وافتراضات زمانية ومكانية، يندهش زميل ويهزني برفق: "أنت لسه في أول أسبوع، لحقت تكلم نفسك؟".
اليوم السابع، السبت 27 فبراير 2016
أنا أذوب في مصلبي من الملل، أقرأ رواية "بابا سارتر" لعلي بدر وأتمنى ألا تنتهي. أقتصد في مضغ كل صفحة؛ لأن انتهاءها يعني ثقلًا أكبر على صدري من الملل وبطء مرور الوقت.
أفكر في الطزطوز الجميل، في أجمل الطياز التي مرت علي. أشتاق للجنس، ولا أجد حتى مساحة للاستمناء. في الصباح كان فلان يخبط بيده ويطلب من شاغلي الحمام الخروج ويردد إفيه السجون الشهير: "كفاية لبن بقى هتسدّوا البلاعات".
الحب والأحبّة يبتعدون. أدرب الذاكرة بالكتابة وتسجيل الأسماء. أعزي الأحلام بالتمني. أتخيل الجميع معي في نويبع - سيناء، جالسون إلى مأدبة. كل أحبتي بجوار البحر وعلى الرمل أمام الطعام نضحك معًا بلا ضغينة.
نقطة الضعف التي أحاول السيطرة عليها هنا هي الغضب والانفعال. أي لحظة تفقد فيها السيطرة على أعصابك وثباتك الانفعالي عواقبها وخيمة. لا ترغب في النزول إلى الحبس الانفرادي.
اليوم في طرف أنفي يجلس شاعر غاضب.
ساعة التمام دخل أمين شرطة غليظ الملامح، يتمشى في ممر العنبر وعيونه مسلطة عليَّ. بادلته النظر لابسًا الوش الخشب. سأل بحدة، وقد ظن أني مجند متهرب من التجنيد:
- عسكري؟
- لا.
- اسمك إيه؟
- أحمد.
- محكوم؟
- آه.. واخد سنتين.
- بتشتغل إيه؟
- صحفي.
هز رأسه ثم تركني وانصرف.
ضرورة الحزق لولادة الأدب
خلعت ملابسي ثم قرفصت جالسًا في وضع التبول لكن بعيدًا عن عين الكابينة البلدي. أغمضت عيني في تركيز وكتمت أنفاسي مستجمعًا قوتي في عضلاتي وحزقت، شعرت بأثر الضغط في أمعائي لكن بلا نتيجة، لم يخرج شيء. أخذت نفسًا آخر وكررت الأمر ثانية بلطف أولًا ثم بقوة أكبر قليلًا، شعرت باستجابة عضلات دبري هذه المرة، لكن لم يخرج شيء بعد.
حزقت أكثر فظهر طرف الكيس البلاستيكي خارجًا من صرم طيزي. أوجعني الألم لكن مع كل حزقه يبرز الكيس ويتعاظم شعور الراحة، مددت يدي وأمسكت بأصابعي طرف الكيس، وبالتزامن مع الحزق سحبت الكيس خارج صرم طيزي، وبفضل كريم الشعر الذي دهنته سابقًا كانت الولادة/الإخراج انسيابية، حتى خرج كاملًا وبداخله الأوراق مطوية على شكل أسطوانة وقد علقت بعض قطع الخراء بالكيس الذي يغلفها.
فتحت المياه، وتحت القطرات المنسابة من الدش غسلته مزيلًا آثار الخراء وكريم الشعر قدر المستطاع، فردت الكيس فاستوت الأوراق التي يحتويها.