[شاعر وناقد سوريّ، حائز دكتوراه في الدِّراسات الأدبيَّة من جامعة دمشق 2015. بدأ بنشر الشِّعر والدِّراسات النَّقديَّة منذ العام 1999. بعض من مؤلفاته: (قبلَ غزالة النَّوم)، 2006. (انزياح أساليب الوجود في الكتابة الإبداعيَّة بينَ مُطابَقات العولمة واختلافاتِها)، 2019. (مَأخوذاً بجَمالٍ ثانٍ)، 2023].
يعودُ الوحشُ إلى ما يظُنُّ أنَّها ذاتُهُ،
فتَزِيغُ بينَ يديْهِ الدَّلالاتُ،
وتَسِيلُ عطراً مُلتبِساً بالنَّارِ.
...
يُلقِي التُّهَمَ على خِداعِ الطَّريقِ المُنمَّقِ الأنيقِ
على تَمويهِ العابِرَينَ في باطِنِ ساعاتٍ ذهبيَّةٍ
وعلى وُعودِ التَّلويحاتِ البعيدَةِ الغامِضَةِ.
...
يعودُ، كي يَستأنِفَ الأسئلَةَ
فتُحاصِرُهُ ظلالُهُ المُبعثرَةُ
بأجوبَةٍ قد تُرْجَأُ
إذا صدقَتِ المَرايا معَ نُسْغِ الأشجارِ، لا معَ أغصانِها..
...
(وهذا ما لا يحدُثُ إلّا بتبادُلِ الحقيقَةِ والمَجازِ للخِياناتِ باستمرارٍ).
...
طريقُ الوحشِ مَرشوشَةٌ بماءِ زهرِ اللِّيبيدو الحزينِ.
...
ما أرادَهُ اللِّيبيدو منذُ نُعومَةِ الأُغنياتِ
هوَ تعريةُ الوحشِ تحتَ مِقصلَةِ الحُرِّيَّةِ
لا ترويضَ الخُطَى بوُصولٍ مُستحيلٍ.
...
/ كأنْ تُنظِّفَ المَسَامَ المقلوبَةَ
خَناجِرَ في نقْيِ العِظَامِ
منَ التَّلوُّثِ السَّمعيِّ والبصَريِّ
على امتدادِ أرصفَةٍ ثكلى على الجانبيْن
لكنَّ للعالَمِ مَداخِلُهُ التي لا يعرِفُها هوَ نفسُهُ /
...
بينَ الولادَةِ والموتِ
اللِّيبيدو ليسَ سُلَّمَاً للعُلُوِّ
ولا مُنطاداً للتَّرفيهِ
ولا حتَّى ذرَّاتِ هواءٍ مائلٍ.
...
ثمَّةَ قفلٌ بلا مفاتيحَ في حمَّالَةِ أثداءِ مُشعوِذَةٍ
يُقالُ إنَّها تُقيمُ معَ الأفاعي الصَّريحَةِ جدَّاً
في وادٍ مَجهولٍ..!!
...
الغابَةُ، كذلكَ، لها اقتراحاتُها
لفصْلِ الوحشِ عن وهمِ اللِّيبيدو الأثيرِ
لمَحْوِ رغبَةِ الأنا
بأنْ تُرفرِفَ ذاتاً
تحتَ غُيومٍ شاعِرَةٍ
أو فوقَ بحرٍ هرَبَ خارِجَ حُفرَتِهِ.
...
: الغابَةُ غيرُ المَوجودَةِ أصلاً.......
...
أقصَى ما يحلُمُ بهِ الوحشُ
أنْ يقتُلَ اللِّيبيدو
ويُذوِّبَ جثَّةَ الفراغِ بالأسيدِ
ثُمَّ أنْ يقذِفَهُ الطَّريقُ رُجوعاً
إلى أوَّلِهِ/ آخِرِهِ.
...
سلاماً أيُّها الرَّحَّالَةُ
في هَوادِجَ من سَرابٍ.