رغم طابع الزمن الحلزوني الذي يبدد أحيانًا الحدود الفاصلة بين الماضي والحاضر في عالم شُيد على النظم الحدودية، يمر الزمن ووقته في عقولنا وعلومنا على نحوٍ مستقيم لا يعرف الإلتواء. في أوقاتٍ يسير الزمن ببطء ممل حتى يشعر المرء بثقل خطواته الهابطة على الأرواح كالمطارق. وفي أوقاتٍ آخرى يركض الزمن هاربًا من الأيدي العديدة الممدودة التي تحاول يائسةً أن تمسك بأعناق اللحظة المتسربة دائمًا. في كلتا الحالتين يسير الوقت..
-
-
أيام بلا تاريخ
"علينا أن أن نتحمل أفكارنا طوال الليل، حتى
تقف البديهية النضرة في البرد بلا حراك" – والس ستيفنز
****
كان "الطويل" جالسًا في سيارة الترحيلات المكدسة بالرفاق وهو يدخن في صمت. على عكس رفاقه لم يكترث "الطويل" بالاقتراب نحو الكوة الضيقة لينظر من خلال الثقوب الحديدية كي يرى نبض الشارع الذي لم يتجسسه منذ أكثر من.. -
گيمر وبرتقال الوطن
تحت وطأة ما يسميه البعض بالحداثة وعملية التحدث التي تحمل بداخلها كل معاني الإستعمارية الرأسمالية نشهد اندثار كل ما لا يناسب قوالب هذه العملية. مع توغل رأس المال في واقع الكثيرين وتسلله في ثنايا الحياة اليومية تندثر عادات وممارسات كانت في الماضي جزءًا جوهريًا من الواقع المجتمعي. فيختفي بائع الحليب الذي كان يمر بالبيوت يوميًا وعربة الفول المتجولة، وتصبح فكرة التخ..
-
يم القاهرة
القاهرة مثل اليَم. لا يمكن أن تدخلها دون أن تلتقطك أمواج الصخب الهائجة. هل تخيل أحد عند وضع أساس هذه المدينة في القرن العاشر أنها ستتعملق وتخرج عن السيطرة إلى هذا الحد؟ وهل تخيل أحد أنها ستأوي ما يزيد عن عشرين مليون شخص بين أضلاعها؟ القاهرة ليست أكبر مدن العالم بالطبع، ولا تماثل بعض مدن الشرق الأقصى تعددًا ومساحةً، لكن هذا لا ينفي أنها قنبلة موقوتة من المكعبات الخرسانية والطرقات الأسفلتية التي يطغى عليها ال..