من أجل الكلمة الوحيدة
كمن يتمرأى في كوكب شارد
أتملّى الكلمات
علّني أعثر على صورتي ،
وما من عرّاف
يجهر بمعرفته
استنفدتُ الكثير من المرايا
من أجل الكلمة الوحيدة،
الكلمة، المطاردَة بالأفواه والأظافر
التي ستنعكس، أخيراً،
هناك،
عميقاً،
لكن في ما لا يُرى،
في زئبق المرآة
طاولة في مرج
لا أستجلبُ القصيدةَ قسراً
لكن انتظاري لها ليس بلا نهاية
أتحيّنها كي تكون معي
وهي كامرأة
لا يجب أن تُهجَر طويلاً،
وإلّا اختفت
لن أنتظرها، على مكتبي
فلا موعد بيننا
وكلّ الأمكنة قابلة للقاء،
لطالما حلمتُ أن أضع طاولتي
في مرج فسيح، مترامٍ
وكما لو أجلس الى امرأة
مع فنجان قهوة
فيما المرأةُ تتدفق حَولي وفيّ
نافورة ضوء
هكذا هي القصيدة
طبائعها لا تُحزَر
تنأى أو تقترب
مثل لغز، مثل سر
تحضر في الوقت الذي تختاره
وبالعطر الذي تفضّل
وقد لا تأتي،
بل اغواءاتها، فقط،
تصل
نسيان التعاليم
إنسَ التعاليم
إنسَ الوصايا
كُنِ التجربة
لا تتهيّب الهواء المعاكس
والمرأة النافرة
إنسَ القراءة
إنسَ الكتابة
إنسَ ما تعلّمت وما لا تعلّمت
إنس البدايات
إنس الطريق التي لا تقود الى المتاهة
جرّب أن تنسى براعتك في الندم
خض وحيداً في لُجّتك
واجعلْ لك من الهواء حصة
في هذا الوجوم العظيم
بضعُ كلمات
ما يتراءى لك أنه
غابات من الكلمات
ليس سوى وهم
إذ، ما هي إلا بضع كلمات
لكن
فيمَ ستُنفَق
في الحب،
في الكراهية
في البسالة...؟
أم في النزول، وقد غدتْ حبلاً،
الى زنزانة الذات
بمراياها الألف، المعتمة
وقد أُضيع مفتاح الخروج منها
الى الأبد
سؤال عن الزمن
الزمن ضباب عابر في مرآة
والمرآةُ خبَرُ العالم
صرتُ أخطّ على كل مرآة،
على كل جدار،
وعلى كل ورقة
ما الزمن؟
صرتُ أسأل كلَّ مَن أصادفه،
وكلّ ما أصادفه،
من الحجر حتى لحاء الأشجار المتغضّن
في تطوافي هذا
التقيت امرأةً
قالتْ أعرفُ سؤالك قبل أن تطرحه!
قلت في نفسي هذا ما أبحثُ عنه.
قالت لا تسأل، إلا من يقرأ قرارة نفسك
فهو جدير بأن يُجيب.
والأسئلة تطوف في نفسي، تتكاثر،
والفضول يدفعني لمعرفة هذه المرأة الغامضة،
حتى كدتُ أنسى سؤالي،
إلا انها بادرتني:
أنا ظلّ ما صادفته من حجر
أو ربما ذلك الحجر، ذاته، وقد سرى الزمن فيه
كما يسري في لحاء الشجرة
قلت ما سرّ المرآة؟
قالت ألم تقل أنت نفسك، انها خبَر العالم
وأقول لك، انها فجيعته.
وقبل أن تختفي
خطّت على الأرض:
كل ما تسأل عنه، تجده في داخلك،
لا شيء خارجك
فقط، اتبع، الضوء الذي ينبع من قلبك
لتصل،
لتعرف.